٢٢|إلى أن ترى النور.

2.8K 184 57
                                    

الجُزْءُ الثَّانِي و العِشْرُونْ| أَنَا حِينَ أُنَاظِرُكِ لاَ أَعْرِفُ أَأَنْتِ بَشَرٌ مِثْلُنَا أَمْ شُعَاعُ نُورٍ مُنْصَرِمٌ عَنْ الشَّمْسِ، فِي وُجُودِكِ تَتَغَيَّرُ العَوَالِمُ وَ تَنْسَحِبُ المُغْرِيَاتُ جَمِيعُهَا لِتَبْقَي وَحْدَكِ شَامِخَةً فَوْقَ كُلِّ شَيْء.
*****

نحن حين نحب الأشياء و نهتم لها، نتعلق بها...حتى و إن كان قرارنا الترك فإننا في النهاية نبقى و لو بعد حين حاملين لعقدة مشدودة من الفراغ، نتألم للآلام التي تصلنا و نحزن للوعة المتروك و لو في نظره شنيعين حقرين نحن كنا.

نحن ببساطة نحب و المحب يترك بجسده و عقله، لكن القلب يبقى متشبثا بأضافر حاكها من لوعه الفراق خاصة ليتركنا معلقين على حبل موت.

هذا تماما ما واجهته ليان مع خبر الحادث الذي وصلها فراحت فجأة الدموع تزحف من عينيها و بدأت الأشياء تهتز و تتداعى في قلبها حتى كادت تسقط لولا يد ديلان التي التقت حول خصرها تحول بينها و بين بلاط الأرض.

تفاصيل المحكمة التي تحمل طابعا بنيا حديث منقوش بألوان ذهبية صارت فجأة بدون ملامح، تحولت إلى مجرد أضواء باهتة و أبواق السيارات فقدت صوتها و عجلاتها المتزحلقة الغاية من وجودها.

وجود الفكرة التي سمعتها لتوها كان وحده كفيلا بارجاف كل شيء و العبور فوقه.

خللت يديها بشعرها الأشقر والجة عالمها الخاص، عالم آخر كاد يسحب أنفاسها للإضمحلال و المضي لولا هز ديلان العنيف لجسدها.

كانت بحالة صدمة، لم تجد ما تقوله، الحروف هربت سابقا مع تحرك أجسادهم، ما بقى الآن بعد الخبر كان  صوت الأنفاس ليس إلا.

-هل أنتِ بخير؟

سأل يتدارك إرتجاف شفتيها العنيف و أسنانها التي تسطك من تلقاء نفسها، وضعت هي يدها تضغط على ثغرها بقوة علها توقف ما سبق...لكن لا شيء توقف... نفس العضلات تتحرك و تبعثر مكنون قلبها أمامهم من غير رغبة منها.

تعجب جوزيف من رعبها و راح يصرح مسرعا بنفاذ صبر مؤكدا على سؤال إبنه: هل إنتِ بخير ليان؟

ضغطت بيدها هذه المرة على جبينها و قد عادت الأصوات صاخبة كثيره فجأة مردفة بإهتزاز و ضياع مرعب لم يخفى على أحد: سأذهب معكم.

نظره ساشا كانت نظره عتاب و لوم لكن لؤي إكتفى بمراقبه كل ما يحصل عن صمت و إقتربت إيليا تسندهل و هي ترى قدماها التان لم تعودا قادرتين على حملها أكثر.

-ستأتي.

أردف راسم ببطئ بعد صمت كان وليد نظراته العميقة لألمها يقطع كل شيء و يحسمه.

إقتربت من السيارة ببطئ و حاولت لعده مرات فتح الباب فلم تستطع، يدها لم تعد تقوى على الحركة و ذلك أثار رعبها للغاية، راحت إيليا تفتحه و تساعدها على دخولها متمة لها علها تواسيها قليلا: سيكون بخير قالو ان لا جروح على جسده.

الرَّقْصُ عَلَى أَوْتَارِ الهَوَسْ✓|مكتملةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن