٣٤|غارِقٌ بِحُبِّكِ.

2.7K 135 56
                                    

الفَصْلُ الرَّابِعُ وَ الثَّلاَثُونْ| بعد أن تكون أشد قسوة علي من الحياة لا تحسبني ملاك و تعد إلي منتظرا أن أغفر قسوتك، قد أغفر لمجرم وجه طعناتِ سكينه لجسدي و لا أغفر لك، أنت الذي إخترقت طعناتك قلبي دون حاجز، أنا لستُ ملاك، أنا إمرأة تؤمن بأنها خسارة فادحة لمن يتركها...
***

-٠٤-

ليتك تعلمين يا ليان مالذي تفعلينه بقلبي، ليتك تدركين ما يفعله عبثكِ به كمن يلهو.

تلفين بإصبعكِ الرقيق إحدى خصلاتِ شعرك الفاتن فأشعر بالأرض تحتي تدور، يغرق عقلي و يسقط قلبي بعنف، تبللين شفاهك التي جفت، و أشعر بي مبتلا حتى أخمص القدمين، كأنما قد سكب فوق رأسي إناء ماءٍ يغلي، تزفرين و أود لو أجمع الهواء الذي تتركينه بصدري إلى حين، سقطتِ علي كمصيبةٍ حلوة، كبلاءٍ لا سوءَ به و لا ضرر، أنتِ الأنثى التي وجدت بها الخلاص لكل عقدي النفسية المملة و الطمئنينة تجاه كل خطوة لاحقة أخطوها معها.

أتساءل متى بدأ فعلا الحب بيننا، أحين دخلتِ حياتي أم حين إعترفت بحبك لي بجرأة أمام الجميع، حين لازمتني فكنتِ كل ما أُبصِرُ أم حين غبتِ عني فغربت معك السعادة عن أيامي، لكن أتعلمين ماذا؟ أنا لا تهمني الإجابة أبدا، لأنني مدرك أن التوقيت الحقيقي لحبنا بدأ حين قبلتك في حديقة المشفى و الرياح تعصف بقلبينا مقيدين معا بداخل متاهاتِ الحنين المتأخر و الشوقِ الذي بدأ بقبلتنا تلك و لم ينتهي إلى الآن.

أولعتِ الشغف بحياتي التي ذبلت أيامها، بي..أنا مَن مِن فرطِ حبي لكِ ما عدت أضع الحساب لخطواتي، معك سأسير مسرورا إلى النارِ و أحترق، إلى البحرِ و أغرق، إلى حافة جبل لا تُرى الأرض من إرتفاعه و أسقط، إلى شلال و أغوص، سأذهب معكِ إلى آخرِ الأرضِ إن كان مطلبكِ و لستُ في هذا بمخَيَّرٍ، في حضورك أفقد منطقيتي تدريجيا، تسيطر علي عواطف تلتهمني بنهم جميل، تفترسني فتنتك فترديني قتيل حبٍّ مذهل، يجدد دهشته كل يوم.

أتدرين؟
حين شاركت طقوسي معك، بتُّ أحبها أكثر، حين تركتُ نفسي لك، بتُّ أعزني أكثر، حين قررت العلق معك في هذا و إعطاءنا فرصة، أدركت أن عقلي قادر على التفكير أحيانا بشكل جميل للغاية.

نحن لن نصل أبدا لحافة حبنا، لن نصل حد الإنهيارِ و التداعي أبدا، لأنني سأتمسك مهما حصل، سأبقى دائما مخلصا للحدث الأجمل بحياتي، طالما أنه أنتِ.

سيكون حبنا دائما أقوى من أن ينكسر لسبب يمكن تجاوزه أو لعذر سخيف، سنتغاضى لأننا نستحق الأفضل، و الأفضل دائما أن نكون معا.

سأتغاضى أنا و أتجاوز إن لم تفعلي أنتِ، سأتبعك و أحبك و أطلب عفوكِ، سأكون من يبادر أولا و لن أتركك أبدا، ليس بعد أن وجدت كمالي بك، و سعادتي معك.

الرَّقْصُ عَلَى أَوْتَارِ الهَوَسْ✓|مكتملةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن