#البارت_الخامس_عشر_الجزء_التاني
#ألواح_القدر_الجزء_التاني
#ألواح_القدر
#حور_ساري
_ انتى عايزة مني ايه ؟ بتبعدي مرة واحده و بتقربي مرة واحده ليه؟ طردتك كذا مرة و بردوا بترجعي و لما أقرب انا بتبعدي..ليه كل ده.. و ارجوكي ارجوكي يا جومانا جاوبي على سؤالي بشكل مباشر.. احنا مبقناش عيال صغرين عشان نلف و ندور علي بعض.
نظرت له جومانا طويلاً ، ثم تنهدت بعمق حتى تتخلص من التوتر الذي تملك منها و قالت بعدما اغمضت عينيها :
_ ببعد لانى تايهه يا نديم ، تايهه و مش عارفه اعمل ايه و توهاني ده مش بسبب رجوعك لاء....انا تايهه و مشتته من زمان ، انا بهرب من نفسي و مش عارفه انا عايزة ايه...انا مش لاقيه نفسي اصلا..
فتحت عينيها و ثبتت نظرها الي عينه و قالت بضعف :
_ انا مش لاقيه جومانا ..تاهت مني و مبقتش عارفه ارجعها...قولتلك محتاجه وقت لاني عايزة الاقي نفسي و اعرف انا بقيت فين لاكن انت اتسرعت و حكمت حكمك عليا و قولت لنفسك انى رفضاك و انا عمري م رفضتك ، اه انا بعدت عنك سنين بس ده كان الأحسن لينا احنا الاتنين ، و سيبك من زمان و اللي حصل زمان عشان انت قولت انك سامحتني و انا كمان سامحتك ، خلينا في دلوقتي...انا مش هقدر اثق فيك غير لما الاقي جومانا اللى تاهت مني و ارجع اثق في نفسي من تاني ، ارجوك اديني وقتي يا نديم.
لاحظت تعابير وجهه التى توحي للرفض لمنطقها و كاد ان يعترض ، لتسبقه جومانا بقولها:
_ انا محتاجاك جنبي بس في نفس الوقت عايزة قبل م ناخد اي خطوة في علاقتنا اكون واقفه على أرض صلبه الأول ، انا محتاجه الاقي نفسي يا نديم.. هاا قولت ايه؟ هتستنى؟!
تنهد نديم و فك قبضه يده من يديها لكنه لم يتحرك انش و مزال يعتليها و نظر إلى ملامحها بتفحص ، ثم قال بهدوء يغلفه الغيظ منها :
_ هستنى يا جومانا...و هو انا بعمل ايه غير اني استنى.
ليردف حاسماً امرهما :
_ انتى كده كده هتبقى ليا بمزاجك او غصب عنك هتبقى ليا يا جومانا و مش هسمح انك تتصرفي من دماغك و تبعدينا عن بعض تاني ، عايزة وقت ماشي براحتك خدي الوقت اللى يريحك لان انتى في الاخر ليا انا.
قطبت جومانا حاجبيها قائلة :
_ انت هتجبرني ولا ايه؟
اومئ نديم رأسه ثم قال :
_ اه هجبرك.. لما الاقيكي غبيه و مش بتعملي حاجه غير انك توجعينا احنا الاتنين و بتتصرفي بغباء و بتهور ف آه يا جومانا هجبرك و محدش هيقدر يقف قصادي.
اخفت جومانا ابتسامتها و اصطنعت الضيق منه ثم قالت:
_ تمام سيادتك سمعت اللى انت عايزوا مني و قولت كمان اللى انت عايزوا ، ممكن توسع و تسبني اقوم؟
ابتسم لها نديم بخبث و اقترب من وجهها اكثر و قال بتلاعب :
_ انا مش ماسكك عايزة تقومي قومي!
توترت جومانا من اقتربه و نظراته التى تتفحصها بتمعن شديد و قالت :
_ ابعد عشان اقوم.
نظر نديم إلى عينيها ثم تلقائياً وجه نظره إلى شفتياها لتلح أفكار كثيره بعقله ليفعلها ، لكنه تذكر حديثها معه منذ قليل ، ليبتعد عنها مرغماً ، لكنه لاحظ قبل اعتداله قلادتها التى ظهرت من قميصها ، ليقترب منها مرة أخرى و يمد يده حتى يمسك القلادة ، لكن صرخت به جومانا قائلة بعدما اغمضت عينيها بقوة :
_ نديم انت وعدتني انك هتسبني!
نظر لها نديم بذهول ، ماذا تعتقد و بماذا تفكر هي! كاد ان يغضب لكنه لاحظ انكماشها أسفله ، ليبتعد عنها قليلاً لكنه آصر على إظهار تلك القلادة و امساكها ، ليقول بهدوء :
_ انا كنت عايز اشوف السلسلة بس.
تنهدت جومانا عندما ابتعد نديم عنها لتعتدل هي الأخرى و تنظر له ، لتراه مبتسماً ابتسامه واسعه و هو يمسك بقلادتها ، و يقول لها :
_ هي لسه معاكي!
ابتسمت له جومانا بعدما شردت في ابتسامته ، و قالت :
_ عمري م قلعتها من رقبتي اصلا..حتى لما دخلت المدرسه و الكليه طلبوا منى كتير اخلعها لكني رفضت جدا..
امسك نديم بالخاتم الذي معلق بالقلادة و قال بتعجب :
_ انتى معلقه الخاتم كده ليه.
ابتسمت له جومانا و قالت في حزن و حماس :
_ الخاتم كان كبير عليا و قولتلك الكلام ده زمان و انا مكنتش عايزاه يقع منى و عايزاه معايا على طول ف ده كان الحل الوحيد انى اعلقه في السلسله.
ابتسم لها نديم و أظهر قلادته هو الاخر و قال :
_ انا كمان مقلعتهاش.
لم تقول جومانا شيئاً فقط ظلت تبتسم له في سعادة لكنها وقفت فجاءه ، ليتعجب منها نديم و يقول :
_ وقفتي ليه؟ في حاجه ؟
نفت جومانا و قالت بإحراج :
_ قعدتنا كده غلط ، احنا حرفياً قاعدين في اوضه النوم.
ضيق نديم عينه قليلاً ثم قال بإستسلام لها :
_ تمام انا مش هتعرض على كلامك و مش هقول حاجه تعالى نقعد برا في الصالون.
اومئت له جومانا و سبقته سريعاً لخارج الغرفه ، ليضرب نديم كف بأخر في قلة حيلة و هو يقول :
_ مجنونه ، والله مجنونه و هتجنني معاها !
خرج نديم لها ليجدها واقفه أمام طاولة موضوع عليها إطارات لصور تجمعها مع نديم ، ليقول لها :
_ سرحانه في ايه؟
نظرت له جومانا و قالت بتعجب و تمسك بإحدى الصور لهم :
_ ازاى اهلك معرفونيش في المستشفى؟ مظنش ان شكلي اتغير اوي و اكيد بردوا هما شافوا الصور دي!
_ محدش من أهلى دخل الشقه دي قبل كده و محدش شاف صورتك خالص.
اومئت له جومانا رأسها و نظرت له قائلة :
_ لعلمك انت توهتني و خلتني انسى سبب وجودي هنا.
اقترب منها نديم و استند على الطاولة قائلاً :
_ و اللى هو ؟
_ انى ارجعك المستشفي! انت تعبان يا نديم و محتاج رعاية و مش هكرر كلامي كتير بعد ازنك ادخل غير هدومك و لم حاجتك يلا.
تركها نديم و جلس على إريكة و وضع قدميه على طولة صغيرة أمامه و قال :
_ انا مش هروح مستشفيات .
ثم اردف بتلاعب :
_لو انتى مُصرة اوي ف انا مريض و واخد تلت طلقات و مش هقدر احرك دراعي و هتضطري انك تساعدني و انا بغير هدومي.. ايه رأيك؟
أنهى حديثه بغمزة ، لتنظر له جومانا بصدمه و خجل لكن سرعان م تمالكت نفسها و اخذت سلاحها من حزامها الجلدي و وضعته بقوة على الطاولة أمام نديم و فعلت المثل مع هاتفها ، و قالت بضيق :
_ فين علبه الإسعافات الأولية اللى هنا و متقوليش انك معندكش علبه اسعافات.
ابتسم بإستفزاز لها و قال لها موقعها لتذهب جومانا و تبحث عنها ، و فور ذهاب جومانا صدح رنين هاتفها ، ليمسكه نديم بتلقائية و يرى من المتصل ثم صاح بصوتٍ عالٍ :
_ جومانا موبيلك بيرن ، واحد اسمه سامر بيتصل بيكي.
ليتفاجئ نديم بجومانا تعود مسرعاً و هي تمسك ب عُلبة الاسعافات الأوليه و تقول في توتر :
_ متردش يا نديم.
و سرعان ماقتربت منه و سحبت الهاتف من بين يديه و اغلقته ، ليتعجب نديم و يقول :
_ انتى قفلتي الموبيل ليه! و مين سامر ده؟
توترت جومانا قليلاً ، ثم قالت بلا مبالاة :
_ حد معرفه.
لتردف قائلة :
_ المهم اقلع التيشيرت بتاعك عشان اغير على الجرح و اطهره ولا دي كمان مش عايزها؟
لاحظ نديم توترها و تغيرها لحديثهم ليتقبل هذا و لم يتحدث عنه ، و جارها في حديثها قائلاً:
_ جومانا انا فعلاً دراعي واجعني ممكن تساعدني اقلعه؟
ليردف بخبث:
_و متقلقيش مش هتشوفي حاجه جديده عليكي لما اقلع التيشيرت.
نظرت له جومانا بذهول ثم لكمته في ذراعه السليمه و قالت بخجل :
_ انت قليل الأدب و انا غلطانه انى قاعدة معاك اصلا.
كادت ان تقف و تتركه لكن امسك نديم بيديها و قال و هو يضحك بشدة :
_ هو انا كذبت يا بنتي؟ و بعدين يلا ساعديني بجد انا مبهزرش.
نظرت له جومانا بتشكك ثم اقتربت منه و ساعدته حتى يخلع قميصه بإستسلام ؛ نظرت جومانا إلى جرحه و قالت :
_ هنضف الجرح و هطهره و هحط عليه الكريم اللى سيادتك مفكرتش تفتح علبته اصلا.
ابتسم لها نديم و قال :
_ انا بين ايديكي اعملي فيا ما بدالك.
نظرت له جومانا و لم تجيب عليه ، و بدأت بتنظيف و تطهير إصابته ، قال لها نديم و هي تدهن على جرحه ذلك الكريم :
_ عارفه ، انا نفسي في قهوة اوي.
نظرت له جومانا و قالت و هي تضع ضمادة على إصابته :
_ ايه رأيك اعمل لينا اتنين قهوة نشربهم سوا؟
جلست أمامه بعدما انتهت و قالت :
_ إلا لو انت مش حابب اني اقعد هنا اكتر من كده.
نفى نديم برأسه و قال :
_جومانا...انا بتمنى وجودك معايا على طول ، انتى بتقولي ايه بس!
ابتسمت له جومانا و وقفت قائلة :
_ خليك هنا و انا هروح اعمل لينا قهوة.
لتتركه جومانا سريعاً و تدلف إلى مطبخ منزلة لتُعجب به و بشكله الذي يميل للنظام الأوروبي ؛ بدأت بعمل القهوة و كانت تنتقل في المطبخ بإريحية و هي تشعر كأنه ملكاً لها و ليست المرة الأولى التى تتواجد به ، ثم حضرت بعض الشطائر بجانب القهوة ، لتتفاجئ بنديم يدلف و يجلس على مقعد أمام طاولة عاليه من الرخام و قال :
_اتأخرتي فقولت اطمن عليكي.
ابتسمت ثم قالت دون أن تنظر له :
_ ثواني و اكون خلصت.
ابتسم لها نديم و شاهدها بإستماع و هي تتنقل هنا و هناك كأنه بيتها ليشعر السعادة و تمنى ان يأتي اليوم الذي ستصبح فيه ملكه بيته بأسرع وقت ، انتهت جومانا و اخذت ما حضرته من طعام و جلست بمقعد مجاور لنديم و ناولته القهوة الخاصه به ، و قالت :
_سرحان في ايه مخليك مبتسم اوي كده؟
اخذ نديم القهوة منها و وضعها جانباً ثم قال :
_ تخيلتنا متجوزين و واقفين بنحضر الغداء سوا و بنتخانق مين هيغسل المواعين لأن احنا الاتنين راجعين تعبانين من الشغل و في الاخر انا بستسلم و هقولك خلاص انا هغسلهم و ارتاحي انتى ، بس تقريبا كده بصعب عليكي و في الاخر بنساعد بعض في غسيل المواعين.
ابتسمت له جومانا و قالت بعدما ارتشفت رشفه من القهوة الخاصه بها :
_ مقدرة الرومانسيه الجميله دي بس في اختراع اسمه غسالة اطباق.
نظر لها نديم بذهول و قال :
_مش ممكن بجد! انتى فصيلة اووي فعلاً.
ضحكت جومانا و قالت :
_بنهي معاناتك مع غسيل المواعين انا غلطانه؟
قال نديم بغيظاً منها :
_لاء ابداً و هو انتي بتغلطي خالص!
ثم اردف و هو ينظر إلى صحن الشطائر الذي حضرته :
_ و بعدين ايه السندوتشات دي كلها ! في حد بياكل مع القهوة اصلا؟ مش هتبطلي بقى العادة دي؟
ابتسمت جومانا و قالت :
_ سيادتك محتاج تتغذى و مظنش انك بتاكل كويس اصلا ف يدوب تاكل الكام سندوتش دول عشان تسند طولك و اه مبطلتش العادة دي.
ابتسم لها نديم و هو يمسك يدها حتي يُقبلها :
_ يسلم ايدك و ربنا ميحرمنيش منك ابداً.
خلجت جومانا و توترت ليقع فنجان قهوتها علي ملابسها لتقف و هي تصرخ :
_ آاه يا نديم القهوة!
اقترب منها نديم سريعاً و قال بقلق :
_ اقلعي القميص بسرعه القهوة سخنه جدا عليكي
نظرت له جومانا بحدة ، ليقول لها نديم :
_ مش وقت نظراتك دي ادخلي الاوضه البسي اي تيشرت من عندي يلا و بلاش عناد.
شعرت جومانا بالحيرة لكن مع شدة حرارة القهوة التي على ملابسها دلفت سريعاً إلى غرفته و خلعت بالفعل قميصها و ارتدت قميصاً من ملابس نديم ، لتخرج له و هي تشعر بالحرج لترى نديم يقف و يجهز قهوة جديدة غير التي اوقعتها هي ، لتقول له :
_ خلاص بقى بتعمل قهوة ليه.
نظر لها نديم و ابتسم قائلاً :
_ هدومي هتاكل منك حته.
ابتسمت جومانا بخجل ، ليقترب منها نديم و هو يحمل فنجان اخر من القهوة لتبتعد جومانا و تقول :
_ لا ابعد القهوة دي عني بقى لحد م تبرد.
ليضع نديم القهوة جانباً و يقترب من جومانا قائلاً بقلق :
_ حاسة بايه؟ القهوة حرقتك؟
نفت جومانا و قالت لتطمئنه:
_ لاء انا كويسه متقلقش.
ابتسم لها ، لتأخذ جومانا شطيرة و تضعها في فمه قائلة :
_ سيادتك هتاكل السندوتشات دي كلها.
قطم نديم قطعه من الشطيرة و قال :
_ هاكلهم عشان من ايدك بس.
جلست جومانا و قالت :
_ نديم بطل كلامك ده.
جلست نديم بجانبها و قال :
_ كلام ايه؟
_ كلامك يا نديم و حركاتك دي ، احنا مرجعناش على فكرة.
تنهد نديم و قال بقلة حيلة :
_ عارف ، بس مفيهاش حاجه لو اتعاملنا على راحتنا خلينا نرجع واحده واحده يا جومانا ، متفكريش في كلامك قبل م تقوليه و انا كمان مش هفكر في اي حاجه قبل م اتكلم...ممكن ولا لاء؟
اومئت له جومانا رأسها ، ليغير نديم مجرى الحديث و يقول :
_ الا هي البنت اللى كانت مع عابد حالتها ايه دلوقتي؟
نظرت له جومانا بغيرة و قالت بإندفاع:
_ عايز منها ايه ولا تكون الأستاذة سوني عجبتك
تعجب نديم و قال :
_ سوني مين؟ و عجبت مين انتى كمان
قالت جومانا بضيق و هي تحتسي قهوتها :
_ م هي البنت اللى بتسأل عنها اسمها سوني و متقلقش اوي عليها حبستهالك.
ذُهل نديم منها و قال :
_ حبسيتها يا مجنونه!
_ اه حبستها مش كانت في موقع التهريب!
اردفت بغضب :
_ واحده و بتشتغل وسط تجار مخدرات مالك انت بيها و كنت هتموت عشانها ليه؟
ضحك نديم عليها وقال :
_ مش كانت متكتفه و آسيرة ليهم!
نظرت له جومانا بضيق و قالت :
_ خلاص ابقى روح خرجها بقى و اتطمن عليها يا بتاع آسيرة انت.
ابتسم نديم عليها و قال و هو يغمز لها :
_ و انا اقدر اتطمن او ابص علي حد غيرك انتى بردوا.
فتحت جومانا أعينها على وسعيهما و قالت :
_ نــديـــم!!!
وقفت وقالت :
_ بقولك ايه يا عم انت انا همشي دلوقتي و هجيلك بكرة عشان اغير على جرح سيادتك.
مسك نديم يديها و قال برجاء:
_خليكي شوية كمان.
جومانا بقلة حيلة :
_ مش هقدر انا جيت فجاءة و معرفتش حد اني همشي و عندي شغل كتير و الفون مقفول و تلاقي جالي مكالمات قد كده ، وعد هجيلك بكرة.
ابتسم لها نديم و قال :
_ طب تعالى اوصلك.
_ توصل ايه يا نديم انت تعبان يا بابا و بعدين انا مش عيلة صغيرة انا كبرت خلاص.
_ و لو عدا مية سنه هتفضلي عيلة صغيرة بنسبه ليا يا جومانا.
ابتسمت لها و قالت :
_ تمام ماشي بس ارتاح دلوقتي اوكيه؟
اومئ لها نديم ، لتتركه جومانا و ترحل و هي تشعر بالسعادة ، لقد تحسنت علاقتها مع نديم نوعاً ما بل تحسنت كثيراً و تشعر كأنها عادت إلى تلك الفتاة ذات السته عشر عاماً ؛ اما نديم فجلس في حيرة من المستقبل ، ما الذي سوف يفعله الي حين يجتمع معها؟ و إلى متى سينتظر؟ و الأهم من كل ذلك من سامر الذي كان يهاتفها و لما شعرت بالتوتر؟ ما الذي تخفيه عليه؟! غرق نديم في أفكاره حتى سقط في النوم من إرهاقه .
عند جومانا كانت عادت إلى مقر عملها و جلست برفقه فريقها تتابع معهم إحدى القضايا و لاحظت جومانا ان ياسين ينظر لها بتعجب لكنها تجاهلته و آمرت الفريق بالرحيل لكنها وجدت ان ياسين الوحيد الذي تبقى ، لتنظر له جومانا بتسأل و تقول :
_ في حاجه يا ياسين؟
توتر ياسين قليلاً قبل أن يقول :
_ هو حضرتك كنتي عند نديم من شوية؟
نظرت له جومانا بحده و قالت :
_ افندم! مين قالك الكلام ده؟
_محدش قالي بس حضرتك من اكتر من ساعتين كنتى هنا و لابسه قميص و اختفتي و ظهرتي بعدها بتيشرت زي بتاعة نديم اخويا بظبط ف عشان كده بسأل حضرتك ، انتى كنتي عنده؟
نظرت له جومانا قليلاً قبل ان تقول له ببرود :
_ و انت مالك؟
تعجب ياسين من ردها ، لتردف جومانا قائلة :
_ سواء انا كنت عنده او لاء و سواء انا لابسه تيشرت زي بتاعته ولا لاء ف انت مالك؟ يعني انا مش قادرة افهم سيادتك لمجرد انى لابسه تيشرت زي بتاعه اخوك ف معني كده ان دي بتاعته؟ المصنع اللى عملها معملش غيرها؟
نفي ياسين سريعاً و قال :
_ لاء الحكايه مش كده الموضوع ان..
قاطعته جومانا قائلة بحدة :
_ جوا الشغل يا ملازم أول يبقى كلامك معايا في الشغل و بس و نديم بنسبه ليا مش اخوك لا ده زميل و مش هسمح بأي تلميحات سخيفه سواء منك أو من غيرك تمام يا استاذ؟ يلا مع السلامه.
حاول ياسين إصلاح موقفه لكن لم تسمح له جومانا و أشارت له بالرحيل دون أن تنبث بكلمه أخرى ، ليخرج ياسين من عند جومانا و يتركها جالسه تفكر ، أمسكت جومانا بقميص نديم و قالت لنفسها :
_ باين اوي انه مش بتاعي يعني؟!
اشتمت جومانا القميص لتلاحظ ان عطر نديم ملتصق به لتبتسم و شردت به ، دلفت بعدها مريم لتجد جومانا جالسة بشرود لتقول لها :
_ بتفكري في ايه؟
ابتسمت لها جومانا و قالت :
_ بفكر في فرح القمر اللى قدامي ده.
ابتسمت لها مريم و جلست أمامها و قالت :
_ ياااه يا جومانا مش مصدقه ان كلها اخر الشهر و اتجوز انا و إلياس!
_ ولا انا مصدقه ولا اهلك مصدقين ولا إلياس بذات نفسه مصدق انكوا اخيرا هتتلموا في بيت واحد.
ضحكت مريم ، لتردف جومانا قائلة :
_ المهم عايزين نفضي يوم كده عشان ننزل نجيب الحاجات اللى نقصاكي.
اومئت لها مريم و قالت :
_ م عشان كده جيالك ، ايه رأيك في بكرة؟
قطبت جومانا حجابيها و قالت في ازعاج :
_ بكرة!
_ ايوا و هو انتي وراكي ايه يعني هننزل بكرة انا و انتى اليوم من أوله نجيب شوية حاجات نقصاني ، بس متقلقيش يعني امي و خالتي ميتوصوش و تقريباً هما جايبين و محضرين كل حاجه ف احنا كل اللى هنجيبه رافيع خفيفه كده..
قالت جومانا لمريم بتفكير :
_ مينفعش ننزل آخر النهار؟ او نخليها بعد بكرة؟
تعجبت مريم و قالت :
_ ينفع عادي بس ليه؟ سيادتك اصلا بتشطبي القضايا بتعتك و أدهم عارف انك مسحولة معايا ف مش متقل عليكي في الشغل ، ايه بقى اللى شاغلك؟
ترددت جومانا قبل أن تقول :
_ اصل انا وعدت نديم اني هروح ليه بكرة.
مريم بتعجب :
_ نديم! هو أنتوا رجعتوا تتكلموا! و تروحي ليه فين؟
_ روحت لنديم البيت عشان اتطمن عليه لاقيته تعبان و أهمل الجرح بتاعه عشان سيادته ساب المستشفى فغيرت ليه على الجرح و اتكلمنا شوية و خدنا زي هُدنه كده لحد م نقدر نرجع لبعض و وعدته انى هروح ليه بكرة عشان اتطمن على إصابته.
ابتسمت مريم و قالت :
_ قلبتي ملاك رحمه ولا ايه.
ضحكت جومانا بخفه و قالت :
_ لا مش للدرجه ، المهم مش عايزاكي تزعلي او تضايقي انى مش هعرف اجي معاكي بكرة.
نفت مريم برأسها و قالت :
_ انتى بتقولي ايه ده انا فرحانه هو انا أطول اشوفك في فرحي و نديم واقف جنبك كده!
حذرتها جومانا قبل أن تكمل :
_ مريم! انا و نديم مرجعناش يدوب زملاء عمل.
قالت مريم بلا مبالاة :
_ كل دي شكليات و كلنا عارفين انكوا هتموتوا على بعض ، عارفة عم سيد اللى بيعمل القهوة؟ عارف انكوا بتحبوا بعض ، حتى العساكر اللى واقفين على البوابة برا عارفين ، ده مش بعيد وزير الداخلية بذات نفسه يكون عارف انكوا بتحبوا بعض.
ضحكت جومانا و قالت :
_ و محدش انكر حبنا ده ، بس بردوا ده ميمنعش اننا لسه مرجعناش لبعض.
وقفت مريم و قالت :
_ لا انتى كده هتشيلني و انا داخلة على جواز مش ناقصه مع السلامة.
ضحكت جومانا لترحل مريم و تتركها ، لتجلس جومانا قليلاً بمكتبها و بعدها غادرت و اتجهت إلى إحدى المقاهي المُطلة على نهر النيل بعدما آجرت مهاتفه سريعه بالهاتف.
دلفت جومانا إلى المقهى و وقفت قليلاً تفحص المكان ثم اتجهت إلى إحدى الطاولات و جلست ، و بعدها نظرت إلى الجالس أمامها و قالت بإبتسامه :
_ اتأخرت عليك؟
ابتسم سامر لها و قال :
_ في معادك بظبط ، عمرك ماتأخرتي .
ابتسمت جومانا له ثم ارتسمت على ملامحها الجديه و قالت :
_ وصلت لفين دلوقتي؟
اعتدل سامر بجلسته و قال :
_ خالد السويسي وصل مصر من خمس ساعات.
ابتسمت جومانا بشر و قالت :
_ يا مرحب بالغالين.
لتردف بكُره :
_ و إبنه فين؟
قال سامر :
_ احنا مسهليين ليه الدنيا على الآخر عشان يقدر يرجع مصر براحته ، بس بردوا يا جومانا مش هيجي للموت برجلية.
اومئت جومانا رأسها و هي تقول :
_ مش هضطر يرجع الا لحاجه قوية اوي.
لتردف و هي تفكر :
_ حاجه زي موت ابوه مثلا؟
رفض سامر قائلاً :
_ مش هينفع يا جومانا احنا اتفقنا مفيش موت و لو عايزة تخلصي منهم يبقى الاتنين في نفس الوقت و بضربه واحده زي م اتفقنا لكن تامر لوحده و خالد لوحده مش هينفع.
ابتسمت جومانا و قالت :
_ و مين قالك انى مش هخلص منهم مرة واحده؟ تخيل كده معايا ان خالد حالته الصحيه تدهور و يضطر تامر ينزل بهوية مزيفه لمصر عشان يلحق ابوه في آخر أيامه و هوبا الضربه القاضيه عليهم هما الاتنين.
تعجب سامر و قال :
_ حالته الصحيه تدهور ازاى يعنى؟ جومانا انتى قولتلي انك مش هتعملي فيهم حاجه غير انك تسجنيهم متخلنيش اندم انى بساعدك.
ابتسمت له جومانا و قالت :
_ انا مقدرة مساعدتك ليا يا سامر و من زمان شاكرة ليك جدا بس بردوا انت مستفيد من انى امسك خالد هو و ابنه و اسجنهم ، متنكرش ده.
تنهد سامر بعمق و قال :
_ عارف يا جومانا بس متنسيش الاتفاق اللي بينا..
قاطعته جومانا قبل أن يكمل و قالت :
_ عارفة الاتفاق ، انت تساعدني اوصل ل خالد السويسي و ابنه و انا اسلمك الشركاء اللى متورطين معاهم في تهريب المخدرات و السلاح للبلد.
اومئ لها سامر و قال بتأكيد :
_ ايوااا اسلمك خالد و ابنه يعني اسلمهم متكلبشين و انتي تعملي ليهم باي باي من بعيد.
لم تتغير الابتسامه التي رستمها جومانا على وجهها و قالت :
_ ماشي مش هنختلف كتير ، المهم عايزة عنوان خالد.
نظر لها سامر بشك للحظات ثم أخبرها بموقع خالد السويسي ، لتجلس جومانا معه قليلاً ثم غادرت و بدأت بتنفيذ أولى خُطواتها نحو انتقامها.
كانت جومانا تجلس مع احدى الأطباء و تتحدث قائلة :
_ عايزة حاجه تخليه مش على بعضه و يحس انه بيودع لدرجه يكتب وصيته ، ها هتعرف تجيب ليا طلبي؟
نظر لها الطبيب بقلق نوعاً ما ثم وجه نظره إلى سلاحها الذي وضعته على الطاولة أمامه و قال :
_ هجبلك اللى انتي عايزاه.
ابتسمت له جومانا و نظرت له نظرة تحذير بألا يعبث معها ، ثم وقفت و قالت :
_ هعدي عليك كمان يومين اخدها ، عشان بقى لو هتبعت تجبيها من حد او تركيبه هتعملها او اي حاجه المهم اني مش عايزة غلطة فاهم؟
اومئ لها الطبيب ، لتغادر جومانا و هي تشعر بالكُره و الشر بداخلها ، لم تشئ ان تبدء اي نوعاً من العلاقات مع نديم حتى تنهى انتقامها ، ان علم نديم ما تُخطط له جومانا لن يتركها تنفذه و هي لن تترك أحداً يقف بطريق ثأرها و ان كان نديم .
دلفت إلى منزلها و هي تعيد خطتها مراراً و تكراراً بداخل عقلها ، اقسمت انها ستجعلهم يعانون و يستغثون للرحمه ، و لكن لأجل ما تبقى من خير بداخلها سترحمهم و ستمحيهم من الدنيا بأكملها ، لقد عانت بما به الكفاية عندما لبثت طوال التسع سنوات الاخيرة على قيد الحياه و هم يلهُون و يحيون على نفس الأرض التي تتعذب فيها ، آن آوان الاخذ بالثأر لعل تلك النيران تخمد و ان تحيا حياة تليق بتلك الفتاه التي كانت عليها يوماً ما.
جلست على فراشها بتعب من كثرة أفكارها كادت ان تسقط في نومها لكن خطر ببالها ان تهاتف نديم ترددت بالبدايه و كادت ان تهاتفه بالفعل لاكنها تراجعت بلحظتها الأخيرة ، نعم هي تشتاق اليه لكن يجب أن تسير على خطتها اولاً و ان لا تشوش نفسها بمشاعر الحب العاطفيه ، لتدفن وجهها بالوسادة حتى غطت بالنوم ، غافله عن ذلك الذي ينتظرها تهاتفه ، لينظر إلى الهاتف بضيق و قال :
_ مكنش عندها خمس دقايق تكلمني فيهم قبل م تنام يعني!
حدث نفسه قائلاً :
_ طب مهي قالت انها جايه ليك تاني يوم ليه تكلمك لازم تحب فيها قبل النوم يعني! نام يا نديم نام وارتاح عشان تبقى فايق لها بكرة.
ليغط بالنوم هو الأخر ، لتمر الساعات سريعاً و يستيقظ بنشاط ينتظرها ان تأتي إليه ؛ اما جومانا فكانت بمنزلها تقف أمام خزانه ملابسها بحيرة ، ماذا عساها ان ترتدي و هي ذاهبه له؟ لحظه! لما تشعر بالحيرة من الأساس! شعرت جومانا بالضيق من نفسها بسبب عاطفيتها التى تغلبها ، لتسحب إحدى القمصان و بنطال و ارتدتهم بسرعه و تركت شعرها منسدل على غير عادتها ، نظرت إلى نفسها بالمرآة لتشعر انها تنظر إلى تلك الفتاه ذات السته عشر عاماً التى تنتظر والدها حتى يذهب لعمله حتى تتسلل خلسة إلى حبيبها !
حاولت جومانا تركيز مشاعرها إلى إصابة نديم و تعبه حتى لا تفكر بإي اشياء أخرى ثم تحركت و ذهبت له ؛ وقفت أمام باب منزله تنتظره حتى يفتح لها و قلقت عليه عندما آخذ وقت حتى يُفتح الباب ، و فور رؤيتها لنديم قالت بقلق :
_ انت كويس؟ خدت وقت اعبال م فتحت!
ابتسم لها نديم و قال :
_ طب ادخلي الأول طيب!
دلفت جومانا و وقفت تنتظر إجابته ليقول لها نديم :
_ انا كويس متقلقيش كنت بس في المطبخ بحضر حاجه و خدت وقت اعبال م جيت افتح الباب.
تنهدت جومانا براحه و قالت و هي تتجه إلى المطبخ :
_ و كنت بتعمل ايه بقى يا سيادة المقدم؟
لحق بها نديم و قال لها بغزل :
_ الأول قوليلي ايه الحلاوة دي؟
رفعت له جومانا إحدى حاحبيها و قالت :
_ دي مش إجابة سؤالي على فكرة.
اقترب منها نديم و امسك بعض الخصيلات من شعرها و قال :
_ يااه! تصدقي من ساعه م رجعت و انا مشوفتش شعرك ولا مرة سايباه بالطريقه دي! على طول عمله الكحكه الغريبه بتاعتك !
ثم اردف بإبتسامه :
_ شعرك طول اووي! طول عمري بحبه طويل كده.
جذبت جومانا شعرها من يد نديم بخجل و قالت :
_ سيب شعري دلوقتي و قولي بقى كنت بتعمل ايه في المطبخ.
ابتسم نديم و قال بخفه :
_ بحضر فطار لينا.
دلفت جومانا إلى المطبخ و نظرت إلى بعض الشطائر التي حضرها نديم و ابتسمت ، ثم قالت :
_ يعني انا يا حضرة المقدم اجي النهاردة عشان اتطمن و اغير على الجرح بتاعك فتتعب نفسك و تعمل لينا فطار؟
_ ليه محسساني انها اول أصابه ليا؟ دي الاصابه جرح سطحي وسط الاصابات اللى اتعرضت ليها قبل كده و زمان كنت لوحدي و عايش لوحدي و كنت ببقى كويس ، ف قلق سيادتك و خوفك عليا ده ملهوش لازمه.
ضيقت جومانا عينيها و قالت بتلاعب :
_ خلاص يبقى امشي بقى مقدام انت كويس و التلت رصاصات ولا آثرو فيك.
فتح نديم عينه على وسعيهما و قال :
_ ولا آثرو فيا ايه بس استهدي بالله كده ده انا تعبان و منمتش طول الليل من التعب حتى.
_ لا بجد! صدقت انا كده.
اقتربت منها نديم و قال :
_ اه تصدقي ده انا غلبان و واخد تلت رصاصات جابو اجلي يعني.
نظرت له جومانا ببرود و دفعته بعيداً عنها و قالت :
_ اطلع برا اعبال م اعمل لينا قهوة.
استند نديم على الحائط بجانبه و قال :
_ تؤ انا واقف معاكي هنا...حابب اشوفك و انتى بتعمليها
نظرت له جومانا ثم بدأت بعمل القهوة في صمت قطعه نديم عندما قال :
_ م تحكيلي عن أول مهمه ليكي.
قالت له جومانا :
_ طب متقولي انت اول مهمه ليك.
ابتسم نديم و قال :
_ ده على اساس ان اول مهمه ليا مكنتش انتى و عصابتك! و بعدين متجاوبيش السؤال بسؤال و احكي عن المهمه الأولى ليكي و جت ازاى اصلا؟
ابتسمت جومانا و هي تتذكر:
_ من خمس سنين تقريباً او اكتر أدهم جه و قالي انه محتاجني اكون زي كبش فدا لمافيا ايطالية بدل بنت رئيس المخابرات الروسي..
اكملت في قص م حدث بتلك المهمة على نديم وسط تعجبه و انبهارة بها ، ظلوا يتحدثون عن مهماتهم و العمليات الخطيرة التى مرت عليهم و هم يتناولون الفطور سوياً و لم يخلو حديثهم عن مشاكسه نديم لها و خجل جومانا الذي كانت اعتقدت انها لن تشعر به إطلاقاً ، و بعد وقت ليس بقليل وقفت جومانا و قالت :
_ انا لازم امشي.
نفي نديم رأسه و قال :
_ لا مفيش مشي دلوقتي لسه بدري.
وقفت أمامه و قالت :
_تقدر تقولي انا هقعد تاني اعمل ايه؟ مش كنت جايه عشان اتطمن عليك و اغير على الجرح؟ و بعدها قعدنا اتكلمنا كتير!
فكر نديم سريعاً ثم وقف و قال :
_ انا جعان و مبعرفش اطبخ ممكن تساعدني اعمل غدا؟
نظرت له جومانا بذهول قليلاً ثم استسلمت له و قالت :
_ على فكرة انت هتجيب ليا مشكلة!
ابتسم نديم عندما وجدها ستمكث و قال :
_ ربنا ما يجيب مشاكل ، المهم تاكلي ايه؟
رفعت جومانا حاجبيها له و قالت :
_ هو مين اللى جعان فينا! و بعدين مش نشوف الأول انت عندك أكل ايه ممكن يتعمل؟
قالت جملتها الأخيرة و هي تتجه إلى المطبخ و وقفت تبحث على ما يمكن تحضيره و كان نديم يقف بسعادة و هو يشاهدها حائرة لكنه تدخل و قال :
_ في فراخ ممكن نعملها.
اومئت له جومانا رأسها و قالت:
_ و في مكرونه اهي ، تحب نعملها بالصلصه ولا بالوايت صوص؟
رفع كتفيه و قال :
_ اللى تحبيه ، انا اي حاجه من ايديكي هاكلها.
ضيقت عينيها و هي تنظر بحده خفيفة ، ثم تجاهلته و بدأت بتحضير الطعام و ساعدها نديم رغماً عنها ؛ شغل نديم موسيقي و نظر لها بإبتسامه لتبادله جومانا ايها و بدأت بتمايل على الموسيقي و هي تحضر الطعام و انسجم نديم معها ، لتشعر بالسعادة بتلك اللحظات التي تقضيها معه و نسى كلاهما كل ما مروا به و ما تعهدوا به لبعضهم و استمتعوا بتلك اللحظات التى تهديها إليهم الحياة.
وقف نديم و هو يتذوق الطعام و قال بتلذذ :
_ يسلاااام لاء لاء فاجأتني مكنتش اتخيل ان أكلك حلو.
ضربته جومانا على يده بخفه و قالت :
_ متاكلش الاكل لسه مخلصش.
ثم اردفت بتهكم :
_ و بعدين سيادتك مكنتش تتخيل ليه انشاء الله؟
ابتسم نديم و قال :
_انا كل شوية بنبهر بأي حاجه بتعمليها ، و اه مكنتش اتخيل انك بتعرفي تطبخي و قولت ان الشغل واخد كل وقتك.
أجابت عليه جومانا بالقليل من الحزن :
_ من ساعه م اتخرجت من المدرسه العسكرية و انا عايشه لوحدي فطبيعي اتعلم اطبخ ولا كنت هموت من الجوع و محدش كان هيسأل عني ولا هيعرف بموتي.
شعر نديم بنبرة الحزن تلك ليحاول إخراجها منها قائلاً :
_ لسه بردوا مش بتحبي الطماطم؟
ضحكت جومانا و قالت :
_ اكتر من الاول بكتير.
بدء نديم بتقطيع بعض الخضروات و قال بمزاح:
_ و انا كمان مبحبهاش خالص.
ثم اردف بتلقائية :
_ انا مبحبش غيرك اصلا.
كانت جومانا تضيف اللمسات الأخيرة على الطعام لتكسوا الحمرة وجهها و خجلت عندما استمعت ما تفوه به نديم ، و كذلك هو عندما أدرك ما قاله ود ان يعتذر لكنه تراجع ، عن ماذا يتعذر؟ عن مشاعره؟ بتأكيد لن يفعل ، انتهوا من تحضير الطعام و جلسوا يتناولونه أمام التلفاز وسط ضحكاتكهم في سعادة حتى انتهوا و اخذت جومانا الصحون حتى تغسلها لكنها وقفت و نظرت إلى نديم و من ثم انفجرت بالضحك في هستيريا تعجب هو منها ، ليقول لها :
_ مالك يا بنتي شوفتي اراجوز!
نفت جومانا برأسها و واصلت ضحك حتى شعر نديم بالازعاج و صاح فيها :
_ متقولي فيه ايه؟
حاولت جومانا التوقف عن الضحك و قالت :
_ امبارح كنت بتقولي عن تخيلاتك عن غسيل المواعين و اننا هنتخانق مين هيغسلها و ساعتها قولتلك ان غسالة الأطباق مقصرتش ، و احنا هنا واقفين في المطبخ عشان نغسل المواعين و حتى سيادتك مفكرتش تعزم من باب المجاملة ، تخيلات على الفاضي هي ولا ايه؟
ذُهل نديم و قال :
_ انا مفكرتش كده نهائي!
ضحك و قال مردفاً :
_ على فكرة لو مكنتش مصاب مكنتش هخليكي تفكري انك تغسليهم اصلا.
نظرت له جومانا بسخرية و اخذت صحن و بدأت بغسله و قالت :
_ على فكرة لو مكنتش مصاب مكنتش هبقى هنا اصلا!
نظر لها نديم رافعاً إحدى حاجبيه لأعلى ثم قال :
_ والله؟ طب سيبي المواعين طيب
قالت جومانا و هي تضحك :
_ صعبت عليك ولا ايه؟
ثم اردفت بجديه :
_ اصلا انا كنت بهزر و اكيد مكنتش عايزاك تغسل حاجه انا بس افتكرت الموقف ، ثم اني مش هسيبك واقف كده يا استاذ و تعالى نشف الأطباق يلا.
رفع نديم يديه بإستلام لها :
_ هنشفهم و هو انا اقدر اقول لاء.
ابتسمت له جومانا و نظفت هى الصحون و كان هو بجانبها يجففهم حتى انتهوا ، و صنعوا كوبين من الشاي و جلسوا أمام التلفاز مرة أخرى غير عائبين بما مر من وقت ، لكن قطع جلستهم تلك رنين الباب ، لتنظر جومانا إلى نديم و تقول :
_ انت مستنى حد؟
تعجب نديم قال :
_ لاء ، و مظنش انه ريان لاني قولتله ميجيش ليا النهاردة!
_ طب شوف مين مش هنسيب الباب بيخبط كده!
وقف نديم بالفعل و اتجه إلى الباب و نظر إلى تلك العين السحرية به ليُصدم بمحمود والده يقف منتظراً ايها خلف الباب....
#ألواح_القدر_الجزء_التاني
#ألواح_القدر
#حور_ساري
#روايات #رومانسي #مغامرة #وعد #فراق #غموض #مغامرة #خيانه #تشويق #اكشن #البارت
______________________________________________
الرجاء الدعاء ل أولى و تانيه ثانوي و بواسيهم على النتيجة بتاعتهم و ان شاء الله مع تعديل النتيجه ينجحوا كلهم بأذن الله و بالتوفيق لتالته ثانوي و أنشأ الله امتحانتهم تعدي على خير
أنت تقرأ
ألواح القدر (الجزء الأول و الثاني)
Mystery / Thrillerاعتادت قول "لو انك تمضي عبر الجحيم استمر في المضي" لكنها رضخت بنهاية إلى حال الدنيا و القدر ، و خضعت لمراحل الحزن الخمسة ( الإنكار ، الغضب ، المساومة ، الاكتئاب و القبول ) لكنها أرادت ان تضيف مرحلة أخرى... الإنتقام! تقلبت بها دروب الدنيا و اقدرها...