الفَصْلُ التَّاسِع و العشرِين| يزعمون أن الرياح إذا ما حركت رحال شيء فلن تعيده إلى مكانه إذا أبدا، ذلك أنها لا تجري لتعود رثاءً لدمعة شخصٍ، و أقول أنها تعود إن تطلب الأمر...
و أن جلالة اليد العليا التي حركتها تعيدها بمشيئتها من حيث أتت كما شقت البحر سابقا.
الحب الشيء الوحيد الذي تعبره الرياح دون أن تهزه و دون أدنى رغبة في إحتضانه و المضي به، لأن القرار دائما ما كان بيده، فلو ود أن يرحل لما إحتاج ريحا لذلك..
لأنه ليس جمادا كباقِ محمولات الريح، لأنه شيء مميز غريب و فاتن بالوقتِ نفسه، نستطيع أن نستنذِر نهايته منذ أن يبتدأ لكننا غير قادرين على توقعِ مساره، الحب شيء كهذا، غير ثابت و الأشياء التي تفتقر إلى الثباتِ دائما مؤذية مريبة.
الحب كأن تغرق و طوق النجاة معلق بعنقك، تغرق بكلك لأنك أفلتَّ الطوق ثقتا بمن تحب...
*****إستحالت غرفة أدريان القابعة في الطابق الثاني من المشفى ناصعة البياضِ إلى ركن معتمٍ و صامتْ، حيث لم يجد أحد موضوعا يفتتح به و يتحدث حوله و تنهد هو مغلقا حوار أنفاسهم العبثي و مثيرا بثغر والدته الرغبة في الكلام.
-سأبيت و ليان عندك إلى حين موعد العملية عزيزي.
إحتضنت يده و إبتسم يومئ لها في إمتنان موافقا رغبتها: أشكر لك ذلك لكنك قد تؤذين ظهرك بالنوم على الأريكة كما أن هناك واحدة فقط يا أمي.
-لا نقاش في هذا.
بحزم صرحت و بسط جوزيف يديه شارحا: نتدبر أمر سدير ثانٍ إن تطلب الأمر.
-هذا لا يحل شيئا، ماذا عن ليان؟
وجه الجميع نظره نحو الصامتة الوحيدة و همست على هدوئها مبتسمة: يمكن أن تبيت ليلة و أنا الأخرى، أينفع؟
زفر يومئ و واصل والداه الحديث براحة أكبر بينما بقيت هي باهتة بشوق تراقبه.
ترى به حبها و تسترجع إنبهارها الأول..وحده قادرٌ على جعل قلبها دافئا بحركة عادية فقط، حتى لو كانت مستائة كما هو الحال الآن بعد أن إقترحت قرارها له.
إبتسمت من إستيائه المستنكر شاردة بوجهه الفاتن حلوِ التقاسيم..لا يعرف لليوم قدر حبها له و لا يستطيع تخمينها و التفكير بالخطوة القادمة التي ستتخذها..لم يقدِّر بعد هذا الكم الهائل من الإهتمام و قد عانى من حب بغير إهتمام لسنوات طويلة، حبٍّ يسترجع بريقه بنفسه إن أصابه بهوت عقب الكلام أو عقب وضع الفواصل و النقط.
ليان لا تحبه فقط، بل هي و منذ البداية قد وقعت معه في معضلة عشقية لا مفر منها إلا لنهاية مفتوحة، سواء بأحرف تقرأ أو بكلمات تسمع، المهم أن تكون متبوعة بفراغ و نقطة تختصر كل الحديث..
أنت تقرأ
الرَّقْصُ عَلَى أَوْتَارِ الهَوَسْ✓|مكتملة
Romance"قِصِّتُنَا تُشبِه قِصٌَة سنْدرِيلاَّ يا عَزِيزِي، الفَرقُ أنهَا قَد ترَكت خلفَها حِذاءً فقَط حِين غَادرتِ الحَفلة أمَّا أنَا فتَركتُ قَلبِي، فَلاَ أنتَ بحَثت بِهِ عنِّي لاَحقًا و لَا أنَا عدتُ لأبْحَث عَنْه..." أدريان رجل أعمال ناجح،بارد و قاسٍ و ل...