٣٢|إِنْعَاشُ قَلْبْ.

3K 154 63
                                    

الجزء الثاني و الثلاثون| لقد كان يحبني بتناقض
يقول ما يسعدني ثم يدفعني للبكاء
يجعلني أبتسم ثم يطعنني بقلبي
يجعلني أحلق بكلمة و يبتر روحي بأخرى
لقد أحبني بما في اللغة من تضاد
يغدقني بحكي الشوق حين تفصلنا المسافات
ثم يشتهي أحاديث الفراق و نحن في لقاء
يتغزل بعيناي و بالسعادة حين يبكي
ثم يمزقني بكلماته ساخرا يضحك
لقد كان يحبني بجنون يدفعني للإكتئاب
ثم بإبتسامة واحدة منه أستغني عن الدواء!
أكان حبا؟
***

-٠٢-

آه من كلماتك يا ليان، كلماتك التي تشكلينني بها حسبما تريدين، تعجنين لي قلب فراشة ثم تحولينني إلى رماد، كلماتك التي تعيث بقلبي أملا و حنينا و شوق، كلماتك التي كما تستطيع جعلي غاضبا ترضيني بثانية فأعود في حالة حب مخدر الحواس.

يومها حين وضعت رسالتك و مضيتِ، ترددت في أن أحتضن يدك و أبقيك جواري ليلتها، كما سبق و بقيتِ ليالٍ كثيرة!

ترددتُ و حين قرأتُ ما كتبتِ وددت لو أخلع عقلي الذي يحكمه المنطق و قلبي الذي نبض متأخرا و نحن على شفا الفراق، وددت لو أمسك يدك دهرا لأطفئ ما بقلبي من إحتراق، رسالتك تلك إخترقتني يا ليان، بينما أنتِ كنتِ تتخبطين بين مآسيك و تضيعين بين أفكارك، كنت أنا مرتاحا أفكر في طريقة لإعتراف بالحب لاينسى، بينما أنتِ تحتاجين كلمة واحدة للبقاء، كنت أنا أعد كلمات تحتاج طاولة لقاء، بينما كدتِ تفلتين مني أدركت كم كنت أنانيا حين إحتفضت بمشاعري لنفسي، بينما أنتِ تكتمين أوجاعا رأَيتِها أكبر من أحملها معك..

أناني أنا في كل ما يتعلق بك!، أود لو أكون الوحيد الذي يحتضنك بينما أنتِ تجهشين بالبكاء، أخبئك بروحي و أمسح دموعك بشريان قلبي، أمزق جلدي لأضمد جراحك و ألعق كل خدش تسببت به كلماتي ذات يوم، أود لو أكون الوحيد الذي يقبل كرزيتك ثم يدفن أنفه بعنقك، الوحيد الذي يمسح على شعرك و الوحيد الذي يضيع بين شاماتك، أود أن أكون الوحيد الذي يسمع كلماتك، و الذي تمسكين يده طوال حياتك، أود أن أعلق بك و أن أقيدك إلى قلبي إلى الأبد، إلى يوم أمسح فيه على ضهر كفك آخر مرة و أقبل أناملك ثم أضيع بين تفاصيل وجهك، أواسي دمعة منزلقة على خدك و أغرق في عينيك إلى ما لا نهاية..

أنتِ يا ليان إمرأة أود أن أحبها كل يوم حبا جديد، لا أريد أن أتوقف عن الوقوع بحبك، لا يهم سواء كنتُ في القاع أم لازلت في طريقي إليه، أود أن أخترقه و لا أتوقف عن الوقوع في غرامك و الهيام بك، أنتِ إمرأة أود أن أحبها بتميز و إبتذال، أود أن أختبر بك كل ما إختبره العاشقون قبلنا و ما لم يصلو إليه بعد!

أود أن أداعب شعرك بكفي بينما رأسك يتوسد حجري و أن أقرأ لكِ ديوان غزل، أود أن أشرب قهوة تصنعينها أنتِ بينما أنا أراقبك تختلسين إلى النظرات و ترسمينني بدون ألوان، أود أن أنقل الفحم على يديك لوجهي كل مساء، أن أقبلك تحت المطر كل شتاء و أقف بك تحت الثلج بينما نحتسي الشاي، أود أن أشاركك منزلي و طقوسي الخاصة، أن أدمجك بواقعي و تذيبيني في رقتك، أود أن أكتشفك أكثر أن أعيث فوضى جميلة بحياتك الرتيبة تلك، بإختصار..أريد أن أحبك يا ليان حبا لا تعرفينه و لا أعرفه، أود أن أخوض بك الحياة، أن أستشعر بك الراحة التي هربت من أيامي، فبعيناكِ شفاء لكل داء ينخر بداخلي.

الرَّقْصُ عَلَى أَوْتَارِ الهَوَسْ✓|مكتملةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن