#البارت_الثامن_عشر_الجزء_الثاني

437 32 10
                                    

#البارت_الثامن_عشر_الجزء_التاني
#ألواح_القدر_الجزء_التاني
#ألواح_القدر
#حور_ساري
التفت نديم إلى والده بصدمه قائلاً بغضب :
_ حضرتك جبت منين الكلام الفراغ ده؟
قال محمود فى غضب :
_ مش مهم جبته منين المهم انه صح.
نفي نديم قائلاً :
_ لاء طبعاً مش صح ، جومانا اه فعلا والدها و اخوها الصغير و مرات باباها عملوا حادثه زمان و والدتها متوفيه من و هي صغيرة بس مش معنى كده ان هي معندهاش اهل! لاء هي عندها اتنين اخوات كانت عايشه معاهم ده غير اعمامها يعني هي متربيه مش مرميه في الشارع ، ده غير أن جومانا كانت في مدرسه عسكريه و خرجت منها على كليه الشرطه يعني حياتها كلها يا اما دراسه يا اما شغل فبعد ازنك يا بابا انا مش هقبل اي تجريح او تلميح سخيف بعد كده على جومانا.
التقط انفاسه بغضب ثم اكمل :
_ انا مكنتش هرجع البيت هنا بس قولت ارجع عشان امي مش اكتر ، لكن انت بطريقتك دي بتكرهني حتى اجي بيت اهلي.
ليترك والده و اتجه إلى باب المنزل مجددا استعداداً للرحيل لكن استمع الي والده يقول له :
_ استنى عندك ان....
قاطعه نديم بحده :
_ بابا انا مبقتش عيل صغير كل م تقوله حاجه يعملها انا احترمتك كتير و صبرت كتير على طريقتك دي بس انت مش هتقدر تجبرني على حاجه انا عايزها ، انا مش هرجع البيت ده تاني غير لما حضرتك تغير طريقتك دي عشان ده مش اسلوب معاملة ، انا كبرت و اقدر اعمل اللى احبه اتجوز بقى متجوزش اقدر اعمل ما بدالي و محدش هيقدر يقف في طريقي ، غير كده بقى انا في شقتي.
وقف محمود ينظر إلى نديم و هو يرحل ليصيح عالياً بغضب :
_ في ستــيــن داهيه ، فاكر انه كده بيلوي دراعي!
كان خرج على صوت عراكهم نادر و ياسين و كذلك داليدا  و كادوا ان يتدخلوا لكن سبقهم محمود قائلاً :
_ محدش يتدخل ولا يقول حرف واحد البيه شكله اتجنن خلاص و كبر عليا شكله محتاج يتربى من الاول و جديد.
ليتركهم و يدلف إلى غرفته و فعل الباقين المثل في صمت..
اما نديم ف إستقل سيارته و اتجه إلى منزله الخاص و مكث به و هو يحاول ان يتذكر يومه برفقه جومانا و ان لا يدع والده يعكر صفو حياته و علاقته بحبيبته..
باليوم التالى تفاجئت جومانا بنديم يهاتفها لتجيب عليه بصوت ناعس و بنبره اشبه بالهمس :
_ اممم ايوا.
ابتسم نديم عندما استمع إلى صوتها نائم لكنه قال بحزم لها :
_ قدامك ربع ساعه و تكوني جهزتي انا تحت البيت مستنيكي.
تعجبت جومانا و قد بدأت أثار النعاس بالزوال لتقول لنديم :
_ مستني فين؟
_ تحت البيت و يلا بلاش تأخير سبتك نايمه كتير اصلا.. باي.
ليغلق نديم الهاتف لتتعجبت جومانا منه و تعجبت اكثر عندما رأت ان مؤشر الساعه يشير على اقتراب الوقت إلى الثمانيه ، هل كانت نائمة كل هذا الوقت!
سرعان م اعتدلت في جلستها و بدأت بتحضير نفسها و جهزت في أقل من المدة التى أعطاها لها نديم ، و عندما هبطت من بنايتها رأت نديم يقف أمام سيارته يدخن سيجارة في انتظارها ، و فور رؤيته لها اطفئ السيجارة و اقترب منها ، لتلقي جومانا التحية عليه قائلة :
_ صباح الخير اي..
قاطعها نديم بإحتضانه لها ، تعجبت و حاولت دفعُه عنها لكنه تشبث بها اكثر و شدد من احتضانه و بعد مدة ابتعد عنها و ابتسم لها قائلاً :
_ صباح النور يا قمر.
تعجبت جومانا و قالت له بقلق :
_ انت كويس؟
أشار لها نديم بأن تستقل السيارة و بالفعل جلست بجانبه و نظرت له قبل أن يبدء في القيادة قائلة :
_ مالك في ايه؟ حصل حاجه؟
ابتسم نديم لها و امسك يديها مُقبلاً اياها و قال :
_ يعني هو انا مينفعش أعدي على حبيبتي الصبح اوصلها الشغل و اخطف حضن صغنن منها عشان مش هعرف اتعامل معاها وسط جيش حرس الحدود اللى هنبقى وسطه كمان شوية؟
نفت جومانا برأسها قائلة :
_ لاء في حاجه ، انت مش بيفرق معاك حد عشان تقول مش هعرف اتعامل معاها ف قولي في ايه؟
_ مفيش حاجه بس انتى فعلا واحشاني جدا عشان كده جيت.
ابتسمت له جومانا و قالت :
_ممم طب متخدش على كده بقى يا سيادة المقدم
قال نديم و هو يقود بقلة حيلة :
_ يادي سيادة المقدم احنا مش كنا خلصنا منها؟
ابتسمت جومانا و قالت بمشاكسه :
_ خلصنا من ايه مش فاهمه قصدك.
أوقف نديم السيارة أمام إحدى المقاهي و قال :
_ انزلي يا جومانا انزلي و بلاش كلام كتير.
ارتجلت جومانا من السيارة و نظرت إلى ساعتها و قالت :
_ هنعمل ايه هنا و بعدين احنا متأخرين على الشغل!
ابتسم لها نديم و قال :
_ متقلقيش من الشغل و بعدين نفطر الأول انتى نزلتي على طول و مفطرتيش اكيد.
نظرت جومانا إلى المقهى بتردد ثم نظرت إلى نديم الذي نظر لها بتعجب و قال :
_ مالك يا بنتي واقفه كده ليه؟
تحركت جومانا معه و هي تنفض الأفكار التى قفذت بعقلها قائلة :
_ مفيش حاجه يلا بينا.
اوقفها نديم قبل دلوفهم و قال :
_ في ايه مش حابه المكان؟ عايزة نغيره؟
نفت جومانا برأسها و هي تقول :
_ لاء بس افتكرت ذكرياتي معاك في الكافيهات.. يعني اول مرة اكتشفت انك خاطب و آخر مرة كنا بنسيب بعض عشان شوفت خطيبتك في حضنك ف الصراحه خايفه ادخل دلوقتي الاقي عيل بيجري عليك بيقولك يا بابا!
نظر لها نديم و لم يستطع منع نفسه من الضحك و ظل يضحك حتى لفت الانظار اليه و أمامه جومانا التى تنظر له بغيظ ، لكنه تدارك نفسه و قال :
_ معلش.. سوري.. اوعدك هتدخلي و مش هنلاقي مصايب أنشأ الله.
جومانا بغيظ منه :
_ ربنا يستر.
دلفوا إلى المقهى و جلسوا و قد طلبو فطور خفيف لهم ، بدأو بتناول الفطور سوياً و كانت جومانا معظم الوقت صامته و تنظر إلى نديم فقط حتى باغتته بسؤالها قائلة :
_ هو انت مقابتلش حد او واحدة يعني  الفترة اللى فاتت؟
تعجب نديم و ضيق حاجبيه قائلا بعدم فهم :
_ قابلت واحده ازاى يعني؟
جومانا بتوضيح :
_ واحده يا نديم! واحدة شددتك ، واحده عجبتك انجذبت ليها كده يعني !
فهم نديم إلى ما ترمي إليه ليمسك يديها و يقول :
_ انا مفيش واحدة دخلت حياتي بعدك يا جومانا.. اه خطبت من كام سنه لكن انا حتى مفتكرش اسمها و يوم الخطوبة قولتلها انها كلها شهر ولا اتنين و نقول اننا مش مناسبين لبعض ف لاء انا محدش دخل حياتي بعدك..
توترت جومانا قبلما ان تقول :
_ امال علاقاتك النسائيه اللى سمعت عنها دي تبقى ايه؟
اغمض نديم عينيه بندم ثم فتحها قائلاً بصدق :
_ مش عارف هتصدقيني ولا لاء بس انا من كام سنه كنت كل اللى عايز اعمله هو انى اطبق الصورة اللى انتى وخداها عني بس مش اكتر كنت عايز اطلع نفسي خاين و راجل قذر و خلاص ، كنت بسكر لحد مكون مش شايف قدامي و اي علاقه بدخلها بكون مش في وعيي فيها و مش بفتكر اي حاجه بعد م افوق صدقيني..
صمت قليلا و ظهر الضيق و الندم علي وجهه و قال متذكراً:
_ كنت كل م افوق بحس اني بشع و مش بطيق نفسي.. بحس انى خاين و قذر... و بعدها كنت اروح بيتي و اشوف صورك في كل حته في البيت و اندم اكتر و اقرر اني مش هشرب او هسمح لنفسي انى اوصل لدرجه خيانتك..
تنهدت بتعب و هو يضغط على يديها لعله يستمد منها بعض القوة :
_ بس بعدها توحشيني و ادور عليكي ملاقيكيش و ابقى عايز انساكي ف ارجع تاني اشرب و تبقى دايرة عمال الف فيها مبتنتهيش.. لحد من كام سنة كنت خلاص زهقت و قرفت من نفسي و مش قادر استحمل اللى بعمله في نفسي و قررت انى اضغط و ادوس علي نفسي زيادة في الشغل و ابعد عن كل حاجه لدرجة انى كنت وصلت لمرحلة انى مكنتش بنام بالايام بسبب الشغل.
كانت تنظر له جومانا ببعض من الشفقه فأياً كان ما وصل اليه نديم فهي السبب به ، لتبتسم له و تقول :
_ اوعدني ابقى الست الوحيدة اللى في حياتك لو كملنا سوا.
بادلها نديم الابتسامه و قال :
_ هنكمل سوا و انا بوعدك ان مفيش ست هتدخل حياتي غيرك انتى جومانا دويدار..
تنهد نديم بفرح و هو يقول :
_ يااه امتى يجي اليوم اللى تبقى اسمك جومانا الجبالي حرم نديم الجبالي..
ابتسمت له جومانا بقليل من الخجل ثم وقفت و هي تقول :
_ طيب سيادتك هتفضل قاعد هنا ولا ايه ورانا شغل كتير و أدهم لو عرف اننا قاعدين بنحب في بعض كده مش هيرحمنا في الشغل.
ضحك نديم و وقف هو الاخر قائلا :
_ على رأيك يلاا بينا.
تحركوا إلى مقر عملهم و دلفوا سوياً حتى أن بعض الانظار التفتت إليهم و الي وجودهم سوياً معاً لكن كلاهما لم يهتم و اتجهوا إلى صالة التدريب ليتلاقون مع فريقهم و بدأو عملهم معهم..
في وسط تدريبات جومانا و نديم مع الفريق ، وقف نديم نظاراً إلى جومانا بإزعاج :
_ جومانا موبيلك عمال يرن بعد ازنك شوفي مين عشان نعرف نكمل شغل.
اتجهت جومانا بتعب نحو هاتفها لترى من المتصل لتتفاجئ بسامر الذي هاتفها عدة مرات ، لتجيب جومانا عليه لتتفاجئ به يصيح لها :
_ انتي فين كل ده و مبترديش ليه؟
ابتعدت جومانا عن نديم قليلا و قالت بصوت منخفض :
_ انا في الشغل ، في إيه و بتتصل كتير ليه؟ حصل حاجه؟
_ تامر في طريقه لمصر ركب الطيارة من بدري و كنت بحاول اوصلك مش عارف ، تقريباً فاضل ساعه اعبال ميوصل مطار القاهرة..
صُدمت جومانا في بادئ الأمر من قدومه السريع ، لكنها تمالكت نفسها و ابتسمت بشر قائلة:
_ نور ام الدنيا لازم اروح استقبله بنفسي.
تعجب سامر و قال :
_ هتظهري ليه!
اتسعت ابتسامة جومانا و قالت :
_ مش بالمعنى اللى انت فاهمه على العموم اي حاجه هعملها هبقى ابلغك بيها.
انهت المهاتفه مع سامر بعد سماع وصياه العشر في التحكم بالنفس و أن لا تخطو خطوة واحدة دون علمه ، لتتحرك بعدها و تغير ملابسها بل لتغير مظهرها بالكامل ، لتتحول جومانا من الظابط ذات الرتبه العالية إلى فتاة بالمدرسه العسكرية و ظهر ذلك على ملابسها و إلى شعرها المستعار القصير الذي يشبه شعرها بالماضي كثيراً ، و عندما رأها نديم بذلك المظهر لم يتعجب! بل صُدم من هول مظهرها ، ليقول بصدمة :
_ جومانا.. ايه ده! ايه اللى انتى عملتيه في نفسك ده!
ابتسمت له جومانا و قالت :
_ حبيت استدعي صديقه قديمه ليا.
_ مش فاهم حاجه!
قالت له جومانا بإبتسامة :
_ مش لازم تفهم دلوقتي بعدين هفهمك ، المهم انا رايحة مشوار سريع و راجعه على طول استناني هنا عشان محتاجك معايا في مشوار ، اوك؟ بااي.
لتودعه جومانا سريعاً وسط تعجبه و تتركه ، ليتحرك نديم سريعاً الي أدهم و قال بإندفاع :
_ انت لازم تقولي جومانا بتعمل ايه من ورايا.
تعجب أدهم و قال :
_ جومانا بتعمل ايه من وراك؟
_ انا اللي بسألك يا أدهم ، جومانا بتعمل ايه يخليها تغير لبسها و شكلها و تتحول من الرائد جومانا لبنت 16 سنه في المدرسة العسكريه؟
أدهم بعدم فهم :
_ ممكن تفهمني لاني مش فاهم حاجه!
نديم بحيرة و غضب :
_ في أن جومانا جالها تيلفون و من بعده دخلت غيرت لبسها لهدوم المدرسه العسكرية و حطت بروكة كده قصيرة زي شعرها ايام م كانت في المدرسة! و رجعت عيلة في المدرسة من تاني فممكن تعرفني انت في ايه؟
قلق أدهم و قال :
_ معرفش! طب مقالتش رايحه فين؟
نفي نديم برأسه لأدهم و قال :
_ لاء ، كل اللي هي قالته اقعد استناها لحد م ترجع عشان محتاجني في مشوار.
_ تمام اقعد استناها و ابقى اسألها لما ترجع.
قالها بقلق ليتركه نديم الذي شعر بالقلق هو الاخر  ، اما جومانا فأستقلت سيارة حديثة تنتمي لعملها عادة م تستخدمها في مهمتها ، و انطلقت بسرعه نحو المطار الدولي و انتظرت حتى يظهر تامر .
وقفت تنظر إلى القادمين من المطار و هي تتفحصهم ، حتى رأته يسير وسط فوج من المسافرين منكس الرأس بتوتر خوفاً من يتعرف عليه احد ، لتشعر جومانا بالتقزز منه و سرعان م تقدمت إليه و هي تمسك كوب من القهوة الساخنه و صدمته و سكبت الكوب بإكمله عليه ،لتقف و تقول له بتمثيل :
_ أسفه جدا مقصدتش.
رفع تامر نظرة اليها بإنزعاج و كاد ان يصيح بها لكن فور وقوع عينه عليها ثبت مكانه من صدمته و ارتفت ضربات قلبه بتوتر ، لتوقن جومانا انه تعرف عليها ، لتبتسم له و تقول :
_ مش تاخد بالك؟ ادي القهوة بوظت هدومك اهو  ، ابقى خلي بالك من طريقك بعد كده يا استاذ ، المرة دي جت على قهوة متعرفش المرة الجاية هتبقى ايه؟
لتتركه جومانا و ترحل فجاءة بل تختفي كما لم تكن متواجده ، ليتلف تامر حول نفسه بتردد و خوف و سرعان م ترك المطار و اتجه إلى الذي بعثه والده اليه حتى يستقبله و غادر سريعاً بالسيارة ، لتبتسم جومانا بسخرية و هي ترى السيارة تسرع بالفرار بعيداً لتقول :
_ أجرى ل ابوك اجري ، و رحمه ابويا لخليكم تتمنوا الموت.
ثم استقلت السيارة هي الأخرى و خلعت الشعر المستعار و حررت شعرها و بدأت في القيادة للعودة إلى عملها ..
كان نديم يجلس منتظر جومانا بفراغ الصبر و فور مجيئها اسرع إليها لكنها اعتذرت له و أخبرته ان ينتظرها حتى تبدل ملابسها و بالفعل انتظرها حتى انتهت ثم اندفع في الحديث قائلاً :
_ ممكن افهم كنتي فين؟
ضمت جومانا شفتيها و هي تصطنع التفكير و قالت :
_ كنت في حفله تنكرية.
نظر لها نديم بحده و قال :
_انتى هتهزري معايا! حفله ايه دي؟
ابتسمت جومانا ثم وقفت و اقتربت من نديم للغاية ثم قالت :
_ طيب بص انا مش حابه اقولك انا كنت فين او خليني اقول انى مش مستعدة اقولك انا كنت فين أو بعمل ايه.. و بوعدك اول م اكون مستعدة هاجي و اقولك مني لنفسي تمام؟ لكن دلوقتي مهما تعمل مش هقدر اقولك حاجه نهائي..
نظر لها نديم بغيظ و كاد ان يبتعد عنها في غضب لكن لاحقته جومانا و عقبت على حديثها قائلة :
_ ارجوك يا نديم متزعلش من كلامي و من افعالي بس انا فعلا مش هقدر اقولك حاجه دلوقتي..أعذرني يا نديم..
نظر لها بضيق و قال :
_يا حبيبي انا خايف عليكي! و حاسس انك بتعملي حاجه غلط ف عايزك تشاركيني أفكارك و تخليني أقرب منك اكتر ، خلينا نبقى واحد يا جومانا مش لازم كل شوية تثبتي ليا اننا بُعاد عن بعض و بينا فرق السما و الأرض!
ابتسمت له ابتسامة لطيفه و أمسكت يده قائلة :
_ انا و انت واحد فعلا بس صدقني يا نديم انا مش بعمل حاجه غلط.. انا بعمل الصح انا برجع حياتي زي م كانت ، عايزاك بس تسمحلي اخلص كل العقبات اللى واقفه في طريقي عشان نبقى سوا.. و متقلقش قريب جدا هنرجع سوا.
ابتسم لها نديم هو الاخر على الرغم من القلق الذي ينهشه ، ثم جذب جومانا اليه و عانقها قائلاً :
_ اعملي اللي انتى عايزاه.. اه انا عايز أشاركك كل حاجه في حياتك بس مقدام انتى عايزة تعملي ده لوحدك ماشي يا حبيبي.
قبل جبينها ثم قال بتذكر :
_ كنتي عايزانى اروح معاكي فين؟
اتسعت إبتسامة جومانا و قالت :
_ عند مريم و إلياس عايزة اروح اسلم عليهم قبل م يسافروا هتيجي معايا؟
اومئ نديم رأسه لها ثم قال بمزاح :
_ بس اوعي تطفشي مريم من إلياس مش ناقصينه يطردنا تاني.
_ يطردنا! طب يفكر يعملها تاني كده و انا هجيبه من قفاه على الشغل و يبقي يعترض بقى.
ضحك نديم عليها ثم أخذها معه و ذهبوا إلى منزل إلياس ، و الذي كان جالس مع عائلته و عائلة مريم  ليودعهم قبل سفرهم ، و وسط م كانوا يتحدثون تفاجأوا برنين الجرس الذي لا يتوقف حتى أصبح مزعجاً لينظر إلياس و مريم إلى بعضهم بإبتسامة و اسرع كلاهما إلى الباب و يفتحوه ليجدوا جومانا واقفه بجانب نديم و تغني بمرح على الرغم من بشاعه صوتها بالغناء :
_ مبرووك مبروك يا حياة قلبي مبروك.. مبروك مبرووك يا حياة قلبي مبرووووك ، هالفرحه فرحتنا و اللمة جمعتنا مبرووووك...
قالت الأخيرة بصياح و صوت عالٍ ، ليبتسم الياس و مريم بفرحه لتضيف جومانا قائلة و هي تدلف برفقه نديم :
_صباحية مبااااركة ياعرررريس ، صباحية مباركة يا عروووسههه.
قالتها بفرحه و مرح و هي تعانقهم ، ليقترب نديم منهم و يهنئهم على زيجتهم ، ثم دلفوا لينضموا إلى عائلة مريم و إلياس و فور رؤية جومانا لوالدة مريم اقتربت منها في فرح و هي تقول بحماس :
_ ديجااا حبيبه قلبي.
استقبلها خديجه بحب و اشتياق و هي تعانقها و فعلت سهام والدة إلياس المثل مع جومانا ، بعد الترحيبات بجومانا و نديم ، قالت جومانا إلى نديم بفرح و حماس :
_ اهو يا نديم ، طنط خديجه و طنط سهام دول في حته تانيه كده بنسبه ليا.
ثم اردفت بمزاح :
_ احلى محشي كلته من ايدهم.
ابتسم نديم لها و قال :
_ على الله تكوني اتعلمتي حاجه منهم.
تدخلت مريم و قالت :
_ جومانا أكلها حلو جدا على فكرة ميغركش بس دور الظابط اللى هي عايشه فيه ده.
ضيق الياس عينيه و قال :
_ و ماله الظابط بقى يا أستاذة مريم ، و ان مكنش نص اللى قاعدين بيكي انتى شخصياً ظباط كنتي قولتي ايه.
قالت خديجه له بمزاح :
_ ايوا كده يا إلياس اديها.
ضحك الجميع و كانت تتعامل جومانا بعفويه مع الجميع و بمرح ليرى نديم ذلك الجانب الجديد من جومانا و رأى الحب الذي تكنه عائلة إلياس و مريم لها عدا انه لاحظ أيضاً ضيق عبد الرحمن والد مريم من جومانا لكنه تغاضى عن ذلك و صوب تركيزه على حبيبته.
أمال كلا من سهام و خديجه على جومانا و قالت سهام لها :
_ هي ايه الحكاية؟
تعجبت جومانا و نظرت لهم بعدم فهم و قالت :
_ حكاية ايه؟
رمقتها خديجه بحدة ثم إشارت على نديم بعينها و هي تقول :
_ نديم نظامه ايه؟
فهمت جومانا م يقصدون لتبتسم بخجل ، لينظر كلا من سهام و خديجه الي بعضهم البعض بعدم تصديق من خجل جومانا و التى قالت لهم :
_ بصراحة كده بنحب بعض.
تهللت اسارير خديجه و عانقت جومانا و أطلقت سهام زغروطة لينتبه لهم الجميع و يروا جومانا التى تظهر عليها ملامح الصدمه من فعلتهم و الخجل الذي يأكلها ، ليتسأل عبد الرحمن بتعجب :
_ خير بتزغرطوا ليه؟
ابتسمت خديجه بفرح و هي مازالت تحتضن جومانا و قالت :
_ مفيش فرحانين بس بالعيال ولا مش عايزنا نفرح؟
قال إلياس لها :
_ افرحي براحتك يا حماتي و هو انا أطول انك تفرحي.
نظرت له سهام و هي تقول :
_ شوف الواد كل شوية يقول حماتي حماتي كأنه مصدق ، الله يرحم ايام م كنت بتقولها يا خالتي.
ضحك الجميع و انشغلوا بالحديث من جديد لتنظر جومانا إلى سهام و خديجه و هي تقول :
_ م تروحوا تسيحوا ليا في القنوات الفضائية بالمرة؟
ضحكوا و قالت سهام :
_ المهم بس ناوين تتخطبوا امتى؟ حقيقي مش قادرة استنى و مش عارفه اوصفلك فرحتي ليكي عاملة ازاى.
أكدت خديجه على حديثها و قالت :
_ فعلا يا جومانا فرحانه ليكي جدا يا حبيبتي و خلي بالك نديم محترم انا اعرف عيلته و هما ناس محترمين جدا و هيعرف يسعدك.
نظرت جومانا إلى نديم الذي كان يتحدث مع إلياس بنظرة خاطفه ثم أعادت نظرها الي خديجه و قالت :
_ عارفه ، بس لسه الخطوبة مش دلوقتي في حاجات محتاجين نظبطها الأول.
ابتسمت خديجه لها و قالت سهام :
_ ربنا يسعدكوا يارب و اعبال كده م احضر فرحك يا جومانا قادر يا كريم.
ابتسمت جومانا لها بخجل و قضت بعض الوقت معهم ثم غادرت هي و نديم و الذي نظر لها بتساؤل و هو يقود و قال :
_ مقولتليش.
نظرت له جومانا ليكمل نديم قائلا :
_ والدة إلياس كانت بتزغرط ليه؟
خجلت جومانا عندما تذكرت ذلك الموقف و قالت بعدم توضيح :
_ مهي قالت علشان فرحانه.
ضيق نديم عينيه و قال :
_ لا والله؟ طب متستهونيش بذكائي طيب!
ابتسمت له جومانا و لم تجيب عليه ليقول نديم بخبث:
_ اممم يعني هي كانت بتزغرط ل ابنها  ، مش عشان سألتك عليا و انتى قولتها انى بحبك و انتى كمان بتحبيني؟
فتحت جومانا عينيها على وسعيهما ليبتسم نديم بتسلي و يقول بعدما أوقف السيارة جانباً و اعتدل ناظراً لها :
_ تاني مرة متستهونيش بقدراتي هاا! انا عيني دايما عليكي.
قالت جومانا بسخرية :
_ قصدك عينك دايما على شفايفي و حركتها عشان تعرف انا بقول ايه ، انت بتغش على فكرة و بتتعدي على خصوصيات الغير.
نظر نديم بالفعل إلى شفاتيها و شرد قليلا لكنه آفاق سريعا ، و قال بعدما بدء القيادة من جديد :
_ تاني مرة لما أسألك على حاجه تجاوبي على طول ، سامعه؟
تعجبت جومانا من تغييره المفاجئ لكنها قالت بمرح :
_ مفهوم يا فندم.
ثم اقتربت منه جومانا و أسندت رأسها على كتفه و هي تقول :
_ كانوا فرحانين ليا اوي يا نديم ، الناس دي طيبه جدا و انا بحبهم جدا..
ابتسم نديم لها و قال :
_ طب مفيش شوية حب ليا ولا هنقضيها حب فيهم؟
ابتعدت جومانا عنه و قالت :
_ يوه يا نديم انت فصيل على فكرة.
جذبها نديم اليه حتى تستند عليه و قال بتحذير :
_ متبعديش عني ، طول م انا بسوق تكوني ساندة عليا و في حضني كده ، مفهوم؟
خجلت جومانا قليلاً لكنها قالت بمشاكسة :
_ هو ايه اللي مفهوم مفهوم ده ، هو انت بتكلم عسكري؟
نظر لها نديم بطرف عينه و قال :
_ ايوا توهي في الكلام توهي.
ضحكت جومانا و كادت ان تقول شيئاً ، لكن رنين هاتف نديم سبقها ، ليجيب نديم الهاتف قائلاً :
_ ست الكل.
داليدا بضيق :
_ انت فعلا مش هترجع البيت تاني؟
تنهد نديم و جعل المهاتفه مسموعه حتى يستطيع القيادة  و قال :
_علي عيني والله يا حبيبتي بس انتى مش شايفه بابا بيعمل ايه؟
_ و لو يا نديم اقعد و اتفاهم مع والدك مش تسيب البيت و تمشي!
فتحت جومانا أعينها على وسعيهما و نظرت الي نديم بعتاب ، ليبادلها هو النظرة بقلة حيلة و اجاب على والدته قائلاً :
_ ماما بعد ازنك قفلي على الموضوع بابا اصلا بيتلكك و كل شوية بيطلع بحاجه شكل و عايز يبوظ الموضوع و خلاص ، ف خليني كده اظبط الدنيا عندي و بعدها هبقى اجي و اتكلم معاه ، حلو كده؟
أجابت داليدا عليه و قالت :
_ ماشي يا حبيبي ، المهم انت فين دلوقتي؟
ابتسم نديم و قال :
_ مع جومانا.
فرحت داليدا و قالت :
_ بجد؟ طب خليني اكلمها.
_ هي سمعاكي يا حبيبتي كلميها.
اخذت جومانا الهاتف حتى لا يستمع نديم إلى محادثتهم ، و ظلت تتحدث مع داليدا طويلاً حتى مل نديم من تلك المهاتفه ، ليجذب بنهاية الهاتف من جومانا و يقول لوالدته :
_ ماما يا حبيبتي انتى بقالك ساعه بتكلميها ، م اجبهالك احسن!
جذبت جومانا الهاتف منه مرة أخرى و قالت لداليدا :
_ معلش هو رخم شوية ، المهم خلاص بكرة انا مستنياكي خلي نديم يجيبك عندي و نقضي اليوم سوا.
داليدا بفرحة :
_ تمام يا حبيبتي و اديني الواد نديم ده بقى عشان اعرفه ازاى يشد الفون منك و انا بكلمك كده.
ضحكت جومانا و ناولت الهاتف لنديم ، الذي قال بغيظ إلى والدته :
_ خلاص كفايه كده ولا تحبي تكلميها ساعه كمان؟
زجرته داليدا قائلة:
_ نديم و بعدين؟ المهم بكرة تعدي عليا عشان رايحين لجومانا عشان عزمانا ، تجيلي بدري فاهم؟
_ فاهم والله فاهم.
اغلقت داليدا الهاتف معه ، لينظر نديم إلى جومانا بغيظ و يقول :
_ كل ده بتتكلموا في ايه؟
ابتسمت جومانا و قالت :
_ بتطمن عليا و عليك.
_ امم والله؟ طب و العزومة دي نظامها إيه؟
_ والدتك كانت عايزه تقابلني ف اقترحت انكوا تيجوا بكرة و نتغدا سوا بدل م نتقابل برا.
_ و مش عايزة اي مساعدة؟
ضيقت جومانا عينيها له و قالت :
_ لاء مش عايزة.
ثم قالت بعدما تذكرت شيئاً هاماً :
_ اه صح ، انت سايب البيت! متخانق مع والدك صح؟
زفر نديم بضيق ثم اومئ رأسه ، لتقول جومانا :
_ كنت حاسة على فكرة لما جيت الصبح كنت شاكة ان فيك حاجه.
أشعل نديم سيجارة و قال لجومانا :
_ اتخانقت معاه امبارح لما جيت من الفرح.
صمت قليلاً ثم نفث دخان سيجارته و قال بضيق :
_ عرف حادثه أهلك و فضل يخطرف بكلام كتير ضايقني و مقدرتش استحمل عليكي اي كلمه ف سبت البيت و قولتله مش هرجع غير لما يغير طريقته معايا... و انا لو عايز اتجوزك هتجوزك و مش هيفرق معايا موافقته او رفضه.
اغمضت جومانا عينيها بتعب من ذلك الضغط الذي يتعرض له نديم ثم قالت له :
_ ليه مكنتش عايز تقولي؟ لو مكانتش والدتك اتصلت مكنتش هعرف اصلا عن خناقك مع والدك ف ليه خبيت عليا؟
_ عشان متقوليش ليا ارجع بيت أهلى و ارجع اتخانق مع والدي تاني ، عشان مش عايزك تزعلي مش عايزك تشيلي ذنب مش ذنبك او تقرري تبعدي عني..
قاطعته جومانا سريعاً قائلة :
_ مفيش حاجه في الدنيا تقدر تبعدني عنك يا نديم! فاهم مفيش مخلوق يقدر يبعدنا عن بعض.. ألا...
تجهم وجه نديم و قال :
_ إلا ايه؟
_ الا انت ، لو حسيت في مرة انك مش عايزني او انك اتخيلت عني انا مش هتردد للحظة اني ابعد عنك يا نديم...انت الوحيد اللى تقدر تبعدني عنك غير كده مفيش حاجه تقدر تبعدنا سوا.
ابتسم لها نديم و امسك يديها مُقبلاً ايها و قال :
_ يبقي كده مفيش حاجه في الدنيا تقدر تبعدني عنك عشان انا مش هتجنن و ابعد عنك يا جومانا.
ابتسمت له جومانا و ظلو يدردشون سوياً حتى اوصلها نديم منزلها و تركها على اتفاق ان يتلاقوا غدا برفقه والدته.
_________________________________________________
كان يجلس أمام والده بتوتر و خوف منه خاصة بعدما شعر بغضبه ، ليستمع إلى والده يصيح به قائلاً :
_ قولتلك ميه مرة انا كويس و مش لازم نخاطر برجوعك هنا تاني لكن ازاى عامل زي العيل الصغير اللي مش بيبطل زن ابداً..
اردف بعدما سعل لعدة مرات بتعب و قال بملامح يظهر عليها اشتداد المرض عليه :
_ هي عرفتك ازاى؟
وقف تامر بخوف على والده و قال :
_ ممكن طيب تقعد يا بابا انت شكلك تعبان جدا و بعدين سبب نزولي تعبك ده ف بعد اذنك ارتاح شوية.
ابعد خالد يد ولده عنه و قال بغضب :
_ انا اللى غلطان فضلت تزن عليا عايز اشوفك و لازم ابقى جنبك في تعبك يا بابا و بعد م عملت اللي ميتعملش عشان ترجع هنا منغير محد يعرفك تيجي تقولي انك خبط فيها في المطار! بعد السنين دي كلها و بعد كل اللي عملته هيلف حولين رقبتك حبل المشنقة! و انا هتاخد معاك في الرجلين!
قال تامر بخوف :
_ هو مش انا عديت من المطار عادي و مفيش حد اتعرف عليا او شك في الهوية الجديده؟ يبقي كل حاجه سليمة لو كانوا عارفين اني رجعت مكنوش هيستنوا ابعد عن المطار عشان يقضبوا عليا.
قال خالد بتهكم و بالكثير من السخرية :
_ امال الهانم جابتك ازاى و عرفت انك راجع ازاى؟
ليردف بغضب جم :
_حته عيلة صغيرة ولا راحت ولا جت دوست عليها و خلتها متعرفش تقول تلت التلاته كام تخليني انا خالد السويسي أهرب ابني من بلد لبلد و اقعد دلوقتي حاطط ايدي علي خدي خايف منها و من انها تبلغ البوليس على ابني!
ثم نادى بعلو صوته قائلاً :
_ زكريااااا.. يازكرياااا! انت يا زفت يا اللى اسمك زكريا.
هرول زكريا اليه و قال في طاعه له :
_اوامرك يا باشا!
قال خالد بضيق :
_ ابعت كام حد يجبيلي قرار حتت البت اللى كانت السبب في قبض تامر ، عايز اعرف كل حاجه عنها فاهم؟ كل حاجه ، يلا اتحرك من هنا.
تحرك زكريا بالفعل ليبلغ بقيه الرجال بما امر به خالد ، ليتبعه حسن الذي كان يراقب كل ما يحدث من البداية و اوقفه قائلاً :
_ ايه يا عم زكريا الزعيق ده كله ، مال الباشا زعلان ليه هو مش ابنه رجع بالسلامة؟
نظر له زكريا و قال بضيق :
_هما كده البشوات دول لما حاجه تيجي مش على هواهم يطربقوا الدنيا.
_ اممم ، طب مقولتش بردوا ماله الباشا؟
قال زكريا لها :
_ اصل تامر بيه ده عليه حكم بالإعدام و هربان منه من زمان و اللى قبضت عليه كانت عيلة كده من بتوع المدارس العسكرية و تقريباً كانت فرحانة بوقفتها وسط الظباط و حبت تعيش الدور و وقفت عربيه استاذ تامر و اللي حظه كان معاه مخدرات و لبس كذا قضيه في بعض و خد إعدام و من بعدها بقى تامر ده هربان و اول مرة ينزل مصر النهاردة و الظاهر ان الباشا عرف حاجه مضيقاه و عايز يعرف قرار البت دي و عايز يعرف هي فين و تبقى مين بظبط.
قال له حسن الذي كان يستمع له بإهتمام:
_امممم ، فهمت.. طب و البنت دي اسمها ايه؟
_ ولا فاكر  ، اديني هقلب في الدفاتر القديمه و اطلع اسمها و اعرف هي فين و دنيتها ايه.
اومئ حسن له رأسه و ترك زكريا يرحل ، و عندما سنحت لحسن الفرصه لمهاتفه جومانا لم يتردد و هاتفها سريعاً لتجيب جومانا عليه و تقول :
_ في اخبار جديده؟
اسرع حسن بإخبارها كل م استمع ليه من عراك خالد و عن م قاله زكريا له ، ليختم حديثه قائلاً :
_ هما بيقولوا ان البت دي كانت عيلة صغيرة و بتاع و فرحانه بلمة الظباط حوليها و كده بس اللى سمعته من خالد باشا بيقول ان البت دي رجعت تاني و قابلت تامر النهاردة و من ساعتها و هنا خايفين و قالبين الدنيا و بيدوروا عليها.
فكرت جومانا قليلاً قبلما ان تقول له :
_تمام تمام، وقف الحبوب اللى بتحطها ليه خالص و عايزاك تبقى زي ضله مبتفرقهوش لا هو ولا ابنه، فاهم؟
_ فاهم يا هانم.
اغلقت معه المهاتفه سريعاً و هي تفكر بخطوتها القادمه ، يجب ان تنتبه الى خطواتها بدقه و ان تشدد الرقابة على تامر اكثر لان خالد لن يغامر بكشفه الان و بتأكيد سيخفيه عن أعين الجميع .
لتبدء جومانا بإجراء بعض المهاتفات حتى تستطيع أن تراقب خطوات تامر و خالد خطوة بخطوة حتى غرقت في التفكير بهم و كيف ستقضي عليهم ، لكن انتشالتها مهاتفه نديم لها ، لتجيب عليه و تستمع اليه يقول :
_ صاحيه؟
تنهدت جومانا بتعب ثم قالت :
_ مش عارفه أنام.
تسائل نديم بتعجب :
_ ليه بتفكري في ايه؟
أرادت جومانا ان تشاكسه قليلاً لعلها تريح عقلها من ذلك الانتقام و قالت :
_ مفيش واحد كده بحبه مطلع عيني.
فتح نديم عينيه على وسعيهما و قال بإنكار :
_ اييه؟ مطلع عينك في ايه أنشأ الله؟
_ بتاخد الكلام على نفسك ليه؟
_ ده على اساس ان في واحد بتحبيه غيري؟
صمت ثم اكمل :
_ انتى اصلا ازاى فكرتي في حد غيري؟
تعجبت جومانا من أن لُعبتها قُلبت عليها ثم قالت :
_ايه ده ايه ده انا بهزر اصلا انا مبحبش غيرك
ابتسم نديم و قال بغرور :
_طب م انا عارف.
_ مم يعني عايز توقعني في الكلام؟
_ مش حكاية اوقعك في الكلام انا بس بحب اسمعك و انتى بتعترفي بحُبك ليا.
ابتسمت جومانا و قالت :
_ بس كده؟ طب بحبك و بحبك و بحبك تاني و بحبك تالت و بحبك كتير اوي.
كان نديم يسمعها بحب و فرح ، ليقول لها :
_ هو انتى امتى هتبقى معايا على طول عشان تبطلي توحشيني؟
اغمضت جومانا عينيها بتعب و تمنت ان تقول له الكثير ، لكنها قالت :
_ مظنش انى هبطل أوحشك ثم انت هتشوفني بكرة خلاص و هنقعد مع بعض..
ابتسم نديم و قال :
_ اممم هتعمليلي أكل حلو على كده؟
ضحكت جومانا و قالت بغرور :
_ عيب عليك.
_ مهو انا مش بخاف غير من الكلمه دي والله.
اردف قائلاً :
_ اه صح ، بكره هروح الشغل و هعدي على ماما اخدها و نجيلك ف مش لازم تتعبي نفسك و تيجي ، خليكي كده عشان تعجبي حماتك و تنولي رضاها مع ان اصلا امي بتحبك و بتموت فيكي.
ضحكت جومانا كثيراً على حديثه ثم قالت :
_ متقلقش هشرفك و هرفع رأسك و هنول رضاها ، المهم روح انت نام عشان يومك طويل مع أدهم بسبب انى مش هاجي.
نديم بضحك هو الاخر :
_ربنا يستر.
اغلقوا المهاتفه بعد توديع بعضهم البعض و أسرعت جومانا و غطت بالنوم قبلما ان تنفرد بها أفكارها.
باليوم التالى استيقظ جومانا و هي تشعر بالتوتر من مقابلة والدة نديم لها نعم هي تحبها لكنها حتى الآن لا تعلم عنها شيئاً و لم يخضوا نقاشاً مسبقاً ، عليها ان تكون مستعدة لأي من أسئلة قد تزعجها او تجعلها تتذكر آلم قد نسته ، فبالنهاية داليدا أم و ستريد لولدها أمرأة و زوجه صالحه..
بدأت جومانا بصنع طعام بل وليمة ، كانت تقف بالمطبخ خائفه و هي تعد الطعام ، لم يتحدث احد معها في أمور كتلك مُسبقا! أبسط الأمور ب كيف ستقابل عائلة حبيبها او زوجها مستقبلاً؟!
لا تدري ماذا تفعل و هل هناك ما يجب أن تفعله؟ هل هناك ما يجب أن تقوله؟ هل يجب أن تظهر مهاراتها بالطبخ و النظيف و ما شابه؟ ام تكون عملية و فتاه واثقه بنفسها فقط لا غير؟ ام تترك نفسها لطبيعتها فقط؟ لا تعرف ماذا تفعل ؛ لتغلق جومانا عينيها و تقرر انها ستفعل ما يمليه عليها قلبها ، حبيبها قادم إليها بعد قليل فستتجهز له و ستتصرف كحبيبه ليس إلا..
عندما اتنهت جومانا من إضافة اللمسات الأخيرة في تلك الوليمة التى حضرتها ، أسرعت إلى غرفتها لتجهز شيئا ترتديه ، لتقف حائرة امام خزنتها! ماذا سترتدي؟ ملابس رسميه؟ ام ملابسه مريحه؟ قميصاً و بنطال كعادتها؟ ام فستان رقيق؟
زفرت بضيق و حنق من وضعها ، ف على الرغم من ثقافتها العالية و ذكائها بعملها الا انها الان تشعر بالجهل الشديد! شعرت و للمرة الأولى منذ زمن انها تحتاج إلى أمها ، لكانت بجانبها الأن تساعدها و تنهى حيرتها و تنير ذلك الجهل الذى تشعر به ، لتجلس جومانا حائرة حزينه تشعر انها لا تفقهه شيئاً و تشعر بالتسرع أيضا! ، جائت لها فكرة لتنفذها بتردد..
امسكت هاتفها و هاتفت نسمه زوجه أدهم و التى أجابت عليها سريعاً و بدأت بالترحيب بها و التعبير عن اشتياقها لها ، ثم صمتت و قالت لجومانا :
_ مالك يا جومانا حاسة انك تايهه كده.. في حاجه حصلت؟
تنهدت جومانا بتعب و حدثتها عن كل شيء تشعر به و كل شيء فعلته ، لتبتسم نسمة و تشعر بالشفقه على جومانا و تقول لها :
_ بصي يا جومانا انتى بتقولي انها اول مرة هتقعدوا و تتكلموا و بتقولي بردوا انها بتحبك اصلا و متقبلاكي ف خوفك ده ملوش لازمة هي اصلا بتحبك ، و بالنسبه للأكل الكتير اللي انتى عملتيه ده هو اه اوفر شوية بس بردوا مش وحش و مش هيظهرك بتبيني مهاراتك زي م بتقولي.. أما بقى للبسك ف ممكن تلبسي فستان كده مريح مكونش فستان سهرة او خروجه فاهمه؟ و ممكن تحطي ميكاب خفيف خالص ميكونش اوفر اوي يدوب بس حاجه تظهر جومانا البنوته مش لازم تصدري الرائد جومانا ليهم.
كانت تستمع جومانا لها بإهتمام شديد ثم تسألت :
_ طب اتعامل ازاى ، بصي هو اصلا مفيش اي حاجه رسميه بس نديم معرفهم اننا بنحب بعض و ناوين على جواز ف انا المفروض اتعامل ازاى و اقول ايه؟ انا حاسه اني مش عارفه حاجه خالص.
ضحكت نسمه و قالت :
_ ممكن تهدي طيب انا حاسة انك متوترة خالص ، صدقيني الموضوع ابسط من كده بكتير انتي بس اتعاملي بطبعتيك و حاولى تصاحبي حماتك المستقبليه انشاء الله و تعتبريها زي مامتك كده ، خليكي قريبه منها و كلميها دايماً و انتى لما تقعدي معاها هتعرفي طباعها و طريقتها عاملة ازاى و انتى بنفسك هتلاقي طريقه تخليكوا قريبين من بعض.
ابتسمت جومانا و هي تتنهد ببعض من الراحة و قالت :
_تسلميلي انا بجد مش عارفه منغيرك كنت هعمل ايه!
_ جومانا انا بعتبرك من عيلتي و أدهم اعتبرك زي بنته تفتكري يعني انا هكون مستنياكي تشكريني؟ والله لو كنتي عرفتيني من بدري كنت جيلتك و مسبتكيش لحظه.
ابتسمت جومانا قائلة :
_ وربنا يعلم معزتك انتى وادهم عندي عاملة ازاى.
_ عارفة يا ست جومانا ، المهم يلا روحي اجهزي زمانهم على وصول و مستنياكي تكلميني بعد م يمشوا و تقوليلي عملتي ايه هاا.
_بس كده؟ من عينيا الاتنين
اغلقت بعدها الهاتف مع نسمه و بدأت بالاستعداد و فعلت كما قالت لها نسمه ؛ عند نديم كان بالكاد وصل إلى والدته ليتحركوا إلى منزل جومانا ، لكن اوقفته داليدا قائلة :
_ استنى خلينا الأول نروح نجيب لها حاجه.
قال نديم بضيق :
_ هنتأخر كده يا ماما.
لتقول داليدا بحده :
_عايزنا ندخل بإيدينا فاضيه ولا ايه؟ و بعدين دي حبيبتك و عزماك على الغدا يعني على الأقل تاخدلها ورد ولا انت مييح خالص في الأصول؟
تنهد نديم و قال بقلة حيلة بعدما علم ان حديث والدته صحيح :
_ تمام يا ست الكل ، نجيب لها ورد.
أضافت داليدا قائلة :
_ و حلويات ، الورد ده هديه كده منك انت لكن عشان عزومتها لازم تجيب لها حاجه و انت داخل ، هي بتحب نوع ايه من الحلويات؟
زفر نديم بضيق لأن والدته لن تنتهي من تلك الطلبات ، ليستمع إليها تصيح به :
_ هو مش انا بكلمك يا واد انت؟ مترد عليا؟.
قال نديم بتفكير :
_هي بتحب الشيكولاته و الحلويات الشرقيه.
أومات داليدا رأسها و قالت له على احد المتاجر المخصصة لتلك الحلويات ليتجه نديم إلى هناك و أخذ كل م تحبه جومانا ، ثم اتجه إلى مشتل للورود و أخذ ورودها المُفضلة إليها ، و تحرك إلى منزلها و عندما اقترب هاتفها ، لتجيب جومانا سريعاً و بلهفه :
_ الو! نديم؟
ابتسم نديم و قال :
_ لا لا نديم زعلان منك ، كده متكلمهوش طول اليوم؟
كادت جومانا ان تجيب عليه لكنها تفاجئت بوالدته نديم تسحب الهاتف من نديم و هي تقول :
_ يا اخويا لما تشوفها ابقى قول اللى عايزة.
ثم قالت لجومانا بإبتسامة :
_ حبيبتي احنا خلاص داخلين على البيت عندك اهو ، محتاجه حاجه نجيبها ليكي؟
نفت جومانا سريعاً :
_ لا ، لا  تعالوا بالسلامة بس.
ابتسمت داليدا و قالت :
_ تمام يا قلبي احنا خلاص وصلنا.
اغلقت معها الهاتف ، لتقف جومانا سريعا و تلقي نظرة سريعة على منزلها ثم على مظهرها بالمرأة و تعدل هيئيتها سريعاً بتوتر ، حتى سمعت رنين الباب و ذهبت حتى تفتحه بإبتسامة و هي تنظر إلى نديم و والدته ثم قالت بترحيب و بعض من الخجل الذي اعتراها فجاءه :
_ اتفضلوا.
عناقتها داليدا بحب و هي تصافحها و قالت :
_ ايه الحلاوة دي كلها؟
ابتسمت لها جومانا بخجل و هي تقول :
_ حبيبتي تسلميلي.
لتدلف داليدا إلى الداخل و يقف نديم على الباب و قال :
_ اممم انا مش هدخل غير لما تديني حضن و تبوسيني زي م عملتي مع ماما على فكرة.
نظرت له جومانا و قالت بإستفزاز:
_ خلاص خليك على السلم بقى.
كادت جومانا ان تغلق الباب لكن دلف نديم سريعاً  و قدم لها الورود ، لتتفاجئ بها جومانا و تقول بفرح :
_ الله! لسه فاكر حكاية الورد الأسود ده؟ شكرا يا حبيبي.
ثم دلفت جومانا إلى الداخل خلف داليدا و قالت لها سريعاً غير مبالية إلى نديم :
_انتوا كلفتوا نفسكوا اووي ليه كل ده؟
اقتربت منها داليدا و قالت :
_ فين ده؟ عشان شوية ورد و حلويات نبقى كلفنا نفسنا؟ امال ساعه الخطوبة هتعملي ايه بقى؟
خجلت جومانا و لم تدري بماذا تجيب ، لتقول لهم :
_ اتفضلوا اقعدوا اعبال م اجهز السفرة ثواني بس
لتتركهم جومانا و هي مازلت تحتضن الورود بسعادة ؛ نظر نديم إلى والدته و قال بهمس :
_ عشان خاطري بلاش تحطيها تحت الميكروسكوب عشان شكلها متوتر اووي.
ضيقت داليدا حاحبيها و قالت بهمس هي الآخرى :
_ مش هحطها تحت حاجه يا استاذ نديم متقلقش انا بحبها اصلا ، بس هي عايشه لوحدها في البيت الطويل العريض ده؟
اومئ نديم رأسه و قال :
_ بصي جومانا منها لنفسها هتحكيلك بلاش بس تحسسيها انك بتحققي معاها.
_ متقلقش و مش انت يا ابن امبارح اللى هتيجي تقول اتصرف ازاى و اقول ايه هاا.
صمت نديم و أشار بأصبعه على فمه بعلامة السكوت ، ليجدوا جومانا بعدها تقول لهم :
_ مش يلا بقى نلحق الاكل قبل ما يبرد؟
وقف نديم هو و داليدا و اتجهوا إلى طاولة الطعام ، ليقول نديم بمزاح عندما رأي كميه الطعام التى أعدتها جومانا :
_ ايه ده يا حبيبي انتى عازمة المديريه كلها معانا ولا ايه؟
نظرت له جومانا بغيظ و لم تجيب عليه  ، ليشاكسها نديم مجددا قائلا :
_ على الله الاكل يطلع حلو بقي و منحتاجش نطلب الإسعاف.
قالت داليدا إلى نديم :
_ ولد ، بطل الحركات دي
ضحكت جومانا كثيراً و اقتربت من داليدا قائلة :
_ ايوا انا بقى عايزاكي تجبيلي حقي منه.
نديم بصدمة :
_ ولد! هو ايه اللى ولد؟ هو انا عيل في المدرسه يا ماما؟
_ اقعد و انت ساكت فاهم؟
ثم نظرت إلى جومانا و قالت :
_ يسلم ايدك على الاكل يا قمر شكله يفتح النفس.
ابتسمت لها جومانا و شكرتها و جلسوا جميعا حتى يتناولون الطعام ، لتقول داليدا بتعجب :
_ جومانا حبيبتي هو انتي اللى عاملة الاكل ده كله لوحدك؟
اومئت لها جومانا بتوتر و قالت :
_ ايوا هو طعمه مش حلو؟ او مش مظبوط؟
نفت داليدا و قالت بصدق :
_ لا بالعكس ده حلو جدا جدا انا بس مستغربه انك بتعرفي تعملي اكل حلو اووي كده.
ابتسمت لها جومانا ، ليضيف نديم قائلا :
_ الورق العنب ده عامل زي بتاع مدام أمل الله يحرمها بظبط.
ابتسمت جومانا و قالت :
_ ايوا كنت دايما بقف جنبها و هي بتعمله و لقطت الطريقه منها.
كانت تنظر داليدا لهم بتعجب لتوضح لها جومانا قائلة :
_ أمل دي تبقى مرات بابا الله يرحمهم.
ترحمت عليهم داليدا و قالت بفضول :
_ الورق العنب فعلا طعمه حلو اووي ، بتعمليه ازاى؟
أجابت جومانا عليها سريعاً و بتلقائية شديدة :
_ بعمل التسبيكه بتاعه المحشي عادي جدا بس لما باجي اسوي الورق العنب مش بحط ليه شوربة او ماية او اي حاجه بخلية يتسوى مع نفسه و ينزل الماية بتاعته مع نفسه.
_ و مش بيتحرق منك؟
_ لا لا خلاص بسويه على نار هادية و بيبقي حلو كده.
صاح نديم بهم في حماس :
_ ياسلام عليكي يا حبيبتي و انتي بتدي نصايح في الأكل و لمين لحماتك المستقبليه.
فتحت جومانا عينيها على وسعيهما و قالت :
_ لاء طبعا مش بدي نصايح ولا حاجه و بعدين انا اجي ايه جنب حضرتك يعني اكيد اكلك جميل جدا..
ضحكت داليدا و قالت :
_ حبيبتي متتوتريش كده و بعدين نديم عنده حق و طريقتك انا هجربها و بعدين نديم قالها حماتك المستقبليه يعني انا زي ماما يا جومانا ولا ايه؟ مش بتعتبريني زي مامتك؟
نظرت لها جومانا بخوف و قالت بتلقائية عندما تذكرت والدتها و أفعالها :
_ لاء
تعجبت داليدا من اجابتها ، لتسرع جومانا قائلة بتلعثم :
_ لاء انتى احسن بكتير أقصد... امم يعني انا اصلا مش فاكرة مامتي ف انتي اكيد احسن منها فهماني؟
قاطعها نديم قائلا بخوفاً عليها :
_ جومانا اهدي... هي متعرفش.. تمام اهدي.
نظرت جومانا إلى نديم لتراه ينظر لها بإطمئنان ، لتبتسم جومانا و تحاول السيطرة على نفسها و قالت :
_ انا معنديش مانع اقولك يا ماما اكيد بس انا التعبير خاني بس عشان انا مفتكرش اي ذكريات ليا مع والدتي فهمتي؟
رطبت داليدا على جومانا و قالت بحنية :
_ فهمت يا حبيبتي و انتي مش مضطرة تبرري كلامك ليا .
ابتسمت لها جومانا و عادوا جميعا إلى تناول الطعام وسط مشاكسات نديم الذي يحاول ان يخجل جومانا بإي طريقه حتى انتهوا و انتقلوا إلى غرفه الصالون ، لتقدم لهم جومانا كعكه صنعتها هي لتجذبها داليدا بجانبها و قالت :
_ ممكن تقعدي و تبطلي تروحي و تيجي كل شوية؟ احنا مش جايين نتضايف او ناكل و نمشي انا عايز اقعد مع جومانا هاا جومانا و بس.
نظر لها نديم و قال :
_ هو ايه اللي جومانا و بس دي اتكل انا يعني؟
قالت داليدا بغيظ :
_ ايوا امشي مش كلت انت و شوفت حبيبتك اتكل بقى.
قال نديم بعدم تصديق :
_ انتي فعلا عايزاني امشي؟
لتقول داليدا بجدية :
_ايوا فعلا عايزاك تمشي ايه مش مصدق ليه؟ روح لف بالعربيه ساعه كده ولا اتنين و بعدها تعالى خدني او ابقى خليك و جومانا تبقى توصلني.
شعر نديم ان والدته بحاجه ان تتحدث مع جومانا بنقاش خاص بينهم ، ليقف بالفعل و يقول بتهكم :
_  بتوزعوني ؟ طيب حاضر همشي و اسبكوا ترغوا سوا.
تقدم إلى والدته حتى يودعها و همس في اذنها قائلا :
_ بالله اوعي تزعليها و تجيبي ليها سيرة رفض بابا، هاا.
ابعدته داليدا و هي تقول بمزاح :
_ متقلقش مش هاكلها.
ضحكت جومانا التى كانت تراقبهم و من ثم ذهبت مع نديم حتى توصله الي باب المنزل ، ليقف و يقول لها بعدما مسك يديها و قبلها :
_ يسلم ايديكي على احلى اكل كلته في حياتي.
ابتسمت له جومانا ليكمل نديم قائلاً:
_ ماما حبيتك جدا على فكرة هي بس عايزة تعرفك اكتر لو متضايقه من حاجة زي دي عرفيني.
نفت جومانا برأسها و هي مبتسمه و قالت :
_ لاء ابدا و بعدين مامتك عسولة اووي و انا حبيتها.
_ تمام و اه لو اي حاجه مش حابه تحكي عنها متحكيش مش عشان هي مامتي يعني هقولك قولي كل حاجه ماشي يا قمر؟
اومأت له جومانا ، ليردف نديم بمشاكسة :
_ لاء بس البيت حلو اوي و زوقك يجنن ، متيجي توريني اوضه النوم.
نظرت له جومانا بحده و خجل ثم دفعته لخارج المنزل ، ليقول نديم لها :
_ هتفرج بس انتي فهمتي ايه؟
نظرت له جومانا و قالت :
_ مامتك مستنياني بقي يلا امشي.
نظر لها نديم بغيظ ليقترب منها و يُقبل وجنتها و قال غامزاً لها :
_ دي بدل البوسة اللى قولتلك عليها اول م جيت ف سبتيني و مشيتي ، و اه الفستان ده هياكل منك حته .
ليتركها نديم و يرحل سريعاً ، لتبتسم جومانا ابتسامة واسعه و تدلف سريعاً إلى داليدا الذي لاحظت إبتسامة جومانا و خجلها لتقول :
_ نديم مبطلش حركاته و جنانه ده صح؟
اومأت جومانا رأسها بخجل ، لتشير داليدا لها بالجلوس بجانبها لتذهب لها جومانا بالفعل و تجلس بجانبها ، لتقول داليدا :
_ من زمان و انتي مجننة نديم و حقيقي انا معرفش انتوا ازاى عرفتوا بعض اصلا و حبيتوا بعض امتى و انتى سنك صغير اوي كده و نديم بيكلمني عليكي من زمان أصلا.
كادت جومانا ان توضح بدء علاقتهم لكن اوقفتها داليدا قائلة:
_ مش بقول كده عشان تقوليلي اتعرفتوا ازاى يا حبيبتي انا قصدي ان من زمان و نديم بيحكي عنك ، من زمان و هو بيحبك و متيم بيكي ، يمكن انا كنت سيباه زمان و مش بتكلم عشان كان في نظري لسه عيل صغير و اكيد شاف بنت عجبته و اتعلق بيها و قولت بصراحه انه طيش شباب و هيروح لحاله خصوصاً انه فسخ خطوبته بطريقه غريبه و عمل شوشرة في العيلة ف قولت يومين و هيعقل بس اليومين جروا شهور و كنت بشوفه زعلان و بهتان و بعدها ارجع اشوفه فرحان و طاير من الفرحة اللي مش سيعاه و بعدها الاقيه اختفى تماماً و يتحجج بالشغل الكتير كلامه قل و خناقته معانا زادت كلامه عليكي اختفى ، كنت كتير اسمع صوت عياطه من أوضته بليل و كنت عايزة اعرف ماله لكن مكنش بيسمح لحد يقرب منه ، لحد مسافر و من بعدها مبقتش بشوفه خلاص ، مش عارفه انا كنت أم مهملة مع نديم ولا لاء عشان اخترت انى اسيبه كده يشوف حياته بنفسه و مكنتش برضى أجبره علي حاجه عكس والده اللى كله تحكمات و كان على طول شايف اني بدلعه و هبوظه...
اردفت بعدما أمسكت يد جومانا :
_ لكني كنت واثقه انه هيعمل الصح و هيختار الأحسن لحياته ، لحد م رجع اخيرا و من ساعه م رجع و انا مش شايفه غير ابتسامة على وش ابني على رغم من خناقته مع والده...انتى يا جومانا سبب ابتسامته دي و لو تسمحيلي اكون أم أنانيه بس انا مش عايزة غير انى اشوف إبني مبسوط و ابني مبسوط معاكي انتى  ، نظرته ليكي و كلامه عليكي و دفاعه عنك ، حبه الظاهر ليكي ده انا عايزاه على طول...انا عايزاكي مع نديم على طول يا جومانا.
ابتسمت جومانا بخجل و لم تعرف بماذا تجيب لتتفهم داليدا خجلها و تقول :
_ انا عارفة انك مكسوفه بس انا لازم اقولها يا جومانا..انا عايزاكي تتجوزي نديم ابني.
نظرت لها جومانا بتفاجئ فهي لم تتوقع نهائياً ان تطلب يدها لنديم نعم هناك نيه بالزواج لكن ليس الآن ، اعترض جومانا قائلة :
_ و انا مستنيه اليوم اللى اتجوز فيه نديم بس انتى متعرفنيش و متعرفيش عني حاجه عشان تطلبي مني اتجوز ابنك!
ابتسمت داليدا و قالت :
_ يكفي ان نديم عارف كل حاجه عنك و متقبلك.
نفت جومانا و قالت بخوف :
_ حتى لو قولتلك انى مُطلقه؟
صُدمت داليدا بشدة فهي لم تتوقع ذلك نهائياً ، حتى انها عجزت عن الرد ، لتلاحظ جومانا صدمتها الواضحة للأعمى ، لتقول لها :
_ ممكن تسمعي حكايتي ، انا عايزاكي تعرفي مين جومانا دويدار..ممكن؟
لم تجد داليدا شيئاً لتقوله لتومئ برأسها ، لتقص جومانا كل شيئاً عليها منذ يوم مولدها حتى اللحظة التى تتحدث بها و قد خانتها جومانا مشاعرها و انجرفت مع سيل ذكرياتها التى تقصها على داليدا ، لتنهي جومانا حديثها قائلة بنبرة متحشرجه :
_ هااا؟ لسه بردوا عايزة تجوزيني ابنك ، حتى بعد م عرفتي مين امي و مين ابويا و ماتوا ازاى و انا عيشت ازاى من بعدهم و عمي و ابنه عملوا فيا ايه؟
#حور_ساري
#ألواح_القدر_الجزء_التاني
#ألواح_القدر
#روايات #اكشن #تشويق #مغامرة #خيانه #أنتقام #جومانة_الصفتي #رومانسيه #وعد #غموض #فراق #حورساري

ألواح القدر (الجزء الأول و الثاني) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن