#البارت_السابع_عشر_الجزء_التاني

508 32 20
                                    

#البارت_السابع_عشر_الجزء_التاني
#ألواح_القدر_الجزء_التاني
#ألواح_القدر
#حور_ساري
كانت تقف في منتصف الساحه المخصصة للرقص و بدأت بالتمايل و الرقص على أنغام الاغنيه التى صدحت بصوت عالٍ و بدأت بالغناء معاها و هي توجه الكلمات إلى مريم و الياس ثم اقتربت منهم حتى يشاركون معها بالرقص و بدون مبالغه وجود جومانا صنع فارقا كبيراً حيث أنها طلبت من المسؤولين عن تنظيم اغاني الزفاف إيقاف تشغيل تلك الموسيقى الكلاسيكية الكئيبة و جعلتهم يشغلون اغنيه مرحه تليق بزفاف اعز صديقيها.
تعجب الجميع من جومانا و طريقتها المرحه مع اصدقائها و رقصها معهم ، جومانا الفتاه التى يعاملها الجميع كرجل تلك المرأة الصارمة تقف بكل بساطة تتمايل و تغني و تشعل الزفاف بتلك الطريقه! كان نديم ينظر لها بصدمه من آمرها و مما تفعله في حين ان والده قال بسخط :
_ ايه المنظر ده مش مكسوفه من نفسها و هي عمالة ترقص كده قدام اللواءات و الظُابط و زمايلها و المتدربين بتوعها!
نظر له نديم بغضب و وقف تاركا إياهم و ذهب إلى أحدى الزوايا و هو ينظر إلى جومانا بغيظ في حين قال نادر لوالده :
_ في ايه يا بابا مش كل شوية تضايق نديم بكلامك ده و بعدين هي مش بني آدمه يعني من حقها تتبسط و تفرح بأصحابها!
نظر له محمود قائلاً :
_ انت تسكت خالص لو اخوك سمعك هعيش الدور و هيتمسك بيها اكتر.
نظر له نادر و هو يبتسم بسخرية :
_ لسه بردوا يا بابا مش قادر تفهم نديم او تقتنع انه مستحمل تحكاماتك عليه و حركاتك دي عشان هو بيحبك و مش عايز يزعلك إنما نديم يقدر يعمل اي حاجه هو عايزاها  ، متستهونش بيه عشان هو مش هيستحمل الطريقة دي كتير.
وافقته داليدا قائلة :
_ نادر عنده حق بطل الحركات دي و متقفش ليه على الواحدة.
نظر لهم محمود بغيظ و هو يقول :
_ خلاص بقيت انا اللى وحش دلوقتي! تمام..ماشي بكرة هتعرفوا ان كل كلمه انا بقولها صح و ان البنت دي مش زي م انتوا شايفنها كده.
اومئت له داليدا راسها و هي تقول :
_ ايوا بكرة كلنا هنعرف و نشوف ملكش دعوة انت بيها بس.
عند جومانا كانت ترقص بحماس مع مريم و هي تغنى لها قائلة :
آه لاقيت الطبطبه
و أقوى لو ما انتش بعيد
ضحكتك فيها كهربا... ببقى زي واحد جديد
كانت تضحك و ترقص وسط اصدقائها و شاركهم الكثير من المتواجدين ، لتتعلق أعين جومانا بنديم عندنا شاهدته يراقبها من بعيد ، لتقرر جومانا ان تلاعبه قليلاً و بدأت بالغناء مع الاغنيه و هي تنظر له و توجه الكلمات اليه :
حبيبي خدها و مني ليك
مشتريك آه مشتريك
فوق متتصور كمان
الوحيد ولا ليك شريك.. و لو انا هوصفك اوصف اييه؟
عقد فُل ابيض و فيه
قلبي بيدلدق حنان.. ملكي بقى و انا ادري بيه!

