٣١| صَنِيعُ الفُرَاق.

2.4K 168 48
                                    

الجزء الواحِد و الثلاثون| ألم يؤلِمك صمتي؟
ماذا عن غيابي دون إخطارٍ مسبق؟
ألم يجعلك في حالة ترقب و شوق؟
أكنت دائما باردا هكذا حتى حين إنبهرت بك؟
ليت حقيقتك صفعتني منذ البداية، قبل أن أحبك حد الذهول، و حد إنقِطاعِ النفس!
***

-٠١-

أكتبكِ متأخرا، أنتِ الأنثى التي هزمت ثباتي و أطاحت بقلبي، الأنثى التي وقعت علي كمصيبة، ككارثة أحببتها و لازلت أسترجعها بذاكرتي كل ليلة، الأنثى التي تستقر كلماتها بالقلب مباشرة و تخترق نظراتها الروح.

تسألين متى وقعت بحبك؟ دعيني أخبرك أنا كيف وقعت في حبك! دعيني أخبرك بما شعرت لحضتها، دعيني أخبرك متى سقطت حماية قلبي، متى إنتزعتني مني و لبِستِ روحي، دعيني أشرح لكِ كيف إهتز قلبي و نبض و خفق و قفز و وقع، دعيني أخبرك كم وددت البكاء و كم لاحقا بكيت! لا يهم الزمن أمام حبك، فالوقت يغدو مجرد رقم بجانبك و يختفي عداد الحياة، أحببتك يا ليان، أحببتك لحضتها فقط!

لقد كان غريبا ما شعر به قلبي حينها، و كأنه يختنق، و كأن هناك حبلاً يلتف حوله في عقدة خطيرة، و من الجانبين يُشَدّ.

عيونها البنفسجية النادرة تلك، كانت تحتد كالسيف على عنقي، ضعيف أنا أمام نظرتها تلك كنت و سأكون، نظرتها التي تشرح المعاناة بصمت، عيناها التي تعاتبني و لا أجدني سوى صامتا أستجدي عطفها و رحمتها، نظراتها تلك تقتلني، تخترقني، تُوجِعُ قلبي الغارِقِ فيها حد الموت، عيناها التي لا أكتفي منها و رغم ذلك ترهقني، تجلدني بحزنها المتوسد مابين جفنيها، لستُ أكتفيها كلها، أجدني راغبا بالمزيد، أريد أن أخلع عنها ثوب ثباتها، أود أن أرى كل نظراتها و أخاف ذلك، أود أن أختبر بها كل القوانين التي شرعها الحب و لكنني جزِعٌ مرتَاعٌ من أن أرى...نظرة الخيبة موجهة إلى..

ترهقني نظراتك يا ليان، تتعبني و تغريني لأكتبها و لكنني لازلت غير مدرك إلى أي مدى خبتِ بي، كم وثقتِ و كم توجعتِ، أخافُ صمتكِ بعد اليومِ و نظركِ إلى و كأنني عابر، لأنني تعلقتُ بكِ إلى الحد الذي لا أرى فيه روحكِ سوى قِطعةً منِّي، قطعة أهيمُ بها حبا و فخرا، متعلقٌ أنا بكِ و واقع في حبك كلك و لا أود لهذا أن ينتهي..

الوقوع بحب أنثى شامخة، باردة، واثقة، ثابتة، فاتنة مثلكِ، يقتلني، يبقيني متوجسا لرحيلِكِ، الوقوع بحب أنثى تختصرُ المثالية و الكمال يجعلني أدرك كم أنني ناقِص، كم أنني لا أقارن بك، و كم أن حبك لي هو فوز عظيم و فرصة يجب أن أغتنمها.

حين دخلتِ إلى غرفتي في ذلك اليوم مرهقة تلهثين بعدما جريتِ، حين رفعتِ عيناكِ المتعبة بنظرتك الثاقبة تلك إلي، حين إمتلئتْ بالدموعِ و حين رحلتِ، لم يكن بوسعي سوى أن أمسك قلبي الذي إهتاج نبضه و كاد يتوقف من الذهول، حينها فقط أدركت كم وقعتُ بحبك!

الرَّقْصُ عَلَى أَوْتَارِ الهَوَسْ✓|مكتملةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن