part 1

33K 688 66
                                    

تدور الاحداث حول الشابة الكساندرا، التي تكافئها الحياة بأب لا يعرف الرحمة ، فأجبرت على أن تعش واقعاً مقرر لها، من أبٍ استغلها غصناً مقطوعاً من شجره...
فهل ستكون أفضل من العيش تحت سقف يجمعها مع قسوه ابيها؟ أم اسوء؟ وكيف ستواجه الحياه مع اشخاص بما لا يستوعبه العقل؟

.
.
.
.
.

FlASH BACK ﴿
..
جالساً ينظر إليها بتمعن منذ وقت ليس بقصير وهي تقطع الخضروات لآكله ما، عاد به التفكير الى المعركة
التي كان يجب ان يخوضها للحصول على زوجه جميله كهذهِ، وكم أشقته الحياة ومصاعبها لتكون بين يديه، ثم عاد ذهنه بأخذه في جوله اخرى تعيد له ذكريات محاولاته الفاشلة بأقناع والديها لتكن من نصيبه ورفضهم المتتالي لكل محاوله يجريها، تسللت ابتسامه صغيره الى ثغره حين تذكر موافقه ابيها للزواج منه بعد إلحاح طويل منه في كل مره يتقدم للزواج منها، وها هي الان بشحمها ولحمها تقف امامه،
نهض من مضجعه واتجه محتضناً اياها من الخلف قائلاً :
مارتن: اليست بطنكِ منتفخه اكثر مما يجب؟
ابتسمت له وطبعت قبلة على خده فأردفت
ماري: يوماً ما ستخرج من بطني، اتظن انها ستبقى للابد؟
تنهد بقلة حيله وعاد لمشاهدتها وهي تقطع الخيار الى قطع صغيره، وهي تدندن باغنيه ما.
مرت الايام والشهور من اهتمام مارتن بماري خوفاً من الاذى عليها كونها حاملاً، حتى ذلك اليوم الذي غفلت عينه عنها، كان متجهاً نحو مكان عمله الذي اعتاد الذهاب اليه كل يوم الساعه ال9 صباحاً، في الوقت نفسه الذي كانت ماري تنظف فيه ارضيه الطابق الثاني، تذكر مارتن نسيان مفاتيح مكتبه الذي سبق وان كانت تتموقع على طاوله طعام في المطبخ، لعن في نفسه واستدار عائداً للبيت، اخرج هاتفه من جيب معطفه واتصل بزوجته لتسلمه المفاتيح عوضاً عن النزول وإضاعه الوقت، فعلى كل حال بدأ الوقت يتأخر عن العمل، تصفح ابهامه اسم ماري في الوقت الذي كان يقود السياره، اتصل بها مباشره فور لماحهِ اسمها، سمعت ماري صوت رنين هاتفها الذي اعلن عن اتصال احدهم، نزلت خطوات السلم دون النظر اليه فتزحلقت قدمها لعدم اداركها بمكان درجة السلم، فسقطت عده مرات قبل وقوعها ارضاً مغشياً عليها، شعر مارتن بالقلق لعدم تلقيه اي رد منها، فعاد لوضع هاتفه في جيبه واكمل طريقه الى البيت، طرق على الباب فور وصوله للبيت، ازداد قلقه واضطربت نبضات قلبه خوفاً. اخرج مفتاح البيت الاضافي وفتحه بسرعه، فأخذ يناديها، فتحت ماري عينيها ببطئ و شعرت بألم يكاد يمزق احشائها فصرخت بكل ما تملكه من صوت حتى شعرت بأن حبالها الصوتيه كادت تتقطع، هرع مارتن اليها والدماء تجمدت في عروقه، وشُحب وجهه اكثر حين رأى زوجته ممده ارضاً والدماء تحاوطها، وبدون اي تفكير حملها واتجه بها نحو اقرب مشفى، مرت الثواني عليه كالساعات وهو ينتظرها خارج غرفه العمليات، داعياً من اعماقه ان تكون بخير، وبعد ما يقارب ساعه اخرى خرج الطبيب متجهاً نحو مارتن الذي نهض اليه متلهفاً مذعوراً :
مارتن: دكتور.. اخبرني كيف هي ماري؟
شعر الاخر بصعوبه الامر على صاحبه فحاول ان يكن لطيفاً قدر المستطاع قائلاً:
-انا اسف حقاً، المريضه كانت تعاني من نزف حاد، واضطررنا لاخراج الطفل قبل ان نخسره هو الاخر، مازال لم يكمل نموه، لكن سيكون كل شيء على مايرام..البقاء في حياتك
وقعت كلماته كالصواعق على راسه، وأبه ان يصدق كلامه، فهو حتماً يكذب عليه!
-مارتن : لا لاا.. لا هذاا مستحيل، ماري لا تزال حية انا اعلم بذلك.. دعني اراها
اردف وهو يدفع الدكتور بعيدا عن وجهه متجهاً نحو الغرفه حيث تقبع حبيبته وزوجته، فأوقفه الدكتور ومساعده لعدم دخوله الى المكان، مما جعله عصبياً حد الجنون فاخذ يصرخ ويبكي ويحطم كل ما تقع عينه عليه، كان الفقدان أليماً وتجسد ثقباً كبير في فؤاده، وبدات كلمات الدكتور تعيد نفسها في ذهنه، طلب الدكتور من مساعده ان يعطونه حقنه لتهدأته
مارتن: ماااااااري.. كلااااا اتركني ايها الحقيرر!.. لا تلمسني!.. ماررررررري!!
كان اسمها اخر ما يلفظه قبل ان يغشى عليه، كان الهدوء باخعاً وقاتماً كالمنية، لم يرى الا السواد الذي بات يحاوطه، فمقت حملها والطفل الذي تسبب بمقتلها، ملقياً باللوم اجمعه على طفله المسكين، والذي عرف لاحقاً بأنها فتاة في غايه الجمال ، قاطعه صوت احدى الممرضات وهي تطلب منه ان يتبعها حيث تقبع طفلته، وحين وصلوا إلى سريرها، كانت مغطاة بقماش باللون الوردي الفاتح الذي يميزها عن الصبيان وكانت صغيره الحجم يتموضع جهاز التنفس على فمها واجهزه أخرى حولها، صوت خافقها كان يدوي في لوح الجهاز يدل على استقراره، نظرات الحزن تمكنت منه وعادت لتهطل دموعه من جديد، لكنه توعد بالشر لهذه الطفله التي سرقت زوجته منه، مرت الايام سريعا واجرى طقوس دفن تناسب زوجته ووعد بأنه سيزورها بين حين واخر، وحين عاد الى منزله، دخل غرفته يرمقها بقلب مجوف، كان عطرها مازال موجودا بالغرفة، وأحدى قمصانها مرمياً بأهمال على سريرهم، نظر إلى الجهه الأخرى حيث تتموقع عطورها ومستحضرات التجميل الخاصة بها موضوعه بطريقه في غايه التناسق والترتيب، اتجه نحو سريره ورمى بجسده عليه بقوه، فتسللت يده نحو قميصها سحبه بهدوء وشمه بقوة وكأنه أراد أن يحتفظ بعطرها المتبقي في جوف صدره!
كانت تلك اول مرة رأى بها تلك الكميه من حزن بعد فقدان زوجته، كان يفكر بالتخلي عن ابنته وعرضها بالتبني وكما هو الحال بكونها صغيره ولم يكتمل نموها بعد، ولكنه تخلى عن تلك الفكره وقرر أن يستأجر مربيه لابنته، وما سهل عليه الأمر صديقه زوجته التي لطالما كانت تعرض عليهم مساعدتها بتربيتها حين تولد زوجته....

سأنفـي جمـالكِ † ﴿ قيد التعديل﴾حيث تعيش القصص. اكتشف الآن