٤٥| إختطـاف.

1.3K 73 33
                                    

الفصل الخامس و الأربعون| أنا عالق في الحنين إلى أشياء لن تغادرني و لن تعود، عالق في توقع نهاية عادلة لنا، عالق في مراقبة الماضي و الرثاء له و هذا لن يكون بصالح أحد..
***

-إلى أين تنوين الذهاب الآن؟

سأل أدريان يخترق ذلك الصمت الخانق الذي عقب قبلته و ردت بهدوء تنظف حلقها: إلى شقتي الخاصة، سنصل في وقت متأخر أساسا.

أومأ بهدوء و سألت هي هذه المرة: مالذي جعلك تقرر أن تصير محققا؟

جرأتها و صراحتها و هي ترمي بقنبلة كتلك عليه بملامح مرتاحة جعلته يتساءل إن كانت حقا تريد أن تعرف أم أنها تود إختلاق حديث فقط.

-حادثة حصلت لي قبل عشر سنوات..

صمت قليلا متنهدا و راح يواصل سرد ما حصل مستذكرا كل شعور إنتابه يومها..

-لقد تم إختطافي و إثنين من أصدقائي من طرف عصابة إيطالية، أحد أصدقائي كان إبن رئيس عصابة بريطانية، كريس... أما الثاني فقد كان إبن أحد الأسر حديثة الثراء، لويس.. يومها تم إختطافنا لتهديد والد كريس، لقد قامو بتعذيبنا لثلاث ساعات بينما يشاهد والد كريس ذلك دون أن يرف له جفن، حين فقدو الأمل منه، أطلقو النار على لويس لقد رأيته يموت أمامي و لم يتحرك منهم أحد، كان ذلك أبشع منظر رأيته في حياتي، حينها قالو أنني من سأموت في الساعة التالية إذا لم يحصلو على مرادهم، ثم كريس لاحقا، كانت أسوء ساعات مرت في حياتي بأكملها، تنازل فيها والد كريس في آخر ثانية قبل موتي و وافق على ما يريدونه، أليس هذا سخيفا؟ لو أنه وافق منذ البداية لما مات لويس..و لكنه قرر تركي حيا! ليتني مت يومها أيضا..لقد خرجت لاحقا بدون روح، لقد كنت مراهقا فقط و لكنني كنت قد تلوثت بالفعل و فقدت روحي..

لم يدرك أنه كان يبكي إلا حين إمتدت يد ليان لتمسح الدموع الهاربة من عسليتيه قائلة بصوت دافئ إستلطفه: لست مضطرا لتواصل، لم أكن أعرف أن وراء قرارك هذا النوع من القصص.

وضع وجهه بين يديه متنهدا، يحاول أن يهدئ، رغم مرور العديد من السنوات إلا أنه لازال يبكي كل مرة و كأنها الأولى، لربما لأنه كان صديقه المفضل أو لأنه قد قتل أمام ناظريه، و لكنه يبقى وجعا لا ينسى في الحالتين.

-ماذا عنك؟ كيف قررت أن تصبحي رسامة؟

غير الموضوع بعد أن هدئ متهربا من نظراتها التي تكاد تخترق وجهه و أجابت تسايره: لأنني أحب الرسم.

أومأ بتفهم زاما شفتيه و ضحكت على ردة فعله تقول محاولة عدم النظر إليه: هل الوضع غريب بيننا إلى هذه الدرجة.

حين لم تجد إجابة منه حولت نظرها إليه لتجده يحملق بوجهها بنظرة مبهمة.

-ماذا هناك؟

سألت بإستغراب من صمته لتوقظه من شروده و رد بصراحة مطلقة: لم أركِ تضحكين منذ وقتٍ طويل.

الرَّقْصُ عَلَى أَوْتَارِ الهَوَسْ✓|مكتملةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن