١٦|أحاول أن أضمد جرحك.

3.1K 189 61
                                    

الجُزءُ السَّادِسَ عَشَر|«الجِرَاحُ التِّي يَفْتَحُهَا الحَرفُ لَا تُغلِقُهَا الفَراغَاتُ وَ النُّقَط...»
◇◇◇

على فراش واحد وقلباهما في الأرض، كل يعطي ظهرهُ للآخَر بينما هما على قيد الحياة مستيقضان.
أبى عقلها أن يتوقف عن التفكير للحضة في الذي قاله...

كان كل شيء يصيح بداخلها، ضجيج روحها لم يكن بقادر على أن يخرج، لا شعور بداخلها كان قادرًا.

مزدحِمة هِي بالمشَـاعر كَأنـها قد عَاشت أَلف عَام.

تجاوزا الساعتين على حالتهما الأولى و الأرق سيد ما بينهما من فراش، راحت تبتسم بسُخريةٍ بينما هي تنهضُ لتلقي بما لديها على رأسه مغادرتًا الغرفةَ.

-قلت لنكتُب النجوم؟ أمثالك حتى الجحيم يرفض أن يكتبوه، فما بالكَ بالنجوم ؟

غادرت المكان و إرتفاع هو بجسده على الفراش جالسا يضم رأسه بين يديه.

لما تواصل هذه الفتاة اللعب على قلبه...عقله مزدحم بها و هذا يكفي، لما هو يشعر الآن بالأسف عليها ؟

لا حق لها عليه فهو محب و المحب لا يطيق رؤية محبوبه في لائحة الكذب، و هي بما قالته نفت صدق ساليسيا فكاد يصفعها و إن لم تقصد ذلك حقا.

ليت يده كسرت قبل أن يرفعها...
فكر، و مالذي ينفعُ الآنَ إن فكّر أَستكسر يده مثلاً؟ أسيعيد قلبها كما كان قبل أن يفعل؟ لكن لا لن يحصل أبدا...فحتى الكلمات تصنع فارقا و جرحا إن كانت مؤذية و هذا ما جيدًا هوَ يُدركه...

يكره من يعنفون المرأة و هاقد صار أحدهم اليوم، يدرك جيدا أن المرأة ضعيفة على أن تتحمل كل هذا، أن تتقبل الإساءة و الضرب و القتل بالكلمات، يمكن أن تبطن ضعفها أمام الناس كإنتصار و لكنها قطعا تدري كما يفعلون بأن إنتصارها خلف بقلبها العديد من الجثث... ذاتا قلب المرأة لطالما كان مقبرة...لكل كلمة و لكل صرخة و لكل حسيس كتمته سابقا و أبدا...

يصنفون المرأة في آخر القائمة أدنى من الرجل و لكنهم تغافلو عن إنتصراتها المقروءة عن دراية، نسو أنها الأم و الأخت و الزوجة و الإبنة و الحفيدة و النسل كإختصار... نسو أو تناسو لايهم حقا بقدر ما يهم أنها في القلب رغم كل شيء أضهروه و أنها و رغم إنتصاراتها تستحق أن تبكي على كتفْ..و أن يُضمدَ جرحها...قبل أن تصل القبور حلقها ثائرة ثورة الكلمات في روحها و تخنقها...

تنهد بإرهاقٍ ماسحا على وجهه بقوة هاقد صار أحدهم بالفعل، ليان محطمة بالكامل و قد زادها تحطما بما فعله، مالذي ورطه معها تماما؟ فكر بها في حين كانت قد نزلت الي المطبخ نافضتا كل شيء هاجم رأسها تحاول فض العطش المستكين في خلقها الجاف...
وقتها لم تكن تعرف أنها غصة فقط يكفيها إسقاط دمعة و يزيد.

تركت أمر التبرير للصباح ليس وقته حقا..
دلفت المطبخ بهدوء تلمح ظالتها فوق الطاولة نائمة و الخفة تسيطر على حركاتها كي لا تصدر صوتا...

الرَّقْصُ عَلَى أَوْتَارِ الهَوَسْ✓|مكتملةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن