٤٧|بيني و بينك.

1.7K 74 23
                                    

الفصل السابع و الأربعون| ما بيننا فاق الغرام، ما بيننا غرق لا أحد عليه يلام، و لكن أتانا السهم من فقر اللقى، أنى لنا نقف كلانا بجانب رامٍ لا نُبصره؟

كانت بيننا الكثير من الأمور التي تستدعي إنتهاء الحب، و لكن الأمور التي تستدعي إستمراره كانت أعظم  و أكثر صدقا..

لربما لم يكن إستمرارنا بفضلنا و لكننا قد لعبنا في ذلك دون شك.

***

إليك مجددا محققي العزيز

يا معذبي بالهجر، كيف خلتني سأعيش من بعدك؟

أما كنت أحذرك دائما من تركِ يدي؟ إنني لا تخطر على بالي فكرة أن أواصل من دونك هذه الحياة، إنك متجذر في قلبي بعمق، و متغلغل في حياتي بما يكفي كي يكون غيابك النهاية لعمري..

يا معذبي بالحنين، كيف خلتني سأحب من بعدك؟

إنك الغاية لعيشي، و الدفئ لأيامي الباردة هذه، إنك الربيع لحياتي المثلجة و المطر لقلبي الجاف..أنى لي أحب من بعدك و أنت الكيان الذي لا يشبه غيره ساكن قلبي بعمق، أنى لي أنتزعك مني و أنت الذي جعلت بداخلي قلبين؟

يا معذبي بالحب، كيف خلتني سأحب حماية تؤذيك؟

كيف أردتني أن أشاهدك تدفع روحك ثمنا لحياتي؟ و قلبك ثمنا لحريتي دون أن أمنعك؟ كيف خلتني سأحب حياتا لا وجود لك فيها و كيف أراقبك ولا أحتضنك؟ أشتاق إليك حد الموت ولا أستطيع ضمك؟ إنه العذاب الذي لا أستطيعه فكيف خلتني سأقبل كرمك الفضيع هذا الذي يقتلني؟

يا شعاع النور لحياتي، ماذا عني إن إنطفئت؟ ماذا عن الظلمة التي سأقع بها؟ أهان عليك حزني إلى هذا الحد؟

و لكنك كثير بقلبي.. لو هجرتني آلاف المرات و إخترت بعدي، يلتمس قلبي لك آلاف الأسباب لمسامحتك..

و لأنني أحبك، لا أستطيع أن أبقى غاضبة منك لوقتِ طويل، إنك هكذا يأخذني إليك الشوق في كل مرة و يداهمني الحنين..

-منتهى المغفرة-

***

كان أدريان جالسا على الأريكة قرب النافذة يداعب شعر ليان التي تريح رأسها على فخذه بهدوء محملقة بالمطر الذي ينهمر بغزارة خارج المنزل، ترمش ببطئ محاولة إستيعاب الأحداث الأخيرة التي هاجمت حياتها و راحة بالها بوحشية..

و هاهي الحياة تستمر مجددا دون أن تقف لحزن أحدهم ولا لنشيجه المستمر، عيون ليان المتورمة كانت قد بدأت للتو تعود الى طبيعتها كانت ربما تحتاج جوا مبهجا، كمثل الربيع و لكن أبى أن يأتي، في بريطانيا يستمر الشتاء طويلا و لا يأتي الصيف إلا بعد أن ينهكهم الجو الكئيب، لعشرة أيام فقط أو أكثر بقليل ثم يعود البرد مجددا ليحف قلوبهم، كانت قد إعتادت على الجو قليلا بعد عيشها لمدة كافية في بريطانيا و لكنها في مرحلة متقدمة من الحزن تأكدت أن مدينة الضباب لا تساعد في التعافي من الجراح، أنها تنبشها و تلقي عليها الملح بغرور و دون نية الشفاء..

الرَّقْصُ عَلَى أَوْتَارِ الهَوَسْ✓|مكتملةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن