#البارت_الثاني_والعشرين_الجزء_الثاني
#ألواح_القدر_الجزء_التاني
#ألواح_القدر
#حور_ساري
نظرت جومانا خلفها بصدمه تلقتها هي الاخرى ، لترى تلك الواقفة لها بغضب ، لتقول جومانا :
_ انستازيا!
قالتها بصدمة لتقترب منها انستازيا بغضب و تقول لها :
_ أيتها اللعينة مارلين ، ماذا كنتي تظنين هاا؟ انكي ستفلتي بفعلتك للأبد ام ماذا؟
نظرت جومانا بقلق إلى الأولاد المستمرين بالهبوط ، لتصيح جومانا عالياً إلى حازم بعدما أمسكت انستازيا في محاولة لأبعادها :
_ حازم كمل طريقك و خلي بالك من الولاد... و شوف نديم فين بسرعه..
أمسكتها انستازيا من شعرها تحاول سحبه و هي تقول :
_ أيتها العاهرة الشمطاء..هل خُيل لك عقلك اننى لن اتعرف عليك بذلك الشعر الاحمر و عدساتك السخيفه؟ انني احفظ ألاعيبك عن ظهر قلب أيتها الخائنة..
ابعدتها جومانا عنها قائلة لها :
_ انستازيا لا تدعي الغضب يعميكي.. انا لم اؤذيكي قط.
صفعتها انستازيا على وجهها و قالت بصراخ :
_ أيتها اللعينه.. اتقولي لم تؤذيني هاا؟ لقد وثقت بكِ و انتى خُنتي ثقتي بك.
اقتربت منها جومانا في غضب و هي تحاول ابعدها قدر المستطاع عن الدرج و قالت :
_ لقد أخبرتك مُسبقاً ان مارلين لم تخون ثقتك قط.
ضحكت انستازيا بسخرية و قالت بغضب و هي توجه الضربات إلى جومانا ، و التى فقط تصدها هي دون أن تهاجمها :
_ لقد تركتيني لأيغو الذي لم ينسى اننى من أدخلتك بيننا.. هل لديكي أدني فكرة ماذا فعل بي؟
_ لا يُهم ، لقد ارتكبتي الكثير من الفظائع حتى تُحاسبي عليها.
صرخت انستازيا بها قائلة :
_ لقد قتل حبيبي چانيس أمام عيناي ، أيتها العاهرة اللعينه.
صرخت بها جومانا قائلة :
_ لا أهتم انستازيا لقد اخذت جزاءك من جنس عملك ، و الآن اغربي عن وجهي فهناك الكثير اهم منك.
نظرت لها انستازيا بحنق و كراهية ثم وقفت بمكانها و قالت :
_ اتقصدي ذلك الضابط رفقيك؟ نديم أليس كذلك؟
وقفت جومانا و نظرت لها بإنتباه ، لتضحك أنستازيا عليها بسخرية قائلة :
_ لم أظنك بهذا الغباء قط مارلين او اي لعنه تُسمي ، كيف لم تشككي بكل ما يحدث حولك؟
تعجبت جومانا مما تقول ، لتكمل انستازيا و هي تقترب منها خطوة تلو الآخرى :
_ دلوفك إلى المزاد بتلك السهولة انتى و رفقيك اللعين ، ثم تهريبك لهولاء الأطفال الاغبياء بسهولة! ههه لقد بذلتي مجهوداً اكبر من هذا حتى تدلفي إلى الحصن عزيزتي!
لتردف متعجبه منها :
_بحقك مارلين كيف لم تشككي بالأمر؟
كانت جومانا تشعر ان كل شيئاً يدور بها و لا تفهم شيئاً ، لتقترب منها انستازيا اكثر و همست لها بسخرية :
_ هه كيف ظننتي انكِ يمكنك خداع مارتن؟
كادت جومانا ان تجيب عليها ، لكن قامت انستازيا بطعنها بسكيناً حاد ، لتنظر جومانا لها بصدمه لكن لم تمهلها أنستازياً وقتاً لتستوعب شيئاً و أسرعت بإمساك رأسها و صدمتها بالحائط عدة مرات حتى فقدت جومانا الوعي ، لتنظر انستازيا إلى بعض الحراس الذين اقتربوا منها للتو و قالت :
_ خذوا لعنة السماء هذة بعيداً عن وجهي.
ليحمل إحدى الرجال جومانا مبتعداً عن انستازيا الذي يشع منها الغيظ و الغضب و الكراهية..
______________________________________________
أما نديم عندما رأى ذهاب المرأه خلف جومانا ، شعر بالقلق و التوتر ، لكنه تماسك و جلس منتظراً الأطفال او رسالة من جومانا ، ليتفاجئ نديم بالرجل الذي كان برفقه مارتن يقترب منه و يعرف نفسه له ثم قال :
_ سيد لانغ ، ان السيد مارتن يدعوك للجلوس برفقته.
لم يمتلك نديم اي خيارات ، ليذهب مع الرجل إلى حيث يجلس مارتن الذي قال عندما رأى نديم :
_ هل كل شيء على ما يرام سيد لانغ؟
اومئ له نديم بتعجب ، ليردف مارتن قائلاً :
_ لقد لاحظت مغادرة زوجتك و قد ظننت ان مكروه قد أصابكم ، لذا دعوتك لتجلس برفقتنا.
ابتسم له نديم على مضض و قال :
_ انه لشرفاً لي ، سيد مارتن.
ابتسم له مارتن بسخرية من خلف قناعه ، و جلس نديم برفقته و الذي لاحظ ان جومانا تحاول مراسلته عبر ساعة يده ، لينظر نديم إلى مارتن و قد وجده ينظر له ، ليشعر نديم ان هناك خطباً ما ، خاصةً عندما وجد حازم يحاول مهاتفته ، ليقف نديم معتذراً عن إكمال المزاد متحججاً ان هنالك عدة مهاتفات يجب عليه أن يقوم بها ، و انه لا يوجد إشارة بالفندق لذا يتوجب عليه المغادره ، ليقول له مارتن مودعاً اياه :
_ياللخسارة لكنت وددت ان تحضر المزاد معانا ، لكن لا بئس سنجتمع مرة ثانيه... قريباً.
نظر له نديم بعدم فهم ، لكنه لم يكترث به و اسرع حتى يغادر المزاد قبل إغلاق الأبواب و خرج سريعاً لتتوالى مهاتفات حازم اليه ، ليجيبه نديم قائلاً :
_وصلتوا ل ايه؟
صاح به حازم بخوف :
_ قولي ان جومانا معاك.
صُدم نديم للحظات و قال بقلق :
_ مش هقول لأنها مش معايا! جومانا فين يا حازم و انت فين؟
_ انا في العربيه بعيد عن الفندق و معايا الولاد.
نظر نديم حوله بغضب و حاول أن يتمالك نفسه ليقول :
_ و جومانا ؟ سيبتها؟ قسماً بالله يا حازم لو شوفتك قدامي دلوقتي ما هسيب فيك حته سليمة.
دافع حازم عن نفسه قائلاً بقليل من الخوف :
_ الاولاد كانوا معانا و كنا بالفعل هربناهم خلاص و هنخرج ، بس لاقيت جومانا بتزعق ليا و بتقولي اكمل و اخرج الولاد و ادور عليك عشان مكنتش عارفه توصلك..و بعدها سمعتها بتتخانق مع واحدة و مكنش قدامي حل غير اني اكمل بالولاد و هي تبقى تحصلنا.
صرخ به نديم غير مبالي بإحد حوله :
_ غبي..غبي! انت غبي.
ليغلق نديم الهاتف بوجه حازم و حاول الاتصال بجومانا لكن لم يستطيع التواصل معاها نهائياً ، لينظر حوله بحيرة ، الان قد تأكد انه تم كشف أمرهم ، لكن لما تركوا لهم الاولاد و أخذوا جومانا! لما؟ ؛ و في لحظة غضب و قلق من نديم هاتف إحدى اصدقائه القدامى و قال بدون مقدمات :
_ انا رجعت فرنسا تبع شغل و اتكشفت في المهمة و محتاجك انت و الدعم ، هبعت ليك المكان و في خلال دقايق تكونوا هنا.
ليغلق نديم المهاتفه دون اضافه حرف اخر و اسرع ببعث موقعه لصديقه ذلك ، ليسرع نديم بعدها و حاول الدلوف مرة أخرى إلى المزاد لكن تم منعه من قِبل الحراس ليقف عاجزاً ، فتح ساعة يدة و استمع إلى الرسائل التى بعثتها له جومانا ، ليجد بإخر رسالة محادثه بينها و بين شخص آخر او كما تبين انه عراك ، ليُقاطع استماعه مهاتفه صديقه له ليجيب نديم قائلاً :
_انت فين؟
قال له چوو :
_ انا برا و معايا الدعم اللى طلبته بس ممكن اعرف احنا هندخل نعمل ايه؟ و انت فين عشان اعرف اتصرف.
اسرع نديم قائلاً :
_ يوسف ده مزاد و لازم نقبض على الموجودين..خدوا جومانا مني.
تعجب يوسف و قال بعدما أشار إلى الرجال معه بالهجوم :
_ انا داخل و هبقى افهم منك بعدين.
فور إغلاق نديم إلى المهاتفه رأي چوو و هو يقتحم الفندق برفقه بعض رجال الشرطة ، حاول العاملين بالفندق ايقافهم لكن لم ينجحوا ، ليمضون في طريقهم و ذهبوا خلف نديم الذي انضم إليهم و اسرعوا بإقتحام المزاد..
ليتفاجئ نديم و كل من معه ان المكان تحول كما كان إلى ملهى ليلي ولا وجود إلى أي مزادات و كل المتواجدين كانوا يرقصون و مارتن يجلس على مقعده ممسكاً كأس خمر بيده ، ليصدم نديم و يقول له چوو :
_فين المزاد يا نديم؟
لم يجيب عليه نديم و تقدم نحو مارتن ممسكاً اياه من تلابيب ملابسه قائلا في غضب :
_ اقسم ان لم تفصح عن مكانها سأقتلك بمكانك هذا.
نفض مارتن يد نديم عنه و قال و هو ينظر له من أعلى رأسه إلى اغمص قدميه بسخرية :
_ ليس لدي دخل بانك كنت مُحتالاً غبي و أحمق.
ليقف مارتن و يصيح عاليا بغضب موجه حديثه إلى چوو :
_ ما الذي يحدث هنا و هل هناك تصريح او بلاغ مباشر بإقتحام فندقي بتلك الطريقه؟
تقدم چوو اليه و قال :
_ هناك انباء وصلت الينا عن انشاء مزاد غير قانوني بهذا الفندق.
ابتسم له مارتن و جلس مرة أخرى على مقعده قائلاً :
_ و ماذا وجدت؟ هل هناك مزادات أُقيمت هنا؟ ام اتخذ ضدكم إجراء بالاعتداء و اقتحام الفندق؟
لم يستطع نديم التحكم بنفسه و وجهة لكمه إلى وجه مارتن ، ثم حدثه بغضب قائلاً :
_ أين هي و الا لن اتركك لتحيا و لو لدقيقه أخرى.
مسح مارتن نقطة الدماء التى سالت من فمه ببعض من البرود ، و أسرع چوو إلى نديم يحاول تكتيفه و قال له همساً :
_ نديم مينفعش إلى انت بتعمله ده انت كده بتعمل مشاكل على الفاضي.
لينظر چوو بعدها إلى مارتن و قال :
_ نتأسف على اقتحامنا إلى فندقك و لقد تبينا انه بلاغاً كاذب نرجوا منك مراعة هذا ، و اذا اردت ان تقدم على اي أجراء ضدنا لك كامل الحرية.
ارتشف مارتن القليل من خمره و قال :
_ لا.. فنحن نقدر جهودكم للمحافظة على سلامة البلاد...و الآن أريدكم خارج ذلك الفندق في الحال.. قبل أن اغير قراري في اتخاذ الإجراءات القانونية الازمة ضدكم.
اومئ له چوو كتعبير عن امتنانه و هو يسحب نديم و يخرج من الفندق و حولهم رجال الشرطه ، ليقف چوو خارج الفندق و صاح قائلاً في نديم :
_ممكن تفهمني بقي فيه ايه و اتكشفت ازاي في مهمتك و انت قدامي اهو؟ و جومانا ايه الى جابها معاك؟و ازاى جت معاك؟ هو انتوا مش وراكوا غير الفندق ده؟
نظر نديم إلى هاتفه يحاول الاتصال إلى جومانا للمرة الواحد بعد المليون ، ليصيح چوو به :
_يا بني أدم رد عليا انت خليتني اسيب اللى ورايا و إلى قدامي عشان ولا حاجه!
نظر له نديم و قال :
_ انا و جومانا كنا في مهمة في الفندق ده و انا كنت في المزاد و هي كانت بتهرب ولاد كان مارتن خاطفهم و دلوقتي بعد م هربناهم هي اختفت و آخر حاجه وصلتني عنها أنها قابلت واحده و اتخانقت معاها و طلبت من اللى كان بيساعدها في تهريب الولاد انه يكمل طريقه و يخرج الولاد برا الفندق و هو هرب بالفعل و سابها... فهمت سيادتك؟
اومئ له چوو و قال :
_ فين العيال دي تعالى نروح لهم الأول و نفكر ازاى نوصل لجومانا لو هي بالفعل حصل ليها حاجه...ان مكانتش هربت و مقدرتش تتواصل معاك و انت اتسرعت بس مش اكتر.
نظر له نديم بغضب و قال بإنكار :
_ اتسرعت! اتسرعت في ايه؟
شغل اخر محادثه بُعثت له من جومانا ليسمعها إلى چوو الذي انتبه عندما استمع إلى صوت عراك و أحد يقول لجومانا :
_"بحقك مارلين كيف لم تشككي بالأمر؟ هه كيف ظننتي انكِ يمكنك خداع مارتن؟"
لتنتهي الرسالة و يقول نديم إلى چوو :
_ لسه بيتهيألي مش كده ؟ لسه انا متسرع بردوا صح ؟
لم يعطي نديم فرصه إلى چوو ليتحدث و هاتف حازم ، و عندما أجاب قال بحدة :
_ مكانك فين و مش عايز من سيادتك حرف زياده غير مكانك وبس.
قال له حازم موقعه بخوف و جلس متنظراً اياه ، ليتحرك نديم و معه چوو فقط إلى مكان الاولاد ، و الذين كانوا بإحدى العربات المحصنه في أحدى الزقاق الجانبيه ، ليقترب نديم من العربة بعد وصوله و دلف بداخلها ، و حين رأى حازم اقترب منه و جذبه من تلابيب ملابسه يجره خارج العربة ثم بدء بلكمه عدة لكمات ، لكن أحال بينهم چوو الذي تدخل قائلاً :
_ مش كده يا نديم امسك أعصابك هو ملوش ذنب.
نديم بغضب :
_ محدش قاله يسبها و يمشي.
اعتدل حازم من على الأرض ثم وقف و واجهه نديم قائلا :
_ هو انت فاكر انك الوحيد اللى خايف عليها و قلقان؟ سيادتك مكنتش مكاني ولا في موقفي! انا كنت متكتف بالعيال اللى معايا و المفروض اخرج من فندق كله حراس و لو حد كان شافني كنت هموت مع أول طلقه..
نظر له نديم بغضب و قال :
_ ولاا انت.. انا مش طايقك ف مسمعش منك نفس لحد م نوصل لجومانا.
ليدلف بعدها نديم إلى السيارة و نظر إلى الأطفال الذي كان متوسط عمرهم بين الثانيه و الثالثة عشر عاماً ، ليقول لهم نديم بهدوء :
_ انا نديم و ظابط مصري ممكن تقولولي فاكرين ايه الى حصل لما جومانا البنت اللى خرجتكم قالتكم تنزلوا من على السلم و ليه منزلتش وراكم؟
اجمع الأطفال انهم لا يفقهون الفرنسيه و كانت جومانا تتحدث بالفرنسية إلى أحدى السيدات و التي لم يستطعون رؤية شكلها بسبب ان جومانا حثتهم على الهبوط بشكل اسرع ، ليُحبط نديم و ظل القلق ينهشه و هو يفكر ماذا سيكون حل بجومانا بعد مرور كل ذلك الوقت ، ليعتدل فجاءه في جلسته عندما أتت فكرة برأسه ، ليقول له چوو :
_ ايه لاقيت حل؟
اومئ نديم رأسه سريعاً و قال :
_ ايوا هتتبع ساعتها هي موصولة بالساعه بتاعتي و بكدة اقدر اوصلها او أتأكد من مكانها..
_______________________________________
كانت معلقه في الهواء من يديها بعد تقيد أطرافها الاربعه بسلاسل حديده ، في غرفه بإحدى ناطحات السحاب و كانت تقف أمامها انستازيا و معها فتاه صغيرة و بعض رجال الحرس ، لتقول انستازيا لها بقرف بعدما نفثت بعضاً من دخانها :
_أليس مظهرك هكذا افضل؟ بشعرك الداكن و عيونك الداكنه.. لما الخداع؟
نظرت لها جومانا بتعب و إرهاق آثر ما فقدته من دماء ، لكنها قالت :
_ حتى استطيع التعامل مع أمثالك..
غضبت انستازيا و اقتربت منها لتطفئ سيجارتها في وجهها مسببه حرقاً في وجنتها ، لتضحك جومانا عالياً بسخرية و قالت :
_هه حقاً؟ لقد قمت بالعديد من المهام الخطرة و لقد تعذبت كثيراً على أيدي مجرمين و قتلة ، لكن بالحقيقه لم يُسبق لي أن يطفئ أحدهم السيجارة بوجهي!
ازداد غضب انستازيا لتقول لها :
_ اكرهك مارلين.. او جومانا او اياً كنتي من اللعنات.. اتعلمين شيئاً؟ لقد ترجيت مارتن كثيراً حتى يسمح لي بتعذيبك على ما فعلته بي.
_ و ماذا فعلت بكِ؟
صرخت انستازيا بها قائلة :
_ لا تعلمين؟ حقاً! أيتها العاهرة اللعينه! هل لديكي ادنى فكرة عن كم العذاب الذي تليقته من ايغو اللعين؟ هل تعلمين انه عندما قرر ان يعفو عني قام بقتل الرجل الوحيد الذي أحببته في حياتي أمام عيناي؟ كل هذا بسببك انتى ، لولا ان مارتن قبل عملي معه لكُنت الان مشردة بإحدى الانحاء.
قالت جومانا بإرهاق و تعب واضحين :
_ ليس من شأني ، لقد كنت اقوم بعملي فقط لا غير ، كما كنتى انتى تقتلين المئات بإفعالك تحت مسمى العمل و شعار الحصن السخيف بأنه فوق كل شيئ و قبل أي شيء.
أمسكت انستازيا جومانا من شعرها و ظلت تصفعها عدة صفعات على وجهها و هي تسُبها ، و كانت جومانا مقيدة من يديها و قدميها ولا تقوى على الإبتعاد عنها ، لتتركها انستازيا اخيراً ثم نظرت إلى الفتاة التى كانت متواجده معاها و قالت :
_ عالجيها من جروحها ، لأنها يجب أن تستعد إلى القدام جيداً...
قالت الاخير و هي تنظر إلى جومانا بمقت و تحذير مما هي مقدمه عليه ثم خرجت و تركتهم ، بينما الفتاة أسرعت إلى جومانا و بدأت بمداوة جرحها ، لتهمس لها جومانا قائلة :
_ ما اسمك؟
أجابتها الفتاه قائلة :
_ ليس من شأنك و ليس مسموح لكِ بالتحدث.
نظرت جومانا الى الفتاه بتفحص و قالت :
_ لكنتك غريبه ، لستِ فرنسيه.. من أين انتى؟
نظرت الفتاه إلى جومانا بنظرة عابرة ثم قالت هامسة بعد تردد :
_ روسيا.
جحظت أعين جومانا و قالت بهمس هي الاخرى حتى لا يستمع إليها الحراس و لكن باللغه الروسيه :
_ روسية! انتى روسية! من المستحيل.
تعجبت الفتاه و قالت بالروسية هي الاخرى :
_ لما مستحيل؟
رأت جومانا خوف الفتاه من استماع الحراس إليها ، لتقول لها :
_ من المعروف عن الروسيين و من تعاملي الشخصي معهم هي الصرامة و الشجاعه ، لا شيئ يستطيع قهرهم بسهولة ، اما انتى! فأنتى خائفه و مهزومة تعملين لدى قتله و مجرمين ، ف بألتأكيد لستِ روسيه.
شعرت الفتاه بالغضب و قالت :
_ هل لديكي أدنى فكرة عن هذا المكان؟ انه الجحيم لا يستطيع أحد الفرار منه ولا أحد يأتي اليه بقدميه ، جميعنا مجبرون كما أن لا أحد استطاع الخروج من هنا حياً.
نظرت لها جومانا و قالت :
_ لا بل هناك.
تعجبت الفتاه و نظرت إلى جومانا التي قالت مردفه :
_ أنا قد هربت منهم منذ عدة سنوات بكل سهولة.
وضعت الفتاه ضمادة على جرح جومانا ثم التفت حتى تعالج جرح رأسها و قالت :
_ ههه و ها انتى ذا.. عُدتي من جديد حتى تتلقين جزاءك من الهروب.
ضحكت جومانا بخفه و قالت :
_ لا بل جئت حتى اشكرهم على اختطافي..
نظرت لها الفتاه بتعجب لتردف لها جومانا بهمس :
_ساعديني و أعدك ان أُعيدكي لوطنك سالمة.
نظرت لها الفتاه بتردد و حولت نظرها بين جومانا و إلى اثنين من الحراس ، لتلاحظ جومانا ذلك تقول لها :
_اخبريهم انني احتاج الى دماء آثر ما فقدته او اطلبي منهم اي شيئ تحتاجينه في جراحتي.
توترت الفتاه و نظرت بخوف إلى جومانا لتبادلها هي نظرة ثقه و إطمئنان ، لتحظى الفتاه بالقليل من الشجاعه و ذهبت إلى الحراس و طلبت منهم فصيلة دماء معينه ، ليذهب إحدى الرجال حتى يأتي لها بما طلبته ، لتعود الفتاه إلى جومانا و تهمس لها :
_ماذا أفعل مع الاخر و كيف اساعدك؟
نظرت جومانا إليها ثم وجهت نظرها إلى الحراس في الحال و قالت له :
_ أنت.
نظر لها الرجل ، لتردف جومانا :
_ اقترب.
تجاهلها الرجل في بادئ الأمر لكن أصرت جومانا عليه ان يأتي إليها ، ليقترب منها الرجل و فور اقتربه ، اسمعته جومانا سيلاً من السُباب البشعه ، ليغضب الرجل و يصفعها على وجهها ، لتصرخ الفتاه به و أخبرته ان يخرج من الغرفه إلى أن يعود صديقه بالدماء ، ليخرج الرجل بالفعل و قد قام بنعت جومانا ببعض الألفاظ الخارجه ، لكنها لم تهتم به و نظرت إلى الفتاه بسرعه و قالت :
_ هناك على تلك الطاولة ستجدي ساعه ، فقط احضريها الي.
لتأخذ الفتاه الساعه و تقربها من جومانا التى قالت لها أن تضغط على بعض الازرار بها ثم اخبرتها إن تقرب الساعه اكثر حتى تستطيع التحدث ، لتسجل جومانا رسالة و تبعثها إلى نديم و قالت :
_ نديم.. حبيبي متدورش عليا.. ده حساب قديم و بخلصه.. لو حازم قدر يخرج الولاد من الفندق رجعوهم مصر في أسرع وقت و متدورش عليا ، ده شغل قديم و بخلصه و انا مش مستعدة أتحمل نتيجة اللى هيحصل لو انت اتدخلت...
صمتت لوهلة ثم أكملت بحزن :
_انا بحبك..
انتهت الرسالة و ارجعت الفتاه الساعه إلى الطاولة كما كانت ثم عادت إلى جومانا مرة أخرى حتى تكمل تضميد رأسها ، لتسألها جومانا :
_ ما اسمك؟
ابتسمت لها الفتاه إبتسامة بسيطة و قالت :
_ كاتسيا.
ابتسمت جومانا هي الاخرى و قالت :
_ و انا جومانا.
عاد الحراسين و كان منهما من يحمل الدماء و الاخر من ينظر ببغض إلى جومانا..
_____________________________________________
كان نديم جالس بإحدى الصالات المغلقه في السفارة المصرية يحاول الوصول إلى موقعها ، و قد نجح بالفعل في تحديد الموقع و كان في طريقه للتحرك إليها لكن اوقفه چوو قائلا :
_ نديم استني.. في رسالة اتبعتت من الساعه.
اقترب نديم من چوو الذى فتح رسالة جومانا ، ليستمعوا إلى رسالتها بتعجب من مطلبها.
أما نديم ظل يستمع إلى الرسالة مراراً و تكراراً بغضب من مطلبها ، تطلب منه بكل تلك السهولة ان يتخلى عنها؟ تلك الغبيه الحمقاء ألا تدرى انها بالفعل أصبحت جزء لا يتجزء منه! كيف يتخلى عن نفسه و عن قطعه من روحه ؟
كان حازم جالس يرمق نديم بنظرات متعجبه منه ، كان هو الاخر استمع إلى رسالة جومانا و استمع إلى تصريحها بحبها له.. إلى أين وصلت علاقتهم؟ و لما هو جالس يستمع إلى تلك الرسالة الغبيه مراراً و تكراراً؟ ؛ تواصل معه أدهم و طلب منه أن يتحدث الى نديم ، ليذهب اليه على مضض و اخبره ان أدهم يريد محادثاته لكنه رفض و تخلى عن مقعده للمرة الأولى منذ استماعه إلى الرسالة و قال موجهاً حديثه إلى چوو :
_ يوسف.. جهزلي طيارة هيلوكوبتر دلوقتي حالاً.
تعجب چوو و قال :
_ اعتبرها جاهزة بس ناوي علي ايه؟
نظر نديم إلى الجميع و تحدث بعملية بحته :
_ هتقتحموا مبنى ناطحة السحاب دة بالطيارة مفيش طريقه غير دي اللى تنفع عشان نضمن رجوعها بيها.
تعجب حازم و قال معلقاً على حديثه :
_ هتقتحموا؟ ليه جمعتني انا و يوسف بس؟
نظر له نديم بجمود للحظات ثم قال :
_لأن انا هروحلها و هدخل ها بنفسي و انتوا بالطيارة هتيجوا تكسروا ازاز الدور اللى هي فيه كله و هننط انا و هي للطيارة..
قاطعه چوو قائلاً :
_ لاء لاء لحظة كده ، هتـ.. ايه ؟ هتنطوا؟ من ناطحة سحاب؟ لطيارة طايرة في الجو؟ انت مستوعب كلامك ولا فاكر نفسك خارج من فيلم في هوليود؟
نظر له نديم ببرود و قال بجدية :
_ انت شايف انى بهزر؟
_ لاء المصيبه اني شايفك مش بتهزر! نديم فوق شوف طريقه تانيه انا مش هغامر بحاجه زي دي.
اومئ له نديم رأسه و قال :
_ تمام يا چوو و شكراً على مساعدتك ليا لحد هنا.
ثم نظر إلى حازم و قال :
_ كلملي ادهم اللى عمال يتصل بيك من الصبح ده و قوله يبعتلي طيارة حالاً.
اوقفه چوو قائلاً :
_ استنى يابني.
لينظر إلى نديم و يردف :
_ انا معاك في اي حاجه بس بالعقل ، متروحش تخاطر بنفسك و بيها في مهمة شبه انتحارية.
انفجر نديم به قائلا بغضب و خوف :
_ انا في كل ثانيه بتعدي بخاطر بيها و بحياتها و مش مستعد اخسرها تاني يا يوسف و انت اكتر واحد عارف ده كويس...كل حاجه أبتدت هنا و مش هسمح نهائي انها تنتهي! فاااهم مش هسمح يا يوسف .
نظر له چوو و بهدوء خرج من الصالة المقيمين بها و قال بصوت عالٍ إعلان حالة الطوارئ و انه يحتاج طائرة في الحال ، ثم عاد إلى نديم و حازم مرة أخرى و قال :
_ شوف محتاج ايه تاني و انا معاك.
اخبره نديم عن الأسلحة التى يريدها و عرض عليه حازم ان يذهب برفقته لاكن رفض نديم قدوم اي أحد معه ، ليجهز بسرعة و تحرك إلى موقع جومانا.
فور دلوفه إلى المبنى رأى عدة حراس يتقدمون اليه و قد توقع نديم انهم تعرفوا عليه ، ليُردي نديم من يعترض طريقه أرضاً دون تفاهم سواء كان أراده قتيلاً ام مُصاباً.
________________________________________________
عند جومانا كان معها مارتن و انستازيا التي لم تكف عن تعذبيها و الشماتة بها و كان بجوارها كاتسيا التى كانت تنظر إلى جومانا بشفقه مما تتعرض له و تمنت لو استطاعت مساعدتها ، ليقول مارتن الذي كان جالس أمامها بكل كبرياءٍ :
_ اتعلمين عودتك الي جعلتني افكر كثيراً في الخسارة الفادحة التى تعرضت لها منذ سنوات بعد هروبك.. شخص مثلك بصفاتك و مميزاتك تلك كانت لتكون نقطة تحول عظيمه ألي خصوصاً لو كنتى انضممتي ألى انت و رفقيك هذا.. حقاً انتم فريق رائع لكن تفتقرون إلى بعض الذكاء.
نظرت له جومانا بسخط و قالت :
_ بل تفتقر انت الى بعض الرجولة.
أبتسم مارتن لها و أشار إلى رجلين من الحراس ان يكملوا ضرباً بها ، و كانت تقف انستازيا تشاهدها بإبتسامة واسعه و قالت :
_ أعدك يا عزيزتي ان أخذ رأسك الجميل هذا إلى قبر چانيس حبيبي حتى أعرفه على تلك الخائنه التى تسببت في مقتله.
ليدلف بعض الرجال عليهم و اقترب أحدهم من مارتن و ناوله جهاز إلكتروني ، لينظر به مارتن و يشاهد نديم و هو يقتل بعضاً من رجاله و كل من يقف في طريقه يطلق النار عليه دون حتى أن ينظر اليه و أكمل في طريقه إلى غرفتهم ، ليبستم مارتن ابتسامة واسعه بسعادة و يقول :
_ و ها هي... أخيراً بعض الاثارة!
نظر مارتن إلى الرجل و قال :
_ دعه يصل إلينا و لا تدع أحد يعوق طريقه حتى يصل إلى حافة هذة الغرفه ثم دع رجالنا يقومون بعملهم.
ثم نظر إلى جومانا و قال بسعادة :
_ و ها قد وصل رفيقك العزيز.
جحظت أعين جومانا بصدمه و تمنت ان ما جال ببالها ليس حقيقي ، لتسأل مارتن قائلة بخوف خفي :
_ اي رفيق؟ ليس لدي رفقاء؟
ابتسم مارتن بسخرية و أقترب منها قائلاً :
_ أرى الخوف بعينكي لذا لا تنكري شيئاً ، الأمر أصبح مسألة وقت ليس ألا حتى يتم القضاء عليكم او يمكنكم اختيار الخيار الاسهل و الانضمام الي.
استمع مارتن إلى صوت إطلاق بارود ، ليبتسم و يقول :
_ ستبدأ الحفله الأن.
لترتفع بعدها أصوات البارود الذي تم إطلاقه و كان نديم خارج الغرفه يتشاجر مع إحدى الرجال ، و عندما رأى ان عددهم يتزايد ترك سلاحه بكل هدوء و وقف بلا حراك ليتكاثروا عليه و يقيدوه و يجروه نحو الغرفه ليستسلم نديم لهم بهدوء غريب و ذهب معهم ليدلف إلى الغرفه ، لتنظر جومانا له بصدمه و إلى الجروح التى تملى جسده و صرخت بهم قائلة دون وعي :
_ انستازيا ، ان حسابك معي انا ، لا تدخلي احد بيننا اذا كنتى تريدين رأسي فلتأخذيها و اللعنه ، اما هو فليس له شأن.
نظرت لها انستازيا بتعجب و قالت :
_لما تكترثين إلى أمره لذلك الحد ؟
لتقترب انستازيا من نديم الذي كان ينظر إلى كل شيء بهدوء و صمت ، لتقول له و هي تتحسس وجهه :
_ مرحبا أيها الوسيم.
أشاح نديم وجهه عنها و قال موجها حديثه الي مارتن :
_ تعلم ان هناك من يقف معنا و لن يتركنا هنا ، لذا فمن المستحسن لك ان تتركنا دون أي جدال.
ضحك مارتن و قال :
_ هل تظن ان دولتك ستنقذك من تحت يدي؟ أين هي اذا هاا؟ لا أرى غيرك و غيرها.
قالت جومانا له :
_ هربنا منك مرة و خدعناك مرة ، لما تظن ان بمقدورك خداعنا؟
_ لا أظن عزيزتي لكنني بعدما أعدتُ التفكير مع نفسي وجدت اننى ارتكبت خاطئ فادح بترككم للفرار من بين يداي.. لذا لن أفعلها مرة ثانيه و لن اترك كلاكما مرة أخرى.
قال له نديم :
_ أخبرني بما تريد.
ابتسم مارتن و قال :
_حسناً هكذا نتحدث ، أريد منكم الأنضمام إلى..لقد تركتكم تأخذون هؤلاء الأطفال و يجب عليكم تعويضي ، هناك بعض المعلومات و المهمات التى لا تليق الا بكم ان انضممتم الي سأريكم الجنه و نعيمها .
رفض نديم قائلا :
_ لا نريد جنتك ، فقط دعنا نذهب.
_ تأتي و تُعارضني و تقتل رجالي و تخرب المزاد و تأخذ الأطفال ثم تقول لي دعني و شأني؟ ولا تريد جنتي؟ حسناً ، سأريك جحيمي...
ليشير إلى الرجال بعينه علي نديم ليهجموا عليه و و وجهوا اليه الضربات و اللكمات و كان نديم ساكن لا يتحرك يتلقى الضربه وراء الأخرى ولا يدافع عن نفسه او يبدي ردة فعل ، حتى تكاثر الرجال عليه كثيراً ، لتصرخ به جومانا بخوف :
_ دافع عن نفسك.. انت واقف مش بتتحرك ليه؟ نديم عشان خاطري متفضلش واقف كده.
ثم نظرت إلى مارتن و قالت صارخه :
_ اتركه... دعهم يتركوه و الا جعلتك ترى الجحيم بأم عيناك.
قال لها نديم :
_ انا بشتتهم... سيبيهم يضربوني عشان ميتوقعوش مني اي ردة فعل.
صرخت به جومانا بخوف :
_ دول هيموتوك!
لم يستمع إليها نديم و ظل مستسلم لرجال مارتن الذين اشبعوه ضرباً قاسياً ، و كانت جومانا تصرخ بهم و تتوعد لمارتن بالقتل ، ليشير مارتن إلى رجاله اخيراً بالتوقف ، و كانت تُتابع انستازيا خوف جومانا على نديم حتى أنها لاحظت دمعه خانت عيناها ، لتقول انستازيا :
_لما الخوف؟ منذ عدة دقائق فقط كنت اطرب أذناي بسُبابك الذي تطلقيه علي.. لما صمتي الان؟ و لما تلك الدمعة التى سقطت من عيناكي؟ هل تكنين له حُباً؟
حذرتها جومانا قائلة بغضب :
_ احتفظي بتخاريفك لنفسك انستازيا.
ابتسمت انستازيا و اقتربت من نديم الذي كان واقف مستسلم إلى الرجال الذين يمسكوه جيداً حتى يقيدوا حركته بعد ما تعرض له من ضرب ، لتقول انستازيا لنديم :
_ ما رأيك أيها الوسيم بأن تعمل معي أنا؟ سنستمتع كثيراً سوياً.
مدت يدها حتى تلمس وجهه ، ليقول نديم محذرا ايها :
_ ان كنتى تستغنين عن يديكي فإجعليها تلمسني.
ضحكت انستازيا و ابعدت يديها عنه ، ثم نظرت إلى جومانا لتجد انها تركز كثيراً معهم ، لتفهم انستازيا ما يدور بينهم.
لتقف بإعتدال و تطلب من أحدى الرجال بأن يجذب السلاسل المقيدة بإطراف جومانا الاربعه ، حتى تسبب لها المزيد من الألم و العذاب ، لتصرخ جومانا من ألآلم و يصيح نديم لهم في غضب :
_ ايها الأوغاد.. اتركوها.
ثم نظر إلى مارتن قائلاً :
_دعنا نتفاهم سوياً ، لا حاجه إلى العنف.
ضحكت انستازيا و قالت :
_ عنف؟ و اين العنف فيما نفعله؟
ثم استمعت إلى جومانا التى أطلقت سيلاً من السُباب بها ، لتغضب انستازيا و ذهبت إليها و ظلت تصفعها على وجهها مرة بعد مرة ، حتى اوقفها مارتن بقوله :
_ كفى.
نظرت له انستازيا بتعجب ليبادلها مارتن بنظرة ذات معنى فهمتها هي ، لتتسع بإبتسامتها و تقول بسخرية :
_ جومانا و نديم العشقان المُحلقين بإجنحتهم في سماء باريس.
نفى نديم قائلاً :
_ لا.. كل م تقوليه تخاريـ..
بإشارة من مارتن كان تضاعف عدد الرجال الممسكين بنديم و ثبتوه جيداً و اغلقوا فمه ، لتقترب منه انستازيا و هي تنظر إلى جومانا بإبتسامة :
_ رأيت خوفك عليه فور دلوفه لكننى لم أشئ ان اسرع بالحكم عليكم.. لكن كل شيء واضح كالشمس ، فما رأيك أذن أن أريكي قليلاً من العذاب الذي تلقيته من ايغو؟
تأهبت جومانا و خطر ببالها ما قالته منذ قليل عن قتل ايغو لحبيبها ، ليهوى قلبها من مكانه و صرخت قائلة :
_ لا تجرؤي على فعلها انستازيا.. كل تلك ما هي إلا اوهام بعقلك انه ليس إلا مجرد زميل عمل.
ابتسمت انستازيا و قالت :
_حقاً ؟ دعينا نتبين هذا اذن.
لتقترب من نديم و تجعل الحراس يثبتون رأسه حتى لا يُحركها ، و اقتربت من وجنته و قبلتهُ بها ، لتتعجب جومانا مما تفعله انستازيا التى كانت مستمرة بتقبيل وجه نديم بإكمله و كان هو يحاول ابعدها عنه و كان ينظر لها بتقزز و بصق عليها عدة مرات ، و قد شعرت جومانا بالغيرة مما تفعله انستازيا التى لم تكتفي بقُبلاتها على وجهه فقط بل يديها التي كانت تلتمس كل انش في جسده بطريقه مقززة ، لتبتسم انستازيا و تقول بعدما نظرت لجومانا :
_ ما بك جومانا؟
قالت جومانا لها بغضب و صراخ و هي تحاول التحرك و الفرار من قيدها :
_ أيتها العاهرة... اقسم انك عاهرة لعينه..لن اتركك.. سأقتلك انستازيا ، أيتها الساقطة اللعينه .
ضحكت انستازيا ضحكة عاليا ثم نظرت إلى نديم الذي قال لها بحده :
_ ان كنتى تظنين ان افعالك الساقطة تلك ستجدي نفعاً معي ف أنتى مخطئه... لأن لمساتك تلك تشعرني بالاشمئزاز.. و ان كنتى تظنين اني سأدعك تفلتين من تلك الفِعلة فستكوني حمقاء.
نفت انستازيا قائلة :
_ لا يهمني .. لكن يهمها هي.
لتنظر إلى جومانا ثم نظرت إلى نديم مرة أخرى و عادت إلى تقبيلُه ثانيةٍ ، لتصرخ جومانا إلى نديم قائلة بحدة و غضب بعد اشتعال نار الغيرة بداخلها و هي ترى حبيبها الأول و الوحيد أمامه أمرأة تُقبله و يديها تعبث به :
_ ابعدها عنك والا هاجي اقتلك انت وهي.
كان يشيح نديم وجهه عنها لكن الحراس كانوا يثبتون رأسه جيداً ، لتبتعد عنه انستازيا بإزعاج و قالت :
_ماذا؟ ما الذي قالته لك حتى تبعد رأسك؟ لقد شعرت بك تندمج معي في تلك القُبلة الملحمية الرائعه.
قالت جملتها الأخيرة بخبث و بصوتاً عالٍ ، لتستمع جومانا إليها و شعرت بالغيرة مما يحدث لكنها لم تبدي ردة فعل عن ما قالته لأنها تعلم أن انستازيا تريد أخرجها عن شعورها ليس إلا ، لتكتفي فقط بالنظر إليهم بنظراتها نارية.
و قد رأى نديم غضب و غيظ جومانا ، لكنه كان ينظر حوله متفحصاً المكان المُحاط من الزجاج كل حين و آخر لعله يلمح چوو و حازم بالطائرة ، و بالفعل بعد مرور عدة دقائق كان رأى الطائرة من بعيد تُحلق في الافق ، و كان في ثوانٍ مسقط الرجال الممسكين به قتلى ، و اتجه إلى مارتن لكن اعترض طريقه بعض الرجال حتى يعطوا وقتاً لمارتن حتى يفر هارباً ، لكن تعامل معهم نديم بوحشيه تامة ، ليسقط الأول ميتاً بعدما كسر رقبته و الثاني أسقطه مُصابا بعدما تناول إحدى الخناجر الصينيه التي خبئها بملابس و طعنه بها ، و الاخرون تعامل معهم بمنتهى الوحشيه و لم يترك احد يواجهه حياً..
اما كاتسيا فتسللت إلى جومانا و حررت قيد قدميها دون أن يلاحظها احد بسبب انشغالهم بنديم الذي اندفع يقتل الجميع ، لتنتبه جومانا إلى كاتسيا بعدما كانت تشعر بالصدمة اللحظيه من ثورة نديم ، و قالت لها بهمس :
_ ماذا تفعلي؟
قالت لها كاتسيا و هي تحرر قيد إحدى يديها :
_أحاول المساعده.
ابتسمت جومانا لها بحماس ، لكنها رأت إحدى الرجال يقترب من كاتسيا حتى يبعدها عنها ، لتسرع جومانا و تركله بقدمها ثم حررت نفسها بسرعه و اتجهت للرجل و قتلته ، و آمرت كاتسيا ان تختبئ بإحدى الأركان ولا تتحرك ، لتتقدم جومانا بعدها نحو انستازيا و قالت :
_ مرحبا؟
تفاجأت انستازيا بتحررها بسبب انشغالها التام بنديم ، لكن لم تمهلها جومانا وقتاً لتستوعب شيئاً و أمسكت رأسها و صدمتها بالحائط ، لكن ابعدتها انستازيا عنها و وجهت لها ضربه ، لتبدء المعركه بينهم ، بدء كلاهما يوجهون الضربات إلى بعضهم البعض و قد تعجبت جومانا من مهارة انستازيا القتالية لكن الغيظ بداخلها دفعها للقتال معها بقوة...
و في خضم معركتهم تلك رأت جومانا على طاولة قداحة بجوار علبة دخان مارتن ، لتسرع جومانا إليها و تأخذها و أمسكت انستازيا من شعرها بعدما اصابتها بعدة جروح و إصابات اهلكتها عن الدفاع بنفسها و قالت :
_هذا من أجل قذراتك عما فعلتيه مع نديم.
لتشعل جومانا القداحة و بكل كره و إنعدام انسانيه ، قربت النار من شفتيها و حرقت شفتي انستازيا بالكامل وسط صراخها ، لتنتهي جومانا و تترك انستازيا أرضاً ، ثم اقتربت من نديم الذي كان ينظر لها بإنبهار تام وسط عراكه مع رجال مارتن ، لتنضم جومانا اليه في العراك و قالت له و هي تلكُم إحدى الراجل :
_ هي رسالتي وصلتلك؟
طعن نديم الرجل الذي يقاتله ثم بحركه سريعه اطاح الخنجر بعنق من تقاتله جومانا و قال بغضب :
_ اللى كنتى بتقوليلي فيها اسيبك و امشي؟ لا مش واخد بالي..
نظرت له جومانا بتعجب و قالت له بلهاث و تقاتل احد اندفع إليها :
_ حساك بتتريق!
نظر نديم إلى عدد الرجال امامه ليجد عددهم بالكاد يكون ثلاثه غير المُصابين منهم ، ليندفع نديم بهم و يقتلهم جميعاً و قد لاحظ ان مارتن غادر منذ بدء عراكه و ان الطائرة اقتربت كثيراً من المبني ، ليقول نديم إلى جومانا بغضب :
_ بصي انا على قد حبي وخوفي عليكي عايز امسك دماغك دي افرتكها ميت حته بسبب غبائك..
نظرت له جومانا بذهول من غضبه هذا ، ليكمل نديم قائلاً :
_المهم دلوقتي اننا هننط على الطيارة دي اول م حازم يكسر الازاز..
تعجبت جومانا و نظرت خلفها لتجد ان هناك طائرة هيلوكوبتر بالفعل تقترب من ناطحة السحاب المتواجدون بها ، لتوجه نظرها إلى نديم ثم إلى من بالغرفه لتجد ان انستازيا مزالت حية و تحاول التحامل على نفسها ، لتتركها جومانا و اتجهت إلى حيث تجلس كاتسيا بإحد الأركان و خائفة و قالت :
_ هيا بنا لقد وعدتك ان أُعيدكي لوطنك.
لتقف كاتسيا بخوف و هي تنظر إلى الجثث الملقاءه هنا و هناك ، ليتعجب نديم منها و قال:
_ مين دي؟
أجابت جومانا :
_ كاتسيا واحده من ضحياهم ساعدتني ابعتلك الرسالة و هي اللى فكتني.
اومئ نديم رأسه لهم ثم قال :
_تعالو على جنب عشان حازم و يوسف هضربوا الازاز دلوقتي.
وقفوا جانباً ليضرب حازم بعض طلقات البارود إلى الزجاج ليتدمر بالكامل و فور تدميره كان صدع صوت جرس الطوارئ في المبني بإكمله و شعر كلا من جومانا و نديم ان هناك من يتقدم إليهم و يتجه إلى غرفتهم ، ليسرع نديم و أخذ الحبل الذي اطاحه حازم من الطائرة و قال مشيراً إلى كاتسيا :
_ اقتربي و تمسكي بذلك الحبل جيداً.
لتقترب كاتسيا بخوف إلى نديم الذي عقد الحبل حولها و من ثم دفعها من فوق المبني ، لتصرخ كاتسيا بخوف لكن الحبل أمسكها و بدء حازم برفعها إلى الطائرة ، ثم قذف حبل اخر إلى نديم الذي أشار إلى جومانا بالقفز لكنها تراجعت و قالت :
_ ثواني يا نديم.
لتبتعد جومانا عنه و تقترب من انستازيا التي مزالت تفترش الأرض تأن من الآلم و قالت لها :
_ الذي يوجد في وجهك سيلازمك لفترة حتى تتذكري ما سيحدث لكِ ان فكرتي بالتعدي على أحبائي مرة ثانية .. أنا لن اقتلك انستازيا.. فأننى لستُ بقاتلة ، بل انني سأتركك هنا حتى تنجي من هذا لعلك تبتعدي عن ذلك الطريق الوعر الذي تسريين به.
لتتركها جومانا و تقترب من نديم الذي حثها على الإسراع قائلاً :
_ يلا مفيش وقت قبل م حد يوصل.
أمسكت جومانا بالحبل و عقدته حولها جيداً و كادت ان تقفز لكن كان وصل بعض الرجال إليهم و كانوا مُمسكين ببعض الاسلحة و أمروهم بالثبات و برفع أياديهم لأعلى..
لينظر نديم إلى جومانا لتقترب هي سريعاً منه تحتضنه بقوة و في لحظه كانت قفزت من فوق المبني وسط ذهولة مما تفعله ، ليرفع الحبل كلاهما بالهواء ليصيح چوو و هو يقود الطائرة :
_ المتخلفه! ... المتخلفين هيموتوا نفسهم! شدهم بسرعه يا حازم.
قال حازم و هو يحاول سحب الحبال:
_الوزن تقيل مش عارف!
تقدمت كاتسيا و قالت له :
_ سأساعدك.
ظل حازم و كاتسيا يسحبون الحبل و كان چوو يحاول الإبتعاد عن المبني بحذر ، بينما جومانا و نديم كانوا يتمسكون بالحبل و ببعضهم البعض بقوة ، لتهمس جومانا إلى نديم بخوف :
_ نديم امسك الحبل كويس.. سامعني؟ نديم عشان خاطري.
سقطت بعضاً من دموعها و هي تكمل قائلة :
_ نديم خلي بالك بجد.
احتضنها نديم بقوة و همس لها بإبتسامة و هو يتمسك بالحبل اكثر :
_ متقلقيش.. هنطلع و البأف اللى فوق ده هيشدنا.. المهم انا عايز اسألك عن حاجه مهمة جداً.
_ الحاجه المهمة مينفعش تستني لما نطلع الطيارة ولا لازم و احنا بنتمرجح في الهوا كده؟
قال لها نديم :
_ جومانا.. تتجوزيني؟
تعجبت جومانا من مطلبه بذلك الوقت على الرغم من انه يعلم الإجابة جيداً ، لكنها لم تفكر كثيرا بوضعها هذا و قالت و هي مغمضة العينين :
_ طبعا موافقه.. انا موافقه يا نديم.. موافقه يا نديم اني اتجوزك .
ابتسم لها نديم و تمسك بها و بالحبل اكثر و قد لاحظ انهم يقتربون من الطائرة شيئاً فشيئاً ، لينظر إلى المبنى ليُصدم بالعديد من الرجال الواقفين يشاهدوهم و كانت من بينهم انستازيا الواقفة ممسكه بسلاح ناري تحاول إطلاق النار عليهم ، لتتسع أعين نديم بصدمه و بلحظه كان أحاط جومانا بجسده و قال لها :
_ جومانا.. انا بحبـ..
أطلقت انستازيا بارودها لتصيب نديم الذي لم يستطع ان يكمل كلمته و بلحظه كان ترك جومانا و سقط في الهواء...
فتحت جومانا عينيها على آخرهما عندما شعرت بجسد نديم يهوى ، لتنظر له و هو يسقط أمام عينيها لتمر الثوان كالساعات و هي تراه يبتعد عن عنها شيئاً فشيئاً ، لتشعر بقلبها ينخلع من مكانه و صرخت بأسمه قائلة :
_ نــديــم...
انتبه كلا من چوو و حازم على صُراخها الذي وصل إلى مسامعهم ، لكن جومانا لم تُمهل لنفسها وقتاً حتى تفسر ما يحدث و جذبت سكينها و بحركة واحده كانت قطعت الحبل و سقطت خلف نديم لعلها تلحق به...
كانت تراه و هو يسقط بقوه نحو المياه أسفلهم ، حاولت أن تسرع إليه لكن قوانين الجاذبية لا تعمل كيفما تريد هي ، ليصل نديم إلى المياه اولاً و يسقط بها ، لتلحق به جومانا و غطست تبحث عنه و قد وجدته يغرق ، لتجذبه لأعلى سطح المياه و هي تبكي و تمسكت به تحاول إفاقته ، و قالت :
_ نديم.. عشان خاطري.. عشان خاطري فوق... لا لا متسبنيش نديم..أرجوك!
سبحت بعيداً نحو اليابس و جذبت نديم معها ، و وضعته على الأرض و تفقدت نبضه لتجده معتدل لكنه ينزف أثر إصابته ، لتخلع جومانا قميصها و ربطت إصابة نديم حتى تقلل من نزيفه و بقيت هى بقميص خفيف منزوع الكتفين ، حاولت إفاقة نديم لاكن لم تستطع...
لتجلس بجانبه و هي تبكي ، لا تعلم ماذا ستفعل! لا تستطيع التحرك بنديم و هو بتلك الحالة و لن تخاطر بالجلوس هنا حتى يعثر عليها رجال مارتن الذين بتأكيد يبحثون عنهم بكل مكان...و هي الآن لا تملك اي وسيلة تواصل حتى تتواصل مع أدهم او حتى السفارة المصرية ، ظلت تبكي الي عدة دقائق بعجز و هي ترى نديم ينزف كثيرا ولا يفق ، لتقرر ان تُخاطر بدلا من جلوسها خائبة الرجا هكذا ، و جذبته حتى أوقفته ثم جعلته يستند عليها و سارت به لمدة طويلة حتى وصلت إلى مكان به بعض المارة ، لتجلس نديم أرضاً و مع أول سيارة مرت من أمامها اوقفتها و أنزلت صاحبها و بكل هدوء اقتربت منه امسكته من عنقه و ضغطت على إحدى شرايينه ليقع فاقد الوعي ، و من ثم عادت إلى نديم و حملته بإعجوبة إلى السيارة و قادتها مبتعده عن المكان المتواجده به..
و بعد فترة ليست بقصيرة كانت وصلت إلى منطقه نائيه و أوقفت السيارة بها و بسرعه ارتجلت من السيارة متجه إلى بناية محدده و هي تدعي بداخلها دعاء صامت ان تجد الشخص التي تنشده ، و عندما طرقت الباب عدة مرات وجدته يفتح و تظهر عجوز من خلفه ، لتبكي جومانا فور رؤيتها لها و قالت بنحيب وسط شهقاتها:
_الحقيني.. نديم بيروح مني...
#حور_ساري
#ألواح_القدر_الجزء_التاني
#ألواح_القدر
#روايات #اكشن #تشويق #مغامرة #خيانه #أنتقام #جومانة_الصفتي #رومانسيه #وعد #غموض #فراق #حورساري
أنت تقرأ
ألواح القدر (الجزء الأول و الثاني)
Mystery / Thrillerاعتادت قول "لو انك تمضي عبر الجحيم استمر في المضي" لكنها رضخت بنهاية إلى حال الدنيا و القدر ، و خضعت لمراحل الحزن الخمسة ( الإنكار ، الغضب ، المساومة ، الاكتئاب و القبول ) لكنها أرادت ان تضيف مرحلة أخرى... الإنتقام! تقلبت بها دروب الدنيا و اقدرها...