١٧|صاحب القناع الأسود.

3.2K 197 30
                                    

الجُزْءُ السَّابِع عَشَرْ|نَتَذَكَّرُ حِينَ نَنْهَارُ بِلَحْضَةُ، بِطَرِيقَةٍ مَسْبُوقَةٍ عَهِدْنَاهَا فِي مَاضٍ بَشِعْ، حِينَ يَتَهَاوَى كُلَّ شَيْءٍ وَ نَبْقَى نَحْنُ شَامِخِينَ كَجُرْحْ...
حِينَهَا فَقَطْ نَتَذَكَّرُ..وَ أَكْثَرَ مِنْ أَيِّ وَقْتٍ سَبَق.

****
٢٠١٣ للميلاد.

-أنا أذرع لندن بحثا عنك و أنت هنا تتجولين؟

سمعت صوت آرثر الغاضب، كان يقف على مقربة منها، تماما عند الباب الخشبي الجانبي.

إختلت نبرة العزف لتسرع بالدوران و المغادرة ساحبة آرثر خلفها، ذاك الذي بقيت الدهشة تحتل ملامح وجهه طويلا.

كان آخر ما لمحته منه ظهرهُ المنقبض و كان آخر ما لمحهُ منها شعرها الذهبي التي تذروه نسمات الريح القليلة.

-ماذا؟

سألت ترتب هندامها و قد ولجا السيارة و بدأت تغادرهم المكان، كان يرفع حاجبا و بسؤالها أطلق نفسا ساخرا  يسأل: أتعرفينهُ سابقا؟

-لا.

ببساطة قالت و قاطعته حين فغر ثغره بشك ينوي مباشرة الحديث من جديد: حان دوري، أتعرفها؟

-نعم.

صوتها الخبيث و نظراتها جعلته يدرك بأنها بالفعل قد لاحضت لذا تنهد.

حك مؤخرة رأسه بخجل من نظراتها الحالمة و سألت من جديد: كيف؟

-لقد كانت تحبني، تعرفت عليها و تعمل نادلة في مطعم.

-تحبك فقط؟

ضيقت عينيها بشك و زفر مقهقها بخجل محض: حسنا. حتى أنا أحببتها.

كانت عيناه تشع ببريق خاص، بريق حب...لم يكن قد نسيها و هذا ما اثار بعض الحزن و الشفقة داخل ليان عليه.

-ما سبب ما إنتهيتما إليه؟

-العادات..لايمكن غني و فقيرة..او العكس.

فتح نافذة السياره ليملئ صدرهُ بالهواء، ذكراها تخنقه و هذا ما تدركه ليان تماما.

-لازلت تحبها؟

-نعم.

صرح و كأنه شيء إعتيادي و قطبت حاجبيها لذالك

-لما كسرتها إذا؟

شرد في الفراغ يرمي بنظره خارج السيارة و عاد لصمته قبل أن يقول خاتما الحديث: لطالما كسرتها، ليست أول مرة، لا لها و لا لي، أظنها النهاية..لا تسألي!

ليان لم تجرب من قبل أن تحب...و لقد رسمت لها روايات جين أوستن شبحا جميلا مرافقا للحب داخل عقلها، شبحا تمنت لو تجرب الرقص معه على إنفراد لمرة واحدة و كسيدة.

كانت رواية 'كبرياء و تحامل' بمثابة عقدة و رواية 'إيما' بمثابة حل لها.

و لكن العقدة بقيت كبيرة بعقل ليان، كما لو أنها جسد لشخص.

الرَّقْصُ عَلَى أَوْتَارِ الهَوَسْ✓|مكتملةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن