٢٧|نشيجٌ وَ شَيء من الحب.

3.8K 201 98
                                    

الفصل السابع و العشرون| معضلة أغلب البشر في حياتهم سابقا و ابدا ان كتمو نشيجهم العذب المنكسر و أبو إلا أن يموت داخلهم كحال الردود و الكلمات.
******

حل المعضلة وجد أمامهم دائما...يخافون أن لا يخرج الحرف منمقا فخما يحمل لونا يبارك أقوالهم لكنه يخرج ذليلا عكس ما أرادوه يغرقهم بـأسا و وجعا و ما من أمر بيدهم سوى الصمت...بؤساء كانو و ماتو لأن رائحة الجثث المتروكة بداخلهم لتتعفن خنقتهم قبل أن تحن عليهم الحياة بطوق نجاتهم المتروك قطعا للغبار لا غير.

كان طوق النجاة دائما الكتابة، الكتابة فقط كفيلة بدفن كل جثة و تشييعها إلى الورق الأبيض كفنا كافيا و مكفيا...وحده الحبر قادر على ردمها و بناء أطلالها و الحفاظ على كل نفس تستنفذه.

مر كل هذا بعقل أدريان في لحضة غصة حين فتح عينيه و وجد كل شيء مظلما...شعر بالخوف من الزقاق الذي يصارعه لأول مرة دون مخرج...و دون نور يسترشد به...

شعر بأسنانه تسطك في عقله و بنفسه يرتجف من صميم قلبه الذي أوقف عمل كل شيء و بقي يخفق تماما كأنما هو في أذنه لا غير...

يتنفس بصعوبة و الأكسجين صار فجأة شحوحا لا يؤدي وضيفته على أتمها و لا ينفعه...التفكير كذلك لم يجدين ذاتا عقله كان مشغولا بإرسال رسالة عصبية آمرة قاطعة لعسليتيه الراكدتين كي ترمشا بسرعة عل المنظر الذي يراه يختفي و يعود ككل مرة فتح عينيه فيها يلتقط النور و يعكسه داخله....عبثا حاول فالواقع لا يتغيرؤ و قد كان أمره مقضيا.

فرك وجهه بقوة و صفع نفسه و لكن الظلام لا يتبدد و الأصوات لا تصله إلا مسروقة هاربة...عضامه تؤلمه و جروحه تتفاقم و لا شيء عنده يرى لأن يحمل فزعه من دخان الظلام المنتشر...دخل في حالة صدمة و كل ما بعقله يطالب بأن يضرب رأسه و لا شيء ينفع أو يعطي نتيجة.

-إهدئ يا سيدي، إهدئ...

أردف يقول له الطبيب بصوت كافح كي يخرج هادئا و منمقا يتدارك فزعه و قد كانت تلك الجملة أول ما إخترق أذنيه بعد وقت من الصمم العصبي الذي حرق كل ذرة وعي كان سابقا قد حافظ عليها...

شعر هو كأنما قد إنتهى كل شيء، هناك صوت و لكن دون صورة، كان شعور الوخز المباغت كافيا لجعله وقتها يدرك أنها النهاية فعلا عن خيبة، و أن البصر إن غادر مرة فلن يعود أبدا.

-هناك خلل في شبكية العين...

قال الطبيب مؤكدا بعد تشتت أدريان و تبعثره الذي تنم عمى و كانت أذنا الأخير قد إلتقطتا ذلك قبل أن يدخل في سباته العميق.

كانت تلك أول مرة رغب فيها أدريان بالكتابة من صميمه و شعر بها كحاجة ملحة تستقر في عرض قلبه، كعاهة أبدية...

أراد بشدة أن يكتب...أن يدون كل موت كان يضرب بعقله لكن خطأً منه أراد فالأعمى الحديث مثله لن يجيد و إن أراد حمل قلم، كان الأمر ليستغرق وقتا لكنه سرعان ما حقن و نام كجثة دون صوت.

الرَّقْصُ عَلَى أَوْتَارِ الهَوَسْ✓|مكتملةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن