الرَّقْصُ عَلَى أَوْتَارِ الهَوَسْ✓|مكتملة

٤٣|فقط من أجلك.

الفصل الثالث و الأربعون| كانت دائما تكبح مشاعرها، حتى حين ودت الصراخ حقا و واتتها الشجاعة لفعل ذلك وجدت صوتها قد إختفى..
خنقتها كل تلك الكلمات التي لم تقلها
و مزقها كل ذلك البكاء الذي أخفته
حينها فقط أدركت معنى أن يموت المرأ من فرط كتمانه
لأنها كتمت الكثير من الأمور السخيفة كرغبة في ضرب أحدهم أو في جرحه بالعمق الذي جرحها به و ذلك كان حقًّا أكثر من كونه ميزة!
مشكلتها دائما كانت في التفريق بين ما يجب إخراجه و ما يجب كتمانه، لربما بدت غامضة بذلك الشكل و لكن ذلك قتلها في نهاية الأمر..
قول الكثير قد لا يكون بذلك السوء دومًا؟
***

فوت و كومنت💕

إرتدت ليان فستانا دافئا في السادسة مساءً، كان ذا لون أسود إختارته مرفقا بمعطف أحمر، إرتدت شالا و حذاءً أسودين و قررت أن تزور هذه المرة أختها دون عدسات بمناسبة عودة أخيها جاك إلى إيطاليا، قررت هذه المرة الإعتناء بهما جيدا تعويضا على الفترة التي قضتها بعيدة عنهما.

غادرت غرفتها بعد أن تحققت جيدا من شكلها في المرآة، و لاحضت الورقة فوق طاولة الزينة لتتذكر موعدها عند طبيبة النساء، بعد أن نامت صباحا إستيقظت تشعر براحة غريبة، و كأن روحها التي سحبت منها سابقا قد عادت إليها، تكره تأثيره بهذه الطريقه عليها و تحب الراحه المنبثقه في وجوده بنفس الوقت، هذا الكم من التناقض هو ما سحبها فعلا إلى القاع.

غادرت غرفتها تحاول تجاهل الأفكار التي راحت تغزو عقلها و توجهت نحو المطبخ منغمسة في التفكير و قد قررت شرب كوب ماء قبل أن تغادر.

-لم تتناولي شيئا بعد.

صدح صوت أدريان و كادت تبصق الماء من صدمتها ثم راحت تقول فور أن تخلصت من تفاجئها و هي تلقي نظرة فاحصة على وجهه: ألم أطلب منك المغادرة؟

-و أنا أخبرك أنني سأبقى حتى تتعالجي.

رد أدريان بهدوء يحاول تحضير شيء ما لها في حين تنهدت بعمق تتكأ بيدها على طاولة المطبخ قائلة بنفاذ صبر: لست في مزاج لك، قبلت مساعدتك في قضية والدي فقط، لهذا توقف عن إزعاجي و غادر.

-مساعداتي تأتي على شكل مجموعة لا يمكن تجزأتها.

رد يشرح لها بإبتسامة و زفرت بعمق من طفوليته التي يستعملها في غير وقتها...إستدارت مغادرتا المنزل و قد قررت تجاهله لبعض الوقت، فغزوه مساحتها الشخصية بهذا الشكل لا يمكن ان يتم تمريره بدون كلام.

-تناولي شيئا ما قبل أن تغادري.

صاح من المطبخ و قابله صوت إغلاق باب المنزل العنيف لينهد جالسا على أحد كراسي المطبخ بإعياء، هذا التحسن البطيء لعلاقتهما يكاد يكون منعدما و لكنه ملحوض.. و هذا إن دل فإنما هو يدل على أنها بدأت تتجاوزه فعلا.. في حين هو عالق و سيعلق للأبد! فمسامحتها له بعد فعلته مستحيلة!