قالت تلك الكلمات ثم ابتسمت له ببعض من الغرور و التفتت من جديد إلى صديقيها ترقص معهم قليلاً ، اقتربت منها مريم و قالت بجانب اذنها بصوت عالٍ :
_ كنتي فين؟
قالت لها جومانا بصوت عالٍ هي الأخرى :
_كنت بظبط شوية حاجات في القاعه
اومئت لها مريم و قالت :
_ نديم كان هيتجنن عليكي و كان عمال يدور عليكي بعينه و دلوقتي واقف عمال يبص عليكي اهو .
نظرت له جومانا نظرة خاطفه وجدته بالفعل مزال ينظر لها ، لتقول جومانا إلى مريم :
_ انتى في ايه ولا في ايه ركزي في فرحك و جوزك و ملكيش دعوة بالباقي انتى.
ضيقت مريم حاجبيها ثم قالت لها :
_ عارفه يا جومانا لو جيت ارقص انا و إلياس slow و ملقتكيش انتى و نديم بترقصوا جنبي والله هزعل منك.
ابتسمت لها جومانا ثم جذبت إلياس و قالت له :
_ شوف مراتك و خليها متركزش معايا ده فرحكوا انتوا افرحوا و انسوني شوية.
أشار الياس الي عينيه قائلا :
_ من العين دي قبل العين دي.
لتبتسم لهم جومانا في سعادة و توقفت عن الرقص معاهم تاركه ساحه الرقص و اقتربت من إحدى الطاولات و اخذت وشاحها حتى ترتديه لاكنها تفاجئت بنديم خلفها يمسك بيديها بقوة و يقول بغيظ منها :
_ لا بس حلو الشو اللى انتى عملتيه ده ،عرفتي توقفي الفرح على رجل زي مبيقولوا.
سحبت جومانا يديها من بين يديه ثم قالت بإبتسامه له حتى لا تلفت الانظار إليهم :
_ عايز ايه يا نديم؟
نظر لها نديم من أعلى إلى أسفل كانت جميله و قد كان اشتاق إلى مظهرها الانثوي هذا ، أراد أن يصيح بها و ان يفجر غضبه بها لكن تبخر غضبه و وجد نفسه يبتسم مجبراً و هو يقول :
_ انتى حلوة اوي
تعجبت جومانا من حديثه، ليردف نديم بضيق من شعوره بإبتعادها عنه :
_ هو احنا متخانقين؟ هو اختلاف وجهات نظر بس صح؟
لم تفهم جومانا ما الذي يريده لكنها اومئت برأسها بالايجاب ، ليبتسم نديم قائلاً :
_ كويس جدا.
لتتفاجئ به جومانا يجذبها خلفه نحو الطاولة التي يجلس عليها عائلته و يقدمها لهم قائلاً :
_ عارف انكوا عارفين جومانا و شوفتوها في المستشفى بس انا حابب اعرفكوا عليها تاني.
ابتسمت لهم جومانا بإحراج و صافحة اخويه و والده و اقتربت من والدته و هي تعانقها لتستمع إلى داليدا تقول :
_ بسم الله ماشاء الله يا حبيبتي زي القمر.
ابتسمت لها جومانا بخجل و قالت :
_ العفو ده حضرتك اللى شكلك جميل اووي.
اقترب نديم منه و قال إلى والدته :
_ ايه رأيك يا ست الكل؟ مفيش احلى من كده بقى اظن .
فتحت جومانا اعينيها على وسعيهما ، لتستمع الى داليدا تقول :
_ طبعاً مفيش احلى من كده ، ربنا يخليكوا لبعض يا حبايبي.
_ ايوااا اهو انا عايز من الدعوة دي كتير بقى.
ضحكت داليدا له ، ليقول محمود :
_ ازيك يا سيادة الرائد.
ابتسمت جومانا له و قالت :
_ لا هنا مفيش سيادة الرائد انا دلوقتي جومانا اخت العروسة و بس.
ابتسم لها محمود قائلاً بإستفزاز :
_ عندك حق مهو مفيش ظابط بردوا يقف قدام المتدربين بتوعه و اللواءات كده و يرقص..
ابتسمت له جومانا بضيق من حديثه و قالت :
_ اه طبعاً.
اردفت و هي تنظر إلى الجميع :
_بعد اذنكوا عشان مريم بتشاور ليا شكلها محتاجاني في حاجه.
ثم نظرت إلى نديم و قالت بحده و بنبرة خافضة حتى لا يسمعهم أحد :
_ ورايا...
لتتركهم و تخرج خارجه الصالة المقام بها الزفاف كلياً و لحق بها نديم ، لينظر محمود إلى آثرهم بسخط و هو يقول :
_ شوفتوا عشان تصدقوني اهي بكلمه خليته يسبنا و يمشي يجري وراها ، أُمال بعدين هتعمل ايه!
داليدا بتعب من زوجها :
_ محمود ابنك و حر هو خلاص مبقاش عيل صغير.
_ ايوا خليه بقى يمشي وراها لحد م يبقى دلدول الهانم.
خرج نديم خلف جومانا ليجدها تقف و هي تدخن إحدى سجائرها بشراهه و تهز قدمها في غضب ، ليقول لها :
_ الجميل ماله؟
نظرت له جومانا قائلة بحدة :
_ والله!
_ مالك بس؟
انفجرت به جومانا في غضب قائلة :
_ في أنك مُصر تضغط عليا و مش راصي تسبني اخد اختياراتي بنفسي و دايماً بتفاجئني ، المرة اللى فاتت اتهورت و قولت انك ناوي تتجوزني لوالدك و دلوقتي رايح تاخدني ليهم ولا كأني خطيبتك ، انت ليه بتعمل كده!
ابتسم نديم لها و قال بهدوء :
_ عشان بحبك
هدئت جومانا قليلاً ليعلم نديم انه نجح في امتصاص غضبها ، ليكمل قائلاً :
_ و عشان كمان عارف انك بتحبيني ، عارف بردوا انك محتاجه تاخدي وقتك يا جومانا و محتاجه تقفي على أرض صلبه زي م بتقولي بس ليه مش بتفكري فيا و مش بتفكري اني محتاجك؟ خدي وقتك ده و انا معاكي و محصلش حاجه لما عرفتي اهلي يعني!
اقترب نديم منها و وضع يده على وجنتها بلطف و هو يقول :
_ انا محتاجك جنبي و محتاجك معايا سبينا نعيش يا جومانا من غير اي ضغوطات تانيه.
اخذ السيجارة من يديها و نفث منها قائلاً :
_ و بعدين انتى بقيتي بخيلة ليه م تعزمي عليا بسجارة.
نظرت له بتعجب و أردفت بضيق :
_ نديم انت مش شايف طريقة والدك معايا! انا عايزاك ترو...
قاطعها نديم بخبث قائلاً:
_ انتى عايزانى!
تعجبت جومانا ثم تغاضت عن حديثه مكملة :
_ نديم ركز معايا ، لازم تتكلم مع والدك عشان هو مش متقبلني ثم انت الوحيد اللي..
قاطعها نديم مجدداً و هو ينفث السيجارة و يلقيها بعيداً :
_ انا الوحيد؟
نظرت له بغضب و كادت ان ترحل و تتركه ليسرع نديم بإيقافها و هو يقول :
_ خلاص خلاص مش هقاطعك بس ممكن تسمعيني؟
نظرت له جومانا و هي تصغي اليه  ، ليردف :
_ ممكن تنسى اي حاجه و متشليش هم اي حاجه؟ خلينا نفرح النهاردة بس و نتبسط؟ و بنسبه لوالدي و أهلي و كل حاجه شغلاكي انسيها و انا هظبط كل اللى انتى عايزاه.
اكمل بقليل من الضيق و الغيرة :
_ و بنسبه لموضوع غداكي مع حازم ده هتغاضى عنه دلوقتي و نبقى نتكلم فيه بعدين.
