٢٣|خيبة أمل.

2.7K 175 30
                                    

الجُزْءُ الوَاحِدُ وَ العِشْرُونْ| عَلَى سَبِيلِ المِثَالِ حُبًّ أَتَى فِي ثَوْبِ خَيْبَة، مُسْتحِيلٌ هُوَ التَّخَلُّصُ مِنْهُ أَو الحِفَاضُ عَلَيْه.
*****

-و ماذا لو لم أُبصر؟

سأل و قلبه يتمنى بألا تجيب.

-ستضطر للتعايش مع وجودي لأنني لن أبرحك.

رغم إرتياحه لإجابتها إلا أن بعض الضيق على وجهه لتقلب ساشا عيونها مردفة: لا أصدق هذا أدريان مالذي حصل لتودي بنفسك إلى هذه الحال؟

أشاح بعينيه التي لا ترى شيئا إلى أسفل و ترك لأمه مجددا فرصة الحساب.

بلطف قالت ليان تتدارك صمت الموقف الذي طال: لا عليك، المهم الآن أنك حي ترزق ، سيد و سيدة كولينز لابد أنكما متعبان و أنتِ كذلك إيليا، أنتم إذهبو لترتاحو و سأعتني أنا بأدريان.

لو لم تكن عيون أدريان تحت الضماد لقلبها على الذي قالته، لكنه بهذه الحال إكتفى بأن سحب يده من بين يديها بخفة و ربع ذراعيه إلى صدره عابس الملامح.

-جيد و سأبيت لاحقا أنا معه.

غمزت إيليا لليان و فهمت الأخيرة تماما ما قصدته لتقول ضاحكة: حسنا.

غادر الجميع دفعة واحدة و تركو له الصمت المكنى بليان.

كانت مندهشة تراقبه، تراقب به قلبها المجروح و نياطه التي تتمزق متبضعة للهواء مع صرير النافذة الذي أبى إلا أن يترك القليل في روحها المرهقة.

بداية من السرير الأبيض الذي يتوسده بأمل شبه منعدم في الشفاء و نهاية بالغرفة الخالية الفاغرة كروحيهما من شيء.

كانت ملابسه ممزقة من جوانب عدة و كانت هناك الكثير من الرضوض تطوق عنقه و ذراعيه قاصدة التضيق على قلبها، و لذا أبت إلا أن تبكي بصمت على حاله و تفتح حقيبته تختار له ملابسا ثقيلة تليق بمثل هذا الوقت.

-أتبكين؟

سأل بعد أن أفلتت من بين شفتيها شهقة هاربة لتمسح دموعها متنهدة و صوت أنفاسها المختلط بالدموع يصل إليه رغم كل مانع وضعته.

-تفضل، إرتدي هذه، ملابسك ممزقة و الجو بارد.

لأول مرة منذ دخلت رق لها قلبه إلى تلك الدرجة ليقول بصوت هادئ رجولي تحبه و ملامح عادية لا يشوبها غضب: لما أنتِ تبكين؟

إبتسمت مدركة بأنه لن يلمح إبتسامتها تلك و راحت تساعده على الوقوف متمعنة بوجهه.

-على حالِ من أحب، فكيف هي حاله؟

-حاله من حال شخص فقد لتوه بصره و ظهرت معجبته السرية لتقول أحبك بكل بساطة أمام كل عائلته و تفضحه.

قال بغير سخرية و ضحك لتقهقه بخفة هي رغم غصتها قائلة: ستبصر قريبا، فقط وقع على العملية و تأكد بأنني سوف أكون معك في كل خطوة تخطوها.

الرَّقْصُ عَلَى أَوْتَارِ الهَوَسْ✓|مكتملةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن