#البارت_التاسع_عشر_الجزء_الثاني

453 33 17
                                    

قبل م اسيبكوا مع بارت النهاردة حابة اطلب من كل حد بيقرأ طلبين و هو انكوا تدعولي جدا الفترة انا و عائلتي لاننا في أمس الحاجة للدعاء و تاني حاجه انك تكتبوا كومنت برأيكوا عن البارت و عن الأحداث و الشخصيات لأن انا بتعب جدا في الكتابه و مش باخد مقابل غير حبكم للرواية و كومنتاتكوا اللى بتديني طاقه اني اطلع احسن م عندي و حقيقي كومنت بسيط منكوا بيفرق جدا معايا..
و دلوقتي اسبكوا مع البارت و خلي بالكوا البارت دموي شوية هاا
###############################
#البارت_التاسع_عشر_لجزء_الثاني
#ألواح_القدر_الجزء_التاني
#ألواح_القدر
#حور_ساري
_ هااا؟ لسه بردوا عايزة تجوزيني ابنك ، حتى بعد م عرفتي مين امي و مين ابويا و ماتوا ازاى و انا عيشت ازاى من بعدهم و عمي و ابنه عملوا فيا ايه؟
صمتت ثم اكملت بقهرة :
_ لسه عرضك موجود بخصوص جوازي من ابنك ولا هتقولي ليا ابعدي عنه يا بنت الناس؟
كانت جومانا تحاول أن تتماسك و ان لا تنهار فهي تعلم أن موقفها صعب ولن يتقبله أحد ، لتتفاجئ بداليدا تجذبها بين احضانها و هي تقول :
_ ده مش عرض يا جومانا...انتى اللى خطفتي قلب ابني فهو مش عرض هعرضه عليكي.
ابتعدت جومانا عنها و هي تقول :
_ بلاش شفقه ، انا حكيتلك عشان انتى لازم تعرفي مين اللى هتجوزيها لأبنك و احب اعرفك ان مفيش مخلوق يعرف الكلام ده غيرك انتى و نديم ف من فضلك بلاش تعرفي حد عن اللى حكيته ليكي.
_ جومانا ، انا لو كنت بحبك قيراط فبعد اللى انتى حكيتيه ليا ده انا حبيتك اربعه و عشرين قيراط ، انتى مريتي بحاجات انا مقدرش اتخيل بشعتها و مش عارفه انتى ازاى مريتي منها ، و حاجات انتى ملكيش ذنب فيها...انتى ملكيش دعوة والدتك كانت ايه ده مش ذنبك.. موت والدك و مراته و اخوكي قضاء و قدر ده مش ذنبك..عمك و ابنه طلعوا أوساخ مستأمنوش على بنت اخوهم ده مش ذنبك.. مفيش حاجه ذنبك يا جومانا.. متشليش ذنب مش ذنبك.
_ بس ولو انا مازلت مُطلقه و مش اي حد بيقبل ان ابنه يتجوز واحده مطلقه حتى لو كان مجرد لقب .
تعجبت داليدا و قالت :
_ هو انتى عايزة تطلعي اي عيب فيكي و خلاص؟ و بعدين ده كان مجرد كتب كتاب و اتعمل بدون علمك و موافقتك يعني يعتبر باطل و انتى اول م فوقتي و عرفتي باللي حصل روحتي بنفسك قلبتي الدنيا و خدتي حقك بإيدك و خليتي ابن عمك يطلقك منغير م يلمس شعرة منك.. فأنتي منتظرة مني اعترض عليكي؟ اعترض على ايه؟ على انك بميت راجل و استحملتي اللى محدش غيرك يستحمله؟ بالعكس ده انا فرحانة اكتر ان مرات ابني هتبقى ضهر لأبني و في غيابه هتبقى راجل..جومانا انتى أزاى تخيلتي انى ممكن ارفضك؟
_ انتى اتصدمتي.
_ م طبيعي اتصدم ، بس مجاش في بالك اني اتصدمت ان انتى في حلاوتك و طيبتك دي و سنك الصغير ده تكوني مطلقه؟ او ان جه في دماغي انك انتى و نديم بعدتوا عن بعض السنين دي كلها عشان انتى اتجوزتي و ان ابني السنين دي كلها كان بيتعذب بالمنظر البشع اللى تخيلته؟ انا اتصدمت اه بس من الموقف نفسه مش فيكي انتى... انا رأي عنك مش هيتغير يا جومانا و لسه عايزاكي زوجه لنديم.
نظر لها جومانا و قالت :
_ جوز حضرتك مش هيتقبل ده ، اذا كان هو مش مُتقبلني و هو ميعرفش عني حاجه م بالك لما يعرف انى مُطلقه و دي حاجه مش بتستخبي يعني هيعرف.
تنهدت داليدا و قالت بغيظ من جومانا :
_ بردوا هتقولي مُطلقه! بس ما علينا بنسبه لمحمود ف ملكيش دعوة بيه هو أول م هيقعد معاكي هيحبك اصلا و اول م يشوف قد اي نديم مبسوط و هو معاكي مش هيتعرض.
ثم اردفت بمرح حتى تخرج جومانا من حالة الحزن الذي سيطرت عليها :
_ و بعدين اضحكي بقى خلي الدنيا تنور؟
ضحكت جومانا بالفعل و احتضنت داليدا بحب ، لتقول داليدا لها :
_ ممكن تقوليلي يا ماما بقي ولا مش هينفع؟ و اعتبريني مامتك حتى لو كنتى انتى مش متقبله مامتك الله يرحمها بس خليني انا احبك و اعملك زي بنتي..ها قولتي ايه؟ هتحرميني من أن يبقى عندي بنت ولا لاء؟
ابتسمت جومانا لها و قالت بصدق و فرحه :
_ لا طبعاً يا ماما هو انا أطول الحب ده كله؟
ابتسمت لها داليدا و جلسوا يتناقشون سوياً و تقربوا من بعضهم البعض ، حتى تحدث نديم و قال انه في طريقه إليهم حتى يأخذ والدته و يُعيدها للمنزل ، لتهبط جومانا برفقه داليدا إلى أسفل البناية حتى توصلها إلى نديم و الذي قد وصل فور نزولهم ، ابتسم نديم لجومانا عندما رأها و قال بمرح :
_خلصتوا القعدة بتاعتكوا ولا؟
ضحكت جومانا و احتضنت داليدا قائلة :
_ والله القاعدة مع ماما ميتشبعش منها ابداً.
اتسعت ابتسامة نديم و قال بمزاح :
_ لاء ده انا كده اغير بقى؟
قالت داليدا لهم :
_ انتوا الاتنين حبايبي
ثم أردفت و هي تستقل السيارة :
_ انا هركب بقي عشان مش قادرة أقف كتير ، سلموا على بعض و انا مستنياكوا في العربيه.
ودعتها جومانا بحب و قد جذبها نديم على بُعد خطوات من السيارة حتى لا تستمع اليه والدته و قال بقلق :
_ انتى كويسه؟ ماما قالت حاجه تضايقك؟
نفت جومانا سريعاً و قالت :
_ مامتك دي بقت امي يا نديم و بالعكس هي تقبلتني و حبيتني جدا و انا حبيتها اكتر.
تنهد نديم بإرتياح ، لتردف جومانا قائلة :
_ انا عرفتها كل حاجه عني ، كل حاجه حتى أمي عرفتها كانت مين و حصلها ايه.. و هي تقبلت و قالت ليا ان مليش ذنب و اني بعد كل اللى مريت بيه ده شيفاني بمية راجل..
تنهدت بسعادة و قالت :
_ أنا بحب امك اووي يا نديم..
كان نديم متأثراً بحديث جومانا لكنه قال بإستنكار معلقاً على ما قالته بنهايه حديثها :
_ امك! ايه بحب امك دي!
اكمل متجنباً ما قالته :
_مااا علينا مش هركز..
ليردف بحب و هو يحاول ان يمسك يديها لكن ابعدتها جومانا خلف ظهرها ليتنهد و هو يقول :
_مبسوط انك فرحانه  ، و واحشاني و مش قادر اطولك...اعمل ايه؟
ابتسمت جومانا و قد شعرت به :
_ تستنى حبة صغيرين خالص و دلوقتي تروح لوالدتك اللى مستنيه في العربيه دي... ماشي ؟
قال نديم على مضض لانه لا يريد الرحيل لكنه مضطر لهذا :
_ ماشي.
ابتسمت له ابتسامة لطيفه ثم لوحت لداليدا من بعيد و بعدها دلفت إلى بنايتها تحت أنظار نديم..
استقل السيارة و بدء القيادة ليتفاجئ بوالدته تبكي بعد عدة دقائق من تحركه بالسيارة ، ليقف على جانب الطريق و يقول بكل خوفاً و قلق :
_ مالك؟ مالك يا ماما فيه ايه؟ حصل ايه انتى كويسه؟
حاولت داليدا السيطرة على دموعها بصعوبة ثم نظرت إلى نديم و قالت بنبرة باكية :
_ جومانا..
اسرع نديم قائلاً بخوف :
_مالها؟ حصلها حاجه؟ ردي يا أمي بعد ازنك و بطلي عياط.
توقفت داليدا عن البكاء و قالت :
_ صعبانه عليا...البنت ياعيني مشفتش يوم عدل و ملهاش حد... من و هي صغيرة امها اتقتلت وابوها اتحبس و اعمامها مسألوش فيها... و لما كبرت شوية اتخطفت و بعدها اللى باقي من عليتها يموت و في الاخر ابن عمها يتجوزها غصب عنها! ده ظُلم هي متستحقش كل ده..دي لسه بنت زي الورد حرام اللى هي فيه.
كفكف نديم دموع والدته وكاد ان يواسيها لكنها ابعدته عنها ، و قالت له بضيقاً منه :
_ حتى انت مرحمتهاش و خونتها يا نديم ، هي اه قالتلي انها كانت فاهمه غلط بس و لو انت غلطان بردوا و مقدرتش ظروفها!
قال نديم بذهول :
_ ماما اللى حصل حصل و انا و جومانا متقبلين كل ده ، اه جومانا عانت كتير جدا بس هي كملت في حياتها و نجحت في شغلها جدا جدا و انا دلوقتي معها.. الحياة بتعوضها من تاني ف بدل م تلوميني علي الماضي خليكي جنبي نعوضها اللى فات.
اومأت برأسها قائلة :
_ صح عندك حق.
ابتسم لها نديم و قبل رأسها و قال :
_ بالله عليكي متعيطي تاني دموعك غاليه و بعدين جومانا خلاص تعتبر مرات ابنك المستقبليه و تبقى زي بنتك عوضيها بحنانك و حبك الكبير ده.. اتفقنا؟
اومئت له والدته بإبتسامة ، ليعود نديم من جديد إلى القيادة و أوصل داليدا المنزل لكنها نظرت له و قالت :
_ لسه بردوا مش عايز ترجع البيت؟
تنهد نديم بتعب و قال :
_مش هرجع غير لما يغير اللي في دماغه ده و يتقبلها و اديكي شوفتي جومانا و عرفتيها ف انا مش هقدر اسمع عنها كلمة وحشه منه عشان مش هقدر ارد عليه و دفاعي عنها مش هيفيده بحاجه بالعكس هيقول انها ممشياني على مزاجها و يسمعني كلام زي السم ف بعد ازنك متضغطيش عليا.
نظرت له والدته بشفقه و هي تلعن زوجها بالداخلها ، لتترك نديم و تدلف الي المنزل و هي تتوعد لمحمود عندما تراه...
و بالفعل فور دخول داليدا المنزل رأت محمود جالس منتظرها و قال بسخرية :
_ المحروس وصلك و روح؟ نسي ابوه ولا ايه؟
داليدا بضيق :
_ لا بس مش عايز يسم بدنه بكلامك.
تعجب محمود من طريقه حديثها لكنه لم يكترث و قال :
_ و على كده كنتوا فين؟ كان بيفسحك ولا بيغديكي؟
قالت داليدا بغيظ منه :
_ لاء كنت معزومة عند جومانا خطيبته المستقبليه أنشأ الله.
وقف محمود بغضب و هو يقول :
_ نعم! روحتي ليها من ورايا؟
_ فين من وراك ده م انا اللى قولتلك اني روحتلها و بعدين البنت عزمتني أرفض العزومة؟
كان محمود يشتعل غيظاً من حديثها و برودها لتكمل داليدا له :
_ البنت بسم الله ماشاء الله عليها أدب و أخلاق و مال و جمال مفيهاش غلطة و ست بيت شاطرة و شاطرة في شغلها كمان و فوق كل ده بتحب ابنك و ابنك بيعشقها..انا مش فاهمه انت معترض عليها ليه؟ تعرف ايه عنها عشان تقف قدام ابنك و تقوله دي لاء؟
صاح بها محمود و قال :
_ في انها مش عجباني ، في انها ملهاش عيلة ولا اسم ولا اي حاجه ، بنت مين دي عشان تتجوز نديم الجبالي هااا حتته عيلة تربيه شوارع ولا ملاجئ بقى الله اعلم.. ازاي استئمنها علي ابني و بيتي و اخليها ام لحفيدي هاا؟ ردي عليا ازاى؟
تعجبت داليدا للغاية من طريقه تفكير زوجها و قالت بصدمة :
_ انا عمري م كنت اتخيل ان دي طريقه تفكيرك! و بعدين انت بتقول كلام غلط اصلا شوارع ايه و ملاجئ ايه! ايه اللي انت بتقوله ده! ابنك قالهالك قبل كده و هقولها تاني البنت يتيمة اه بس من امتى بنحاسب الواحد على أنه يتيم؟ و بعدين البنت ليها عيلة و ليها اهل.. ليها اخوات و ابوها كان مهندس كبير و بعد م اتوفى كانت في المدرسه العسكرية و اللى خرجت منها على كلية الشرطه.. اتخرجت و نجحت في شغلها عايز اكتر من كده ايه... محمود كلمه و مش هعيدها احنا هنروح و نطلب البنت و لو لاقيت فيها صفه وحشه ابقى اتكلم غير كده اعتراضك مش مفهوم و مش مقبول.. بعد ازنك.
لتتركه داليدا بعدما انفجرت به و صدمته بحديثها ، لم يسبق لداليدا الاعتراض على شيئ قاله ، لما الان و بسببها؟ هل يرون شيئاً لا يراه! لكن لما العجلة؟ سيثبت للجميع انه محق و سيلقن ولده درساً لن ينساه طوال حياته بعدما يثبت صحة حديثه ، لكن الآن..الان يجب أن يقبل بها بشكل مبدئي حتى يكتشف الخطئ بها و يكشفها...
______________________________________________
عند جومانا كانت دلفت إلى منزلها بعدما تركت نديم ، لتتفاجئ برنين هاتفها الذي لا يكُف ، اقتربت سريعاً منه و تفحصته لتجد عدة رسائل و مهاتفات فائته من حسن و بعض الرحال التي عينتهم لمراقبة خالد و تامر ، لتسرع بالاجابه عندما عاد رنين الهاتف من جديد و قالت :
_ ايوا يا حسن ايه اللى انت باعتهولي ده؟ مفهمتش حاجه!
قال حسن لها بصوت خافت حتى لا يكشفه احد :
_ يا هانم تامر بيه ساب البيت عند خالد باشا و راح مع الحرس بيت تاني ، بس انا لفيت و دورت لحد م عرفت ان خالد بيه هو اللى أمر انه يسيب البيت عنده بعد م عرف ان البنت اللى كانت السبب في حبسه بقت ظابط كبير اووي و في مكانة عالية ف خاف و خبى إبنه و سمعته بيتفق مع زكريا انه النهاردة الفجر هيتحرك هو و تامر على مرسى مطروح و من المطار هناك هيسافروا برا مصر.
كانت تتسع ابتسامة جومانا كلما سمعت م يُمليه عليها حسن و على الرغم من التوتر التى تشعر به لكنها قالت بثقه مُنافيه :
_ متعرفش ابنه فين و هيتحركوا في نفس العربيه ولا عربيات مختلفه؟
_ هو نقله بيت جنب بيته بظبط بس سمعت انه مقعده في حته زي البدروم كده عشان لو حد كبس عليهم ميلاقوش حاجه ، و اه يا هانم هيتحركوا بعربيه واحدة عشان زكريا مش مطلع غير عربيه واحد من الجراچ و طلب من اجهزها ..
ابتسمت جومانا بشدة و قد شعرت ان القدر و الحظ يُحالفاها اليوم و قالت :
_ طب يا حسن انا عايزاك تسمعني كويس ، انا هعدى عليك دلوقتي و سيبك من تجهيز العربيه عشان انا هاجي اشوفها و عايزاك تشوفلي مين هيسوق العربيه بتاعته و تعرفني لحد م اوصلك ، فاهم؟
_ فاهم يا هانم انا في انتظارك بس حضرتك هتدخلي ازاى ده الحرس في كل حته!
أغلقت جومانا الهاتف دون أن تجيب سؤاله الساذج ، و بدأت بالاستعداد ، نظرت إلى الساعه لتجد ان مزال هناك الكثير من الوقت حتى الفجر لتستعد ، بدأت بتجهيز ملابس تشبه الرجال و ملابس أخرى سوادء بالكامل تشبه تلك التى تستخدمها بعملها عندما تريد التجسس ثم اتجهت إلى غرفه مغلقه في منزلها و دلفت إلى داخلها.
الغرفه من النظرة الأولى تشبه غرفه نوم طبيعيه ، لكن اتجهت جومانا إلى تلك الخزانة الكبيرة المتواجدة بالركن الجانبي من الغرفه و فتحت أبوابها على مصارعيها ، و ضغطت على زر خفي بالجانب يعمل ببصمه اصبعها ، لتسمع صوت فتح عدة إقفال ثم فُتحت جدران الخزانة فتحه صغيرة لتجذبها جومانا بيديها كالباب ، لتظهر العديد و العديد من الأسلحة الناريه بمختلف انواعها و قنابل بمختلف انواعها ، نظرت جومانا إليهم كنظرة كنز ثمين ، و سحبت إحدى اسلاحتها النارية المفضله و كذلك إحدى خناجرها و بعض الأشياء التى قد تحتاجها ثم عادت بضع خطوات إلى الخلف و ضغطت على ذات الزر بجانب الخزانة لتعود الخزانة كما كانت منذ عدة دقائق ، خرجت جومانا من الغرفه بعدما اغلقتها جيداً و جلست تفكر قليلاً بخطواتها القادمة..
تسللت أعينيها إلى صورة على الحائط تجمعها بأبيها و زوجته و أخيها الصغير و كانت هي تقف بين والدها و جدها قاسم و تحتضن كلاهما بسعادة و فرح ، ثم انتقلت عينيها إلى صورة لها و هي طفله رضيعه يحتضنها والديها ، و أخرى و هي تحمل عمرو أخيها الصغير بعد مولده بعدة أيام و تنظر له بتعجب ، ثم صورة أخرى و قد ثبتت عينيها عليها..
كانت تلك آخر صورة تم التقاطها لهم ، تذكر ان تلك الصورة كانت بعد خروجها من المشفي بسبب رصاصة تامر التى اصابتها ، حينها طلبت من عائلتها ان يرتدوا ملابس رسميه و ان ترتدي هي ملابسها العسكرية و يلتقطوا صورة لهم و هم مبتسمين بسعادة حتى تكون توثيق لأول مهمة تنجزها في حياتها العملية..
فرت دمعة هاربة من عينيها عندما رأت كم كانت سعيدة بوجود عائلتها حولها و كم كانوا هم فخورين بها ؛ لتمسح جومانا دمعتها سريعاً و وقفت تجمع أغراضها ثم بدلت ملابسها إلى تلك الملابس السوداء و أخذت حقيبة كبيرة و وضعت بها جميع أسلحتها و ملابس الرجال خاصتها و تركت منزلها و أستقلت دراجاتها النارية متجهة إلى منزل خالد السويسي..
وصلت جومانا و هاتفت حسن تخبره بوصولها و طلبت منه أن يُعرفها بمكان السيارة و قال إنها بجانب الجراچ المخصص لسيارات خالد لتغلق المهاتفه معه ، و تسلقت جدار المنزل بخفه ثم قفزت إلى داخل المنزل و قد لاحظت عدد الحراس الذين يحيطون واجهه منزله ، لتبتسم بتهكم عليهم ثم بحثت عن ذلك الجراچ حتى وجدته و قد رأت حسن واقفاً ينظر حوله بتوتر ، لتلعنه هو و غبائه في عقلها و اقتربت منه و آمرته ان يحرص لها المكان حتى تنهي ما تريده و بالفعل وقف حسن يراقب الأجواء..
اقتربت جومانا من السيارة و بدأت بوضع التعديلات التى تريدها عليها حتى انتهت في أقل من عدة دقائق و خرجت من منزله بخفه كما دلفت ، و أخذت دراجاتها مبتعدة قليلاً عن المنزل لكن مزالت اعينها عليه..
مرت عدة ساعات لمراقبة جومانا إلى منزل خالد و بإنتظار لحظة تحركهُ ، حتى لاحظت ان بقرب موعد شروق الشمس ، بوجود سيارة تقترب بحذر إلى المنزل خالد و من ثم هبط منها تامر و هو يلتفت حوله بحرص شديد و أسرع بالدخول إلى المنزل ، لتطلق جومانا ضحكه عاليه رغماً عنها ، فأنها تجعلهم مرتعبون للغايه..
_________________________________________
دلف تامر إلى داخل المنزل بحثاً عن والده و عندما رأه اقترب منه و قال برجاء :
_ بابا ارجوك.. ارجوك يا بابا خليك انت تعبان انا خاطرت بنفسي و رجعت عشان تعبك ده و مش هغامر انك تسافر معايا و انت تعبان!
نظر له خالد و قال بصرامة :
_ من كام يوم فاتوا انا كنت بودع فعلاً لكن انا بقيت كويس لما شوفتك بس دلوقتي وجودك في خطر البت دي بقت ظابط و يمكن عاملة ليك كمين عشان تاخد بطار عيلتها.. المهم اني مش هسملحها بعد كل اللى عملته ده انها تقف قدامي و تهدد اسمي ف انت تسمع الكلام و انت ساكت و هنسافر سوا خلاص..
حاول خالد المعارضه و قال :
_ طيب مرسى مطروح بعيدة ليه منروحش مطار أقرب؟
قال خالد بعمليه و هو يرتدي حلته :
_ ليا ناس معارف هناك بمجرد م يشوفوني هيعدوني منغير أسئلة كتير..
ثم اردف بعدما اقترب من تامر و قال بثقه :
_مش بعد كل اللى عملته يا تامر هسمح انك تروح لحبل المشنقه من تاني لا انت ولا انا هنتاخد في الرجلين فاهم؟ انا خالد السويسي و محدش يقدر يساوي نفسه بيا ، فحتة بت زي دي متحطهاش في دماغك لأنها طلعت نزلت متقدرش على حاجه خليك واثق في ده..
ابتسم له تامر بثقه و قال :
_ تمام يا بابا.
خرج كلاهما من غرفه خالد و بعد عدة دقائق كانت خرجت سيارتهم من بوابة المنزل و كانت تلك السيارة التى عدلتها جومانا بنفسها.
ابتسمت جومانا عندما رأتهم بداخل السيارة و بالامام يجلس زكريا يقود ، لتشعر بالسعادة ان خططها تجري كما أرادت و لحقت بالسيارة قبلما تغيب عن أعينها...
بعد مرور ساعتين من القيادة كانوا في الطريق المؤدي إلى مرسى مطروح ، و قد لاحظ زكريا ان الوقود أوشك على النفاذ و تعجب من ذلك لأنه قد كلف حسن بأن يملئ خزان الوقود ، ليلعنه بسره و التفت زكريا إلى خالد و قال له بحذر و خوف :
_خالد باشا البنزين بيخلص مننا.
قطب خالد حاجبيه و قال بصياح غاضب :
_ هي ناقصاك انت كمان و بعدين انت مش عارف ان الطريق طويل معملتش حسابك ليه؟
_ والله ياباشا قولت للعيال تملى الخزان بس خلص منى.
تدخل تامر قائلاً :
_ خلاص يا بابا مش لازم تعصب نفسك.
ثم التفت إلى زكريا و اردف :
_ و انت شوف اي بنزينه قدامك و أملى تانك العربيه منغير كلام كتير..
زكريا بخوف منهم :
_ أوامرك يا باشا.
و بالفعل وقف زكريا عند أول محطة وقود وجدها ، و هبط من السيارة حتى يملئ الخزانه.
كانت جومانا سبقتهم على هناك لأن على ما خططت له كانت محطة البنزين وجهتهم التالية ، لترتدي جومانا ملابس تشبه الرجال و قبعة على رأسها حتى تخفي بعض من ملامحها ، و قد اتفقت مع المسؤل عن محطة الوقود ان يساعدها بمقابل المال و قد وافق هو ، لتجلس جومانا تنتظرهم حتى رأت السيارة تقترب منهم و زكريا يهبط منها ، لتقترب جومانا منهم و قالت بإصطناع و بنبرة خشنه :
_ اي خدمه يا استاذ؟
لم ينظر لها زكريا حتى و كانت عينه على السيارة و قال :
_عايز املى التانك على آخرة.
بعد قوله اتجهت هي إلى إحدى مواصلات الوقود ، و بالفعل بدأت بملئ خزانة الوقود حتى انتهت ، و نادت على زكريا قائلة :
_ تعالى يا استاذ كده ثواني هو ايه اللى في العربيه ده؟
أقترب زكريا سريعاً منها و هو يلعن حسن بداخله لأنه الذى كلفه بتجهيز السيارة و عوضاً عن ذلك خربها تماماً ، ليقف زكريا بجانب جومانا و قال :
_ ايه فيها ايه؟
أمسكته جومانا من رقبته و قالت و هي تضغط بيديها على أحد شرايين الرقبه :
_لاء مفيهاش عجباني مش اكتر..
في ثوانٍ وقع زكريا فاقد للوعي و أسرعت جومانا
إلى السيارة و قبلما تستقلها أشارت إلى المسؤل عن محطة الوقود على زكريا ثم اسرعت و استقلت السيارة  ، قال خالد لها بتبويخ ظناً منه انها زكرياً بعدما كان جالس بالخلف ممسك بهاتفه و كذلك تامر :
_ سنه ولا ايه؟ عايزين نلحق الطيارة!
اغلقت جومانا جميع أبواب السيارة و خلعت ملابس الرجال تلك و خلعت قبعتها ثم التفتت لهم و قالت بإبتسامة تحمل الكثير من الشر :
_ اللى واحشني؟
تفاجئ كلا من خالد و تامر و قبلما يعترض احداً منهم او يقوم ب ردة فعل ، أسرعت برش مادة منومه عليهم ، ليتفاعل خالد و تامر سريعاً مع تلك المادة و قد شعروا بالهذيان و الدوار لكن مزالوا مستيقظين.
بدأت جومانا بالقيادة مبتعدة عن محطة الوقود ثم وقفت بمكان نائي تماماً و الصحراء تحاصرهم من كل اتجاه ، لتلتف جومانا إلى خالد و تامر لتجدهم مستيقظين لكن الهذيان مسيطر عليهم ، لتترك السيارة و تفتح الحقيبه الخلفيه من السيارة و اخذت حقيبتها منها و التى قد تركتها بها مسبقاً و هي تعدل السيارة.
عادت من جديد إلى السيارة و وضعت حقيبتها بالمقعد الأمامي و جلست القرفصاء بين المقعدي القيادة و الاخر و كان وجهها موجه إلى تامر و خالد و الذين بدأوا بالأفاقة قليلاً ، لتبتسم لهم و تقول :
_ ايه رأيكوا في المفاجئة دي؟
شعرت جومانا ان تامر ينازع التخدير و يحاول التحرك لتبتسم على محاولته و تقول :
_ ايه حاسس انك متكتف و مش قادر تتحرك؟ صدقني انا جبتلك ارخص مخدر موجود في السوق عشان بس تكون فايق ليا كده بس في نفس الوقت المخدر مأثر على حركتك..
فتحت حقيبتها و اخرجت زوجاً من الكلبشات و قيدت يد خالد ب باب السيارة جواره و تامر بالباب الذي جواره ، ثم اخذت زجاجه من الحقيبه و ظلت ترشها عليهم و قالت بنفس الابتسامة و التى لم تُمحى من على وجهها :
_ دي اللى هتفوقوا كده عشان تصحصحوا ليا.
بدأو فعلا بالأفاقة و حاولوا كثيراً الهروب و الصياح بها و التوعد لها بالقتل ، لكن السيارة كانت مغلقه و أياديهم مُقيده ، لتنظر لهم بملل و تقول :
_ يعني اكيد انا مش هسبكوا تهربوا بسهولة كده!
اردفت بحماس و قالت :
_ المهم احنا عايزين ندردش كده شوية مع بعض ، فاكريني كويس ولا ناسيين؟
قال تامر لها بخوف :
_ انا معملتش ليكي حاجه و محدش فينا جه جنبك..
نظرت له جومانا بسخرية و اخذت من حقيبتها احد خناجرها و ظلت تلعب به أمامهم و تتلاعب بأعصابهم ، لتستمع إلى خالد يقول لها :
_ بقولك ايه ، الشغل اللى انتى بتعمليه ده مش داخل عليا قولي عايزة كام و انا أدفعلك لكن انتى مكتفاني هنا و ماسكه حتت سكينه فكراني هخاف منك؟ هاتي اخرك أحسن.
قربت جومانا الخنجر من وجه خالد و جرحته جرح صغير بوجهه و قالت ببرود :
_ دي مش سكينه ، ده خنجر صيني
نظر لها خالد بغل و ظل يطلق عليها الكثير من السُباب و ابشع السُباب أطلقه عليها و ختم حديثه قائلاً :
_ ده انا خليتك تحت رجلي ولا مش فاكرة اهلك اللى ماتوا؟
تغيرت نظرات جومانا له و اختفت ابتسامتها و بلحظة واحده دبت الخنجر بفخذة ، ليصرخ خالد من الألم ، لتصرخ جومانا به قائلة :
_ و رحمه ابويا اللى انت قتلته لأخليك تتمني الرحمه..
ثم انتزعت الخنجر مرة أخرى و دبته في قدمه من جديد ليصرخ خالد حتى دمعت عيناه من الآلم ، نظرت بعدها جومانا إلى تامر و قالت بصراخ :
_ انت يا حيلة ابوك اللى عملت فيا كل ده ، كل ده عشان خالد باشا السويسي مرديش ابنه يتعدم.. ازاى اصلا يتعدم مين دي اللى تقف قدامي انا و ابني؟ حته عيلة صغيره؟ دوس عليها بالجزمة عادي ولا كأن حصل حاجه..
نظرت لهم هم الاثنين و قالت :
_ تسع سنين.. تسع سنين بتعذب بسببكوا.. مزورتش قبر ابويا بقالي تسع سنين عشان مستنيه اخد حقه... انتوا دمرتوني.. و ليه ؟ عشان كنت بقوم بشغلي.. عشان بس وقفت عريبه ابنك ف وقفت انت حياتي كلها.
قالت الأخيرة بصراخ ثم اخذت سلاح ناري من حقيبتها و رفعت الزناد و أطلقت طلقه بقدم تامر ، ليصرخ من الآلم ، لتبتسم جومانا و تطلق طلقه بارود أخرى بقدمه الثانيه ليزداد صراخه الهيستري ، لتقول جومانا و هي تنظر له بإستمتاع :
_ مالها؟ بتوجعك الرصاصه؟ اول مرة تجربها ولا ايه؟ اهو وجع الرصاصه ده نفس الوجع اللى انت عيشتهولي ميت مرة لما كنت عايز تقتلني بسهولة عشان تهرب و تنفد بجلدك.
ضغطت على مكان الرصاصه بقوة ليصرخ تامر من جديد و يبكي ، لتبتسم له هو و ابيه ثم تأخذ ساعه من حقيبتها و تنظر لهم قائلة بجديه :
_ بصوا هعمل معاكوا ديل تمام؟ اعتبروها صفقه من صفقات الأسلحة و المخدرات بتاعتكوا.
لاحظت انتباههم لتقول لهم بإبتسامة خبيثه :
_ علشان انا رحيمة و مش شبهكوا و مش هعمل اللى انتوا عملتوا فيا ، هظبط الساعه دي على تسع دقايق و طول التسع دقايق هعذب فيكوا و بعدها هرحمكم ، تمام؟
اعترضوا بالصراخ عليها لتكشر جومانا وجهها و هي تقول :
_ تؤ تؤ تؤ ليه طيب ده؟ يعني بدل م تشكروني تعملوا كده؟ ده انا من حنية قلبي عليكم مردتش احبسكم تسع سنين و اعيشكوا فيهم نفس اللى انا عيشته تقوموا تصرخوا كده فيا؟
اخذت من حقيبتها آداة تشبه العصا و قالت لهم :
_ بصوا انا عايزة اجرب البتاع ده عليكم ، المفروض انه صاعق كهربا 500 ڤولت ف عايزة اعرف تأثيره ايه قبل م اظبط التايم بتاع الساعه ؟
توسعت أعينهم و اعترضوا و هم يصرخون بها حتى تحررهم ، لتقول جومانا بملل :
_ بصوا كده كده انتوا بتنزفوا لو فضلتوا تتحركوا كتير و تصرخوا كتير دمكوا هيتصفى بسرعه و مش هلحق اعمل حاجه.
فعلت الصاعق الكهربي ثم نظرت لهم بحيرة حتى قررت أن تجربه في تامر و في أقل من ثانيه صعقته ليفقد تامر الوعي تعجبت جومانا و اغلقته و إعادته إلى الحقيبه و قالت :
_ لا لا مش عاجبني البتاع ده ،
ثم نظرت إلى خالد و قالت بسخرية :
_ابنك استسلم بسرعه يا خالد ولا ايه؟
بدأت جومانا بأفاقه تامر تحت أنظار خالد الصادمه ، هل ولده الوحيد مات بكل تلك البساطة؟ بعد كل م فعله من آجله يموت! لا لا لن يقبل بهذا ، تحامل على نفسه و حاول أن يصدم جومانا في رأسها لكن لاحظته جومانا و ابتسمت له و سرعان م اخذت الخنجر المستقر في فخذه و بكل قوتها اطاحته بكتفه ، ليصرخ خالد بآلم و آفاق على صوته تامر ، لتبتسم جومانا و تقول بحماس :
_ ايوا بقى فوقلي كده..
صرخ بها خالد قائلاً بآلم :
_ مش هسيبك..هقتلك يا جومانا.. هقتلك فاهمه هقتلك الف مرة و مرة مش هعدي اللي بتعمليه ده على خير ابداً..
لم تبالي جومانا بحديثه و اخذت الساعه و بدأت بتشغيلها بعدما ضبطتها على تسع دقائق ثم قالت بتهمل شديد و ببطء :
_ تيك.. توك.. تيك.. توك.. الثواني من دلوقتي بتتعدلكوا.
اخذت جومانا سكين صغير من الحقيبه و قالت :
_ شايفين المطوة الصغيره دي؟ مش بستخدمها كتير بس دلوقتي حاسه انى عايزة استخدمها..
اقتربت من تامر و مررت السكين على وجهه ثم بدأت تضغط بها لتبدء الدماء في الظهور و تتسبب له ب جرح سطحي في وجهه.
جربت عليهم جومانا أساليب تعذيب مختلفه حتى انهم من كثرة الوجع لم يعدوا يصرخون و فقط مستسلمين لحتفهم مع جومانا و يدعون ان تنتهي التسع دقائق سريعاً و التى شعروا انها تسع ساعات من بطئ مرور الوقت.
نظرت جومانا إلى الساعه لترى انه متبقى دقيقتين ، لتقول لهم بعدما اخذت من حقيبتها جهاز تحكم و تلعب به :
_ انتوا عارفين عملت ايه عشان اجبكوا هنا؟ قعدت خمس سنين براقبك.
وأشارت على تامر بجهاز التحكم الذي تحمله ، ثم اردفت :
_ و كنت بضغط عليك من ناحيه..
قالتها مشيرة إلى خالد ، و اكملت قائلة :
_ فضلت اضغط على شغلك هنا عشان تعرف تنزل و بالفعل رجعت مصر ، بدأت بقى ازرع ناس تبعي عندك في البيت عشان اعرف كل خطواتك ..
ضحكت و هي تقول :
_ عارفه انت التعب اللى كان عندك ده و كنت حاسس انك هتودع؟ ده كان انا بردوا..
صمتت لبضع ثوانٍ و هي تنظر لهم و كل م تشعر به لذة الإنتقام التى تعمييها عن كل شيء ، لذة الإنتقام التى سلبت علقها و اكملت بغل و ضيق :
_ اصل موتك كان السبب اللى هيرجع تامر و بالفعل رجع لما لاقك كتبت وصيتك خلاص ، فضلت اراقبكوا و اتفرج عليكوا و انتوا مرعوبين مني.. و تعرفوا كمان؟ انا اللى فضيت بنزين العربيه عشان تدخلوا البنزينه دي بذات و ساعتها استلمكوا انا..
نظرت إلى ساعتها لتجد ان التسع دقائق انتهوا ، لتقول بتذكر لهم بعدما اغلقت حقيبتها و استعدت للخروج من السيارة:
_ اااه صح انا لما فضيت العربيه من البنزين مكتفتش بكده بس..
اكلمت و هي ترفع جهاز التحكم أمامهم ، و قالت بشراً و استمتاع :
_ حطيت ليكوا قنبله صغيرة كده  ، عشان تحسوا نفس اللى اهلي حسوا لما انت..
أشارت إلى خالد و قالت بطريقه مضحكه :
_ بووووم فجرت عربيتهم.. انا بقى هعمل فيكوا كده..
بدأو يثورون و يعترضون ، توسلوها بالرحمه ، ترجوها تتركهم ، لتستمع إلى خالد يقول بتوسل :
_جومانا انا آسف آسف على اللى فات و اللى عملته خلاص انا ندمت صدقيني ندمت بس سبيني.. انا عايز اعيش.. مش عايز اموت.. انا آسف.. طب بصي ، بصي انا.. انا ممكن ااا ممكن اسلم نفسي البوليس او اسلم تامر.. ماشي هسلم تامر عشان ينفذ حكمه.. مش ده اللي يرضيكي؟ انا مستعد اسلمه للبوليس و يتعدم..
نظر تامر إلى والده بصدمه و صرخ به قائلاً :
_ ايه؟ بتبيعني؟بتبيع ابنك؟ مش لسه قايل ليا محدش يقدر يعملك حاجه و انا جنبك؟ عايز تسلمني لحبل المشنقه! بعد كل اللى عملته عشانك؟ بتسلمني لحبل المشنقه يا خالد يا سويسي؟ بعد م كنت بعرض لنفسي للخطر و اتحبست بسببك و حبل المشنقه كان هيلف حولين رقبتي بسبب شغلك الشمال بتسلمني؟
كانت تنظر لهم جومانا بإستماع و قالت لهم معبرة عن تعجبها و إستمتاعها :
_ اوووه! في لحظه اتخلى عنك عشان مصلحته!
قال خالد غير عابئ بتامر ولده و قد ظهر عليه التعب من كثرة نزيفه للدماء و كذلك تامر :
_ قولتي ايه يا جومانا؟ مستعد اعوضك عن اللى انتي عايزاه قولي اي حاجه هنفذها.. عايزة تامر يتحبس و ياخد جزاءه انا مستعد لده.. بس ارجوكي الحقيني انا بنزف جامد و هموت... انا راجل كبير مش هقدر استحمل ارجوكي الحقيني..
نظرت له جومانا بتفكير و قالت بعدما فقدت عقلها تماماً :
_ اي حاجه هطلبها هتنفذها؟
اومئ خالد رأسه سريعاً ، لتقول جومانا له بجنون تام :
_ اقتل ابنك.
لحظه من الصمت مرت عليهم  ، لتكمل جومانا قائلة بتهور :
_ لو قتلت ابنك هعالجك و اسيبك لحالك العمر كله..
نظر خالد إلى جومانا و تامر و بدل نظراته بينهم و قال :...
____________________________________________
كان أدهم جالس بمكتبه عندما جائت له مهاتفه ، جعلته يقف بصدمه و اسرع إلى مكتب نديم و دله بإندفاع قائلاً بغضب أعمى :
_ جومانا فين يا نديم؟
تعجب نديم و وقف بقلق من طريقه حديث أدهم و سؤاله و قال :
_ جومانا فين يعني ايه؟ هي بعتت ليا رسالة و قالت فيها انها هتتأخر عن الشغل النهاردة عشان عندها مشوار..
صاح أدهم به و قال :
_عندها مشوار ولا رايحه تاخد حقها من خالد و ابنه؟
تعجب نديم من حديثه و قالت :
_ خالد مين! و حق ايه انا مش فاهم حاجه!
جلس أدهم و قال بتعب و قلق ينهشه :
_ في ظابط من أمن الدولة كلمني و قالي إتفاق كان بينه و بين جومانا من سنين يمكن من قبل م تدخل كلية الشرطة و قالي انه كان بيجيبلها معلومات عن تامر و خالد السويسي و بيساعدها بمقابل انها لما تقبض عليه تسلمه الناس اللى متورطين معاهم في شغلهم و كان زي اتفاق منفعه للطرفين.
قال نديم بترقب لأدهم :
_ و بعدين يا أدهم؟ عملت ايه؟ تامر مستحيل ينزل مصر و هو عليه حكم!
نظر له أدهم و قال بجنون :
_ فيه ان الهانم لعبت لعبتها عليهم و فضلت تدور وراهم و خليتهم ينزلوا مصر و تامر نزل بهوية مزيفه و محدش شك فيه و الظابط ده لما كلمني قالي انه اكتشف دلوقتي ان جومانا خلت بالاتفاق بتاعهم و هي حالياً بتقتل خالد و تامر و محدش عارف مكانها..
ثبت نديم مكانه بصدمة ثم اسرع بالتحرك تاركاً أدهم و الذي وقف و ذهب خلفه ليجده يركض إلى مكتب ريان ليفهم أدهم ماذا يريد نديم ان يفعل ، دلف نديم بسرعة إلى ريان و قال له :
_ ريان بسرعه مفيش وقت للتفسير ، انت بتفهم في الكومبيوتر اكتر واحد فينا عايزاك تتبع موبايل جومانا بأسرع وقت لازم اعرف مكانها.
أضاف أدهم علي حديثه :
_بسرعه يا ريان.
فتح ريان حاسوبه بالفعل و بدء بالبحث عن مكان جومانا ، و نظر إلى أدهم و نديم و سأل :
_ الجهاز بيحمل بس ممكن اعرف حصل ايه؟ هي كويسه؟
قال له نديم مختصر مايعرفه ليتفهم ريان حالتهم و قلق هو الاخر على جومانا و بدء يبحث اكثر عن أي شيء يوصله لها.
نظر نديم اللى أدهم فجاءه و قال :
_ هو الظابط اللى كلمك كان اسمه ايه؟ اسمه كان سامر صح؟
تعجب أدهم و قال :
_ ايوا هو سامر انت تعرفه؟ تعرف حاجه تقدر تفيدنا؟
نفي نديم قائلاً :
_ لا معرفش بس قبل كده جومانا الموبيل بتاعها رن و كان واحد اسمه سامر و لما شوفت الفون هي ارتبكت و اتوترت و توهت في الموضوع عشان مسألش لاكني اتأكدت ساعتها انها بتعمل حاجه من ورايا و اتأكدت اكتر لما جت من يومين بلبس مدرستها..
اردف بتأنيب لضميره :
_ مكنش المفروض اعدي الموضوع و اقول دي خصوصيتها و مش حابه اني اعرف مكنش المفروض اسبيها و اقول خليها تاخد وقتها معايا و لما تبقى مستعده تتكلم ابقى اسمعها..مكنش المفروض اقبل بكده نهائي!
قال أدهم لنديم :
_ جومانا مكنتش هتقول لحد على حاجه لأنها عارفه انها ماشيه غلط و اللى بتعمله غلط عشان كده خبت على الكل.
نظر لهم ريان بيأس و قال :
_ مش عارف اوصلها هي تقريباً في مكان مفهوش شبكه او الفون مقفول ، بس انا هفضل وراها متقلقوش.
تركهم نديم بضيق ، بماذا عساه يفعل! أين هي و كيف سيصل إليها؟ قلق عليها ، و يخشى ان يقتلها الإنتقام...يقف الان ولا يعلم كيف سيصل إليها ؛ بالكاد وصل الي مكتبه و جلس عليه بقلة حيلة ، هل يجلس هنا و ينتظرها حتى تعود؟ ام يذهب و يبحث عنها بالطرقات؟ بماذا عساه ان يفعل؟
_________________________________________________
نظر خالد إلى جومانا و تامر و بدل نظراته بينهم و قال حاسماً أمره :
_ موافق.. موافق بس خليني اعيش انا مش عايز اموت دلوقتي.. أنا دمي بيتصفي خلاص و مش هقدر استحمل اكتر من كده.
نظرت له جومانا بذهول ، هل وصلت به الحقارة لأن يقتل ولده الوحيد حتى ينقذ هو نفسه؟! ، لكنها ابتسمت و نظرت إلى تامر و قالت :
_ شوف ابوك مش بس باعك ده مستعد يقتلك كمان!
نظر تامر إلى ابيه بغضب و صدمه ، ثم نظر إلى جومانا و قال :
_ ابويا قتل اهلك كلهم.. بسهولة كده عايزة تخليه يعيش؟ انا مستعد اقتله ليكي و اجبلك حق اهلك.
ابتسمت جومانا ابتسامة واسعه بتسليه و قالت :
_ اممممم عرضكوا بقت مُغريه!
ثم اردفت قائلة :
_مكنتش اعرف ان الواحد قبل موته مستعد يعمل ايه حاجه في مقابل انه يعيش.. حتى! لو هيقتل اللى من لحمه و دمه..!
اخرجت ساعتها و علقتها بالسيارة و ضبطها على تسع دقائق آخرين ثم نظرت لهم بجمود و قالت:
_آسفه بس عرضكوا مرفوض و بعد تسع دقايق من دلوقتي القنبله اللى في العربيه هتنفجر و انتوا معاها.. كان نفسي اقول اشوف وشكوا بخير بس للأسف حتى وشكوا هيتفرتك مية حته... باااااااااااي.
خرجت من السيارة حاملة حقيبتها و ابتعدت عنهم و هي تستمع إلى صرخاتهم و توسلاتهم بالرحمه  ، ابتعدت عن السيارة بمسافه كافية و وقفت تنظر على السيارة ، و ترددت قبلما تضغط على زر تفعيل القنبله.
بداخل السيارة كان يحاول خالد و تامر بكل ما آتوا من قوة ان يفكوا قيدهم ، و لم يجد خالد حلاً سوى ان يكسر أصابع يديه حتى يتحرر من القيد و بالفعل كسر أصابع يديه وسط دهشه تامر ولد و آلم خالد الغير متناهي و نجح بفك قيده و نجح بفتح السيارة حتى ينجو لكن تشبث به تامر و قال بصراخ :
_ انت رايح فين؟ انت هتموت معايا انت فاهم؟ انت مش هتسبني اموت لوحدي... انت السبب في كل اللى بيجرا ليا.... انت السببـ..
لم يكمل حديثه بسبب ضغطة جومانا على جهاز التحكم بالقنبلة التى انفجرت في الحال..
وقفت جومانا لدقائق تشاهد النيران السيارة وهي تتأكلها ، لتسقط جومانا على ركبتيها بآلم و اخذت قدراً كبيرا من هواء برئتيها ، و لكن خانتها دموعها تلك المرة و كأنها آفاقت من لذة الإنتقام و التى لم تدوم سوى لثوانٍ عدة! نفت جومانا برأسها لمحاولة منها ان تنكر مشاعرها و قالت إلى نفسها :
_ اخيرا هتعيشي من غير ذنب... هتعرفي تنامي يا جومانا..هتزوري قبر اهلك اخيراً... ابوكي فخور بيكي دلوقتي... انتى جبتي حقه.
كانت تُحفظ تلك الكلمات إلى نفسها طوال طريق عودتها إلى محطة الوقود و التى قد تركت بها دراجتها النارية ، وصلت بعد مدة إلى المحطة و لم تجد احد لكنها وجدت دراجتها لتأخذها و تذهب ، استمعت إلى  أحد ينادي عليها لكنها لم تبالي و احكمت من غلق خوذتها على رأسها و عادت إلى القاهرة إلى وجهه محدده...
كان أدهم يتابع مع ريان حتى علم مكان جومانا أخيراً و تحرك أدهم سريعا إلى نديم و قال له :
_ لاقينها!
وقف نديم سريعاً و اسرع خلف أدهم و ذهبوا إلى ريان ، ليجدوا ان جومانا توقفت بمنطقه محدده لفترة ، لينظر نديم إلى مكانها بتعجب و يقول :
_ هي بتعمل ايه هناك! المنطقه دي كلها مقابر!
و كأن نديم استوعب اخيرا و قال :
_ جومانا بتزور أهلها في المقابر!
قال ريان لهم بتفكير :
_ او يمكن تكون بتدفن خالد و تامر
نظر له كلا من أدهم و نديم بإزعاج ليسحب حديثه مرة أخرى ، و يقول نديم :
_ انا هروحلها ، لو مكانها اتغير بلغوني..
و بالفعل تحرك نديم سريعا إلى موقع مقابر عائلة دويدار ، ليجد دارجه جومانا امام المقبره ، ليدلف سريعاً إلى الداخل ليجد جومانا جاثيه على ركبتيها بكل ضعف و تبكى ، اقترب منها نديم لكنه توقف عندما استمع إليها تقول :
_ انا مش راضيه عن اللى عملته! انا خايفه.. مكنتش عايزة اقتلهم هما اضطروني لكده...الانتقام كان عاميني لسنين و كنت فاكرة انى هرتاح بس مرتحتش... أنا مش مرتاحه لسه! انا مش وحشه عشان اعمل اللى عملته ده! بس هما جزاهم الموت...هما يستاهلوا!
زاد بكائها عندما قالت بصراخ :
_ انا قتلت كتير قبل كده و مش بفكر قبل م اقتل عشان دي كانت وظيفتي... عمري م اترددت قبل كده لكن المرادي انا اترددت.. بس كل اللى شوفته كان سنين عذابي منغيركم.. هما قتلوكوا من غير وجه حق! ذنبه ايه عمرو اللى عنده كان خمس سنين يموت هااا؟ و انتى يا أمل يا اللى اعتبرتيني بنتك بجد...و انت يا بابا و انت اللى استحملت كتير ذنبك ايه؟
مسحت دموعها بعشوائية و قالت :
_ زمان لما كنت بتقولي مش عايزك تبقى زي و تقتلي منغير م تفكري.. انت فهمتني غلط او يمكن انا اللى فهمت غلط.. لما انت قتلت امى كان عشان الانتقام و الشرف و كنت فاكر انك كده هترتاح! لكن الراحه مش بتيجي بالانتقام يا بابا... مش بتيجي بالطريقه دي... ياريتك فهمتني.. ياريتك !
عادت مرة أخرى للبكاء ليقترب منها نديم ليوقفها على قدميها و قال :
_قومي يا جومانا كفايه عياط.
رفضت جومانا و أرادت احتضان قبر والدها و قالت ببكاء :
_ لاء لاء لسه مشبعتش منه ، انا قعدت سنين مش بزوروا عشان مكسوفه من نفسي ، لكن دلوقتي خلاص مبقاش عندي حاجه اتكسف منها... نديم انا جبت حق بابا خلاص... جبت حق امل و عمرو.. جبت حقهم... سيبني بس شوية معاهم... حبة صغيرين يا نديم عشان خاطري.
بكت ليشفق نديم على حالتها ، فهو لم يراها بتلك الحالة منذ وفاة عائلتها ، قد ظن انها تعافت من أحزانها و امضت قدماً بحياتها لكن لاء جومانا مازلت كما تركها لم تتغير قد... مزالت عالقه بتلك الفتاه ذات السته عشر عاماً...
بعد فترة من الوقت اقنع نديم جومانا اخيرا ، ليخرجوا من القبر و يقفوا أمام البوابة ، كاد نديم ان يتحدث لكن ابتعدت جومانا عن نديم حتى لا يقترب منها و قالت :
_ نديم انا عايزة اكون لوحدي...انا مش كويسه دلوقتي.
نفى نديم برأسه و قال :
_ جومانا انتى هتيجي معايا دلوقتي عشان أدهم عايزك...مينفعش اسيبك لوحدك فاهمه؟
اومئت برأسها و قالت :
_ حصلني بعربيتك و انا وراك طيب.
نظر لها نديم قليلاً و إلى حالتها ثم اقتربت منها و جذبها عنوة اليه و احتضنها و همس بإذنها :
_ارتحتي لما عملتي اللى في دماغك؟ ارتحتي لما خبيتي علينا كلنا؟
نفت جومانا التى بدأت بالبكاء من جديد ، ليكمل نديم همسه لها قائلاً:
_ انا عارف انى المفروض مقولش كده بس انا فخور بيكي.. اللى عملتيه غلط و كنت بحاول ابعدك عنه عشان ميضركيش بس انا فخور بيكي... انتى قوية يا جومانا و خلاص كابوسك ده خلص.. الكابوس خلص و هترتاحي منه..و حياتك هترجع من تاني...هتعيشي بقيت حياتك عادي يا جومانا و هتنسي.. ماشي يا حبيبي؟
ابتعدت جومانا عنه و اومأت له رأسها ، ليمسح نديم دموعها و يقول :
_يلا بينا عشان أدهم قالب عليكي الدنيا
تقدمت جومانا من دراجتها و قالت لنديم :
_اسبقني و انا وراك.
نظر لها نديم طويلاً قبلما يستقل سيارته و يبتعد عن المكان و جومانا خلفه ، وصلوا بعد قليل إلى أدهم و الذي فور م رأى جومانا اقترب منها في غضب و صاح بها قائلاً:
_ سألتيني بدل المرة ألف يا أدهم تعرف مكانهم و كنت بقولك شليهم من دماغك.. يا أدهم عايزة اوصلهم و ارد و اقول بلاش السكه دي يا جومانا انتي مش قدها و دي سكه وحشه... و في الاخر تعملي اللي في دماغك بردوا.
حاولت جومانا الدفاع عن نفسها لكن رفض أدهم الاستماع إليها و قال حاسماً آمره :
_ الظاهر اني سيبتك و دلعتك كتير و ميزتك عن الباقي.. بس جه وقت الحساب يا جومانا.
ثم صاح عالياً :
_ شريف..يا عسكري شريف!
تقدم شريف سريعاً من أدهم ليأمره قائلاً له بصدمه ألجمت الجميع :
_ وصل الرائد جومانا للزنزانه... الحبس الفردي....
#################################
ايه رأيكوا في البارت و هل شايفين ان تصرف جومانا صح؟ و توقعاتكوا ايه؟
#حور_ساري
#ألواح_القدر_الجزء_التاني
#ألواح_القدر
#روايات #اكشن #تشويق #مغامرة #خيانه #أنتقام #جومانة_الصفتي #رومانسيه #وعد #غموض #فراق #حورساري

ألواح القدر (الجزء الأول و الثاني) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن