اهلا بيكم
مش عارفة ابدء كلامي منين الحقيقه و مش عارفه اعتذر ولا اقولكم سبب تأخيري و اختفائي!
قبل م اختفي فجأة كده كنت بقرا كومنتس كتير بتشتكوا فيها بسبب مواعيد النشر و انكم محتاجين معاد ثابت
حاولت اجي على نفسي و اكتب اسرع بس معرفتش..في الأول و الاخر دي اول رواية ليا و مش عايزة اسيب فيها أي غلطة من وجهة نظري و بردوا عايزة اتشهر و عايزة الكل يعرف روايتي ف للأسف مقدرتش اني اعمل مواعيد اساسيه لروايتي ، و للأسف بردوا بسبب الضغط اللي كنت فيه لفترة انا دماغي وقفت و قعدت اكتر من شهرين أو يمكن تلت شهور مكتبش ولا حرف في الرواية حرفياً! كنت بقرا تعليقاتكم على الرواية و انكم عايزين البارت الجديد و انكم نسيتوا الأحداث او انكم زهقتوا من العشوائية بتاعه النشر!
طبعاً كل ده كان بيأثر فيا و بيخلي عقلي يتشل اكتر و اكتر و انا مش لاقيه وصف للفترة اللي فاتت غير انها كانت فترة شلل لأفكاري و لحياتي كلها..
انا كمان كنت وصلت لمرحلة اني لما الاقي إشعار جاي للرواية بتخنق و مبقتش طايقه الرواية حرفياً ولا طايقه سيرتها.. قفلت الاكونت بتاعي على فيسبوك عشان اركز على حياتي و اتجنب كمان انى اسمع سيرة الرواية تاني و الحمد لله الفترة اللي قفلت فيها قدرت افك شلل عقلي و الحمد لله رجعت اكتب و خلصت البارت بمعجزة بعد مقاطعه تلت شهور عن الكتابه..
يمكن هتأخر تاني عن نشر الرواية و يمكن هختفي تاني! بس انا بعمل كل اللي اقدر عليه و كل مجهودي و بتمنى تقدروا ده..
عارفه انى بسبب الفترة اللي فاتت خسرت كتير من مُحبين الرواية و متابعينها بس ما باليد حيلة!! انا بشر و كنت محتاجه وقت اصفي دماغي و اشوف حياتي يمكن كان من المفترض اني أبلغكم انى هتأخر في نشر البارت بس مقدرتش كمان أبلغكم ب ده!
اخيراً و ليس آخراً ، استمتعوا بقراءه البارت و بتمنى يعجبكم و تعذورني عن الفترة اللي فاتت دي و ان شاء الله تكون الأحداث لسه في بالكم <3
___________________________________________#البارت_الثالث_والعشرين_الجزء_الثاني
#ألواح_القدر_الجزء_التاني
#ألواح_القدر
#حور_ساري
كان جالس بمكتبه ينهشه القلق ، فمنذ بضعة ساعات و هو يحاول التواصل مع فريقه لكن بلا جودي لم يستطع الوصول لجومانا او نديم او حتى حازم الذي من المفترض أن يكون حلقه الوصل بينه و بينهم ، ليجرى عدة مُهاتفات إلى السفارة المصرية بفرنسا لعله يصل لشيء لكن لم يستطع الوصول إلى حازم ، ليجلس منتظراً منهم الظهور و هو يتوعد لهم بعقاب يليق بهم بسبب اختفاءهم هذا ، لينضم اليه ريان الذي كان يشعر بقلق هو الاخر ، ليقول له :
_ اهدى تلاقيهم انشغلوا بالولاد او لاقو إصابات فيهم او حاجه.
انفجر به أدهم قائلاً :
_ السفارة قالتلي ان الولاد معاهم و كويسين و بيجهزوهم للرجوع لمصر ، لكن انا اخر خبر وصلي عنهم ان جومانا اختفت و نديم راح يدور عليها و من بعدها الاتصال انقطع...
ليكمل بغيظ :
_ اقسم بالله لو طلع نديم واخد جومانا و بيتفسحوا في باريس عشان يفتكروا ذكرياتهم يبقي يقابلني لو عرف يتجوزها او يطول شعرة منها.
ابتسم ريان على حديث أدهم لكن القلق بداخله يكبر شيئاً فشيئاً ، ليصدع رنين الهاتف معلناً عن مهاتفه ، ليقف أدهم و يسرع بالرد قائلاً ً :
_ ايوة ، اللواء أدهم معاك.
قال حازم بصدمه و خوف :
_ سيادة اللواء أنا حازم...
اسرع أدهم قائلاً بلهفه له :
_ انتو كويسين؟ نديم و جومانا معاك؟ وصلني لحد منهم بسرعه.
نفى حازم برأسه معتقداً ان أدهم بإستطاعته رؤيته ، و قال بصدمه :
_ نديم و جومانا ضاعوا مننا..
سقط أدهم بصدمه على المقعد خلفه ، و قال بعد لحظات من استماعه لتلك الكلمات :
_ يعني ايه؟
صاح أدهم بغضب و صوت عالٍ :
_ يعني ايه؟! ضاعوا ازاى فهمني؟ رد عليااا!
قال حازم بذات الصدمه و الخوف :
_ انت عارف ان جومانا انكشفت على ايد حد من شغل قديم ليها هنا و مارتن حجزها عنده فساعتها نديم راحلها و كان طلب مننا نحجز هليكوبتر عشان نخرجه هو و جومانا من ناطحه السحاب اللى كانت مخطوفه فيها... طاوعناه و سمعنا كلامه و بعد م قدر يوصلها و كل حاجه جهزت كانت جومانا ماسكه حبل عشان تقدر توصل للطيارة بعد م اشدها.. بس اااا.. هي.. ااا..
صاح فيه أدهم قائلاً :
_ بطل تلعب بإعصابي و كمل كلامك..كل الرغي ده انا عارفه ، مال جومانا؟
قص حازم كل م حدث على أدهم الذي يتلقى صدمه تلو الآخرة ، ليختم حازم حديثه قائلاً :
_ بعد ضرب الرصاص اللى اضرب عليهم و علينا هما وقعوا في الماية و مقدرناش نوصلهم دورنا عليهم و مش لاقين ليهم آثر يا أدهم..
تمالك أدهم نفسه و قال بحدة:
_يبقى انتوا مش شايفين شغلكم كويس عشان مش جومانا و نديم اللى حبت مية يموتوهم ولا كام رصاصه ، انا جاي ليك دلوقتي و من هنا لحد م أوصل متوقفوش تدوير عليهم فاهم؟
ليغلق أدهم الهاتف مع حازم و نظر ريان الذي يجلس بترقب له و قال :
_ جهز نفسك هنسافر انا و انت على فرنسا ندور على نديم و جومانا بنفسنا.
_ ندور عليهم ليه؟ حصل ليهم ايه؟
انفجر به أدهم و قال بقلق و خوف :
_ في انهم مش شايفين شغلهم! حازم بيقولي ان خلاص كده جومانا و نديم راحوا مننا عشان اضرب عليهم كام رصاصه و وقعوا في المية! انا هروح بنفسي و هدور عليهم بنفسي.
ليتحرك أدهم و خلفه ريان الذي مزال لا يستوعب ماذا يجري و كيف تم القضاء عليهم هكذا!
____________________________________________________
نظرت سوزان إلى جومانا بتعجب و قالت :
_ جومانا! ده انتى؟
اومئت جومانا رأسها عدة مرات ببكاء و قالت بين شهقاتها :
_ ايوة.. المهم الحقي نديم هو هيضيع مني بقاله فترة بينزف و معرفتش...معرفتش اتصرف معاه.
نظرت لها سوزان و قالت بعملية :
_ هو فين؟
قالت جومانا و هى تعاود أدراجها نحو السيارة :
_في العربيه..
فتحت جومانا باب السيارة و أوقفت نديم بصعوبة ثم أسندته عليها و هي تحتضنه حتى تنقله إلى سوزان ، لتخطو خطوة بعد خطوة بصعوبة بسبب ثُقل نديم عليها ، لتقف قليلاً و هي تبكي و همست له :
_ ارجوك.. ارجوك اوعى تروح مني...اوعى تسبني... استحمل علشاني.
لتفقد جومانا توازنها لثوان كادت بها ان تسقط نديم لكنها تمسكت به جيداً و جعلته واقفاً كما كان ، و همست له من جديد من بين شهقاتها :
_ خلاص.. خلاص.. خلاص فاضل كام خطوة... استحمل معايا ارجوك.. خلاص يا نديم كلها كام خطوة بس..
لتكمل سيراً بصعوبه و زاد بكائها و هي تجره نحو سوزان التى اقتربت منها حتى تساعدها ، ليدلفوا إلى بيتها و وضعت جومانا نديم على طاولة عريضه ثم نظرت إلى سوزان و قالت بتعب و إرهاق:
_ ارجوكي انقذيه... الحقيه متخلهوش يروح مني هاا.. انقذيه ارجوكي.. انا عايزاه يعيش.. متخلهوش يروح مني.
ظلت جومانا تُعيد حديثها مراراً و تكراراً حتى سقطت أرضاً فاقدة للوعي ، لتتبين سوزان ان جومانا أيضا تنزف من جرح أصابها منذ فترة طويلة ، لتهاتف سوزان شخص تثق به ليأتي إليها حتى يساعدها في إنقاذ كلا من جومانا و نديم الفاقدين للوعي بين الحياة و الموت...
__________________________________________
بعد ساعات كان يقف أدهم مكان حادث جومانا و نديم و يلقى اوامره هنا و هناك بالبحث عنهم جيداً بلا كلل او ملل ، ثم نظر إلى چوو و قال :
_ عايز كاميرات المراقبه اللى حولين المكان ده من مسافه كيلو ل اتنين كيلو تبقى عندي و اي خبر يوصل عن مارتن الكلب ده يجيلي حالاً.. انا مش عايز حد يزهق من البحث ان شا الله لو هتقعدوا سنه..
اقترب منهم ظابط فرنسي قاطع حديث أدهم إلى چوو و قال له :
_ لقد وجدنا هذا المقطع من إحدى كاميرات المراقبة بالمبني..
ليشاهد أدهم المقطع و يرى به نديم و هو يحمي جومانا من رصاصه انستازيا ثم سقط بالمياه ليحدث تشوش بالمقطع آثر إطلاق العديد من طلقات البارود ، و يظهر عدة طُلقات تم أطلاقها على الطائرة و بجانب جومانا الذي رأها أدهم تسقط خلف نديم ، ليظهر للجميع أن جومانا سقطت أثر طلقه بارود أصابتها..
ليقول الظابط الفرنسي الي أدهم :
_ كما ترى أُصيب الاثنين بطُلقات نارية نتج عنه سقوطهم بالمياه...نسبه نجاتهم من حادثه كتلك ضئيلة للغاية.. انا آسف على هذا.. لكن سيبحث الرجال لمدة ساعتين من الان ان لم يتبينوا شيئاً عن جثثهم او عنهم سننسحب و ننتظر جثثهم حتى تطفوا فوق المياه..
كان يستمع أدهم إلى الضابط بصدمه من آمره حتى چوو و ريان الذين كانوا متواجدين معه لم يستوعبوا ما قاله... اتلك هي النهاية؟ لا لا بالتأكيد ، ليرفض أدهم قائلاً :
_ هذا لن يحدث رجالي لا يموتون بتلك السهولة..أتفهم حديثي ام تريدني ان أُعيده لك؟
كان يتحدث أدهم بحده و غضب لا حدود لهم ليتركه الضابط دون أن ينبث بكلمة أخرى ، ليقترب حازم الذي كان واقف على مقربه منهم يستمع إلى ما قاله الضابط و قال :
_ مش يمكن يا أدهم يكونـ..
قاطعه أدهم بحده :
_ يكون ايه؟ كلامه صح؟ جومانا و نديم فعلا ماتوا بالسهولة دي؟ انت اتجننت ولا جرى في مخك حاجه؟ انت مستوعب انت بتتكلم عن مين؟ حازم لو الكلام ده عجبك يبقي لم هدومك و ارجع على بلدك و سيبني انا اشوف شغلك إللى انت معرفتش تشوفه كويس..
ثم نظر إلى چوو و قال :
_ اللى قولت عليه يتنفذ...كاميرات المراقبة تجيلي و راقبوا تليفوناتكم كويس ممكن يتصلوا بحد منكم عشان يعرفوه مكانهم... اتفضلوا يلا شوفوا شغلكم.
قالها أدهم و انسحب و هو يحاول بث الأمل بداخله و رفض ما قاله الضابط عنهم ؛ لتمر الساعات و لم يظهر نديم او جومانا ، ليتوسع نطاق بحثهم و بدأوا يبحثون عنهم بإمكان متفرقه حول مكان الحادث لعلهم يظهرون..
اما عند نديم فكان آفاق أخيراً لينظر حوله بتيهه ، ليجد امامه سوزان تقول :
_ اخيرا فوقت؟
كاد نديم ان يعتدل في جلسته لكن منعته سوزان سريعاً قائلة :
_ اهدي و ارتاح انت واخد رصاصه بجانب علقه محترمه و بعدين الجرح بتاعك كان ملوث و نزفت دم كتير...ف كونك فوقت دلوقتي دي أعجوبة .
اغمض نديم عينيه بآلم و همس :
_ جومانا... جومانا فين؟
ليفتح عينيه على وسعيهما كأنه استوعب ما يحدث له للتو و قال بسرعه :
_ جومانا؟ هي كويسه؟ هي فين؟ حصلها حاجه؟ ردي عليا ارجوكي؟
ابتسمت سوزان و ضربته على رأسه بخفه و هي تقف :
_كل مرة تيجي تهلوس و تبرطم بالكلام عنها نفسي في مرة تفتح عينك تسلم عليا.
لتردف بعدما رأت الخوف و القلق بعينه :
_ بس متقلقش المرة دي انا هطمنك عليها... اهي هناك..
ثم أشارت علي غرفه أبوابها مفتوحه لتظهر جومانا و هى تفترش على الفراش ، ليقف نديم بصعوبة حتى يصل إليها ، لكن منعته سوزان قائلة :
_ قولتلك اهدى.. هي مغمى عليها دلوقتي ، و بعدين خف حركه انت أصابتك مش سهلة و نزفت كتير.
اومئ لها نديم رأسه و قال :
_ هو حصل ايه؟
أجابته سوزان و هي تناولة إحدى العقاقير حتى يتناولها :
_ معرفش.. جومانا جاتلي منهارة مفهمتش منها حاجه غير انك بتضيع منها و كانت في حاله هيستريا من العياط ، و في الاخر شالتك بالعافيه و جبتك لحد هنا.. و اول م جبتك انهارت و اغمي عليها.. كانت واخده علقه موت زيك كده بردوا و عندها شوية رضوخ زيك بس الفرق انك كنت مُصاب برصاصه و هي كانت عندها جرح جديد اتعالج اه بس اتفتح من تاني و خلاها تنزف.
تناول نديم العقاقير ، لتردف سوزان قائلة :
_ انا شكيت انكوا هربانين من حاجه ف عشان كده مبلغتش اي حد من الجهاز عندكوا غير لما تفوقوا.
اومئ نديم لها ثم تحامل على نفسه و وقف قائلاً :
_ شكرا يا سوزان... على طول بتنقذيني..
نظرت له سوزان بقلة حيلة و قالت :
_ روح... روح اتطمن على ڤينوس بتاعتك.
ابتسم نديم لها و سار في خطوات بطيئة إليها و هو يستند على الحائط بجانبه بسبب ما يتحمله من آلم ، ليدلف إلى الغرفه التى بها بلهفه و اقترب من فراشها و جلس بجانبها و بلطف مرر يده على وجهها و هو يرى الكدمات و الجروح به ، لتسقط دمعة من عينه عندما تذكر أنه كاد ان يفقدها إلى الأبد ، ليمسك بعدها يديها و قبلها و هو ينظر إلى وجهها الذي لاحظ شحوبه و احمراره ، ليضع يديه على جبهتها و تفاجئ من ارتفاع حرارتها ، ليسرع إلى سوزان و يخبرها لتبدء هي بعمل كمادات لها و جلس نديم بجانبها يرعاها حتى تتخلص من حُمتها..
كانت تهلوس بكلمات كثيرة أثر الحُمى و كان بجانبها نديم تارة يبتسم كلما تهلوس ناطقة بأسمه و تارة يشعر بالحزن كلما هلوست معبرة عن خوفها لخسارته و عن الخوف الذي تشعر به ، و كانت أيضا تتسع ابتسامته كلما استمع إلى السُباب التى تطلقها على انستازيا دون وعياً منها ، ليبقى بجانبها فتره طويلة حتى انخفضت حرارتها أخيراً بعد سويعات..
لتفق جومانا و تجد نديم جالس على مقعد بجانب فراشها ، لتعتدل سريعاً و تقترب منه لتوقظه قائلة بخوف :
_ نديم! نديم فوق.
استيقظ نديم سريعاً و نظر لها بقلق لتبادر هي قائلة :
_ انت كويس؟ انت كويس صح؟ انت عايش و محصلش ليك حاجه؟ رد عليا.
تفاجئ نديم بدموعها تتساقط ليقول سريعا بعدما حاوط وجهها بين يديه :
_ حبيبي اهدى انا كويس.. اهدي.
شهقت جومانا من بين دموعها و قالت :
_ كنت هخسرك... انت كنت هتروح مني... انت متعرفش انا عديت ب ايه!.. نديم.. نديم متسبنيش تاني.
جلس نديم بجانبها علي الفراش و جذبها اليه في عناق طويل و ظل يمسد على شعرها ، ثم همس بعد فترة كانت جومانا توقفت بها عن بكائها :
_مش هبعد و مش هسيبك متقلقيش...انا و انتى واحد...انا كنت هتجنن عليكي.
همست جومانا هي الآخرة قائلة :
_ انت لما سبت الحبل و وقعت مفكرتش و نطيت وراك.. نديم انا حسيت بقلبي بينخلع من مكانه! أصعب حاجه شوفتها في حياتي لحظة وقوعك! ..و كنت هتغرق و هتضيع مني... لحقتك بالعافيه و لما طلعنا من الماية كنت بتنزف و انا كنت لوحدى معرفتش الحقك او اكلم حد يلحقني! بمعجزة وصلت لهنا... انا اول مرة احس بخوف كده... انا خايفه.
ربت نديم على ظهرها و هو يغمض عينه بآلم و تذكر ان آخر شيئ رأته عيناه هي جومانا و هي تسقط خلفه ، ليبعدها عنه و يقول لها محاولاً بث الطمأنينه بها :
_متقلقيش... مفيش حاجه نخاف منها دلوقتي انتى كويسه و انا كويس.. متخافيش يا حبيبي.
ابتسمت له و تدخلت سوزان بينهم بعد دلوفها الغرفه :
_ حمد الله على السلامة.
ابتسمت جومانا لها و قالت :
_ شكراً انك لحقتيه.
اتسعت ابتسامة سوزان ثم قالت :
_صدقتيني لما قولتلك هتيجي انتى و هو ليا سوا في يوم من الايام؟
تعجب نديم و قال :
_ ايه ده صح! انتوا تعرفوا بعض؟
ابتسمت له سوزان قائلة :
_ من خمس سنين او اكتر جاتلي كانت أصغر من كده بشوية عرفتها و حكيتلها عنك و هي كانت صغيرة لسه و بتتخبط مش عارفه الطريق اللى ماشية فيه و كانت قالت ليا انك خاطب ساعتها.
ابتسمت جومانا و قالت :
_ مكنتش طيقاك في الفترة دي.
ضحكت سوزان و قالت :
_ احكولي رجعتوا لبعض ازاى و احنا بناكل يلا.
ليقف كلا من جومانا و نديم و ذهبوا خلف سوزان التى جلست على طاولة مليئة بالطعام و جلسوا معاها و بدأو بالتناول معها و هم يقصون عليها كيف اجتمعوا من جديد ، ثم قصوا هُم على نديم كيف تعارفوا على بعضهم منذ سنوات ..
_____________________________________________
عند أدهم كاد ان يُجن بسبب عدم عثوره على أياً منهما ، على الرغم من ان الجميع فقدوا الأمل فأن كانوا قد سقطوا بالمياه فأنهم بمرور كل ذلك الوقت موتى لا مُحال! ، ليبقي أدهم كما هو مؤمن بوجودهم أحياء ، ليشاركه ريان جلسته و يقول له :
_ أدهم ارتاح شوية انت من ساعه م جيت هنا و انت مرتحتش نهائي.
نظر له أدهم بإنكار و قال :
_ارتاح؟ ازاى؟ انت ليه بالبرود ده يا بني آدم؟
_مش بارد يا أدهم بس انت مش راحم نفسك.. لو هما بالفعل عايشين فهما هيظهروا عاجلاً ام آجلاً...
قال أدهم بحزن:
_ ازاى ؟قولي ازاى اقعد احط ايدي على خدي و استناهم يظهروا؟ مش يمكن محتاجين مساعدة؟ مش يمكن مارتن مسكهم من تاني؟
تنهد ريان و هو لا يدري بماذا يجيبه و كيف يهون على أدهم و الأهم كيف يمد نفسه بالقوة لتحمل فقد أخيه العزيز و صديقته؟ ، لينتشلهم من حزنهم حازم الذي اقتحم المكتب قائلاً بلهاث :
_ ظهروا..
وقف أدهم سريعاً يحاول استيعاب ماذا قال و لم يُمهل نفسه وقتاً و اقترب من حازم و لاحقه ريان و قال :
_ هما فين؟
قال حازم سريعاً :
_ واحده كده اسمها سوزان قالت إنها تعرفك و ان جومانا و نديم عندها و انت عارف مكانهم و عايزاك تروح ليهم.
تهللت اسارير أدهم و نظر إلى ريان و حازم و قال :
_ شوفتوا ؟ مش قولتلكوا؟ مش هما اللى ينهزموا بالسهولة دي.
ليسير أدهم سريعاً تاركاً اياهم لكن لحق به ريان و قال :
_ انا هاجي معاك.
لم يعلق أدهم ليستقل ريان معه السيارة و بدء أدهم التحرك بسرعه إلى موقع سوزان و بعد فترة ليست بقصيرة كان وصل اخيراً إليها..
ليرتجل هو و ريان من السيارة و سرعان م اقترب إلى إحدى البنايات و دلف داخلها باحثاً عن منزل سوزان حتى وجده و ظل يطرق علي الباب طرقات عديده إلى أن فتحت له سوزان قائلة :
_مش قاعدين مستنينك قدام الباب يا استاذ أدهم؟
نظر لها أدهم ثم نظر خلفها ليجد جومانا و نديم يقتربون منه ليتنهد أدهم و يتنفس الصاعدة و ظل صامتاً للحظات ثم قال :
_ تاني مرة لو قولتلكم اطلعوا شغل سوا تقدموا استقالتكم اهون.
دلف ريان هو الاخر و عندما رأى نديم اقترب منه سريعا محتصناً اياه و اطلق العديد من السُباب على نديم بصوت منخفض ، ليقترب أدهم هو الاخر منهم و نظر لهم بمزيج من الغضب و الفرح ثم قال إلى جومانا :
_ لو أطول اضربك دلوقتي هضربك.
ليجذبها اليه و يحتضنها ، لتقول له بإبتسامة :
_ خلاص بقى يا سيادة اللواء م انا كويسه اهو!
ابعدها أدهم عنه و قد اجتمعت بعض الدموع بعيناه و كور وجهها بين يديه قائلاً :
_ كنتى هتروحي مني يا غبيه.
ثم ضربها على رأسه بيده ضربه خفيفه لتبتسم له جومانا بتأثر و تعانقه من جديد تحت أنظار نديم الذي شعر بعمق العلاقه بين أدهم و جومانا ، ليتدخل بينهم في مرح قائلاً :
_ مليش في الحب نصيب ولا ايه؟
نظر له أدهم بغيظ بعدما ابعد جومانا عنه و قال :
_ ايوا بقى تعالالي سيادتك كده .. بقى انت مكنتش معبرني و كل م اجي اكلمك متردش و عاملي فيها سبع البرومبة ؟
ضربه أدهم ثم أكمل بسخرية و غيظ :
_هاتولي طيارة و هنط عليها صح؟ و داخلي ناطحة السحاب بقلب جامد و إلى يجي في طريقك بتخلص عليه؟ ليييه؟؟ كنت قتال قُتله و انا معرفش؟
ضربه مرة أخرى ثم قال :
_ و في الاخر وقعت من على الحبل برصاصة؟ هاا و كنت هتروح فيها؟!
ليجذبه بعدها أدهم و عانقه قائلاً بحب له :
_ اقسم بالله هتجيب اجلي في يوم بسبب جنانك ده.
ضحك نديم بخفه عليه و بادله العناق ، ليبتعد أدهم عنه و ينظر إلى سوزان قائلاً :
_ في كل مرة بتلحقي حد عزيز عليا... انا مش عارف اشكرك ازاى؟
قالت سوزان له بمزاح :
_ تجوزهم لبعض عشان نخلص منهم انا و انت.
اتسعت ابتسامة نديم الذي قال :
_ ايوااا ده اللى انا عايزوا.
خجلت جومانا و قال أدهم بتهكم :
_ بعد اللى انتوا عملتوا ده مظنش.. المهم احكولي ازاى وصلتوا لهنا؟
قصوا على أدهم كل ما حدث ، ثم جلسوا يتبادلون الحديث و خاصه أدهم مع سوزان الذي اندمج معها ، ليجلس ريان مع جومانا بعدما انسحب نديم فاجئه من بينهم ، ليقول ريان :
_ هو نديم فين كل ده؟
قالت جومانا له :
_ هو تقريباً في الحمام! ممكن يا ريان تطمن عليه عشان ممكن يكون تعبان من إصابته و بيقاوح و يقول انه كويس؟
وقف ريان و ذهب نحو المرحاض و طرق الباب عدة مرات علي نديم ثم صاح :
_ يا عم انت فينك؟ عايزين نمشي!
اجابه نديم من داخل المرحاض قائلاً:
_ خارج خلاص يا ريان.
ليتنهد نديم و ينظر إلى المرأة أمامه و مسح وجهه بقوة عدة مرات بتقزز و هو يتذكر لمسات انستازيا و قبلاتها عليه ، لينتهي بعد فترة ثم خرج إليهم لتقول جومانا اليه بقلق :
_ انت كويس؟
اومئ لها نديم بإبتسامة ثم نظر إلى أدهم و قال :
_ أدهم تسمحلي اخد جومانا و نخرج شوية و هرجعهالك تاني؟
رفع أدهم إحدى حاجبيه بسخرية و قال :
_ ده على اساس انى لو رفضت مش هتاخدها و تخرج؟
ضرب نديم كفيه ببعضهم و قال :
_ لا اله الا الله! يعني استأذن مش عاجب و مستأذنش مش عاجب أعمل إيه؟
_ خلاص خدها و اخرج بس ترجعوا على السفارة اخر اليوم عشان مسافرين لو اتأخرتوا ابقى قابلني لو لمحتها في حته تانيه.
اقتربت جومانا من نديم و قالت :
_انت هتقدر تخرج؟ انت واخد رصاصه و تعبان و عايزنا نروح فين يا نديم؟
ابتسم نديم و قال :
_ ملكيش دعوة بيا انتى كويسه اننا نخرج؟
ضحكت جومانا بسخرية و قالت :
_ والله احنا الاتنين واخدين علقه محترمة و ملامح وشنا مش باينه حتى ف انت لسه مُصر علي الخروج؟
اومئ نديم رأسه ، لتقول جومانا بمرح :
_ خلاص يبقي نخرج.
ليودعوا سوزان ثم وعدوها ان يزورها مجدداً ان سنحت لهم الفرصه ، ثم اخذ نديم جومانا و استقلوا سيارة أجرة و ذهبوا بها إلى إحدى الطُرق العامة المكتزة بالناس ، عندما دققت جومانا النظر بالمكان ابتسمت بسعادة و قالت و هي تشير إلى إحدى المنحدرات العالية :
_ فاكر؟
ضحك نديم و قال مقلداً ايها :
_نديم انا نسيت اقولك اني عمري م ركبت عجلة قبل كددهه
ليصرخ بسخرية مقلداً ايها منذ سنوات لتضحك جومانا عالياً و لكزته بكتفه قائلة :
_ متتريقش عليا.
نظر لها بطرف عينه و قال :
_ كله تحت الكنترول و في الاخر لبستي انتى و العجلة تحت الاسفلت.
ضحكت جومانا مجدداً على ذكرياتهم ثم شعرت بنديم يجذبها نحو المقعد الذي كانوا جلسوا عليه بالسابق لتنظر له بإبتسامة ليقول هو :
_ كنت عايز نيجي هنا في شهر العسل بتاعنا بس حظنا جبنا هنا قبلها.
ابتعدت جومانا اعينها عنه بخجل ، ليقول لها نديم بعدما جعلها تجلس بجانبه على المقعد :
_ بُصيلي..
نظرت له جومانا لتلتقي بأعين نديم الذي تنظر لها بكل حب ، ليقول لها :
_ كل حاجه ابتدت هنا..أمنياتك اللى كنتي بتقوليلي عليها و خليتني جني المصباح و حسستيني انى ملك و اقدر انفذلك اللى انتى عايزاه... اول سيجارة.. اول قُبلة..
قال الأخيرة و غمز بعينه ، لتخجل جومانا و يردف هو قائلاً:
_ و اول رقصه لينا في الشارع قدام الناس... انتى ببساطة خليتني ارقص و اغني ساعتها من غير م اشيل حمل حاجه او اعمل حساب لحاجه...هنا حسيت بحبي ليكي..حسيت نفسي غبي اووي لا غبي جداا بس مكنتش حاسس بندم على اي مشاعر حسيتها اتجاهك ...كنت فرحان جدا..و ساعتها حسيت بمشاعر انا اول مرة اجربها...ساعتها مكنش في كلمه بترن في دماغي غير كلمه بحبك.. بس انا مسمعتش ليها.. كنت صغير ساعتها اه بس مكنتش متهور ف متهورتش و مسمعتش للكلمه ، عشان ملقتش رد فعل منك قولت لنفسي يمكن انت اتسرعت بس الوقت اثبتلي العكس...بصي انا حاسس ان كلامي ملغبط و مش مفهوم و داخل في بعضه بس يا جومانا انا عايزك تعرفي انى بحبك.. و محبتش و مش هحب غيرك و عارف انى جرحتك كتير و يمكن لسه هجرحك تاني يمكن هنتعذب سوا تاني بس خليكي واثقه اني مش بحب غيرك و مهما عملت حاجات غبيه و مهما كنت متخلف و غبي انا بحبك.. متنسيش ده يا جومانا .
كانت جومانا تصغى اليه و عينيها تدمعان من حديثه ، لتقول له :
_ كلامك مش ملغبط.. انا فهماك.. فهماك يا نديم.
ابتسم نديم و التقط دمعه كادت ان تسقط من عينيها و قال :
_ عارفه ؟ انا كنت خايف اخسرك تاني.. او تالت.. خسرتك كتير بس كنت عارف اننا هنرجع لكن المرة دي لو خسرتك..
صمت قليلاً و صعب عليه الحديث لكنه قال :
_ لو كان جرالك حاجه كنت هروح فيها...و مكنتش هسامح نفسي ابداً.
نفت جومانا برأسها و قالت مازحة :
_ متقلقش يا سيادة المقدم انا بسبع أرواح مش هتعرف تخسرني بسهولة.
ابتسم نديم ، لتشير جومانا إلى علامة متواجده بالمقعد و قالت بفرحة :
_ ايه ده!
لتنظر إلى نديم و تقول بسعادة :
_ من خمس سنين جيت هنا و حفرت اسمي و اسمك! مكنتش متخيلة ان الاسامي هتفضل موجودة كده.
تحسس نديم أسماؤهم المحفورة بالمقعد ، و ابتسم قائلاً :
_ تخليد لذكرانا ؟
قلبت جومانا شفتيها و قالت :
_ مش عارفه بس ساعتها انا كنت لسه مخلصه مشكلتي مع عمي و ابنه و انت كنت في كومة و كنت فاكرة انك اتجوزت ف الدنيا كلها كانت جاية عليا... جيت هنا عيطت و فضلت افتكر ذكرياتنا و بعدها حرفت اسامينا.
لتردف ضاحكه :
_ حتى انى ساعتها تخيلت رد فعلك و انت بتقولي.. كده يا جومانا ؟ غلط نبوظ الحاجه الذكريات موجوده جوانا بلاش نشوه المكان حولينا عشان منشوهش الذكرى.
قالت الأخيرة مقلده طريقته بالحديث ، ليضحك نديم و يقول :
_ لا انت تعمل اللى انت عايزوا يا جميل انت.
ابتسمت جومانا له ، ثم قالت :
_ عايزة اعمل ذكريات جديده هنا.
وقف نديم سريعاً و مد يده لها قائلاً :
_ و انا مازلت جني المصباح اللى هيحقق ايه حاجه لأميرته.
ابتسمت جومانا و التقطت يديه قائلة :
_انا مش اميرتك يا نديم.
ابتسم نديم و قال و هو يسحبها خلفه :
_عندك حق ، انتى مش أميرة...انتى ملكة.
ليأخذها بعدها نديم إلى عدة أنحاء بباريس حتى يمرحون سويا على الرغم من إصابتهم و الجروح و الكدمات التى تشوههم ، ليعودوا إلى السفارة حيث ينتظرهم أدهم و قد وجدوه هو و معه حازم و ريان و كان جو و ميلسيا متواجدون كذلك ، لتصرخ ميلسيا بفرحه عندما رأت جومانا و قالت :
_ بتمزحون معي؟ جومانا!
لتسرع و تعانقها و بادلتها جومانا العناق و هي تقول :
_ ميلسيا! وحشتيني جدا.
ابتعدت عنها ميلسيا و قالت بتهكم بلهجة المصرية:
_ لو كنت وحشتك بجد كنتى كلمتيني في الفترة اللي فاتت دي.
قاطعهم چوو قائلاً :
_ من غير لوم و عتاب هما بعدوا عن بعض و رجعوا اهو و اخيرا هنخلص من زن نديم.
لكزه نديم بكتفه ليقول چوو :
_ ايه ؟اتبليت عليك؟
لينظر إلى جومانا قائلاً :
_ طول السنين اللي فاتت دي ملففنا الكرة الأرضية عليكي.
ضحكت جومانا و قالت :
_ وحشتني يا چوو والله و انتى كمان يا ميلسيا وحشتيني جدا...و عارفة انى مسألتش عليكي ولا كلمتك خالص بس اعذريني.
ابتسمت ميلسيا و قالت :
_ عارفه و مقدرة اللى كنتي فيه...المهم انك بخير قدامي.
نظر نديم إلى أدهم و قال :
_ هو احنا هنمشي امتى؟
نظر أدهم إلى ساعه يديه و قال :
_ كمان ساعه يدوب نتحرك لمكان الطيارة.
قالت ميلسيا بحزن :
_لا لسه ما حكيت معك جومانا!
سحب نديم جومانا معه و قال :
_ هنيجي تاني و هتقعدي معها لحد م تزهقي.
وقفت جومانا و ودعت ميلسيا و چوو وهي تقول لنديم :
_ سبني اسلم عليهم انا مش هطير منك! و بعدين هنرجع تاني امتى يا استاذ.
قال نديم بصوت منخفض بجانب اذنها :
_ في شهر العسل ان شاء الله.
نظرت له جومانا بخجل ليغمز لها نديم بمزاح ، لتبتعد عنه و تقترب من أدهم و بقيت معه حتى وصلوا إلى موقع طائرتهم..
ليعودوا جميعاً الي مصر و فور تركهم للطائرة صاح أدهم لهم :
_ جومانا نديم مش عايز اشوف خلقتكم دي سوا انتوا بتجيبوا مصايب ليا و عمري م شوفت منكم حاجه عدلة.
ليضحك الجميع ، لكن اردف أدهم قائلا :
_حازم انت ممنوع تجيبلي معلومات تاني لحد م اسيب شغلي مفهوم؟
لينظر بعدها إلى ريان و يقول :
_ اما الباشا الكبير ده ف انت اكتر واحد كنت موترني الفترة اللى فاتت عليهم.
قال ريان بإستنكار :
_ انا عملت ايه؟
_ عملت ايه؟ هقولك انا عملت ايه؟ سيادتك تبقى قاعد جنبي تطمني و تقولي متقلقش هيبقوا بخير و انت اصلا هتموت من القلق عليهم و فاكر نفسك بتطمني.
ضحكت جومانا و قالت :
_ احنا قولنالك من الاول بلاش.
صاح أدهم قائلاً :
_ توبة.. غلطة و مش هتتكرر تاني.
ليردف بعدها :
_ هنطلع دلوقتي على المكتب عندي نخلص كام ورقه و من بعدها مشوفش خلقتكم انتم الاربعه لمدة شهر و دي مش اجازة ، لاء ده رفد.. إنذار..اي حاجه تبعدكم عني عشان انا جبت اخري منكم.
ضحكوا جميعاً و تحركوا على مبني المخابرات.
و بمجرد دلوف جومانة إلى المبنى اتجهت نحو مكتبها لتتفاجئ بالياس و مريم جالسين بالداخل ، لتقول بصدمه لهم :
_ ايه ده! انتم ايه اللي رجعكم!؟
نظر كلا من مريم و إلياس بصدمه إليها و على الفور اقتربوا منها محتضنين ايها و بدأت مريم بالبكاء ، لتقول جومانا بذهول و عدم فهم :
_ في ايه؟ حصل ايه؟
نظر إليها الياس بصدمه و أعين جاحظه :
_ جومانا احنا كنا فاكرينك موتى! و ده اللى رجعنا من السفر.
تعجبت جومانا و نظرت إلى أدهم بتعجب الذي كان تبعها إلى مكتبها و معه نديم كذلك ، ليقول هو :
_ ايه؟ الكل كان فاكر انك انتى و نديم موتوا فعلا و انا كنت بحاول اثبت العكس.
تنهدت جومانا و جلست حتى تهدئ مريم التى هاجمتها نوبة من البكاء ، لتهدئ بعد فترة و تقول :
_ حرام عليكي! انتى هتموتيني في مرة من الخوف.
ضحكت جومانا و قالت :
_ ياسلام يختي و هي دي اول مرة اروح عملية ولا ايه؟
لتردف و هي تنظر إلى نديم الواقف خارج مكتبها بصحبة أدهم ينجز معه بعض الأعمال :
_و بعدين انا مش عايزة اموت دلوقتي.
قال لها إلياس بتهكم :
_ لا اقطعي انتى خلافنا عادي و موتينا من الحسرة عليكي بس.
ضحكت و قالت بحماس :
_ لاء بس انتوا وحشتوني.. هاا احكوا كل حاجه عملتوها و اتبسطوا ازاى و كل حاجه ... كنت مفتقداكم الفترة اللى فاتت.
وقف الياس و سحب مريم معه و قال :
_ لا احنا مش هنحكي احنا هنروح و سيادتك هتروحي عشان ترتاحي و احنا كمان نرتاح..انتى خليتنا نيجي علي ملا وشنا و الاستاذه دي مبطلتش عياط و انا مش مكنتش قادر أقف علي رجلي من اخبارك دي.
ضحكت جومانا و كان اقترب منها نديم ، ليقول لها :
_ هاا مش هتروحي بقي انتى تعبانه.
قالت جومانا :
_ م هما لسه بيقولوا ليا اروح بيهربوا مني من اولها بس علي مين حظكوا اني مش فايقه ليكم.
ضحكت مريم و كذلك الياس ، ليقول نديم بعدها و هو يسحب جومانا معه :
_ حيث كده بقى مبروك ليكم و حمدالله علي سلامتكم.
ثم قال لجومانا :
_و انتى يلا عشان اوصلك..
اوقفه أدهم بتدخله بينهم قائلاً :
_ لا خليك انت يا نديم انا هوصل جومانا في طريقي.
كاد ان يعترض نديم لكن بنظرة من أدهم كان صمت ، لتقول جومانا :
_ خليك يا أدهم مش لازم انا مش عيلة يعني و هعرف اروح لوحدي.
حسم أدهم حديثه قائلاً :
_ أظنك سمعتي انا قولت ايه يلا قدامي مش عايز كلام كتير.
رضغت جومانا بالنهاية إلى اصرار أدهم لتذهب معه إلى السيارة و بدأو بالتحرك بإتجاه منزلها ، و عندما وصلوا أوقف أدهم جومانا قبل مغادرتها قائلاً لها :
_ استنى..
ضيقت جومانا اعينها له و قالت :
_ ايوااا اتكلم بقى عشان انا من اول الطريق و مستنياك تتكلم و حاسه ان في حاجه انت محتاج تقولها.
ابتسم أدهم و هو ينظر لها بتمعن ثم قال :
_ من و انتى عيلة ستاشر سنه و انتى مجنونه و قوية و مجننه الكل حواليكي.. من ساعه م شوفتك في المطار اول مرة زمان و بعدها الايام عدت عشان الاقي نفسي مسؤل عنك بكل أرادتي و مقدرش استغنى عنك و كأنك بنتي فعلاً و من دمي .. كنت بعتمد عليكي في مهمات خطيرة و ببقى حاطط ايدي علي قلبي ليحصل ليكي حاجه بس في نفس الوقت انا واثق انك هتنجحي...و على الرغم من انى عارف انك مش هتفضلي تحت حمايتي العمر كله و ان مسير هيجي اللى ياخدك مني بس مكنتش متخيل اني هحس بالاحساس ده دلوقتي..
كانت جومانا متعجبه من حديثه لتقول له :
_ مش فاهماك يا أدهم وضح كلامك...انت طول عمرك والدي و دي حاجه مش هتتغير.. ايه اللى اتغير دلوقتي.
ابتسم أدهم و هو يربت على شعرها بحنان ابوي :
_ في ان يا ست جومانا نديم جه طلب ايدك مني.
تفاجأت جومانا على الرغم من انها طلبت ذلك منه ، لكنها شعرت بالخجل الشديد من أدهم ، ليردف هو :
_ على الرغم من اني عارف انكوا كده كده سوا و لبعض بس فكرة انه يطلب ايدك مني كانت صعبه اووي... انا عارف نديم من زمان و اضمنه برقبتي بس عاجز اني انطقها و اقول موافق اجوزك بنتي... مش قادر افرط فيكي يا جومانا.
هربت دمعه من عينه ليردف قائلاً :
_ طول عمري اسمع عن الأبهات اللى بيطلعوا عين أزواج بناتهم و مش بيرضوا يجوزوا بناتهم من حبهم فيهم لكن انى اعيش ده؟ كانت غريبه بنسبه ليا...بس في النهاية ميسركوا لبعض و مضطر أوافق اني افرط في أغلى حاجه في حياتي و اسلمها للحيوان التاني ده.
ضحكت جومانا من بين دموعها التي سقطت منها اثر حديث أدهم ، لتقول له :
_ محدش هيقدر ياخدني منك..و بعدين القرار في ايدك طلع عينه براحتك مفيش حاجه هتتم منغير موافقتك.
ابتسم أدهم و قبل رأسها و هو يقول :
_ انا موافق و أكيد هطلع عينه و لو عليا هخليه ميلمحش ضلك لحد م يتجوزك بس الاول اسمع موافقتك.
ابتسمت جومانا بخجل و قالت :
_ م انت عارف اللى فيها.
ضحك أدهم و قال بإصرار :
_ اسمعها..
احمر وجه جومانا من الخجل و قالت :
_موافقه على نديم.. ارتحت كده ؟
ضحك أدهم لتقترب منه جومانا و تحضتنه قائلة بإمتنان :
_ شكرا انك في حياتي..
ضربها أدهم بخفه على رأسها قائلاً :
_ بتشكريني علي ايه يا هبلة انتى... المهم يلا اطلعي ارتاحي قبل م اغير رأي و الغي الجوازة دي خالص..
ضحكت جومانا و ودعته و صعدت إلى منزلها و سرعان م افترشت علي فراشها و هي تعتلي على وجهها ابتسامه عريضه ، لتأخذ هاتفها و تهاتف نديم الذي اجاب عليها سريعاً قائلاً :
_ وحشتيني.
ابتسمت جومانا و إجابته قائلة :
_لا والله هو انا لحقت؟
كان نديم وصل تحت بناية عائلته للتو ليوقف السيارة ، ثم قال لها :
_ طبعاً لحقتي.. المهم يا قمر أدهم روحك ولا لسه؟
_ لسه داخلة البيت حالا ، انت فينك دلوقتي؟
نظر نديم بنظرة عابرة الي مدخل البناية و قال :
_ تحت بيت أهلى اهو... لازم اطمنهم عليا عشان اكيد استاذ ياسين كان بينقل ليهم اخبار مهمتنا اول بأول.
قالت جومانا له :
_ طيب اطلع يلا و ارتاح و سلملي عليهم كلهم.
عقد نديم حاجبيه و قال :
_ بس كده؟
_ اه ، انت عايزني اقول حاجه تانيه؟
حك نديم مؤخرة رأسه و نظر لأعلى و هو يحاول ان يصيغ حديثه قبل أن يتفوه به ، ثم قال :
_ هو أدهم متكلمش معاكي في حاجه؟
اعتدلت جومانا في جلستها عندما شعرت ان حديثهم يأخذ مسار آخر ، ثم أجابته :
_ اه اتكلم معايا..بخصوصنا.
قال نديم بترقب لحديثها :
_ و انتي قولتيله ايه؟
تعجبت جومانا من نديم و قالت له :
_ هقول ليه ايه يعني يا نديم؟ موافقه اكيد! انت مش عارف ده يعني؟
زفر نديم قبل أن يقول :
_لا عارف يا جومانا بس انا حالياً هطلع بيتي و هطمن اهلي عليا و بعدها هقول ليهم ان في خلال يومين هنيجي نتقدم رسمي و كل حاجه هتبقى رسمي... يعني مينفعش تيجي تقوليلي عايزة اخد وقتي او لسه مش جاهزة او استنى اخلص شغلي... انا مش هستنى اكتر من كـ..
قاطعته جومانا قائلة :
_ و انا بعد اللي شوفته اليومين اللي فاتوا دول مش هقدر استنى بردوا يا نديم... مش بعد م كنت هتروح مني هستنى و هبعد عنك... اديني بس وقت افاتح اخواتي في الموضوع و اقول..
قاطعها نديم تلك المرة و قال :
_ متشغليش بالك بالكلام ده كله انا هظبط كل حاجه.
تعجبت جومانا و قالت :
_هتظبط كل حاجه ازاى؟
_ ملكيش فيه بقي ، المهم حبيبي ينام دلوقتي عشان بقالك كذا يوم صاحيه.
هتفت جومانا قائلة :
_ لا استنى قصدك ايه؟
قال نديم لها و هو يغلق المهاتفه :
_ باي باي يا حبيبي تصبحي علي خير.
ليغلق نديم المهاتفه بعدها و تنظر جومانا إلى الهاتف بتعجب من أمره و مما يخطط له نديم ؛ اما هو فترجل من السيارة و دلف الي بناية عائلته قاصداً منزلهم و فور طرقه للباب كان فُتح ليظهر نادر أخيه الذي استقبله و هو يهتف بصوت عالى :
_ نديم!
ليسرع بعدها و يعانقه بحرارة و اقترب على آثر صوته باقي عائلته و الذين رحبوا بنديم بإشتياق و خوف ، لتقول داليدا بعد جلوسهم جميعا حول نديم :
_ بقي كده يا نديم؟ تعرض نفسك للخطر للدرجه دي؟ انا كنت هموت من القلق عليك.
عقب محمود على حديثها قائلاً :
_ و هو بقي بيهمه حد ؟ م خلاص كبر علينا و نسي ان ليه اهل بيخافوا عليه.
تنهد نديم و قال :
_ مين قال كده بس؟ انتوا عارفين نظام شغلي و مش اول مهمة ليا ف ايه الجديد؟
تدخل ياسين قائلاً بقلق :
_في ان المهمة دي كانت غير يا نديم و الأخبار اللي سمعتها في اليومين اللي فاتوا مكنوش ساهلين خالص علينا!
قاطعه نديم قبل أن يكمل حديثه و قال :
_ المهم انى كويس اهو و اول م رجعت من السفر جيت على هنا و حقيقي انا تعبان و مش قادر اتكلم عن المهمة دي تاني.
قالت داليدا له :
_ ادخل ارتاح جوا يا حبيبي و ثواني و يكون الاكل جهز.
وقف نديم و قال :
_ لا يا حبيبتي انا مش قادر حتى اكل.. عايز انام و بس.
خطى نديم بضع خطوات نحو غرفته ليوقفه والده عندما قال :
_ جومانا أخبارها ايه؟ مش كانت معاك في المهمة بردوا؟
استدار نديم و نظر الي والده قائلاً :
_ جومانا لولاها كان زمانكوا بتاخدوا عزايا و مش ببالغ انا فعلاً كنت ميت لولا انها لحقتني و ياسين عندكوا يبقي يحكي ليكم اللي هيسمعه في الشغل عن مهمتنا .
قالت داليدا :
_ بعد الشر عليكوا يا حبيبي.. هي فين دلوقتي عايزة اكلمها اطمن عليها.
ابتسم نديم لها و قال :
_ كلميها بكرة عشان نامت دلوقتي.
ابتسمت داليدا و قالت :
_تمام يا حبيبي ادخل ارتاح يلا.
ليصيح نادر فجأه قبلما يغادر نديم :
_ لا معلش قبل م سيادتك تدخل تنام هو انت عندك اي مهمات تانيه او شغل تاني؟ انا عايز اتجوز و معلق فرحي بسبب شغلك خلي بالك!
وبخت داليدا لنادر قائلة :
_ ولد! خلي اخوك يرتاح من شغله و نبقي نشوف فرحك ده بعدين.
ضحك نديم و قال :
_ لا لا بعدين ايه ده بقاله سنين طالع عينه.
ليردف بعدما نظر إلى نادر :
_ انا فاضي مش ورايا شغل نهائي جهز اليوم اللي يعجبك و انا معاك.
تهللت اسارير نادر و صاح فرحا قائلاً :
_ ايوا بقاا الواحد طلع عينه في الجوازة دي.
ضحك نديم عليه ثم تركه و اتجه إلى غرفته ليسقط نوماً فور رؤيته للفراش..
__________________________________________________
باليوم التالى كانت جومانا جالسة ببيتها حين استمعت إلى طرقات الباب التى لا تهدئ لتتيقن من الطارق و ذهبت بخطوات متحمسه نحو الباب و فتحته لترى صديقبها واقفين أمامها بغيظ و قال كلاهما بنفس الوقت لها :
_ كفارة.
تعجبت جومانا و ضيقت حاجبيها ، ليدلف كلا من إلياس و مريم إلى المنزل ، لتقول جومانا :
_ كفارة! على ايه؟
جلست مريم و قالت بغيظ لها :
_مش سيادتك كنتي محبوسه بردوا؟
ضحكت جومانا ، ليقول إلياس بغيظ لها :
_ شوفي البارده بتضحك ازاى؟!
علت ضحكات جومانا و قالت لهم :
_ ده أدهم كان بيهزر معايا.
ظهر على إلياس الجديه و قال :
_ لا يا جومانا مكنش هزار ، انا عرفت ان أدهم سجلها في ملفك ... عملتي ايه يوصل أدهم انه يحبسك؟
صمتت قليلاً قبل أن تقول :
_ اختلفنا في شغل و كان بيأدبني.
لم تنطلي عليهم كذبة جومانا ، لتقول مريم :
_ شغل ايه ده اللي يوصل للحبس! قولي كلام نعقله.
أجابت جومانا عليها قائلة :
_ صدقيني اختلفنا في شغل مش اكتر و لو مش مصدقين عندكم أدهم اسألوه او اي حد من اللي كان موجودين! م الكلام ده حصل قدام الكل و محدش متفرجش علينا.
نظروا لها نظرة مبهمة ليقول إلياس إليها :
_ طب و الحادثه اللي حصلت؟
نظرت له جومانا بإستفهام قائلة :
_حادثة ايه؟
تردد إلياس للحظات قبل أن يقول :
_خالد السويسي.
لم تتغير معالم وجه جومانا كثيرا و قالت :
_ ربنا رحمه من تحت ايدي.. لو كنت اعرف انه موجود في مصر مكنش هيلحق يعمل حادثته دي.
تعجبوا من حديثها ، لتقول مريم :
_ يعني ايه؟ هو مش انتى اللى ورا الحادثه؟
تصنعت جومانا التعجب و قالت :
_ لاء طبعا! ده انا عرفت بالحادثه بعد م خرجت من الحبس.
قال الياس بتشكك :
_ و هو مش غريبه إنك تتحبسي في نفس وقت الحادثه؟
زمت جومانا شفتيها ثم قالت :
_ بيني و بينكم انا حاسة ان أدهم كان عارف ان خالد السويسي في مصر و عشان كده هو حبسني و خاف لأعرف و اتهور و اعمل اي حاجه بس الحظ جه في صالحه لما خالد عمل الحادثه و مات و ساعتها بس طلعني و بعتني بعدها المهمة الأخيرة دي عشان مشغلش بالي بالحادثه او غيرها.
انهت حديثها لترى بعدها علامات الاقتناع بادية على وجوههم ، لتغير مسار حديثهم و تقول لهم بحماس :
_ سبكوا مني بقي و احكولي سافرتوا فين و روحتوا فين بالتفاصيل.
نظر إلياس لها بغيظ قائلاً :
_ احنا يدوب لسه بنشم نفسنا من بعد بهدلة الفرح و الاقيلك تليفون جايلي و بيقولي انك انتى و نديم مختفيين و كلها كام ساعة لو مظهرتوش هيعلنوا وفاتكم! و طبعا الهانم سمعت كده و قعدت تصوت و انا قاعد مكاني من الصدمه و مش عارف لحد دلوقتي إزاى احنا رجعنا مصر بحالتنا دي...
نظرت لهم جومانا بشفقة و قالت :
_يا حراام ملحقتوش تتهنوا.
تملك الغيظ من إلياس ليأخذ وسادة صغيرة من على الاريكه و قذفها عليها ، لكن تفادتها جومانا بسهولة و قالت له :
_ مجتش فيا
صاح بها إلياس قائلاً بضيق :
_ باردة.
ضحكت مريم عليهم و قالت لهم :
_ اهدوا شوية بقي هتفضلوا زي العيال كده؟
لم تصمت جومانا على إثارة غيظ الياس و ظلوا يتشجارون سوياً و يمزحون تارة أخرى حتى انسحبوا إلى منزلهم...
------------------------------------------------------------------
بعد عدة أيام كان نديم جالس بشرفه غرفته يتحدث بالهاتف مع جومانا ، ليصيح بتذمر إليها :
_ هو انا مش هشوفك بقي ولا ايه؟ انتى وحشتيني.
ابتسمت جومانا و قالت له :
_ و هو العيب من عندي ولا عندك؟ م انت اللى مشغول مع نادر اخوك.
زفر نديم و قال :
_ يسلام ؟ هو انا مش كل شوية بقولك هعدي عليكي و يلا نتقابل؟
_ ايوا بس اخوك هيتجوز و محتاجك جنبه و انا مش هطير يعني ، و بعدين أقف جنبه دلوقتي و اتمرمط معاه عشان هتحتاج تمرمطه معاك قريب.
ابتسم نديم و قال :
_ ايوااا القريب ده اللى هو امتى؟
_ م انا قولتلك يا نديم بعد فرح نادر ان شاء الله نبقى نشوف دُنيتنا احنا.
_ انا نفسي اعرف نادر ده اخو مين فينا؟ انا اخوه اهو و مش فارق معايا.
ضحكت جومانا و كادت ان تجيبه لكنها استمعت إلى صوت رنين الباب ، لتقول بتعجب إلى نديم :
_ استنى كده عشان في حد بيخبط علي الباب.
قال لها نديم :
_ انتي مستنيه حد؟
نفت جومانا له و ذهبت نحو الباب و فتحته لتتفاجئ بمالك أخيها و ابنه ، لتقفز جومانا عليه فرحاً و صاحت غير مصدقه :
_ مالك!
عانقته جومانا بشدة ثم حملت لؤي طفلهه و قالت بسعادة :
_ لولو حبيب عمتو واحشني جدااا.
ثم نظرت إلى مالك و و قالت :
_ كده يا مالك متقولش ليا انك رجعت؟ على الاقل كنت جيت خدتك من المطار!
ابتسم لها مالك و قبل رأسها قائلاً :
_ مكنتش عايز اتعبك و بعدين يدوب وصلنا من كام ساعه و حتى مرتحتش و جيت عليكي علي طول.
كان نديم كل ذلك الوقت متصل بالهاتف معاها و اتسمع إلى حديثها مع أخيها ليغلق الهاتف مبتسماً و انتظر ان تحادثه هي ، اما جومانا فجلست بجانب مالك و هي تحمل لؤي و تداعبه ثم نظرت إلى مالك قائلة :
_ مراتك فين؟ و جيت امتى؟
ابتسم مالك قائلاً :
_ لسه جاي من كام ساعه و وصلت تقي عند اهلها و جبت لؤي عشان يشوف عمته.
قبلت جومانا لؤي عدة مرات من وجنتيه و هي تقول :
_ حبيب قلب و نن عين عمتو والله.
لتردف الي مالك بسعاده :
_ كبر اوي يا مالك بسم الله ماشاء الله.
ابتسم مالك و قال لها بمغزى :
_ عقبالك كده مش ناويا تفرحينا ولا كل لما انزل اشوف وشك متشلفط كده؟
ضحكت جومانا و توترت قليلاً ثم قالت :
_ ناوي تخلص مني ولا ايه؟
ابتسم مالك و قال لها :
_ و انا اقدر ؟المهم احكيلي عاملة ايه في حياتك؟
وقفت جومانا و هي تحمل لؤي طفله و قالت :
_ حصلني على المطبخ احكيلك و انا بعمل حاجه نشربها عشان انا لو فتحت في الكلام مش هنخلص.
ضحك مالك و تبعها إلى المطبخ لتبدء جومانا بالتحدث عن عملها و عن حياتها مؤخراً لتنتهي ثم نظرت له و قالت :
_ و انت بقي يا استاذ مالك ايه سر الزيارة دي؟
قال لها مالك :
_ اقوم امشي ولا ايه؟
نفت جومانا قائلة :
_ لاء بس اقصد انك مقولتش ليا قبل م تيجي زي كل مرة و تقى مش معاك و ساكت كده و مش على بعضك!
لتردف بعدما جحظت اعينها بذهول :
_ اوعى لتكون متخانق معاها و سبتها و نزلت و سايبني عاملة ارغي كل ده و انت متضايق؟!
تعجب مالك من حديثها و قال :
_ لاء طبعاً و انا اقدر ازعلها!
_ امال ايه بقي؟
قال لها مالك :
_ نزلت عشانك.
تعجب جومانا و رددت حديثه قائلة :
_ علشاني ؟
اومئ مالك و قال بإبتسامة :
_ ايوا ، العاشق الولهان بيكي مش مبطل زن عليا عشان انزل مصر اقابله و ياخد مني ميعاد!
ذُهلت جومانا و لم يستوعب عقلها حديث مالك لتقول له :
_ مين العاشق الولهان؟
ابتسم مالك قائلاً :
_ الرائد نديم.. ولا المقدم دلوقتي...
#حور_ساري
#ألواح_القدر_الجزء_التاني
#ألواح_القدر
#روايات #اكشن #تشويق #مغامرة #خيانه #أنتقام #جومانة_الصفتي #رومانسيه #وعد #غموض #فراق #حورساري
أنت تقرأ
ألواح القدر (الجزء الأول و الثاني)
Mystery / Thrillerاعتادت قول "لو انك تمضي عبر الجحيم استمر في المضي" لكنها رضخت بنهاية إلى حال الدنيا و القدر ، و خضعت لمراحل الحزن الخمسة ( الإنكار ، الغضب ، المساومة ، الاكتئاب و القبول ) لكنها أرادت ان تضيف مرحلة أخرى... الإنتقام! تقلبت بها دروب الدنيا و اقدرها...