نظرت له جومانا بضيق و كادت ان تصيح به في حده لكن اوقفها نديم و هو يضع يده على فمها :
_ تؤ تؤ تؤ قولنا ايه؟ ننسى كل حاجه دلوقتي و ننبسط هاا؟
ابعدت جومانا يد نديم عنها و قالت له بتحذير :
_ ماشي بس اعمل حسابك لينا قاعدة يا نديم.
ابتسم لها نديم بحب و قبل وجنتيها بسرعه و هو يسحبها خلفه قائلاً :
_ طيب يلا بقى عشان لو وقفنا هنا اكتر من كده هاخدك و اسيب الفرح خالص.
ابتسمت جومانا و قالت :
_ متقدرش اصلا
وقف نديم بجدية و قال :
_ تحبي تشوفي؟
ضحكت جومانا و قالت :
_ اشوف ايه يا مجنون انت ، عايزانى اولا اسيب مريم و إلياس في يوم زي ده و بعدين اهلك هتقول ليهم ايه !
نظر لها نديم بتعجب و قال :
_ ليه كل حاجه بتدخلي فيها اهلي ، ليه عاملة ليهم حساب اوي كده؟
وقفت جومانا عن السير و نظرت له قائلة :
_ عشان هيبقوا في يوم من الايام اهلي انا كمان.... و عشان هما اهلك اللى انت حته منهم مقدرش محطهمش في حساباتي!
ابتسم نديم لها ابتسامه واسعه و امسك كفي يديها مُقبلاً أيهما و قال بحب :
_ ربنا يخليكي ليا.
ابتسمت جومانا و سارت بجانبه حتى وصلوا إلى قاعه الزفاف و قد رأت جومانا مريم و الياس و هم يرقصون سوياً ، رأت الحب بينهم و السعادة التي يشعرون بها ، شعرت بالسعادة لهم و تمنت للمرة الأولى ان ترتدي فستان الزفاف الأبيض كباقي الفتيات و ان تقف بجانب زوجها كـ الأميرة ، لكنها نظرت إلى يد نديم التي تحتضن يدها و ابتسمت  ، ثم قالت له :
_ لك ان تتخيل ان دول مريم و إلياس؟ العيلين الصغيرين اللى كانوا بيتخانقوا كل شوية مع بعض؟
نظر نديم لها قائلاً :
_ لكي ان تتخيلي ان مريم و الياس اتجوزوا قبلنا احنا؟
خجلت جومانا قليلا لكنها بغاتته بسؤال قائلة :
_ هو انت بجد عايز تتجوزني يا نديم؟
نديم بسخرية :
_ لا بلعب بيكي شوية عشان أنا حتة عيل صغير
اردف وهو يجذبها إلى ساحه الرقص بجانب مريم و إلياس :
_ بقولك ايه بطلي أسئلة غبيه و يلا نرقص.
بالكاد خطى نديم خطويتن للأمام ليقطع طريقه حازم الذي نظر إلى جومانا قائلاً :
_ جومانا مش يلا بينا؟
نظر له نديم بحده و قال :
_ افندم يلا بيكوا فين مش فاهم!
أسرعت جومانا بالقول :
_ تمام يا حازم ظبط انت الدنيا و انا جاية وراك.
ابتسم لها حازم و قال :
_ تمام مستنيكي.
ليرحل حازم و يقف نديم منتظراً جومانا حتى تفسر له ما يحدث ، لتقول :
_ بص اولاً متبصش ليا بالطريقه دي و ثانياً حازم عايزاني لان احنا عمالين زي فقرة و مجمعين فيها كل صُحبنا من الكليه و هنشغل اغاني و نهيص ل الياس و مريم ف غضبك و عصبيتك اللى باينه عليك دي ملهاش اي داعي صدقني..
نظر لها نديم بغيظ و قال :
_ تمام يا جومانا اكيد مش همنعك انك تفرحي مع اصحابك بس حازم ده انا مبحبهوش تمام ، اتفضلي روحي خلصي اللى وراكي..
ابتسمت له جومانا و قالت له :
_ حبيبي انت والله.
لتتركه سريعاً و تذهب إلى حازم الواقف منتظر ايها و تفاجئت به يقول :
_ ايه الجمال ده كله؟ برنسيس ولا ملكة جمال؟
ابتسمت له جومانا بإقتضاب و قالت :
_ الكل جاهز؟
شعر حازم بالحرج من تجاهل جومانا له ليقول لها :
_ اه كلنا جاهزين يلا
اخذت جومانا مكبر-صوت من المسؤلين عن الزفاف ثم وقفت في منتصف ساحه الرقص و نظر إلى مريم و الياس بسعادة قائلة :
_ مريم و إلياس مش مصدقه انكوا أخيراً بتتجوزوا بس انا حابة اعتذر ليكوا لاني كدبت عليكوا..
تعجب الجميع من حديث جومانا حتى مريم و إلياس و الذي صاح بمرح :
_ انتى جاية تسيحي لنفسك في فرحي ولا ايه؟
ضحكت جومانا ثم اكلمت :
_ من تسع تمن سنين كده كنا في المدرسه العسكرية و ساعتها انا كنت عارفه ان مريم بتحب إلياس و الياس بيحب مريم بعد اعتراف شخصي منهم ليا و انا من ساعتها لحد قبل تخرجنا و انا مخبية علي إلياس كل ده انى متأكده من مشاعر مريم ليه و كل و يسألني اقوله معرفش و مش متأكده و استنى متعبرش ليها عن مشاعرك خلاص هانت و هنتخرج  ، و انتي يا مريم نفس الكلام كنتي تفضلي تعيطي و تقولي أن إلياس مش بيحبك و كل ده وهم في دماغك و انا اقولك لا مش يمكن بيحبك و مستنى الوقت المناسب؟
صمتت جومانا قليلاً و هي ترى علامات الصدمة عليهم ، لتكمل بمرح :
_ بس تنكروا اني عملت كده عشان خايفه عليكوا؟
وقف إلياس و اقترب منها سريعاً قائلاً بصدمه :
_ و انا اللى كنت فاكرك اختى و انكي مستحملاني طلعتي كل ده مستغفلاني؟
ضحكت جومانا و قالت بمكبر الصوت :
_ طب والله بحبكوا و كان عشان مصلحتكوا و خايفه عليكوا.
اقتربت مريم منها و احتضنتها قائلة :
_ انا مسمحاكي عشان اصلا من غيرك مكناش اتجوزنا
ابتسمت جومانا و نظرت الي الياس قائلة:
_شايف الناس شايف الذوق؟
احتضنها إلياس هو الاخر و قال :
_ انا متأكد انك عملتي كده عشان مصلحتنا ف مش زعلان
ضحكت جومانا في سعادة و قالت في مبكر الصوت بمرح :
_ بحيث كده فين الاغاني يا شباب؟
سرعان و علت الاغاني و ظهر جميع أصدقائهم و بدأو جميعا بالرقص معهم على أنغام الاغنيه التي كانت مزيج من الكلمات العربيه و الانجليزيه سوياً.
كان نديم ينظر لها بغيظ و هي ترقص بجانب جميع هولاء الراجل حتى ان كانوا أصدقائها فهو لا يتقبل هذا و بذات الوقت لا يستطيع منعها بالفرح بصديقيها ، ليقرر ان يذهب إليها و فور أقترابه من دائرة الرقص هذه توقف معظم الواقفيين عن الرقص بتفاجئ من وجود نديم بجانبهم ، لكن كانت جومانا ترقص و لم ترى نديم الواقف خلفها يشاهدها لتشير لها مريم بعينها على نديم ، لتلتفت جومانا و تراه خلفها.
امسك نديم بذراعها و كاد ان يبعدها عن هذا التجمع لكن تفاجئ بها تجذبه إليها و تقول بإذنه :
_ أرقص معايا على الاغنيه دي
ثم نظرت له برجاء و ظلت ترقص بسعادة ليبتسم نديم على حركاتها و رقص معها على تلك الاغنيه ، حتى أن الجميع توقف عن الرقص و وقف حتى يشاهدهم و هم يرقصون سوياً  ، فمن المعروف عن جومانا الجدية و ان كانت ترقص بهذا الزفاف فكان من أجل صديقيها لكن ان ترقص مع نديم! ذلك الذي كانت تتشاجر معه منذ أن عاد من سفره! تجمعت حولهم الانظار ، و كان من بينهم أدهم الذي ينظر لهم بسعادة شديدة لاحظها رجل يبدو بمنتصف الخمسينات ليقول له :
_ مالك يا عم أدهم مبسوط اوي كده ليه؟
ابتسم أدهم و قال :
_ شايف يا سيادة اللواء البنت ام فستان احمر دي و الشاب اللى بيرقص معاها؟
اومئ له اللواء ليقول أدهم له :
_ اهو دول ظباط و مش ظباط بس دول من أكفئ ظباطي و اللى دربتهم بنفسي و دول عاشوا قصه حب ولا في الأفلام و المفروض انهم دلوقتي بيكابروا و بيقولوا مش هنبقى لبعض ،  بس اهو بمجرد متحطهم في مكان واحد بيقلبوا الدنيا.
ضحك اللواء و قال :
_  عمايل الحب يا سيدي.
ضحك أدهم هو الاخر و ظل يشاهد نديم و جومانا في سعادة ، اما في الجهه الآخرى كان محمود جالس بغضب و هو يقول :
_ شايفين اخوكم؟ شايفين اللى هي بتعمله فيه؟ بتبوظ مكانته من اولها..نديم محمود الجبالي  ابني يقف يرقص بالمنظر ده كده! هي حصلت!
نظر إلى نادر و ياسين ولديه و قال لهم بآمر :
_ قوموا الحقوا اخوكم و هاتوا هنا حالاً قبل م بيوظ منظرنا اكتر من كده و أنهوا المهزلة دي حالاً.
وقف ياسين قائلاً :
_ انا اسف يا بابا مش هقدر أتدخل في حاجه زي دي جومانا مهما كانت القائد بتاعي و نديم اخويا الكبير بعد اذنكوا هروح لأصحابي.
لينسحب ياسين سريعاً ، لينظر محمود إلى نادر و كاد ان يصيح به لكن وقف نادر مقاطعاً والده :
_ بابا انا مش هقدر اجبر نديم على حاجه و زي م ماما قالت هو مش عيل صغير ، و هو و جومانا مش بيعملوا حاجه غريبه بص حواليك هتلاقي ناس كتير بترقص زيهم.
محمود بغضب :
_ كتير بيرقصوا بس مش زيهم انت مش شايف ان الكل واقف يتفرج عليهم؟
قال نادر بقلة حيلة :
_ متهيألك يا بابا و بعد ازنك سيب نديم في حاله ، انا هروح اكلم عاليا ، بعد ازنكوا.
نظرت له داليدا بتشفي و لم تقول شيئاً ، لكن قال لها محمود :
_ مالك بتبصيلي كده ليه؟
داليدا بهدوء :
_ انت مش بس بتكره نديم فيك لا انت كمان بتخنق بقية عيالك ، نفسي اعرف البنت عملت ليك ايه عشان تكرهها بالشكل ده! ليه معملتش كده مع نادر اشمعنى نديم واقف ليه على الواحده؟
_ نادر خطب بنت ناس محترمين نعرفهم و يعرفونا اما نديم انا عمري م كنت كده معاه الا لما فسخ اول خطوبة ليه عشان من ساعتها و كل قراراته غلط في غلط و مبقاش ابني بتاع زمان!
_ محمود اكسب ابنك في صفك لانه لو صمم على البنت دي هيتجوزها غصب عن أي حد.
محمود بغضب :
_ يعني ايه؟
داليدا ببرود :
_ يعني انا موافقه على البنت و حباها و ابنك شكله بيعشقها و رفضك ملوش معني الصراحه عموما احنا لسه بردوا منعرفهاش لا هي ولا أهلها نبقى نتعرف عليهم و نشوفهم و بعدها نبقى نشوف رفضك ده سببه ايه.
نظر لها محمود بغضب و لم يستطيع أن يجلس و يشاهدهم هكذا ليقف و يبحث بعينه عن والد مريم ثم اقترب منه و هو يبتسم و يقول :
_ شوفت يا راجل العيال كبرونا
ضحك عبد الرحمن قائلاً :
_ عندك حق والله يا محمود ده حتى نادر و نديم و ياسين اهم بقوا عرسان بسم الله ماشاء.
ضحك محمود و قال :
_ مهو عشان كده انا جيتلك.
تعجب عبد الرحمن و قال بمرح :
_ عايز تناسبني ولا ايه؟ مكنش عندي غير مريم و ادينا في فرحها اهو جيت متأخر.
ضحك محمود ثانية ثم قال :
_ لا مش عشان مريم بصراحه كده انا جاي أسألك عن جومانا صحبتها انا شايف انهم صحاب من زمان و اكيد انت تعرفها.
نظر له عبد الرحمن بقليل من الحيرة ثم قال :
_ بص يا محمود احنا بحكم الشغل صحاب من زمان و عشان مكنش بكذب عليك انا مش بحب جومانا و مكنتش احب انها تبقى صاحبة مريم بنتي بالشكل ده.
لمعت أعين محمود ليسأله بهلفه :
_ ليه هي عملت ايه؟
نفي محمود برأسه و هو يقول :
_ معملتش حاجه بالعكس هي كويسه جدا و دايماً كانت بتساعد مريم او إلياس و حتى في مهمه طلعوها سوا و كانت هتفديهم بحياتها و حرفياً كانت هتموت علشانهم و انا عمري م هنسى ليها الجميل ده.
تعجب محمود و قال :
_ طب مش بتحبها ليه؟
_ عشان بحسها غامضه و حواليها هالة من الغموض ، معرفش ليها كبير أو حد.
تعجب محمود اكثر و قال :
_ ليه أُمال أهلها فين؟
ضحك عبد الرحمن و هو يقول :
_ اهل ايه يا محمود صباح الفل جومانا أهلها ماتوا من و هي عندها 16 سنه و من ساعتها عايشه لوحدها ، مش بقولك حوليها هالة من الغموض حتى موت أهلها كان غريب و جه فجاءه و كلهم توفوا و من بعدها بقت تروح مهمات و عمليات خطيرة تستغرب ازاى واخدين عيلة في سنها فيها ، بس طول م هي مش بتأذي بنتي ف سيبها معاها عادي.
كان محمود يشعر بالصدمه من قول عبد الرحمن و الذي اعتذر إليه قائلاً :
_ معلش يا محمود في ناس بتنده ليا بعد ازنك.
ابتسم له محمود بتكلف و تركه و عاد إلى طاولته يعيد حديثه مرة بعد مرة و هناك الكثير من الأسئلة يفكر بها و يريد طرحها لكنه أراد الانتظار حتى يعلم ما الذي سيفعله نديم و ما الذي سيقوله له.
عند جومانا و نديم كانت انتهت الاغنيه الصاخبة و تم استبدالها بأغنيه كلاسيكيه رومانسيه ليرقص بها نديم مع جومانا التى لا تكف عن الابتسام حتى تعجب نديم منها و سأل :
_ يا ترى الابتسامة اللى على وشك دي ليه؟
اتسعت ابتسامتها و قالت بحب متناسيه كل شيء :
_ انت وحشتني و مبسوطة اني جنبك و برقص معاك.
و كأن نديم تخدر من تلك الكلمات البسيطه التى نطقت بها ظل ينظر لها بحب و بإبتسامه ثم قربها اليه اكثر و همس بإذنيها :
_ طول السنين اللى فاتت بتمني اشوفك أو المح طيفك بس..و دلوقتي انتى في حضني..
نظر في عينيها ثم قال :
_ بحاول انسى الفترة اللى فاتت و العذاب اللى عيشته بس مش قادر ، بس عارفه السنين دي علمتني ايه؟
نظرت له جومانا و رمشت بعينها ببطئ بمعنى ان يقول ماذا ، ليردف نديم بإبتسامه :
_ علمتني مفرطش فيكي بسهولة و ان ثانيه في حضنك تساوى الدنيا كلها..
أسندت جومانا رأسها على كتف نديم و هي ترقص معه بحب و قالت :
_ انا بحبك و بوعدك اننا هنبقى مع بعض في أسرع وقت بس ارجوك اصبر حبة صغيرين خالص و استناني..
تنهد نديم و قال :
_ انا مستنى و صابر يا جومانا.
ابتسم نديم عندما تذكر شيئاً ثم رفع رأس جومانا و جعلها تنظر له و قال :
_أتذكرين بباريس تسكعنا؟
تمشين أنتي و يمشي خلفك الشجر..
كلُّ التماثيل في باريس تعرفنا و باقة الورد و الاكشاك و المطرُ.
نظرت له بإبتسامة سعيدة ليردف نديم بحب :
_ جومانا دويدار ڤينوس القرن الواحد و العشرين لقد وقعت في عشقك..
لم تستطع جومانا مجاراة كل ذلك الحب و تلك المشاعر التى اندفعت تباعاً و لم تجد شيء سوى أن تدفن رأسها بكتفه و هي تمتم بخفوت :
_ اقولك ايه اكتر من اني بحبك؟
نديم بإبتسامة :
_ متقوليش كفايه انك بين ايديا دلوقتي.
كان على بعد أمتار منهم مريم و إلياس ، لتقول مريم و هي تنظر إلى جومانا و نديم بسعادة :
_ شايف يا إلياس ، مش مصدقه ان جومانا و نديم رجعوا لبعض بجد فرحانه جدا ، يارب يكملوا مع بعض دايما.
نظر لها إلياس بإنكار و هو يقول :
_ جومانا ايه و نديم ايه الليلة دي بتاعتنا ، بتاعتي انا و انتى بس و كل اللى تفكري فيه هو انا و بس.
ابتسمت مريم بخجل و اخفضت رأسها لأسفل ليرفعها إلياس مجدداً في مستوى رأسه و قال :
_ تصدقي جومانا كان عندها حق في انها تخبي علينا انك بتحبيني و انا بحبك و خليتنا احنا نكتشف ده بنفسنا..انا يمكن اول مرة اقولك الكلام ده بس انا بحبك يا مريم و كنت خايف عليكي مني كنت خايف مبقاش قد كلامي معاكي او مكنش قد وعدي ليكي ف عشان كده كتمت حبك في قلبي و كنت بتعذب لحد م قدرت اكون نفسي و اعترفلك اخيرا بحبي.
ابتسمت له مريم بخجل و كانت تحاول أن تنظر بكل الاتجاهات الا عينيه لكن ثبت الياس رأسها و نظر لها و هو يقول :
_ كنت مستنى اول م اتعين عشان اقولك انى بحبك و قد كان يا مريم و احنا دلوقتي في فرحنا و بقولهالك و مش هبطل اقولها ، انا بحبك و مش هبطل احبك و مش هقدر اعيش منغيرك.
ابتسمت له مريم و قد كان يكسو وجهها الكثير من الحمرة أثر خجلها ثم قالت :
_ و انا بحبك.. انا بحبك يا إلياس
ابتسم لها إلياس في سعادة و حملها و دار بها عدة مرات ، جعلوا الجميع يصفق لهم.

ألواح القدر (الجزء الأول و الثاني) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن