#البارت_الرابع_عشر_الجزء_الثاني

538 34 21
                                    

اهلا بقرأئي الأعزاء
•أولاً بقدم ليكم اعتذار خاص على التأخير الأوفر اللى حصل ، اول مرة اتأخر كده و حتى مقولتش قبلها اني هتأخر في تنزيل البارت بس انا حقيقي كنت بمر بفترة صعبه و يمكن الفترة دي لسه في بدايتها كمان ف عايشه في ضغط اوفر اووي ادي إلى اني مش عارفه اكتب ولا حرف في البارت مع اني عارفه الأحداث كلها و تقريبا بعيدها في دماغي كل شويه الا ان عقلي كان عاجز انى يكتب و لو كلمه واحده على بعض و كل م بكتب حاجه بحس انها وحشه و امسحها و اكتب تاني من الاول و حقيقي كانت فترة صعبه اووي أتمنى اعدي منها على خير و انها متتكررش..
• بشكر كل الناس اللى سألت عني و كنت متوقعه ان هيجي تعليقات ليا على تأخير البارت و ده حصل في أول كام يوم لاكن بعد كده لاقيت ان اسألتكم اتحولت و بقت عليا انا و قلقانين عليا و حقيقي تعليقاتكم الحاجه الوحيده اللى كانت بتديني بوسيتڤ_آنرجي  اني اكمل كتابه البارت و اعصر دماغي عشان اكتب و حقيقي ممتنه ليكم جداً
• و أخيراً اسيبكم مع البارت و بتمني يكون حلو فعلا و مش اي هبل انا كتاباه و خلاص لأني و لأول مرة في حياتي اكون حاسه انى كاتبه حاجه مش مظبوطه 100% بس ده اقصى م عندي في الفترة الحاليه و مقدرتش اتأخر عنكوا اكتر من كده  ، عندي طلب صغير بس ياريت تدعولي انى اتوفق في دراستي و اعدي السنه دي على خير أنشأ الله
مقدمه طويلة اوي صح؟ يلا بقى اقرأو البارت
###############################################
#البارت_الرابع_عشر_الجزء_التاني
#ألواح_القدر_الجزء_التاني
#ألواح_القدر
#حور_ساري
_انتى وحشتيني اووي و لسه مش مصدق انك قدام عينيا و قاعدة قدامي ، خلينا نكمل و ننسى يا جومانا ، انا مسامحك
غامرت جومانا العديد من المشاعر المختلطه لتفكر بأمرها جيداً و تبعد يد نديم عنها قائلة :
_ انا محتاجه شويه وقت يا نديم
وقف نديم و نظر لها بإستنكار قائلاً :
_ شويه وقت!
صمت قليلاً يحاول استيعاب حديثها ثم قال:
_ فات اكتر من تمن سنين و لسه محتاجه وقت! عايزة اكتر من كده ايه
ضحك بسخرية و قال:
_ تصدقي ضحكتيني
هَم ان يغادر لتقف جومانا أمامه تمنعه من المغادرة قائلة :
_ انا مش قصدي اللى انت فهمته يا نديم انـ..
قاطعها بحدة:
_ تقصدي بقى ولا متقصديش مش هاممني و انا مبقتش مضطر اقعد و اسمع قصدك ايه في حين انك عمرك م ادتيني فرصه افهمك اي حاجه ، بتسمعيني اه بتفهميني لاء
أمسكت جومانا يده بعدما تداركت غبائها :
_ لا هتسمعني يا نديم
نظر لها نديم بضيق ونفض يده من يدها بتقزز ثم ابعدها من أمامه و قال قبيل مغادرته :
_ بطلي انانيه بقى.. انا مش عايز اسمعك يا جومانا و اي كلمه انا قولتها من شوية بسحبها عشان كنت فاكرك تستاهلي انى انسى كل اللى فات و اعديه عادي ، من دلوقتي اعتبري اي حاجه كانت مابينا فعل ماضي و شوفي حياتك يا بنت الناس بعيد عني و وقتك اللى انتي محتاجه مش متوفر عندي ، بعد ازنك يا سياده الرائد
ليغادر و يتركها تلعن نفسها ، لقد أفسدت كل شيء ، كان قال لها انه يسامحها و بدلاً من انتهاز تلك الفرصه اضعتها بغبائها ، ظلت تندب حظها و تلعن نفسها نادمه عن ما تفوهت به ، حتى استمعت إلى رنين هاتفها و عندما رأت المتصل أجابت فوراً متخليه عن ضيقها و ندمها قائلة :
_ ألو ، في اخبار جديده؟
استمعت إلى قول من يهاتفها لتبتسم و تقول :
_ حلو اووي ، انا مش عارفة كنت هعمل ايه منغيرك!
اتاها رده لتجيب عليه قائلة :
_ تمام ماشي و انا هفضي وقتي و هحاول اجي اقابلك.
لتغلق جومانا المهاتفه و تجلس على مقعدها بتعب ، كل شيئ حولها يدفعها إلى الجنون ، لكنها ليست سوى البدايه و يجب أن تنهي ما بدأته.
اما عن نديم فكان اتجه إلى صالة التدريب و بدء يتدرب بقسوة و بشدة لاحظها كل من حوله ، كان يحاول ان يهلك نفسه من التعب لعل تعبه يلهيه عن التفكير بها و تذكُر كيف رفضته بسهولة ، متى سينتهي من غبائه ، أليس حان الوقت لكي يفيق من ثمالة عشقها؟ ألم يحين الوقت حتى يتحرر منها؟ زاد من قوة تدريبه و أصبح يتعامل بعنف حتى يتخلص من الغيظ و الكره بداخله ، لكن بلا جودى الغيظ بداخله يزداد اكثر فأكثر ، كم يريد الآن أن يذهب و يقطع لسانها الذي كل ما يتفوه به يُآلمه ، كم يريد أن ينفذ زخيرة سلاحه بأكملها في رأسها متخلصاً من عقلها الذي لا يفكر و لا يفعل الا ما يتسبب بقتله ،  قاطع تدريبه ريان الذى اقترب منه في حماس قائلاً :
_ لاء لاء مش ممكن اغيب كام يوم و ارجع الاقيك رجعت من السفر و قالب الدنيا كده
نظر له نديم بحده و قال :
_ انت تخرس خالص
تعجب ريان منه و قال :
_ ايه ده يا عم طب سبيني اقولك حمد الله على السلامة و ايه الغيبه دي حتى! مالك في ايه؟
ترك نديم الأوزان الحديدية الذي كان يحملها و وقف واقترب من ريان بغضب قائلاً له :
_ مستغلفني طول السنين اللي فاتت دي و بتضحك عليا؟ كل م أسألك فين جومانا تقولي معرفش! كل ده مستغلفني يا صاحبي؟ يا اللى كنت بعتبرك في مقام اخويا!
قال ريان مبررا :
_ انا مضحكتش عليك في موضوع جومانا نهائي و لسه عارف من كام سنه بس يا نديم و كنت ناوي اقولك
_ و مقولتش ليه ؟ ايه اللى منعك؟
_ انت ، انت اللى منعتني من اني اقولك انى لاقيتها ، آخر مرة نزلت فيها هنا من خمس سنين عشان تخطب اللى اسمها منى ولا نهى دي كنت انا قبل م انت تيجي بيومين بظبط عرفت مكان جومانا و ساعتها اتخانقت مع أدهم خناقه كبيرة عشان خبى عليك...على الرغم من انى اقتنعت من مبرراته بس فضلت مُصر على قراري انى هقولك انى لاقيتها و بالفعل لما انت جيت كنت لسه هقولك بس انت فاجئتني بخطوبتك
صمت نديم لوهلة و قال :
_ مش مبرر ، كان لازم تعرفني و بعدين انا سبتها
_ اعرفك ايه يا نديم! انت كنت أخيراً شوفت حياتك و هتتجوز اجي انا بقى اشتتك تاني و اقولك مكانها و اعمل شوشرة على الفاضي! انت كنت شوفت حياتك ساعتها
_ ايوا بس انا كنت قالب الدنيا عليها ف ازاى متعرفنيش
_ ده كان الأحسن وقتها ، لأنك لو كنت عرفت وقتها ان جومانا كانت موجوده في المكتب مستخبية منك و سمعت كل كلمه منك عن خطوبتك و انك هتكمل في حياتك عادي ، خصوصاً انها ساعتها كانت قررت انها هتظهر ليك كنت هبقى بظلمها
تفاجئ نديم و قال :
_ كانت موجوده في المكتب! و كنت هتظلمها ! هتظلمها ليه أنشأ الله؟
_ عشان ببساطه انت كنت هترجع ليها ، كنت هترجع بعد مقررت انك تكمل حياتك عادي و رافض تسمع عنها كلمه و ده مكنش عدل وقتها
صمت ريان قليلا عن حديثه ثم قال :
_ ممكن نقفل الموضوع ده دلوقتي؟ انا من ساعه م جيت و انا سماع عن خناقتك مع جومانا ، ف أيه الدنيا رجعتوا؟
نظر له نديم ثم عاد  إلى الأوزان الحديديه ليتدرب عليها تاركاً اياه واقف بتعجب ، ثم قال له بإقتضاب :
_ مفيش اي حاجه ممكن تجمعني انا و جومانا تاني خلاص
صدم ريان و قال :
_ ايه! لييه ؟
مع تزامن انتهاء ريان من جملته كانت دلفت جومانا إلى صالة التدريب ، لينظر لها نديم بغضب و يقول بسخرية :
_ اصل سيادتها لسه محتاجه وقت!
اقتربت جومانا منهم و نظرت إلى ريان قائلة :
_ حمد الله على سلامتك يا ريان ، عاش من شافك اي الغيبه الطويلة دي
ابتسم لها ريان و الاقى نظرة سريعه على نديم و شرد بهم لوهلة و قال لنفسه :
_ دول جومانا و نديم! الايام جريت بالسرعه دي عشان يتغيروا اووي كده!! جومانا و نديم بعد السنين دي كلها واقفين قدام بعض و عينهم رافضه تتقابل في نقطه واحده!
لينتبه ريان إلى جومانا التى قالت له :
_ ريان انت سامعني؟
_ اه اه معاكي يا جومانا الله يسلمك
ابتسمت له جومانا و ألقت نظرة سريعه على نديم الذي يبدو أنه لا يطيق وقوفها بجانبه ، لتقول له بنبرة جاهدت حتى تجعلها جدية :
_ سيادة المقدم ببلغك اننا فاضلنا ساعه و نتحرك ف ياريت تجهز
نظر لها نديم و سرعان م ترك الأوزان التى يحملها و هب واقفاً بجانبها ، لتتراجع جومانا خطوة الى الخلف بعفويه أثر تفاجئها بقترابه الشديد منها ، ليقول لها :
_ مكنش لازم تيجي تقوليلي بنفسك يا سيادة الرائد ، اصل اكيد وقتك ثمين اوي و محتاجه لكل دقيقه و مش فاضيه تيجي ليا بنفسك
رأته جومانا يبتسم لها بتشفي لتشعر بالغضب و تقول له :
_ العفو يا سيادة المقدم
ثم تركته و غادرت ، لينظر نديم إلى اثرها بسخط ثم نظر إلى ريان بجانبه و قال :
_ خبيتوا عليا تمن سنين مكانها و بعد اتلاقينا تاني بقت هي دي النتيجه.. مش طايقين بعض  ، حمد الله على السلامتك يا اخويا
ليتركه هو الاخر و يذهب حتى يستعد إلى مهمته ، بعد فترة قصيرة كانت جومانا تقف أمام متدربيها و تلقى عليهم بعض التعليمات ليقترب منهم نديم و هو يدخن سيجارته و يقول ببرود :
_ يلا بينا مش لازم وصلة التعليمات دي هما عارفين هما داخلين على ايه و ان الغلطة بموته.
لم تعلق جومانا على حديثه و أشارت إلى المتدربين بالتحرك و كادت ان تتحرك معهم لكنها وقفت امام نديم الذي ارتدى حزامه الجلدي و وضع سلاحه به و خطى بضع خطوات خلف المتدربين و هو يدخن ببرود ، و قالت بتعجب :
_ فين واقي الرصاص بتاعك؟
القى نديم السيجارة أرضا ثم دهسها بقدمه و نظر إلى جومانا ببرود و قال :
_ مبلبسش واقي رصاص
انزعجت جومانا من بروده و اوقفته عندما رأته يرحل :
_ استنى هنا ، هو ايه اللي مش بلبس واقي رصاص! هيحصل اشتباك و ممكن رصاصه طايشه تيجي فيك..انت ليه بارد كده
امسك نديم يديها بقوه مقرباً ايها منه و قال بغضب :
_ و انتى مالك انا لابس ايه ولا مش لابس ايه؟ خايفه عليا؟
نظرت جومانا له و كادت ان تجيبه بحده  ، لكنها اجابته بحنين قائلة :
_عندك شك اني مش خايفه عليك؟
سحبت يدها من قبضه يده و اردفت :
_ طبيعي اخاف على الشخص الوحيد اللى حبيته طول حياتي.
ابتسم نديم بسخرية و قال :
_ هه مبقتش باكل من الكلام ده خلاص شوفي غيره ، و سبق و قولتلك يا بنت الناس شوفي حياتك بعيد عني لاني معنديش الوقت اللى انتى محتاجاه
ليتركها نديم بغضب و يذهب وراء المتدربين لتقف جومانا تنظر إلى آثره بندم لكنها جمعت شتات نفسها سريعا و ذهبت خلفه متجهين إلى موقع مهمتهم..
بعد قليل كانوا يقفون في موقعهم يراقبون عابد الشاذلي و رجاله و هم ينتظرون تلك الشحنه التى سيتم ترهيبها ، قال نديم بلهجه آمرة للجميع :
_ في تلت عربيات بيقربوا اهو لما ينزلوا و يبدأو يسلموا المخدرات اللى معاهم هنهجم مش عايز حركه منكم غير لما اديكوا أشارتي.
و بالفعل فور وقوف الثلاث سيارات تحرك الرجال و بدأو بفحص المخدرات التى معهم و رجال الطرف الآخر كانوا يتأكدون من صحة الأموال التى مع عابد و عندما تأكد الرجل من الأموال آشار لرجاله بتسليم الممنوعات لعابد
عندما رأت جومانا ان عمليه بدأت نظرت إلى فريقها و إلى العساكر معهم و قالت :
_ اتحركوا يلا و ابدأو هجوم مع أشارتي.
اوقفها نديم قائلاً و هو ينظر بمنظار إلى عمليه التسليم :
_ لا لا وقفوا الهجوم ، اقفوا حالا.
نظرت له جومانا بتعجب و قالت بإنزعاج :
_ نوقف ايه يا نديم هيخلصوا تسليم و مش هنحلق نعمل حاجه.
قال نديم و هو يناول لها المنظار :
_ في بنت متكتفه في العربيه و ممكن يحصلها حاجه وسط الاشتباك.
نظرت جومانا لتجد فتاه مقيده بالفعل و كادت ان تقول شيئاً لتستمع إلى ياسين يقول :
_ دي البنت اللى على طول مع عابد ايه اللى جابها هنا!
قالت جومانا :
_ البنت اللى مع عابد!  خلاص يلا نتحرك هنستنى ليه.
وقف نديم أمامها و صاح بإنكار :
_ سيادتك مش عاملة حساب انها ممكن يحصلها حاجه! لازم نستنى نشوف طريقه نخليها بعيد عن الاشتباك.
_ سيادتك محموق عليها كده ليه م هي تبع عابد و تستحمل نتيجه شغلها معاه.
_ مش بالطريقه دي و بعدين هي متكتفه يعني هنا غصب عنها.. انا مش هعرضها للخطر.
تعجبت جومانا منه و قالت :
_ تعرضها للخطر! خلاص خليك انت هنا بتفكر في طريقه تمنعها من الخطر و انا هاخد رجالتي و اروح الحق الشحنه اللى لو اتوزعت في مصر هتضيع شباب كتير.
كادت ان تبتعد عنه ليقول لها نديم بلهجه جادة :
_ انا رافض الهجوم يا رائد جومانا و لو هجمتي و خاطرتي بالبنت اللى متكتفه دي انا هرفع عليكي شكوى و هتتحولي لمسألة قانونيه.
ابتسمت له جومانا و قالت :
_ منتظرة شكوتك.
اردفت و هي تنظر إلى العساكر :
_ يلا بينا.
لتذهب و خلفها فريقها و العساكر لتبدء الاشتباك مع عابد و اتباعه و تبعهم نديم الذي مزال رافض لذلك الاشتباك.
كان نديم يحاول الإبتعاد بالاشتباك عن السيارة التى تتواجد بها الفتاة و عندما سنحت له الفرصه لأنقاذها ذهب إليها على الفور و اخرجها من السيارة و سار معها إلى منطقه مبتعده عن الاشتباك نوعاً ما ، لكن طلقات البارود لم يسلم منها ليعود سريعاً إلى جانب الفريق و يساعدهم ليرى جومانا و طريقتها الاندفاعيه في القتال و الغضب الذي يعتلي وجهها ، ليحادثها نديم قائلاً :
_ كفايه يا جومانا خلاص اديهم فرصه يستسلموا.
نظرت له جومانا بحده و قالت :
_ هو انت عايز تبوظ شغلي ب إي طريقه م انا اديتهم فرصه في الأول و رفضوا!
لم يجيب عليها نديم و آمر العساكر بوقف إطلاق النار و تقيد جميع المتواجدين بعدما لاحظ قلة دفاعهم و بدء استسلامهم
لتقترب منه جومانا بغضب و قالت :
_ انت عايز تمشي كلامك عليا! دي مهمتي انا و انا هنا اللى بدي الأوامر... خليك انت مع السنيورة اللى انقذتها.
نظر لها نديم بتعب و لم يجيب عليها و وجه نظره إلى جميع الراجل و هو يحاول إحصاء مدى ضرر إصابتهم ، لتصيح به جومانا بغضب و هي تدفع كتفه بضيقٍ منه :
_ هو انا مش بكلمك! م ترد عليا يا بني آدم.. ولا ترد ليه م انت جيالي من غير واقي رصاص و عامل فيها جامد و عمال تنقذ في البنات
كانت جومانا تشعر بالغضب منه و من بروده و كادت ان تصيح به من جديد لكنها لاحظت هذيانه و فقدانه للاتزان ، لتسنده جومانا سريعاً عندما شعرت به في طريقه للسقوط أرضاً ، لترى جومانا عدد طلقات البارود التى اصابت ظهره و كميه الدماء التي فقدها لتتسع حدقتي عينيها في ذهول و تقول له :
_ لا لا لا لا نديم فوق!
سقطت به أرضاً عندما ثقل جسده عليها لتسنده على قدميها و تقول له و هي تضغط على مكان إصابته ، و قالت برعب :
_ لا لا لا متموتش... متموتش... انت سامعني
تلقائياً ذكرها علقها بالمرة الأولى التى قابلت بها نديم و ضربه بالنار و فقدانه للوعي وهو يحاول إنقاذها ، لتقول له وهي تحاول التماسك :
_اوعى تموت انت فاهم ، انت لازم تفضل عايش... نديم!
نظر لها نديم الذي يقاوم فقدانه للوعي و قال بعدما وضع يده على وجنتيها بوهن منه :
_ هششش... اهدي اهدي  ، انا هروح المستشفي و هبقى كويس ، اهدي يا حبيبي
فرت دمعه من عينيها و قالت و هي تومئ رأسها بالنفي:
_ لاء انت هتروح مني.. نديم... نديم اوعي تسبني!
قال نديم بتعب و هو يحاول قدر استطاعه البقاء مستيقظاً :
_ حبيبي انا هبقى كويس ،  روحي اطمني على بقيت الفريق يلا و ساعديهم
نفت جومانا برأسها و صاحت إلى العساكر حولها :
_ شوفوا الإسعاف بسرعه! انتوا بتتفرجوا عليا... الإسعاف فين
لم تمر عدة دقائق و كانت وصلت سيارة الإسعاف إليهم و حملت معاها نديم و عدة عساكر مصابين و كانت جومانا استقلت السيارة مع نديم و لم تتركه لوهلة حتى وصلوا إلى المشفي و دلف نديم إلى غرفه العمليات.
كانت تجلس جومانا بإنهيار تام امام غرفه العمليات منتظرة نديم ، ليتقرب منها ياسين قائلاً :
_جومانا نديم مش هيخرج دلوقتي من العمليات فوقي و اطمنى لتكوني مصابه و بعدها روحي غيري هدموك عشان كلها دم.
نظرت جومانا له بـ تيه ثم وقفت و هي تقول بهدوء :
_ انا مطمنتش عليكوا ، انت كويس حد من زميالك اتصاب؟
_ احنا كويسين روحي اطمني علي نفسك بس.
قالت له جومانا و هي تتركه :
_لا لا لازم اطمن على بقيت الفريق و العساكر.
لتذهب جومانا سريعاً و تطمئن على فريقها و علي إصابتهم ثم عادت مرة أخرى أمام الغرفه التى يجري بها نديم عمليته الجراحيه و جلست أرضاً بضعف و هي تحاول مقاومه انهيارها و بكائها ، و لم تمر دقائق حتى وجدت عائلة نديم بإكمالها أمامها و استقبلهم ياسين و هو يطمئنهم عليه ، ليقول محمود له :
_ هو بقاله قد ايه في العمليات
قال له ياسين :
_ مكلمش ساعه
نظرت داليدا إلى جومانا الجالسة أرضاً بلا حراك و قالت لياسين :
_ مين دي يا بني و قاعدة كده ليه؟
توتر ياسين قليلاً ثم قال لها :
_ دي جومانا يا أمي... الرائد جومانا
توسعت أعين داليدا و قطب محمود حاجبيه قائلاً :
_ بقى دي اللى انت بتدرب عندها!
اقتربت داليدا من جومانا و قالت لها :
_ جومانا صح ؟ قومي يا بنتي قعدتك على الأرض بالمنظر ده مش هتفيدك بحاجه قومي روحي و غيري هدومك
نظرت لها جومانا بإعين دامعه ثم وجهت نظرها إلى الغرفه و قالت بنبرة جاهدت ان تكون واضحه :
_ شكراً انا كويسه كده.
نظرت لها داليدا قليلاً ثم تركتها و جلست علي مقعد قريب منها لتراقبها ، بينما جومانا جلست تعاتب نفسها و تملكت منها أفكارها السوداء ، ماذا ستفعل ان أصابه مكروه! ماذا ان عاد إلى تلك الغيبوبه مرة أخرى؟ غبائها هو من قادها إلى ما هي عليه الآن! ، انقذها من أفكارها أدهم الذي جاء برفقه ريان إليهم ، لتقف جومانا و تقترب منه و فور رؤيه أدهم حالتها احتضنها و همس بإذنيها :
_ اهدي..اهدي و تعالى معايا
سقطت دموعها و قالت بهمس :
_لاء.. مش هبعد من هنا
جذبها أدهم معه سريعاً و دلف بها إلى إحدى الغرف الفارغه و قال لها :
_ مقدر حالتك و مقدر خوفك بس مينفعش المنظر ده يا جومانا! انتى بتعملي كده من كام رصاصه أتعرض ليها! فين جومانا القويه؟
قالت له جومانا بإنهيار :
_ مفيش جومانا قويه و مفيش حاجه
_ امال فيه ايه ، انتي ايه بقى على كده؟
_انا واحده غبيه مش بتعمل حاجه غير انها بتضيع كل فرصه الدنيا بتديها ليها عشان تفرح
صمتت قليلا و تابعت :
_ انت عارف.. هو من كام ساعه كان قالي انه سامحني و يلا نرجع و ننسى كل اللى فات بس انا غبيه و رفضت عشان...
صمتت مرة أخرى و قالت :
_ هو ممكن يرجع للغيبوبه اللى كان فيها و ممكن يروح مني خالص!... انا غصباً عني لما لاقيته وقع بين ايديا افتكرت زمان لما اتصاب و احنا مخطوفين! حسيت بالعجز ده تاني و على الرغم من إصابته كان بيهديني عشان شاف انهياري! أدهم انا مبقتش عارفه اعمل ايه؟
ربت أدهم على كتفها و قال :
_ ريحي نفسك و متفكريش في اي حاجه ، هو هيقوم بالسلامه و انتى دورك انك تصلحي اللى فات منغير م تفكري في اي حاجه تعكر حياتك ، روحي بيتك دلوقتي او علي الاقل طهري نفسك من الدم اللى في ايدك و هدومك عشان لما يفوق تعرفي تطمني عليه و عدي على اي دكتور عشان تشوفي لو في إصابات فيكي
أومأت له جومانا رأسها و خرجت معه من الغرفه و ذهبت حتى تزيل تلك الدماء من يديها.
اما عند ياسين و عائلته فكان ريان معهم يطمئنهم على نديم ، لتقول داليدا لياسين :
_ هي جومانا تقرب للواء أدهم؟
قال ياسين :
_ معرفش الحقيقه
قال لهم ريان الذي استمع لهم :
_ جومانا مش قريبه اللواء أدهم بس علاقتهم قويه و بيعتبرها زي بنته
كان اقترب منهم أدهم و صافح محمود ب ود شديد و قال له :
_ متقلقش كده هيقوم بالسلامه لا هي اول ولا اخر طلقه يا محمود
قال له محمود :
_عارف يا أدهم بس ده بردوا ابني
_ و انت مش هتوصيني على نديم و زي م انت بتخاف عليه انا كمان خايف عليه
ثم نظر إلى ريان و قال له :
_ الدكتور مقالش حاجه على حالته؟
قال ريان :
_ لا لسه محدش خرج من العمليات
اومئ له أدهم و جلسوا جميعاً بإنتظار نديم.
كانت جومانا ممسكه بقطعه قماش و تحاول إزالة الدماء من يدها ، سقطت دموعها و فلتت شهقه منها و هي تنظر إلى دماء نديم الملتصقه بيدها  ، نظرت إلى نفسها بالمرأة و الى وجهها الذي تلطخه بعض الدماء و قالت :
_ بتعيطي ليه ؟ هيقوم بالسلامة و هيبقى كويس بتعيطي ليه بقى؟ عشان عارفه انك غبيه صح و عشان بتضيعي كل حاجه من ايدك..و في لحظه بتقلبي عيلة صغيرة
غسلت يديها بقوة غير مبالة إلى الجرح التى اكتشفته بيديها ثم مسحت وجهها حتى تزيل الدماء من عليه و بعدها اتجهت إلى إحدى الأطباء حتى يضمد جرح يديها ، و اتجهت سريعاً نحو الغرفه الذي يجري بها نديم عمليته و اخذت مقعداً بعيداً عن عائلة نديم و جلست بصمت عليه ، لم تمر ثوانٍ حتى وجدت أمامها داليدا والدة نديم تجلس بجانبها و تقول لها :
_ انتى كويسه يا حبيبتي
اومئت لها جومانا رأسها ، لتمسك داليدا يديها و نظرت إلى جرحها و قالت :
_ الف سلامه عليكي يا بنتي  ، روحي ارتاحي شويه بقى
قالت لها جومانا  :
_ لاء لازم اتطمن عليه الأول... اقصد اتطمن على المقدم نديم يعني
ابتسمت لها داليدا و قالت :
_ انا مش عارفه هو تشابه أسماء ولا لاء بس ابني كان بيحكيلي عنك كتير و كان نفسي اشوفك من زمان
كادت جومانا ان تجيب عليها لكن فُتح باب الغرفه و خرج نديم منها و يحوم حوله عدة أطباء ، اقتربت جومانا برفقة عائلة نديم إلى الطبيب الذي قال :
_ متقلقوش عليه يا جماعه هو اخد تلت طلقات في كتفه الشمال منهم طلقه اخترقت كتفه بس هو  بقى كويس حالياً اهم حاجه بس الراحة و ياريت تسبوا يرتاح بعد م تطمنوا عليه.
ليتركهم و يرحل ثم اتجهوا جميعاً إلى نديم الذي مزال تحت تأثير المخدر ، اقتربت منه داليدا والدته و إخوانه و والده ، اما جومانا فوقفت بعيداً بجانب ريان و أدهم تنظر اليه فحسب ، كادت ان ترحل لكن نادتها داليدا قائلة :
_ تعالى يا بنتي اطمنى عليه بدل م انتي واقفه بعيد كده
شعرت جومانا بالحرج و اقتربت من داليدا ببطئ و هي تنظر إلى نديم ، جلست على مقعد بجانبه و مسكت يده و همست له :
_ فوق بقى عشان نبدأ من جديد
وقفت حتى تتركه عندما شعرت ان كل الانظار مصوبه عليها ، لكنها تفاجئت به يفتح عينه بهذيان و نظر لها قائلاً :
_ انتى هنا ولا انا بيتهيألي؟ جومانا متسبنيش تاني بقى
اغمض عينه و غمغم قائلاً :
_ متبعديش عني عشان خاطري.. متسبنيش
اتسعت أعين جومانا بتفاجئ و نظرت حولها لتجد علامات استفهام على وجه عائلته ، لكن م جعلها تطمئن هي داليدا التى اقتربت منها و همست لها قائلة :
_ كده انا اتأكدت انها انتى
لتنظر إلى زوجها و أبنائها و تقول :
_ يلا نسيب نديم يرتاح شويه
كاد ان يعترض محمود لكنها جذبته معها و هي تغادر الغرفه و لحق بها نادر و ياسين و معهم أدهم و ريان ، لتبقى جومانا برفقه نديم.
________________________________________________
بالخارج صاح محمود بإنزعاج :
_ ممكن افهم ايه اللى انتي عملتيه ده؟ و ازاى تسيبي ابنك مع واحده متعرفهاش كده
قالت له داليدا بهدوء :
_ ابنك بذات نفسه خطرف بالكلام و نده علي اسمها عشان تفضل جنبه و انت مش شايف شكلها و هي قلقانه عليه و فضلت جنبه على الرغم من تعبها
_ انتي هتاخدي بكلام ابنك و هو متخدر!
_ محمود خلاص بقى و بعدين احنا موجودين اهو روحنا فين يعني ، هي شويه و هتلاقيها خارجه
لم يعجب محمود بحديث داليدا و اقترب من أدهم قائلاً بحده :
_ هي مين اللى اسمها جومانا دي و ايه اللى بينها و بين نديم ؟
نظر له أدهم قليلاً و قال :
_ جومانا بعتبرها زي بنتي و اكتر و انا اللى مربيها و كنت معاها لحد م وصلت للمكانة اللى هي فيها ، اما بقى اللى بينها و بين نديم ف ده يخصهم هما و مقدرش اتكلم في حاجه
قال محمود بغضب من جومانا :
_ هي اي حكايتها مرة ياسين يبقى معاها في الفريق و يبقى بكلمه منها تحت طوعها و دلوقتي لحست دماغ نديم ولا ايه ، عايزة ايه من عيالي البت دي
قال ريان له :
_ عمي على فكرة جومانا انسانه كويسه جدا حضرتك بس اللى متعرفهاش
قال محمود بسخرية :
_ هو انت كمان في صفها ولا ايه  ، انا لا هتكلم ولا هعيد في كلامي اديني سكت خالص.
__________________________________________________
اما جومانا فجلست بجانب نديم و ابتسمت قائلة له :
_ بتفضحني قدام عيلتك هاا؟ تمام ماشي ، فوق انت بس من البنج ده و لينا كلام تاني يا حضرة الظابط.
لتقف جومانا و كانت في طريقها للخروج لكنها عادت مجدداً إلى نديم و طبعت قبلة علي جبينه قائلة :
_ هجيلك بكرة الصبح و اتمنى تكون فوقت و بقيت كويس.
لتخرج من الغرفه و تودع عائلته برسميه شديدة ثم رحلت إلى منزلها و جلست على فراشها بتعب ، لقد لبثت يومين مستيقظة و حدثت لها الكثير من الاشياء ، تحتاج إلى بعض الراحه الان لأن الايام القادمه لا تبشر بالخير نهائياً...
بالصباح كان آفاق نديم ليجد عائلته حوله ، كان يريد مغادرة المشفى لكن أصر الجميع على مكوثه بها ، ليقول نديم لهم بغضب طفيف :
_ انا كويس و محتاج امشي و على مسؤوليتي هتحبسوني ولا ايه؟!
استمع إلى طرقات الباب ليقول بغضب :
_ اهو تلاقيه الدكتور شرف ، ادخل
دلفت جومانا بهدوء لتتفاجئ بنديم يصرخ دون أن ينظر إليها :
_دلوقتي انا مش عايز اقعد في المستشف..
أوقف حديثه عندما وجد انها جومانا ليقطب حاحبيه في ضيق ، لتبتسم له جومانا في توتر و تقول :
_ حمدلله على سلامتك يا نديم
اومئ لها نديم رأسه ، لتنظر جومانا إلى باقي عائلته و تحييهم ، لتقول لها داليدا :
_ شوفتي يا جومانا نديم عايز يخرج من المستشفي و مش راضي يقعد فيها.
ضيقت جومانا مابين حاجبيها و قالت لنديم :
_ لا طبعاً مش هينفع سيادتك تسيب المستشفي دلوقتي ، انت تعبان و محتاج رعايه عشان تعرف ترجع الشغل من تاني.
قال نديم برفض :
_ لا مش عايز اقعد بزهق من القعده فيها.
اقتربت من جومانا و قالت :
_ تمام انا معاك في كلامك ده ، انت هتطيق تقعد في اوضتك مبتتحركش نهائي و كل شويه الممرضه عندك عشان تغير على الجرح؟ نديم حبيبي انت مش بتحب تقعد في مكان واحد و بتتخنق بسرعه ف هنا في المستشفي هيبقى في رعايه احسن و هتخرج بسرعه.
نظر لها نديم و قال متناسياً تواجد اهله معه :
_ انتى قولتي ايه؟ نديم حبيبي صح ؟
اتسعت عينيها بصدمه و نظرت إلى عائلته و قالت بحرج:
_ ايه!
ضحك نادر و قال لها :
_ متخديش في بالك يا سيادة الرائد نديم شكله لسه مفاقش من البنج بتاعه
ابتسمت جومانا بخجل و قالت :
_ سيادة الرائد ايه بقى قولي جومانا بس يا بشمهندس.
ابتسم لها نادر و قال :
_ خلاص و انتى قولي ليا نادر بس.
تدخل محمود قائلاً :
_ وانتى يا جومانا تعرفي نديم من امتى؟
توترت جومانا و قالت :
_ احم من زمان اوي
قال محمود بإصرار  :
_ اللى هو من امتى
نظرت جومانا إلى نديم الذي أجاب عنها قائلا :
_ من اول م اتخرجت و انا اعرف جومانا يا بابا.
تعجب محمود و قال :
_ بس انتي شكلك صغير اوي يا جومانا ، هو انتى عندك كام سنه؟
لم تعجب جومانا من طريقه تسأل محمود لها لكنها تحملت من أجل نديم و أجابت :
_ خمسه و عشرين سنه.
_ طب وصلتي لرتبه رائد دي ازاى في سن صغير كده؟
قال داليدا له :
_ ايه يا محمود هتحقق معاها ولا ايه؟
محمود بضيق :
_ لا بتعرف عليها مش اكتر.
قالت جومانا بحرج :
_ لا عادي حضرتك تسأل براحتك.
تفاجئت جومانا ب ياسين يخرج من شرفه الغرفه ، لتقول له بتعجب :
_ ايه ده انت بتعمل ايه هنا!
تعجب ياسين و قال :
_ بعمل ايه في ايه؟
_ سيادتك المفروض تكون مع زمايلك بتتابع القضيه اللى اشتغلتوا فيها ، اخوك و على ما اعتقد انك اطمنت عليه ف مستني ايه تاني؟
قال ياسين بتذمر:
_ م انتى موجوده هنا معانا و مش في الشغل
_ انا قبل م اجي روحت عشان اتابع القضيه
اردفت بمرح خفيف :
_على العموم خلاص كمل اليوم مع اخوك انا عن نفسي معنديش مانع ، ابقى اسأل المقدم نديم بقى لآحسن هو متشدد اووي بخصوص التدريب
ابتسم نديم و قال لها :
_ المقدم نديم مش هيقول حاجه بس يا ياسين الرائد جومانا شكلها كده هتتوقف عن العمل لحد م يتم التحقيق معاه بسبب مخالفاتها الأوامر
نظرت له جومانا بفم مفتوح ، ليقول لها نديم :
_ مالك مصدومه كده ليه ، انتى ناسيه انك كنتى هتتخطري بحياه البنت اللى كانت موجوده؟ و بتالي خالفتي أوامري و ده هيخليـ...
قاطعته جومانا و هي تقول :
_ نديم ، انا هنا جومانا مش الرائد جومانا ف اقفل كلام عن الشغل بعد ازنك
نظر لها نديم و قال بتلاعب :
_ معنى كده انك جايه بشكل شخصي مش جايه تطمني على زميلك المصاب؟
اغتاظت منه جومانا و وقفت قائلة :
_ انا كده اطمنت عليك و عرفت انك كويس ، و بنسبه لرغبتك بأنك تسيب المستشفى دي انساها نهائي لأنها مش هتحصل يا نديم ، بعد ازنكم.
لتنسحب جومانا سريعاً و تتركهم لتنظر داليدا إلى نديم بضيق و تقول :
_ ايه الطريقه دي يا نديم احرجت البنت جدا.
ابتسم نديم و قال بسعادة خفيه :
_عارف.
_ ومالك مبتسم اووي كده ليه؟
فكر نديم في شيئاً ما ثم قال :
_ لا متشتغليش بالك
قال محمود له :
_ هي ايه حكايه البنت دي و تعرفها منين
قلب نديم شفتيه و قال :
_ طرقنا اتلاقت و كنت اتعرفت عليها هي و أهلها زمان
قال محمود بإنزعاج :
_ ايوا بس مش دي الاجابه اللى انا عايزاها بردوا.
داليدا بتعجب :
_ انت عايز تسمع ايه مش فاهمه ، ده بدل م تُشكر في البنت و في أخلاقها ، دي بسم الله ماشاء الله عليها دخلت قلبي من ساعه مشوفتها و تحسها محترمه كده و ملهاش في شغل بنات اليومين دول و ماشية دُغري
قال نادر مازحاً:
_ كل ده عرفتيه يا دودو! م كنتى قريتيلها الكف بالمرة
_ اتريق اتريق م ده اللى انت فالح فيه
انتبه نديم إلى حديثها و قال بإهتمام :
_ بجد شايفه انها كويسه و حبتيها؟
ابتسمت له داليدا و قالت :
_ ايوا ، انت مشوفتش امبارح كانت عمالة ازاى و انت في اوضه العمليات ده حتى ايدها كانت بتنزف و مخدتش بالها الا لما اللواء أدهم جيه و خلاها تقوم.
اومئ لها نديم رأسه و هو يفكر ، لتضيف داليدا بخبث :
_ ده حتى انت خطرفت بالكلام كده عليها و فضلت تقول جومانا متسبنيش خليكي جنبي
نظر لها نديم بتعجب و قال :
_ ده بجد ؟
قال محمود بغضب :
_ ايوا يا استاذ ممكن تفهمني بقى مين جومانا دي عشان تفضل تخطرف بالكلام عليها و تتحايل عليها تفضل جنبك؟ و تعرفك منين هي عشان تقول انك مبتحبش تقعد في مكان واحد و بتتخانق من اوضتك؟
تنهد نديم بعمق و قال :
_ عادي يا بابا يمكن عشان هي اخر حد اشوفه قبل م افقد الوعي قولت كده و سبق و قولتلك اننا بينا معرفه طويلة.
هز محمود رأسه بقلة حيلة و هو يقول :
_ ايوا ايوا قفل في الكلام زي كل مرة عشان مطلعش منك بعقاد نافع.
اردف بعدما وقف :
_ انا رايح الشركه نادر مش لازم تيجي خليك مع اخوك هنا.
قال نديم سريعاً:
_ لا لا امشوا كلكم كده كده هتلاقوا الدكتور جاي و بيديني منوم ف ملوش لازمه تفضلوا قاعدين ، الا بقى لو هتخلوني اسيب المستشفي.
قال نادر له :
_ لاء و على ايه احنا ماشيين اهو ،  يلا يا ماما.. ياسين ناوي على ايه هتمشي معانا ولا عندك شغل؟
وقف ياسين و قال :
_لا انا جاي معاكوا.
ليرحل الجميع و يتركون نديم بمفرده ، ليغمض عينه و هو يفكر بجومانا و بعلاقته معها ، هو لن يتركها بالتأكيد و لن يسمح لها بالابتعاد مجدداً لقد طفح كيله و انتظر بما فيه الكفايه و لقد تقدم خطوة كما قال له أدهم الان الدور عليها سينتظر ردة فعلها و لن يقوم بأي شيء فقط سيلقنها درس صغير حتى تتعلم كيف تبتعد عنه مجدداً.
وجد باب الغرفه يُفتح على مصارعيه بإندفاع ، لم يتحرك ساكناً او حتى نظر نحو من دلف بتلك الطريقه ليستمع إلى صوتها تقول :
_ و بعدين ؟ سيادتك بتحرجني قدام عيلتك؟
ابتسم ببرود و قال :
_ كنت متأكد انك هترجعي تاني.
جلست جومانا أمامه و قالت :
_ عايز تسيب المستشفى ليه؟
نديم ببرود :
_ عادي... بتخنق منها.
ابتسمت له جومانا و قالت :
_ انا على عكسك بقى بحب المستشفيات اوي.
سخر نديم منها قائلاً :
_ تحبي اجبلك سرير جنبي؟
قطبت جومانا حاجبيها و قالت :
_ مش للدرجه يعني بس معظم ذكرياتي في المستشفى حلوة.
_ اممم طب احكيلي كده عن ذكرياتك دي خليني اتسلى شويه.
_ تتسلى امم طيب مع السلامه بقى و ابقى اتسلى على التلفزيون.
اوقفها نديم قائلاً :
_ استنى عندك ، انتى عايزة ايه؟
مطت جومانا شفتيها و قالت :
_ و هعوز ايه منك ؟
رفع نديم حاحبيه بإندهاش و قال :
_ يعني تيجي الصبح تعارضيني و تقولي ليا مسبش المستشفي و بعد م اهلي يمشوا ترجعي تاني و لما اقولك جايه عايزة ايه تقولي ليا هعوز اي منك!
ابتسمت له جومانا بضيق و قالت :
_ عادي بتطمن على زميلي في الشغل.. ايه حرام ؟
بادلها نديم ذات الابتسامه و قال :
_ طيب زميلك كويس و مش محتاج زيارتك او اطمئنانك عليه.
نظرت له جومانا بذهول و قالت :
_ انت بتطردني يا نديم!
_ والله افهميها زي م تفهميها.
نظرت له جومانا قليلاً ثم قالت :
_ تمام...تمام يا سيادة المقدم بس افتكر اني جيت لحد عندك و انت اللى طردتني.
صاح بها نديم قائلاً بغضب :
_ هو انتى هتقلبي عليا الطربيزة ولا ايه؟ هو مش انا بردوا جيتلك و اتحيلت عليكي و بوست الأيادي ولا انتي مش بتفتكري غير الوحش بس؟ على العموم اه يا جومانا انا بطردك و ياريت متجيش هنا تاني لاني مش عايز اشوف وشك ده تاني ، اوك؟ يلا بقى مع السلامة.
خرجت جومانا فور انتهاءه من حديثه سريعاً و ركضت إلى خارج المشفى و هي تشعر بالغضب و لم تلاحظ ريان الذي حاول إيقافها و اكلمت ركضها حتى وصلت الي درجتها الناريه و استقلتها و بدأت بالقيادة ، لكنها وقفت بجانب الطريق عندما اشتد عليها الشعور بالاختناق مما حدث لها ، نوعا ما شعرت انها استحقت ما فعله نديم بها لكن كرامتها تآبى ان تسامحه و أن تمرر فعلته مرور الكرام ، لتكمل قيادتها إلى مبني المخابرات ثم اتجهت إلى صاله التدريب..
دلف ريان عند نديم و قال له بتعجب :
_ في ايه؟ قابلت جومانا و انا جاي ليك و كانت واخده في وشها كده و حتى مخدتش بالها مني.
قال نديم و هو يصطنع اللا مبالاه :
_ متخدش في بالك.
شعر ريان بضيق نديم ليقول له :
_ مالك طيب حاسس بإيه؟
انفجر به نديم و قال :
_ انا مخنوق يا ريان.. مخنوق منها و مش عارف اراضيها ازاى ولا اخلص منها ازاى ولا أنسى كل حاجه و نرجع ولا اكسرها زي م كسرتني طول السنين اللى فاتت ولا اسيب كل حاجه و اسافر.
صمت قليلاً و اردف :
_ انا تعبت و هي سبب تعبي و حاسس اني قربت اتجنن بسببها و مش عارف اتصرف ازاى.
شعر ريان بالشفقه على نديم ليقول له :
_متفكرش في اي حاجه و اعمل اللى يريحك.
نظر له نديم و قال بجنون :
_ اللي يريحني انى اقوم اكسر دماغها الغبيه دي و بعدها اخدها في حضني و اتجوزها غصب عن عين اي حد و طظ في اي اعتبارات تانيه.
ابتسم له ريان و قال :
_ طب و ايه اللى مانعك؟
مسح نديم على وجهه بضيق و قال :
_ هي اللى منعاني و حاسس انها مكتفاني...مش قادر افهمها و محتاج افهمها..قالت ليا انها محتاجه وقت طب ليه متخديش وقتك ده و انتى معايا و في حضني! ليه تخدي وقتك بعيد عني؟ محتاجه وقت عشان ترجع تثق فيا؟ طب م انا كمان محتاج! محتاجه وقت عشان تعرف تستوعب التغير اللي حصل بينا؟ طب انا بردوا محتاج! اشمعنى انا اللى عايزاها معايا و هي عايزة تفضل بعيد؟ اشمعنى انا اللى هموت و اخدها فى حضني يمكن اقدر اشبع منها او اعوض حاجه من السنين اللى فاتت بس هي جامدة و باردة و مش فارق معاها! انا قربت اتجنن شويه تبعدني عنها و شويه تقربني و شويه تتخانق و شويه تقول انها بتحبني بس في نفس الوقت عايزة تفضل بعيده!.....تفتكر هي بطلت تحبني عشان كده محتاجه وقت عشان تعرف مشاعرها ناحيتي؟
قطب ريان حاجبيه و قال :
_ لا لا لا جومانا بتحبك و الكل عارف ان جومانا بتحبك و دي حاجه متغيرتش...يمكن هي محتاجه وقت والله اعلم محتاجاه ليه بس اعتقد يا نديم انك تصبر عليها شويه حتى لو هي فعلا محتاجه وقت عشان تحدد مشاعرها ناحيتك احترم رغبتها.. هي مرفضتكش هي قالت محتاجه وقت يعني اكيد هي عايزاك في حياتها
قال نديم بتهكم :
_ والله و انا كده المفروض افرح عشان الهانم على الاقل لسه محتاجني في حياتها! ريان انا والله دماغي مش فيا و مش قادر افكر ف سبني دلوقتي
ليردف قائلاً :
_ولا اقولك وديني البيت..خرجني من المستشفي دي عشان مش طايقها
قال ريان بذهول :
_ بيت ايه اللى أوديهولك لاء طبعاً و بعدين ابوك هيفضل يلوم فيا انا عشان خرجتك و انت تعبان
_ لا م انت هتوديني بيتي انا الشقه بتعتي مش بيت اهلي
_ كمان! لاء انسى طبعا نديم انت بجد محتاج رعايه ف هتقعد في البيت لوحدك ازاى
_ ملكش دعوة انت و انا اهلي هعرف اتصرف معاهم ممكن بقى تخرجني من هنا ولا اخرج بمعرفتي؟
استسلم ريان أمام اصرار نديم و بالفعل خرج نديم من المشفى و اتجه إلى منزله و جلس معه ريان قليلاً ثم غادر لعمله بعدما وفر له كل م قد يحتاج اليه... اما نديم فقد جلس وحيدا بغرفته بإرتياح بعدما ترك المشفى ، و ظل يفكر بجومانا و بتصرفاتها الغريبه....
كانت جومانا تتدرب في صالة التدريب ليستدعيها أدهم إلى مكتبه ، لتبدل ملابسها الرياضيه سريعاً بملابس رسميه و تتجه اليه ، تحدث أدهم إليها في بعض أمور العمل ، لكنه توقف عن الحديث عندما شعر بها شاردة ، ليقول لها :
_ مالك؟ بتفكري في ايه؟
تنهدت جومانا و قالت :
_ مفيش انا كويسه خلينا نكمل شغل
أغلق أدهم الأوراق من امامه و ترك مقعده و اخذ مقعد مقابل لجومانا و قال لها :
_ اتكلمي يا جومانا في ايه؟ قلقانه على نديم؟
نفت جومانا برأسها و قالت :
_ نديم كويس ، الموضوع و ما فيه انى ماشيه في طريق مش عارفه آخرته ايه و كل حاجه ضاغطه عليا.
اومئ أدهم رأسه بتفهم و قال :
_ طيب الطريق اللى انتى ماشيه فيه ده حاسه انه غلط و هيلبسك في حيط؟
قلبت جومانا شفتيها بحيرة و هي تقول :
_ مش عارفه...بس انا عايزة اكمل للآخر.. حتى لو اللى بعمله غلط بس انا عايزة اكمل عشان النتيجه هتريحني
_ لو النتيجه هتريحك كملي في طريقك بس اهم حاجه مدوسيش على حد و انتى ماشيه او تيجي على حد مقابل راحتك يا جومانا.. فهماني؟
نظرت له جومانا قليلاً ثم اومئت رأسها و هي تقول :
_ايوا يا أدهم
ابتسم لها أدهم و قال :
_ انا هسيبك براحتك فترة كده عشان عارف الدربكه اللى حصلت في حياتك مع رجوع نديم ده غير فرح إلياس و مريم  ، فأنا هديكي راحتك خالص في الشغل بس اعملي حسابك انى شايلك مهمه صعبه اوي ف عايزك تخلصي الدربكه دي بسرعه كده و تفضي ليا شويه.. تمام ؟
ابتسمت له جومانا و قالت :
_ تمام يا فندم
لتتركه بعدها و تغادر إلى منزلها بعدما حسمت آمرها في عدة آمور ؛ مر يومين كانت تحارب بهم جومانا نفسها حتى لا تذهب لنديم لتطمئن عليه ، تشعر بالاهانه آثر طرده لها بالمرة الأخيرة لكنها تعطيه عذره فما فعلته ليس بهين لتتخذ قرارها سريعاً و تذهب المشفى لتزوره ، اتجهت إلى غرفته لتتفاجئ بها فارغة  لتقترب من ممرضه و تقول لها :
_ هي دي مش اوضه المقدم نديم؟
قالت لها الممرضه :
_ الاوضه دي بقالها يومين فاضيه ، تقدري تسألي عنه في الريسبشن تحت
اومئت لها جومانا رأسها و هبطت إلى الاسفل متجه إلى موظف الاستقبال و سألته عن نديم ليخبرها بتركه للمشفى منذ يومين بعد توقيعه على أوراق تثبت مسؤوليته التامه على حالته الصحيه ، لتشعر جومانا بالاحباط و تتجه إلى مبني المخابرات في ضيق و بدأت في مباشرة عملها ، أرادت سؤال ياسين عن نديم لكنها تراجعت عن تلك الفكرة سريعاً ، رأت ريان في طريقه للرحيل لتوقفه بتوتر قائلة :
_ ريان
التفت لها ريان ، لتقول له جومانا :
_ رايح على فين بدري كده؟
حك ريان رأسه قائلاً :
_ رايح لنديم  ، مغلبني من ساعه م خرج من المستشفى!
اصطنعت جومانا التفاجئ و قالت :
_ ايه ده هو خرج من المستشفى؟
اومئ لها يان رأسه و قال :
_ ايوا و أصر يقعد في شقته بعيد عن أهله و طبعاً اتخانق معاهم خناقه كبيرة بسبب عناده بس في الاخر مقدروش يعملوا حاجه معاه و بقيت انا مسحول كل شويه بروحله عشان لو احتاج حاجه
قالت جومانا بقلق :
_ بس ده غلط..هو ليه بيعند و خلاص! لو تسمحلي اجي معاك يا ريان عشان ازوره ابقى شاكرة ليك جدا
فكر ريان قليلاً بتردد ، لتقول له جومانا برجاء :
_ ارجوك يا ريان خليني اروح معاك ، ولا نديم مش حابب وجودي نهائي!
قال ريان سريعاً :
_ لا تعالي طبعاً انتي بتقولي ايه
لتبتسم له جومانا و تذهب معه إلى منزل نديم ، وصلوا إلى منزله لتقف جومانا أمام باب بيته بتوتر لاحظه ريان ليقول لها و هو يضع مفتاحاً في الباب :
_ متوترة كده ليه..ده نديم يا جومانا مش حد غريب.
فتح الباب و دلف و آشار لجومانا بالدلوف ، لتقول له :
_ طب قول ليه الأول اني معاك
نظر لها ريان بتعجب و قال:
_ في ايه متدخلي يا جومانا!
دلفت جومانا و هي تشعر بالاحراج كانت فكرة المجئ إلى نديم في بيته سيئه للغايه ، لكنها تملكت نفسها و تقدمت خلف ريان الذي اتجه نحو غرفه نديم ، كانت تنظر إلى بيته بإعجاب لذوقه  لكن جذب انتباهها صوت شخص يتآلم لتنظر إلى ريان الذي استمع هو الاخر إلى ذلك الصوت ، ليسرعوا إلى غرفته ليجدوها فارغه ، ليقول ريان إلى جومانا :
_ الصوت جاي من الحمام ، انا هدخل اشوفه.
بالكاد تحرك ريان خطوتين اتجاه المرحاض المتواجد بالغرفه ليتفاجئوا بنديم يخرج منها و يظهر على وجهه علامات الآلم ، تفاجئ نديم بهم و تحدث قائلاً :
_ ايه ده انتوا بتعملوا ايه هنا!
اقتربت منه جومانا سريعاً في قلق ظاهر و قالت :
_ مالك فيك ايه؟ سمعت صوتك و انت بتتآلم حاسس بأيه يا نديم و متنكرش بعد ازنك.
نظر لها نديم و قال بهدوء :
_ انا كويس ، كنت بغير على الجرح بس كان بيحرق مش اكتر!
نفت جومانا برأسها و قالت :
_ شكلك تعبان و الموضوع مش مجرد ان الجرح بيحرق بس ، لف وريني الجرح عامل ازاى.
لم تنتظره ليتلف ، لتقف هي سريعاً خلفه و تخلع ضمادته بحرص لتتفاجئ بجرحه الملوث ، لتقول بغضب:
_ سيادتك فضلت تعاند عشان تخرج من المستشفى و بدل م تروح بيت اهلك جيت هنا لوحدك و اهملت إصابتك.
وقفت امامه و قالت بغضب اكبر :
_الجرح ملتهب و ملوث جدا بسبب اهمالك  ، سيادتك دلوقتي هتلم حاجتك و هتيجي معايا عشان ترجع المستشفي و مفيش نقاش في الموضوع ده.
نظر لها نديم ببرود و تناول قميص بيتي ارتداه و جلس على فراشه و نظر إلى ريان قائلاً :
_ انا قولتلك متعرفش حد مكاني و انت عرفتها ، ف اتفضل بقى زي م جبتها ترجعها تاني.
نظرت له جومانا بذهول و قالت :
_ تاني! بتطردني تاني يا نديم!
لتردف بغضب :
_ طب ايه رأيك بقى انى مش همشي من هنا و انت هتيجي معايا المستشفى غضباً عنك.
ابتسم لها نديم و قال :
_ اللى عندك اعمليه و وريني ازاى هترجعيني المستشفي تاني.
تدخل ريان بينهم و قال :
_ طب بصوا انا جالي تليفون مهم جدا و لازم امشي..جومانا معلش خلي بالك من نديم و خلي حد يشوف إصابته... بعد ازنكم.
ليتركهم ريان سريعاً و يرحل ، لتنظر جومانا إلى نديم و تقول :
_ حلو مفيش غيرنا هنا ، ياريت بقى تقوم بالذوق عشان نروح المستشفي
افترش نديم على فراشه و آخذ وضعيه النوم و شد غطاءه عليه ثم قال :
_ ياريت بقى تقفلي النور و الباب و انتى خارجه.
اغتاظت جومانا و اقتربت منه و جذبت الغطاء من عليه و قالت :
_ بطل برود يا نديم انت كده هتتعب اكتر
نظر لها نديم و قال :
_ هو انتى عادي بنسبالك انك تدخلي شقه راجل اعزب و تدخلي اوضه نومه و كمان تشدي الغطا من عليه؟ ده عادي يعني؟ مش خايفه ليتهجم عليكي؟
ابتسمت له جومانا ببرود و قالت :
_ متخفش عليا بعرف ادافع عن نفسي كويس.
ابتسم لها نديم هو الاخر و جذبها عليه سريعا ، لتسقط على الفراش و في لحظه كان نديم يعتليها مقيداً يديها بقبضه يده ، صرخت به جومانا قائلة و هى تحاول الافلات منه :
_ نديم! ابعد عنى.
ثبتها نديم ثم قال لها :
_ هششش مش عايز اسمع صوتك فاهمه!  هو سؤال واحد بس عايز اجابته و لو اديتني الاجابه اللى بدور عليها هسيبك و ده وعد مني.
نظرت له جومانا و قالت بهجوم :
_ سؤال ايه ده اللى عايز تسأله ليا و انت مكتفني بالمنظر ده ، هو انت فاكر انى مش هعرف ابعدك عني؟ لا انا اقدر بس عمالة حساب حالتك الصحيه يا سيادة المقدم.
ابتسم لها نديم و قال :
_ تمام استحملي حالتي الصحيه بقى و جاوبي على السؤال ده.
اردف بحيرة :
_ انتى عايزة مني ايه ؟ بتبعدي مرة واحده و بتقربي مرة واحده ليه؟ طردتك كذا مرة و بردوا بترجعي و لما أقرب انا بتبعدي..ليه كل ده.. و ارجوكي ارجوكي يا جومانا جاوبي على سؤالي بشكل مباشر.. احنا مبقناش عيال صغرين عشان نلف و ندور علي بعض.
#ألواح_القدر
#حور_ساري
#روايات #رومانسي #غموض #مغامرة #وعد #فراق #خيانه #اكشن #البارت #القدر #تشويق

ألواح القدر (الجزء الأول و الثاني) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن