٢٥|مُجَرَّدُ إِنْتِقَامْ.

3K 191 139
                                    

الجزء الخامس و العشرون| قد يصفك شخص بالاشيء، بينما الاشيء يعني له شيئا، و قد يصفك شخص بكل شيء بينما الكل لا تعني له شيئا.
*****

لأننا نحب دائما شخصا يؤلمنا في وجوده و في بعده...شخصا يقتلنا لقاءه كما يفعل وداعه...
لأننا نخطأ بالإختيار و نحتضن خطأنا بإنكسار...

بصوت مبحوح متكسر أردفت تقول ليان له من بين دموعها: لا تفعل.

-أفعل ماذا؟

تنهد عائدا إلى مكانه لتقف منظفتا حلقها: إيقاعي هكذا في حبك مؤلم.

-أنتِ أساسا كذلك.

سخر و غادرت هي غرفته عن وجع...يواصل تنمية وهمها عن علم...و تواصل هي قتل ذلك الوهم الجميل عن ألم، ليته يدرك كم أن ما يفعله مخزٍ...و كثيرا..

إستشعرت أذنها عدة طرقات على باب المنزل لتقوم و تفتحه في إستطلاع و يظهر وجه سالي المتوتر.

-مرحبا.

تمتمت لليان بهدوء لتومأ قائلة في إمتعاض: أهلا.

أفسحت لها لتدخل و سألت الأخيرة: هل أدريان هنا؟

-هو في غرفته.

أغلقت الباب و صعدت سالي دون قول شيء إليه، قلبت ليان عينيها ببالغ الضيق و راحت تستوي حيث كانت من قبل هذا مرسلة لصديقاتها بأنها بحاجة للقائهن بعد ساعة.

حضرت بعض العصير و صعدت لتطرق الباب قائلة بهدوء حين ولجت غرفته:

-تفضلي أتمنى أن تساعديه بشربه فيده مصابة.

لم يجد أدريان نفسه إلا يصمت مشدوها لهدوء الذي أثار إستغراب سالي كذلك.

-أنا مغادرة سأعود بعد ساعة من الآن حبذا لو تبقين حتى موعد عودتي.

غادرت الغرفة بصمت إنكسر في عينيها، كانت سالي جالسة قرب أدريان تتوسد صدره، لمَ عليها فقط القلق على مصيره بينما هو لديه شخص آخر موضوع برف قلبه؟، لمَ عليها دائما أن تعاند قدرها و تسقط ثم تبني لحزنها ضريحا باهتا من الاشيء؟، لمَ فقط ليست مكان سالي؟

تلك التي ليومها لا تعرف ماهية وجودها المبهم..

تنهدت تحت المطر، هو ذاتا يسقط كالفاجعة على قلبها، كأدريان...

الأشياء التي تحتك بصرير أحزاننا تأتي مؤذية، و المطر يحتك بالكثير، لا يترك جرحا إلا و ينبش فيه.

وحده تنكأ له أسرارنا و تقبل رضوخا بأن يلعقها عوضا عنا.

كان كعبها البني ينبض على أرصفة لندن الرمادية، و تنبض معه عيونها البنفسجية بدموع عزائية كلما وقعت على شيء...

كل شيء مرت به ذكرها بأدريان...الشوارع الخاليه كقلبيهما الفارغين و الصخب المعتاد كإضطراب علاقتهما بين سوية و سيئة...حتى الوجوه كانت تلبس ملامحه، بؤبؤاه المتوسعان أبيا إلا أن يحفرا حظورهما في قلبها و ذاكرتها معا.

الرَّقْصُ عَلَى أَوْتَارِ الهَوَسْ✓|مكتملةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن