٠٣|ذو أعين الكاراميل.

7.1K 346 89
                                        

الجُزْءُ الثَّالِثْ|نَتَوَقَّفُ عَنْ التَّخَدُّرِ بِالذَّاكِرَة حِينَ يُعَوِّضُ الوَاقِعُ فَرَاغَهَا جَيِّدًا.

******

الأمور التِّي نود حصولها قلما تحصل، وحدها الأمور التي تربكنا تحصل و بقوة.

لم تبقى دموع للبكاء، لم تبقى صرخات كافية لتعبر الحنجرة، وحده صمت رهيب قد بقى.

متعبة من أغاني الحب، من ألحان الفراق المتأخرة، من الأنغام التي تحصرها في حالة ذهنية واحدة.

يجيدون وضعها على الحافة، يحبون ذلك، أن يروها بائسة يائسة تستجدي الرحمة، أن يروها صامتة تود الحديث، لكنها لن تخرج حرفا واحدا من ثغرها... لماذا؟ لأنها خرساء!

جميعنا نعرف تلك الحوادث التي تجعل الشخص يخرس لوقت، حادثتها غير الكثير جعلتها تخرس للأبد.

قبضت على يدها بقوة حتى شعرت بجلدها يكاد يتمزق، إحتدت نظرتها و راحت لما يقارب الدقيقتين تناظره بغضب مرعب إقشعر له جلده.

أرسلت يدها داخل الحقيبة تبحث عن هاتفها و إرتبك ليردف بسرعة متحاشيا الجدال معها بصوت متزن: الأمر مفروغ منه.

تبعته حيث راح يجلس في غرفة الجلوس و أرسلت معاتبة بينما هي لا تزال واقفة بتصلب.

-كيف مفروغ منه؟بصراحة لم أفهمك جيدا! أنت تتقمص دور الجد زيادة عن اللزوم على ما أظن، توقف عن التدخل بكل شيء جدي!

تجاهل الهاتف الذي رن معلنا وصول الرسالة و راح يردف قبل أن يقرأها: وصية والدك لا دخل لي.

رمى بكامل الذنب على والدها و لم تصدق، لم ترد أن تصدق، والدها ميت منذ أزيد من خمس سنوات...عائلتها بالكامل إنقرضت إلا من جديها و عمتها.

-تريدني أن أصدق أيضا؟ يستحيل أن أتزوج أيا كان، لست في حالة تسمح لي بالإرتباط.

قرأ رسائلها مرة واحدة ليقلب عينيه بتملل من ردة فعلها العدوانية هذه قائلاً بنفاذ صبر: مالذي ينقصك؟ أنت صالحة جدا لتكوني زوجة شخص، ليست بك عاهة صريحة غير صمتك هذا، و لكنه قابل للعلاج.

-سيدي، كأس الفودكا الذي طلبته.

صرحت الخادمة بإبتسامة، أثار غضبها عن آخره بأخذه للأمور من ناحيته كل مرة لتضرب الكوب من يدها على الأرض و تكسره ملقيتا نظراتها النارية نحوه.

وقف السيد كولمن بغضب حقيقي مزمجرا في وجهها بصوته الحاد فطريا: يمكن لهذه الوصية أن تموت، تخفى و أن تدفن أيضا و لكن هذا أبدا لن يكون عادلا...أبدًا!

حركت كلماته الحادة المشاعر المتروكه بعرض قلبها لتتعفن و فاحت منها رائحة الجيفة لتخنقها و تجمع الغصة بحلقها.

هزت رأسها للجانبين بغير تصديق و راحت تشيح بعينيها أولا ثم بنفسها مغادرةً الغرفة بوجع مستكين حافة كل شيء، يريد إيقاعها في إحدى صفقاته، لم ترد أن تفكر بأن والدها من يريد هذا، والدها تخلى لكنه لم يكن ليجعلها تتخلى عن حياتها البائسة بعده أيضا لشخص آخر لا تعرفه.

الرَّقْصُ عَلَى أَوْتَارِ الهَوَسْ✓|مكتملةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن