الفصل السادس و العشون| من عساه يوقف نزيفنا نحن من تكسرنا الحياة...حين يكون نزيفنا لقلب ينزف الصمت و الدمعات؟ من عساه يمزق قميصه ليصنع منه خرقة يضمد بها جراحنا و خساراتنا؟ و نحن من ذرعنا في الموت جيئة و ذهاب فما بات غير لغة إنتحاب؟
*****
السماء تقفل على نفسها و الأرض تقفل على القلوب ذاتا و حجرات المنكسرين صارت كثيرة فجأه فباتت الحياة تلفضهم تباعا و قد ذاقت بهم ذرعا ذات صبح.
القلب الذي لا ينزف ليس قلبا أصلا، القلب يكتب و يمحو و يتمزق و يلعق تمزقاته و يخيط ثقوبه و يسقط و يهوي و ينتحر، فهو كالإنسان ذاتا و نحن فقط لا نشعر او نبصر.
القلب إختصار لجمله من ثلاث كلمات فقط فالقاف 'قلم' و الام 'لشخص' و الباء 'بائس'...القلب قلم لشخص بائس...
قلب ليان دخل بغفوة طويلة بعد ما حصل...لم تعد تشعر به يتمزق و لاينزف و لا يتسارع، صار هادئا فجأة لا يكتب و لا يمحو و لا يستبدل الورق..
إن كانت قد نضجت فإن قلبها لا يزال طفلا..القب ذاتا الشيء الوحيد في جسم الإنسان الذي يواجه كل التغيرات دون أ؟ن ينضج، فنكبر و يبقى القلب صغيرا محدودا في مساحة معينة، و رغم ذلك أتيح له أن يسع الجميع و يخسر نفسه في سبيلهم.
-تيريزا البيت في عهدتك الى حين عودتي، يمكنك بعدها الإتصال بالسائق و العودة إلى القصر.
أردفت بصوت هادئ يكاد لا يسمع لتومأ الأخرى لها فتحمل صمتها معها و ترحل، منذ زمن لم تصمت لهذه الدرجة، درجة الخيبة...لقد ذاعت ذرعا بحبها و بقلبها الطفل المجروح أيضا.
وضعت أول خطوة باردة لديها على الأرض و السماء اليوم ممتنعة عن اسقاط الدموع رثاءً لها...يكفيها يومان متواصلان من الجو الكئيب.
لا تستطيع إخراج كلامه من رأسها... هو ذاتا لا يود أن يبرحه.
تقف كما لطالما وقف عالقا بها كل يء مغراه إحتفال بالألم...
تظن أن الصمت يكفي و يجيد مهنته كما لا تفعل هي و أن أي شيء يستطيع خلف حنينها و رد جزءها المفقود ليصير مقطعا مكتملا.... و أن هناك من سيرد إهتمامها يوما و يصنع فرقا لحبها المرفوض قطعا...
لندن مدينة الكبرياء صارت فجأة بعينيها مدينة منكسرة، محنية العنق تقف من غير سبب و الوقوف دون ذريعة خسارة أيضا.
كذالك هي ليان تقف دون شيء تمتلكه لتبرر به، تقف لأنها تريد أن تقف و لأن الأسباب تعددته و المسبب واحد هو أدريان..
دثرت يديها بجيب معطفهاالفاحم الجاهز للرثاء و راحت تراقب غيوم السماء الباهتة متذكرتا الكابوس الذي رأته في منامها يوم أفقت بين ذراعيه.
الطراز الخاص لهذه المدينة يطفي رونقا على ساكنيها...طراز كلاسيكي بحت شديد الإستقلالية يشيد بمدى إستحقاق ما لديها لتقدمه....هذه المدينة تقدم الأنوار ليلا و الضجيج مساءا و صبحا و بهذا فهي لا تتركك للوحدة أبدا..إلا إن كنت من بنيتها حولك.
أنت تقرأ
الرَّقْصُ عَلَى أَوْتَارِ الهَوَسْ✓|مكتملة
Romance"قِصِّتُنَا تُشبِه قِصٌَة سنْدرِيلاَّ يا عَزِيزِي، الفَرقُ أنهَا قَد ترَكت خلفَها حِذاءً فقَط حِين غَادرتِ الحَفلة أمَّا أنَا فتَركتُ قَلبِي، فَلاَ أنتَ بحَثت بِهِ عنِّي لاَحقًا و لَا أنَا عدتُ لأبْحَث عَنْه..." أدريان رجل أعمال ناجح،بارد و قاسٍ و ل...