الرَّقْصُ عَلَى أَوْتَارِ الهَوَسْ✓|مكتملة

٣٣| التَّدَاوِي بِالحُبّ.

صوتو و علقو عالفقرات من فضلكم❤

الفصل الثالث و الثلاثون| الحب أن يكون لديك شخص تثق به لدرجة أن تعطيه سكينا و أنت واثق أنه لن يطعنك، أن تجعله قادرا على قتلك موقنا بأنه لن يفعل، الحب أن يكون لديك شخص ليحمل معك كل مآسيك و أحزانك، شخص تخلع كبريائك بجانبه و تجهش بالبكاء على كتفه، الحب أن يكون لديك شخص ترى تفاصيله في وجوه العابرين، شخص تلتفت عند سماع من ينادي على إسمه، و تشاركه الخيبة و السعادة، شخص قادر على سماع نبضات قلبك بجانبه و فهمك من نظرتك، فهل مازلت تعتقد أنك تحب؟
***

-٠٣-

كنتُ مكتفِيًا لِلغاية بنفسِي، واثقًا أن لا أحدَ يفهَمُنِي كمَا أفْهَمُنِي، مُوقِنًا أنَّ لا أحدَ يسْتَحِقُّ كُلِّي، و أننِي الوحِيدُ القَادِرُ على حسم خساراتي و إنهزَاماتي و الوقوف من جديد للمضِيّ، أنني الوحيد القادرُ على كبتِ أحزاني و مشاركتها مع نفسي، و أن كل بوحٍ و شكوى لغيري لن يكون سوى إجرامٍ بحقِ نفسي،حتى لقيتُكِ.. فقلبتِ معتقداتي أجمع، جعلتِ مني عاشقا متعصبا، أملُّ منِّي فِي بُعدِك، و أشرحني لكِ بينما نحن في لِقاء، جعلتِنِي شخص آخر لا أعرفه، معكِ أكون شفافا واضِحا كما لم أكن، أنتِ الأنثى التي عجنني حبكِ من جديد، جعلتنِي رجلا، لم أكن لأكونه لولاك، أنثاي الأولى و الأخيرة ليان.

قد تعجبين إن قلتُ لكِ أنني لم أرى مستقبلي مع إمرأة قبلكِ إلا معك، فحتى ساليسيا التي أحببتها ذات ذكرى لم أتخيل أن أبني مستقبلي معها، معكِ أفكر ببناء عائلة، أفكر بالإنتماء لمنزل، لإمرأة، لحياة أخرى، معكِ أفكر أن أنجب طفلة تشبهك، أعلمها الحروف و تلقنينها الحب و الرقة، تعجنينها فاتنة شامخة مثلكِ أنتِ التي لا تنحني لأحد، معكِ أفكر بكل يوم جديد على أنه بداية، و أن لا نهاية له، معكِ صرت أتوجس الفراقَ فأضمكِ مخافة التلاشي و الإختفاء، معك لا أود سوى النظر إليك دون إطباقِ جَفنَيَّ في حال غاب بصري من جديد، أود أن أتشبع بصورتك حد الغرق و حد خلود ذِكراكِ بالقلب قبل العقل..

تجعلينني رجلا آخر لم أكنه، تغيرينني للأفضل، تسحبينني للجانب المشرقِ من الحياة، جانبٍ لم أزره يوما إلا معك.

كنت أعتقد أن بإمكان الفرد أن يكون عائلة نفسه و رفاقه و حبه، حتى قابلتكِ فلم أعد أرى عائلتي إلا بك، وددتُ لو تصبحين كل رفاقي، و تحتضنين كل حبٍّ أكِنُّهُ لكِ.

أنتِ الأنثى المُلْفِتة، المُلهِمة، المُبْهِرة، المذهلة حد الإبداعِ، تجعلين من ما هو عادي شيئا مميزا بنظرة واحده و إن كانت عن غير قصد، توجِدين الإختلافَ من قلبِ التقليدِ و الإبتذال فقط بلمسة يد، أنتِ أنثى تجعلُ الكافِر بالحبِّ مؤمنا تقيا.

أنتِ لا تدركين الشعور الذي تزرعينه بداخلي، أتعلمين ما هو شعورُ أن تُحَبِّ مثلما تحبين؟ أنا شعرت بما أهو أكثر، أن أحَبٌَ أكثر مما أحِب، أنتِ أحببتني حبا لن أحاول رده منسوخا مقلدا، بل سأجتهد لأدفعه من جديد إليكِ أفضل حالا و أكثر إمتنانا، فكما جزاء الإحسان إحسان، جزاء الحب البقاء، سأبقى بكلي معك، سأجاهد بكِ كل أحزاني و أضمد لكِ كل جراحك، سأكون من أجلكِ رجلا لم أكنه، فدينكِ علي كثير.. كثير حتى بت أخاف أن يتوفاني الأجل قبل أن أدفعه.