#البارت_الواحد_والعشرين_الجزء_الثاني

517 30 17
                                    

#البارت_الواحد_والعشرين_الجزء_الثاني
#ألواح_القدر_الجزء_التاني
#ألواح_القدر
#حور_ساري
نظر نديم إلى أدهم و قال بإعتراض :
_ يا أدهم انت عارف كويس اننا لو طلعنا سوا محدش هيركز في شغله لسه مُصر تعرضنا للخطر؟
بدل أدهم نظراته بين جومانا و نديم ثم أجابه قائلاً :
_ عارف انه خطر و هيبقي في تشتيت بنسبه ليكو و كل كلامك ده انا عارفه يا نديم بس للأسف مفيش وقت قدامنا انكوا تقعدوا مع فريق تاني و تحكوا ليهم تفاصيل خطفكوا.. انتوا بس اللى مناسبين و انا لو كان قدامي وقت أطول و مش متقيد بمعاد المزاد و العيال المخطوفه مكنتش هحطكوا سوا في مهمة.. المهم روحوا مكاتبكم يلا رجعوا الملف كويس و بعدها روحوا عشان ترتاحوا شويه و بذات انتى يا جومانا ، مش عايزين نضيع وقت اكتر من كده يلا.
خرج كلا من نديم و جومانا من مكتب أدهم  ، و التفت نديم ليقول شيئاً إلى جومانا لكن قاطعه حازم الذي تدخل فجأءة ولا يعلم من أين ظهر :
_ جومانا انتى كويسه؟
ابتسمت له جومانا بإرهاق و اومئت رأسها ، ليردف حازم :
_ انا عملت حسابك في الفطار معايا تعالى نفطر سوا و هقولك على كل المعلومات اللى جمعتها بدل م تتعبي نفسك و تقري الملف.
كادت جومانا ان تجيبه لكن تدخل نديم ساحباً ايها خلفه و هو يقول بتكلف إلى حازم :
_ معلش احنا مستعجلين جدا و ورانا شغل بعد ازنك.
ليسحب جومانا خلفه و يدلف بها إلى مكتبه ، ليجدها تنظر له بغضب و تقول :
_ الطريقه دي و المنظر ده مينفعش يا نديم احرجته جداً!
قال نديم لها بتهكم :
_ عايزة تروحي تفطري معاه خلاص روحي مش همنعك يا جومانا.
تعجبت منه لكنه اكمل سريعاً قائلاً:
_ بس لما اروح اضربه و ابوظ وشه السمج بضحكته الصفرا دي متجيش تقوليلي مينفعش و احرجته.
_ ليه متضايق منه اصلا!
_ عشان مش مظبوط و مش برتاح ليه ، حركاته غريبه كده و بيحاول يقرب منك عرفتي ليه؟
كان يتحدث بإنفعال و ضيق ، لتتعجب جومانا و كادت ان تقول شيئاً لكن قطعها نديم بقوله :
_ ممكن نقفل السيرة الزفت دي و نقعد نشوف المهمه اللى علينا و ندرسها؟
نظرت له جومانا و جلست على أقرب مقعد لها  ، ليأخذ نديم الملف الذي وجده على مكتبه و جلس بجانب جومانا و شرعوا في بدء عملهم سوياً  ، و قد طلب طعام لجومانا حتى تتناوله هي ثم تركها نديم متحججاً انه لديه مهاتفه هامة يريد إنجازها ، ليخرج سريعاً من مكتبه و أسرع بمهاتفه أخيها مالك و الذي تعجب بمهاتفه نديم مرة أخرى له ، لكن اعتذر منه نديم قائلاً :
_ انا آسف جدا لو عطلتك يا مالك بس كنت حابب اطلب منك انك متقولش اي حاجه لجومانا بخصوص طلبي للجواز.
تعجب مالك و قال :
_ براحتك طبعا بس اقدر اعرف ليه؟
_ انا جيت الشغل و لاقيت اني هطلع عملية مهمة مع جومانا ف كنت حابب انها تعرف طلبي ليها بعد العملية مش دلوقتي.
تفهم مالك و قال :
_ تمام يا نديم متقلقش و أنشأ الله انا نازل مصر قريب ساعتها نتقابل و نتكلم و نشوف رأي جومانا ايه بردوا بخصوص طلبك.
ابتسم نديم على هذا و تحدث معه قليلاً ثم أغلق المهاتفه و عاد إلى مكتبه ليجد ان جومانا لم تمس طعامها و عوضاً عن ذلك سقطت بالنوم بمكانها.
لم يهون على نديم ايقاظها و اقترب منها بهدوء و حملها ثم نقلها إلى أريكة صغيرة بمكتبه حتى تنعم ببعض الراحة و جلس على مقربه منها يتأملها فقط لا غير ، كانت علامات الإرهاق بادية على وجهها ، لذا حاول أن يوفر لها الهدوء قدر ما استطاع لانه يعلم اذا استيقظت ستكابر على نفسها و تنفي إرهاقها و تعبها..
حاول نديم ان يكمل عمله على مهمتهم الجديدة لكن هيهات ان يتركه عقله المُشتت بتلك الأميرة النائمه ، كانت عيناه تتسلل كل دقيقه و دقيقه اليها يتفحصها ، يتفحص ملامحها ، أهدابها الكثيفة ، انفها الذي يتوسط وجهها ليُكمل لوحته الفنيه ، شفتيها الذي غرق عشقاً بهما ، لتتسلل عيناه إلى شعرها المربوط بإحكام على هيئة كعكه فوق رأسها ، ليقترب منها و يحل ربطة شعرها حتى تسترخى في نومها ، كاد ان يبتعد عنها لكن أنفاسها المنتظمة التى صدمت عُنقه جعلته في حالة من جنون بها ، ليبتعد عنها بسرعه قبلما يُشرع في عمل شيئاً لن يرضي كلاهما و خرج من مكتبه بالكامل و قد آمر احد العساكر ان لا يسمح لأحد بالدلوف إلى مكتبه او حتى الأقتراب منه ، ثم أسرع الى مكتب أدهم حتى يتحدث معه في أمراً ما...
بعد فترة دلف نديم إلى مكتب جومانا حتى يأخذ بعض الاوراق منه و كان في طريقه للخروج ، ليتفاجئ بحازم يدلف إلى المكتب و هو يقول بعفوية دون أن ينظر إلى من المتواجد بالداخل :
_ جوجو اخيراً ظهرتي ده انا قاعد مستنيكي تفتحي مكتبك من بدري..
قطع حديثه لما تبين له ان نديم هو المتواجد و ليس جومانا ، ليتعجب حازم و يقول له :
_ايه ده نديم؟ انت بتعمل ايه في مكتب جومانا!
ترك نديم الأوراق الممسك بها و اقترب من حازم بغيظ و قال بغضب وحدة :
_ هو انت قولت ايه وانت داخل؟
قال حازم بلامبالاه :
_متخدش في بالك كنت بكلم جومـ..
قاطعه نديم بلكمه في وجهه و امسك بتلابيب ملابسه و قال له بغضب :
_ قولت جوجو هاا؟ انت عايز ايه منها يلا انت؟
ابعده عنه حازم و قال بغضب مماثل :
_ ايه ده انت اتجننت؟ بقولك ايه انا عامل احترام لمكانتك هنا لكن غير كده تصرفي معاك هيبقى مختلف ، و بعدين اللى بيني و بين جومانا ميخصكش في حاجه.
ليردف حازم و هو ينظر إلى نديم ببعض من التحدى :
_اخرج انت منها بس وسيبهالي.
نظر له نديم بسخرية و ردد حديثه قائلاً:
_اسيبهالك! هي قضيه ولا ايه؟
اقترب منه نديم و امسكه من ملابسه مرة أخرى و قال بتحذير رغم إبتسامتة الذي رسمها على وجهه :
_ بص يا حلو انت ، جومانا خط أحمر و انا هعتبرك عيل مش فاهم حاجه احسن م احطك في دماغي عشان ملخبطلكش وشك الأمور ده فاهم؟ مش عايزك حتى تتعامل مع جومانا و اذا حصل يبقى في نطاق الشغل و بس و السلام حتى مترمهوش عليها عشان مسلمش انا على وشك بنفسي ، وصلك كلامي؟ اتفضل بقى.
أنهى حديثه و هو  يُعدل من ملابس حازم و تعتلي على وجهة ابتسامة ضيق ،  لينظر له حازم بذهول و تركه سريعاً خوفاً من أن يضرره بعمله ؛ ليقف نديم و هو ينظر إلى آثر حازم بغضب ، لقد لاحظ اهتمامه بها منذ الوهلة الأولى التى قابلهُ فيها ، رجل مثل حازم ليس يشكل خطراً عليه بالتأكيد لكنه لا يرضى بأن يرى شخصاً يتمنى محبوبته! لن يقبل بهذا بالتأكيد لذا يجب أن يُسرع بزواجه منها فأمراة كجومانا كالعملة النادرة الذي يتقاتل عليها الرجال..
ليأخذ نديم الأوراق الذي يُريدها و خرج من مكتبها و اغلقه و عاد إلى مكتبه و قبل أن يدلف وجد انه بالكاد قد مرت ساعتين فقط و بالتأكيد لم تنعم جومانا بالراحة الكافيه ، ليطلب لهما غداء و يجلس أمام غرفة مكتبه و شرع في قراءة أوراق القضيه منتظراً الطعام حتى يصل ، و قد كان معظم الضباط و العساكر كلما مروا من أمام نديم الجالس أمام مكتبه ينظرون له بتعجب ، حتى ريان اقترب منه بتعجب قائلاً :
_ انت مش لاقي مفتاح مكتبك ولا مطرود منه؟
نظر له نديم بسخرية قائلاً:
_ مطرود منه! بقي انا بعد كل السنين دي اطرد!
_ لا ممكن اتوقع منك اي حاجه ، المهم ايه اللى مقعدك كده؟
ابتسم نديم و هو يقول :
_ عادي زهقت من المكتب ف قولت اغير جو.
نظر له ريان بعدم تصديق ، ليردف قائلاً بسخرية :
_ طب و حبيبة قلبك فين مش بتغير جو عندها ليه؟
_ عايز منها ايه؟ ارغى.
_ الفريق بتاعكوا بيسأل عليها و عليك ، عايزين يعرفوا هيبقوا معاكوا في المهمه ولا لاء.
نفى نديم قائلاً:
_ لاء طبعا مش معانا المهمه دي مختلفه شوية و تخصني انا و جومانا بشكل شخصي.
اومئ ريان بتفهم و قال :
_ انا جمعتلك شوية معلومات كنت مجمعهم إيام خطفك انت و جومانا يمكن تنفعكوا.
ابتسم له نديم و شكره لينسحب ريان مع تزامن وصول الغداء الذي طلبه ، ليدلف إلى المكتب بهدوء و يقترب من جومانا و قال حتى يوقظها :
_ جومانا.. حبيبي اصحى يلا.. جومانا.
فتحت جومانا أعينها التى اصتدمت ب نديم ، لتبتسم له و تقول بناعس :
_ ممم مصحيني ليه؟ اديني سبب واحد يخليني اصحى دلوقتي!
ابتسم نديم على جُملتها التى لطلاما تقولها بعد استيقاظها ليداعب انفها بمرح و نظر لها بحب قائلاً :
_ سبب واحد؟ ده في بلاوي يا أستاذة منتظراكى.
نظرت له جومانا قليلاً و سرعان م اعتدلت في جلستها و نظرت حولها بتعجب و كأنها أفاقت من نومها للتو ، لتقول لنديم :
_ انا ايه اللى جبني هنا مكتبك!
اعتدل نديم هو الاخر و جلس أمامها و قال :
_ سيادتك راحت عليكي نومة و مهانش عليا اصحيكي.
ابتسمت له جومانا و هي ترتب شعرها و تلملمه كعكة كما كان ، لكن اوقفها نديم قائلاً :
_ سيبي شعرك حلو كده بلاش تلميه.
ترددت جومانا قبلما تحرر شعرها ، لكنها تركته منسدل كما أراد نديم ، ليبتسم هو لها و يقول :
_ناكل الأول بعدها نشوف الشغل انا تقريباً جمعت كل الأفكار اللى محتاجينها.
اومئت له و بدأو بتناول الطعام سوياً بهدوء ثم بدأو يعملون معاً و يدونون كل ما حدث لهم منذ سنوات بعد اختطافهم ، ليقول نديم بعد فترة طويلة من الوقت :
_ لو تفتكري الدور اللي كنا فيه كان مليان حُراس حتى بعد م نفذنا خطتك العبقرية و دخلنا الاوضه التانيه عشان نهرب كانت ليها علاقه بالمزاد.
كانت تقلب جومانا قلم الحبر بين يديها و قالت بتفكير :
_ ممكن يكون الفندق مخصص طابق معين اللي بيحضروا المزاد؟
اضاف نديم على فكرتها قائلاً:
_او ممكن كل النزلاء في الفندق تبع المزاد!
اومئت جومانا مؤيدة فكرته و قالت :
_ و قدمنا حاجه مهمة عارفينها و ان الاولاد هيبقوا متخدرين زي م اتخدرنا احنا اربع ايام بحالهم.
اتفق معها قائلاً :
_محتاجين كمان نعرف ازاى هربوهم.. احنا لما اتخطفنا منهم كانت شركة طيران مبتدئه كده اللى اتهربنا فيها ساعتها لما ريان سأل قالوا انهم بيمسحوا البيانات اول بأول و ده مش طبيعي اكيد و كمان شركة الطيران قفلت بعد حادثتنا بكام شهر بس.
قالت جومانا له بتفكير :
_ كانت بتأدي غرض و مهمة مُعينه و لما نفذتها قفلت و أكيد شركة الطيران دي كانت تبعهم او على الاقل كان ليهم نفوذ فيها عشان يحطونا منغير م يسجلوا بياناتنا و اكيد ده نفس اللى حصل مع الأولاد .
لتقف بتعب و تقول و هي تنظر إلى ساعة يديها :
_ المهم.. الوقت اتأخر يدوب اروح أحضر نفسي للسفر.
وقف نديم هو الاخر و قال :
_ تعالى اوصلك و هبقى اعدي عليكي عشان نروح للمطار.
ابتسمت له جومانا و اومئت له ، ليخرجوا من المكتب سوياً و قد قابلوا أدهم بطريقهم ، ليوقفهم قائلاً:
_ رايحين فين؟ معاد الطيارة قرب.
اجابه نديم :
_ هنحضر نفسنا و نجيلك.
اومئ لهم أدهم و قال :
_ خلصوا و تعالوا بسرعه انتوا هتسافروا بطيارة تبعنا مش من المطار.
اومئ له نديم و جذب جومانا بعدها حتى يبتعدون عن أدهم قبلما يتلوا عليهم تعليماته ، و استقلوا سيارة نديم حتى يقل جومانا إلى منزلها و بعدها ذهب هو حتى يحضر ما قد يحتاجه في مهمته و عندما انتهى هاتف جومانا لتخبره انها شارفت على الانتهاء و بإنتظاره ، ليذهب لها حتى ياخذها معه إلى مقر طائرتهم ليتفاجئ بمظهرها الذي تحول مئة و ثمانين درجه ، ليرتجل من سيارته و يقول لها بصدمة :
_ انتى عملتي ايه في شعرك!
ابتسمت له جومانا وحركت شعرها الذي بدى قصيراً و مصبوغ باللون الأحمر ، و قالت له :
_ ايه رأيك؟
تعجب نديم منها و قال :
_ حلو بس شكلك اتغير تماماً انا معرفتكيش!
وضعت جومانا حقائبها في سيارة نديم و قالت له :
_ من كام سنه كنت في فرنسا و كنت بتنقل من مكان لمكان عشان اعمل مشاكل و كنت بخلي الناس تحفظ شكلي بسبب مهمة كنت موجوده فيها ، مهمة استرداد المعلومات اللى اتسرقت لو فاكر ، المهم اني قبل م ارجع اتكشفت هويتي للخصم.. و دلوقتي مش عايزة اغامر بأن حد يتعرف عليا هناك ، عشان كده غيرت شكلي.. و متقلقش دي بروكه و الميكاب مغير شوية في شكلي.
اقتربت منه بعدما انهت حديثها و قالت :
_ انت بقى حلقت دقنك خالص ليه؟
ضيق نديم عينه و قال :
_ انتى ناسيه انى اشتغلت كذا سنه في فرنسا ، اه مكنتش بروح باريس كتير و تقريباً كنت متخفي معظم الوقت عشان هويتي كظابط متتعرفش بس حبيت بردوا اغير و لو شوية في مظهري.
لم تجيب عليه جومانا و قد شعرت انهم ليس يشبهون بعضهم لا بل يكملون بعضهم البعض بأفكارهم و أرائهم ، لتستقل جومانا السيارة و لحق بها نديم و بدء القيادة في صمت مهيب بينهم..
عند اقترابهم من موقع الطائرة أوقف نديم السيارة جانباً و اعتدل في جلسته ناظراً إلى جومانا التى تعجبت من وقوفه المفاجئ و اعتدلت هي الأخرى في جلستها ، ليقول لها نديم بعدما احتضن وجهها بين كَفيه :
_ انا مش عايز اخسرك.. في كل مهمة بروحها ببقى بايع الدنيا و مافيها و بدخلها بقلب جامد و مش فارق معايا اموت او اعيش ، لاكن المرادي غير... المرة دي انتى معايا و خايف عليكي لأننا مش عارفين داخلين علي ايه.
رأي اعتراضها البادي على وجهها ، ليسبقها في القول قائلاً:
_ عارف انك مش بس ظابط لاء انتى متدربه على أعلى مستوى يمكن احسن مني و اشتغلتي في سن أصغر مني بكتير .. بس انا غضب عني خايف! خايف لأخسرك! ف ممكن توعديني يا جومانا لو جه اي موقف صعب علينا متتهوريش فيه و تقولي أضحى بنفسي؟
اعترضت جومانا و قالت بعدما شعرت بكل م يشعر هو به :
_ انا مقدرة اللى بتقوله بس يا نديم انت بتطلب منى أهمل في شغلي! عايزني اخالف القسم اللى حِلفته؟ انت ليه محسسني انك انت بس اللى من حقكك تخاف و تقلق عليا و انا لاء؟ م انا كمان خايفه! م انا كمان عمري م طلعت مهمة و عملت حساب لأي حاجه و كنت بقول انا هعمل اللى عليا اموت او اعيش مش فارقه.. بس دلوقتي انا عايزة أعيش و أعيش معاك.. ف عشان نعيش انا و انت سوا لازم نركن عواطفنا على جنب..
صمتت بحزن ثم قالت مُجبرة و لكن بنبرة حازمة :
_لازم نتعامل على أساس اننا مجرد زملاء عمل.
ثبت نديم عينه بعينها لفترة ثم جذبها اليه مُحتضن ايها بين يديه حتى تركها بعد فترة و اعتدل في جلسته حتى يكمل قيادة و قال دون أن ينظُر لها :
_من دلوقتي لحد م المهمة تنتهي تبقى الرائد جومانا دويدار و انا المقدم نديم الجبالي.. لا اكتر و اقل يا سيادة الرائد.
اعتدلت جومانا هي الآخرى في جلستها و وافقته الرأي قائلة :
_ تمام يا فندم.
أكمل نديم قيادة حتى وصل إلى الطائرة ليترجل كل من جومانا و نديم من السيارة ، و اقتربوا من أدهم الذي كان واقف مع بعض العساكر و الضابط و فور رؤيته لهم قال :
_كويس متأخرتوش.. يلا الطيارة جهزت و هتلاقوا ظابط فيها هيديكم الهويات الجديده بتاعكتم و هيعرفكم هتنزلوا فين.
اومئ له كلاً من نديم و جومانا و قدموا تحيتهم العسكرية له و أخذوا حقائبهم و صعدوا الطائرة ، ليتفاجئ نديم ان الضابط المنتظر أياهم هو حازم و الذي كان ينظر إلى نديم بنظرة ساخرة و قال :
_ اتأخرتوا جداً كنتوا فين كل ده؟
ثم وجه نظره إلى جومانا و قال بإهتمام:
_ مش كنتى تكلميني اوصلك بدل م تتأخري بسبب سياده المقدم؟
صاح به نديم في غضب و قال :
_ انت بتعمل ايه هنا؟
نظر له حازم ببرود و قال :
_سيادة اللواء أدهم قرر يبعتني معاكم المهمة.
شعر نديم بالغضب من بروده و التف حتى يترك الطائرة حتى يتحدث لأدهم لكن اوقفته جومانا عندما همست له قائلة :
_ متضايقش نفسك بيه و مش هينفع نتعرض على قرار أدهم..
ثم اكملت بصوت عالٍ و بحزم :
_ استاذ حازم كنت لسه بتكلم مع المقدم نديم اننا مش عايزين ندخل علاقتنا الشخصيه في الشغل سواء صداقه او غير ف بعد اذنكم عايزين نحافظ على الحدود و الألقاب لحد م نخلص المهمة دي علي خير.
سعد نديم بداخله عندما اتخذت جومانا تلك الخطوة ، لكنه انتبه إليها عندما جلست و قالت :
_و دلوقتي يا استاذ حازم قولنا دورك في المهمة ايه؟ عشام اللواء أدهم موضحش.
اومئ لها حازم و قال بعملية :
_ اللواء أدهم طلب مني اطلع معاكم عشان اساعدكم و انتوا بتهربوا الاولاد اولاً و ثانياً عشان اجمع ليكم اي معلومات محتاجينها هناك لحد م تقدروا تدخلوا المزاد لأنه قالي انكم اشتغلتوا هناك في مرة و احتمال تتكشفوا و انتوا بتجمعوا المعلومات..
ليكمل و هو ينظر إلى جومانا و هيئتها الجديدة :
_و لو اني شايف ان ب النيولوك الجديد بتاعك و الشعر الاحمر ده محدش هيقدر يتعرف عليكي اصلا!
اومئت له جومانا رأسها بينما نظر له نديم بضيق و تحذير ان يُطيل الحديث عن جومانا ، وقال :
_ طب ايه فين هوياتنا اللى أدهم قال عليها؟
اخذ حازم جوازين سفر و أعطاهم ل نديم و جومانا و قال :
_ الباسبور بتاعك يا جومانا بأسم هيرموني لانغ عندها تمانيه و عشرين سنه بقالها شهرين في فرنسا مع جوزها هنري لانغ اللى هو نديم اللى عنده تلاتين سنه و صاحب متحف كبير في لندن و بيدوروا على تحفه أثرية جديده عشان تنضم لمجموعة التحف الأثرية بتاعتهم.
كما أنه اعطي لهم هواتف جديدة و قال :
_ الفون ده موجود فيه شوية صور لمجموعه تحف فنيه نادرة ممكن تحتجوها فيما بعد.
اومئ له نديم و جومانا و قد كانت الطائرة بدأت في الإقلاع ، و بعد مرور بضع ساعات وقف حازم لينتبه الجميع لهم ليقول :
_ الطيارة هتهبط دلوقتي ، انتوا الاتنين هتاخدوا عربيه و تطلعوا على عنوان الفندق ده.
و اعطي لهم ورقه بها العنوان ثم ورقه أخرى و قال :
_و الورقه دي فيها رقم تليفون عشان اقدر اتواصل معاكم بيه ، هتلاقوا في الفندق جناح كامل بأسم هنري لانغ هتقعدوا فيه و تكملوا شغلكم و احب اعرفكم ان المزاد قدامه اقل من أسبوع ف انتوا لازم تستعجلوا في شغلكم عشان تعرفوا ميعاده الحقيقي امتى و هتقدروا تدخلوا و تاخدوا العيال ازاى!
اومئت جومانا رأسها لحازم و نظرت لنديم لتجده جالس يفكر  ، لتقف و تبدء بالاستعداد و لتجهيز نفسها للهبوط و بعد أقل من خمسه عشر دقيقه كانت هبطت الطائرة و أستقل نديم و جومانا سيارة كانت في انتظارهم و اوصلتهم إلى الفندق ، ليدلفوا إلى جناحهم و يضعوا جميع حقائبهم به ، ليقترب نديم من جومانا التى كانت تتفحص إحدى حقائبها و قال :
_ ايه كل الميكاب ده يا سيادة الرائد! انتى هتستعملي كل ده؟
نظرت له جومانا و اخذت احمر شفاه من حقيبتها و قالت :
_ ده مش روچ دي كاميرا.
ثم اخذت مرأة صغيرة موضوعه و قالت :
_ و دي بسجل بيها اي حوار.
ثم اخذت ساعة نسائيه و أخرى رجالية و قالت و هي تناولة الساعه الرجالية :
_ و دول متواصلين ببعض عشان اقدر اكلمك من عليها و نتواصل سوا.
ابتسم نديم و اخذ الساعه و ارتداها ثم قال و هو يشير إلى ما في حقيبته و قال :
_ زراير القميص دي بردوا بتسجل و الدبوس بتاع جرافت البدلة كاميرة بتصور.
ضحكت جومانا بسخرية على أنفسهم و قالت :
_ مفيش حاجه طبيعيه خالص ولا ايه؟
ضحك نديم هو الاخر و قال :
_ في شغلنا ده؟ مظنش.. مش هتلاقي حاجه طبيعيه.
اخذت جومانا من حقيبتها عدسات لاصقه و ارتدتهم لتتحول عينيها إلى اللون الأخضر و اخذت عدسات لاصقه آخرى و اعطتها لنديم و قالت :
_ البس العدسات دي عينك هتقلب زرقا.
ارتداهم نديم و نظر إلى جومانا ببعض من البحلقة لتقول له ضاحكه :
_ انت بتسبل ليا؟ عموماً العيون الزرقة فيك بشعه بس خليك لابسها عشان شكلك اتغير.
ضحك نديم و قال و هو ينظر لها :
_ شعر احمر قصير و عيون خضرا! فين جومانا المصرية الأصلية؟ شكلك غريب مش متعود عليكي كده... عيونك السودا احلى بكتير.
ابتسمت له جومانا ثم قالت بجديه :
_ المهم دلوقتي ان الراجل صاحب الفندق بتاع المزاد لازم نراقبه و نتعرف عليه عشان ندخل المزاد ده..العيال المخطوفة دي لو حصل ليها حاجه ذنبهم هيلازمني طول حياتي.
اومئ لها نديم و قال :
_ متقلقيش هنوصلهم.
امسك نديم بحاسوبه و دلف إلى عدة مواقع به ثم نظر إلى جومانا و قال :
_ ريان بعتلي صورة و اسم صاحب الفندق ، اسمه سكوت مارتن و دي صورته.
نظرت جومانا بالحاسوب و رأت صورته ، ليكمل نديم حديثه قائلاً:
_ هتحرك انا دلوقتي على الفندق احاول اعرف اي معلومات عن سكوت و هراقبه عشان اعرف بيروح و يجي منين.
اومئت له جومانا و قالت :
_ و انا عايزة اروح حته قريبه من الفندق عشان اقدر اخترق النظام و اعرف السجلات بتاعه الفندق و اعرف معاد المزاد.
اتفقا على خططهم و جهزوا أنفسهم و تحركوا نحو الفندق ، تركت جومانا نديم و جلست بإحدى المقاهي القريبه من ذلك الفندق و ظلت تعمل على حاسوبها حتى تخترق نظام الفندق و قد نجحت بالفعل و وصلت إلى شكل البناء الهندسي للفندق و عدد الغرف و النزلاء به و الحجوزات و قد لاحظت ما أثار حيرتها ؛ اما نديم فكان يحاول الوصول إلى سكوت مارتن و قد دلف إلى الفندق و اخذ جولة به و اتجه إلى المهلى الليلي به و قد وجد ان هناك مقعد مُختلف و متواجد بمكان مميز به و قد خمن ان هذا المقعد سيكون لسكوت بتأكيد ، لكنه اقترب من احدى العاملين بالملهى و قال له بالفرنسية :
_ عذراً اريد سؤالك عن شيئاً ما.
قال له العامل :
_ تحت امرك يا سيدي ماذا تريد.
قال نديم مشيرا إلى المقعد و قال :
_ هل هذا المقعد قابل للحجز ام انه للعرض فقط؟
نفى العامل قائلاً:
_ لا سيدي ان هذا المقعد خاص بالسيد مارتن فقط ولا يجلس أحد عليه سواه.
تصنع نديم البلاهة و قال :
_ من يكون السيد مارتن؟
تعجب العامل و قال :
_ انه مالك هذا الفندق! السيد سكوت مارتن
اومئ له نديم و قال :
_ و أين أجد السيد مارتن هذا؟
_ انه سيكون هنا في غضون ساعه و نصف بالكثير فأنه لا يفوت ليلة بالملهى ، ستستطيع إيجاده بسهولة عندها.
ابتسم له نديم و شكرُه ، و خرج من الفندق ليهاتف جومانا التى أسرعت قائلة له :
_ وصلت ل ايه؟
_ معرفتش حاجات كتير ، بس سكوت مارتن هيبقى في الديسكو بتاع الفندق كمان ساعه كده ، عايزين نكون موجودين النهاردة عشان نتعرف عليه او عشان نقدر نوصل لمكان الولاد.
قالت جومانا له بعدما اصغت له بإهتمام :
_نديم قابلني في الفندق بتاعنا دلوقتي في كذا حاجه محتاجه اقولهالك.
تعجب نديم و أخبرها انه بطريقه للفندق على اي حال ، و بعد عدة دقائق ليست بقليلة اجتمع نديم و جومانا التى أخبرته و هي تشرح له شيئاً على الحاسوب :
_ بص و ركز معايا.. ده الفندق تمام.
قالتها مشيرة لصورة مجسم مُفصل للفندق و قالت :
_ الأجزاء المُظللة قدامك دي هي المناطق اللى مفيهاش شبكة نهائي او بيانات او اي حاجه اقدر اخترقها كأنها منطقه معزوله عن الفندق و المناطق دي تبقى الدور الاخير كامل من الفندق و الديسكو.
تعجب نديم و قال :
_ طب الدور الاخير و نقول انه المكان اللى فوقنا لاقينا نفسنا فيه و بكده يبقي بنسبه سبعين في المية الولاد موجودين في الدور ده ، لكن الديسكو ليه؟ و على كده المزاد بيتعمل فين؟
نظرت له جومانا و قالت :
_ هو الديسكو كان عامل ازاى و مساحته ايه؟
قال نديم بتذكر :
_ كان عادي مش كبير أو صغير يعني زي اي ديسكو دخلته قبل كده هو بس كان فيه زي استيدچ عالى و كان فـ..
توقف عن الحديث و قال لجومانا بصدمة :
_الديسكو! المزاد بيتعمل في الديسكو! الاستيدچ ده اللى كنا رقصنا عليه! و الباب اللى خرجنا منه! انا ازاى مخدتش بالي لما كنت هناك!
اكمل متعجباً :
_ يمكن بس الديسكو أصغر شوية عن المزاد نفسه و النظام كان مختلف فمخدتش بالي!
قالت جومانا و هي تبحث عن شيئاً في الحاسوب ثم قالت :
_ ظاهر ليا ان مساحة الديسكو كبيرة جدا ! ازاى بتقول صغير و زيه زي اي واحد تاني؟
_ مش عارف! احنا لازم نروح النهاردة الديسكو بعد م مارتن يكون موجود.
اومئت له جومانا ثم قالت و هي تشير على شيئاً بالحاسوب :
_ شايف  الاسانسير ده فيه منه تلاته و كلهم بيودوا على الديسكو و اتنين بس متواصلين بالدور الاخير عكس اي اسانسير تاني في الفندق الاخر بتاعه بيبقي الدور اللي قبل الاخير .
قال نديم لها :
_ واحد ركبناه لما دخلنا المزاد اول مرة و ده بيوصل الاستيدچ و واحد انا شوفته هناك ، بس التالت اللى بتقولي عليه انا مشوفتوش!
شعرت جومانا بالحيرة ثم غلقت الحاسوب و قالت :
_ انا هروح اجهز عشان نروح الديسكو و نشوف مارتن ده و الاسانسير الناقص.
اومئ لها نديم رأسه و قال :
_ تمام و انا كمان هجهز.
بدلوا ملابسهم و ارتدوا ملابس تليق بسهرة في ملهى ليلي ، و دلفوا سوياً إلى فندق سكوت مارتن و اتجهوا بعدها إلى الملهى الليلي .
عندما دلفوا إلى الملهى وجدوا الكثير من الناس و لم يجدوا مارتن ، قالت جومانا و هي تمسح المكان بإعينها :
_ ده نفس مكان المزاد يا نديم ، بس فعلا فرق المساحه كبير جدا! في المزاد كان في طربيزات كتير و كل واحدة بعيده عن التانيه ده غير الاوض ولا الاكشاك اللى كانت موجوده ساعتها!
نظر نديم حوله و قال :
_ عندك حق! ممكن يكون بعد السنين دي كلها غير في المساحة؟ بس حتى لو غير ليه في التشكيل الهندسي اللى ظهرلك ان الديسكو مساحته اكبر من اللى احنا فيه؟
لم تجد جومانا إجابة و ظلت صامته تراقب الأجواء ، حتى انخفضت الموسيقي فاجئه و سُلطت الاضواء على مصعد متواجد بالمهلى و بعد عدة ثوانٍ فتح المصعد ليظهر من خلفه سكوت مارتن و هو يقف بشموغ و من ثم بدأت الترحيبات به و بعدها سار مارتن بخطى واثقه نحو مقعده الخاص و بعد جلوسه ظل يتفحص المكان و الأشخاص بعينه.
و قد لاحظ كلاً من جومانا و نديم تفحص مارتن للجميع فيما بينهم هُم ، ليهمس نديم قائلا :
_ هنقرب منه ازاى؟ الحرس حواليه.
كادت جومانا ان تقول شيئاً لكن كلاهما نظر إلى ذلك الرجل الذي اقترب منهم قائلاً:
_ عفواً ، لكن هل انتما نزلاء بالفندق؟
نفى نديم و جومانا ، ليبتسم لهم الرجل و يقول :
_ هل لي بمعرفه اسميكما؟
قال نديم له بثقه و قد لاحظ ان مارتن ينظر له هو و جومانا :
_ معك هنري لانغ و تلك زوجتي هيرموني.
رحب بهم الرجل و قال لهم :
_ تلك المرة الأولى لكم هنا و  بالتأكيد لستم عَلمين بقواعد الملهى.
تعجب نديم و جومانا و قالت جومانا له :
_ عذراً لكن اي قواعد تقصد؟
ابتسم لهم الرجل و قال :
_ لابد أن تقدموا لنا رقصه استعراضيه على منصه الملهى كتعبير لنا عن اعجابكم بالمهلى خاصتنا.. سيسعد السيد مارتن كثيرا بهذا.
تردد كلا من نديم و جومانا لكنهم وجدوها فرصه للتقرب من مارتن او استكشاف المكان اكثر ، ليوافقوا و يذهبوا خلف الرجل على المنصه ليُقدمهم الرجل للجميع و قد لاحظ نديم و جومانا عدم تعجب الحاضرين منهم و كأن تلك طقوسهم الأعتيادية  ، لتعلو الموسيقي و بعد تردد خفي منهم بدأو بالتمايل و الرقص سوياً على تلك الأنغام السريعه و كانوا بذات الوقت يتفحصون المكان من أعلى المنصه ، ليهمس نديم إلى جومانا قائلاً:
_ الرؤيه من هنا أفضل بكتير... انا تقريباً شايف كل المخارج.
اجابته جومانا و ترقص معه :
_ نديم شايف مكان الباب اللى هربنا منه زمان لما الحرص كان بيجري ورانا؟
اومئ لها و لتقول :
_ حاسه ان ده مكنش مكانه نهائي ، على حسب م افتكر انه كان ابعد لما كنا بنهرب منهم ، المسافه بين الاستيدچ و الباب مش كبيرة لدرجه اننا خدنا وقت اعبال م هربنا..
قال لها نديم و هو يدور بها في حركه استعراضية :
_ سيبك من المساحه دلوقتي ، مارتن تقريباً مشلش عينه من علينا طول الرقصه.
_ تفتكر كشفنا او عرفنا؟
_ مظنش احنا مكناش معروفين ليهم غير اننا بعد السنين دي شكلنا اتغير جدا.
اومئت له بإطمئنان و اكملوا رقصتهم ، بينما نادى مارتن على إحدى رجاله و أشار له على نديم و جومانا قائلاً :
_ أريد معرفه كل ما يخصهم و لماذا هم هنا اليوم.
اومئ له الرجل في طاعة ، ليجلس مارتن يشاهد نديم و جومانا حتى انتهو من رقصتهم و  هبطوا من على المنصه و اقتربوا منه و قد بدء نديم التحدث معه قائلاً :
_ مرحباً سيد مارتن ، معك هنري لانغ املك معرضاً للتحف الأثرية انا و زوجتي هيرموني بلندن.
ابتسم لهم مارتن و حياهم و قال :
_ التحف الاثريه؟ و هل تمتلك تحف نادرة ام لا؟
ضحكت جومانا و قالت له :
_ تحف نادره! يقول لك معرضاً للتحف الأثرية! اقل تماثل عمراً من مجموعتي لا يقل عن المئة عاماً.
لمعت أعين مارتن و قال :
_ اممم كم شوقتني سيده لانغ ، لكنت وددت ان ارى تلك التحف الأثرية لكن الآن وقت متعتي و حسب ، سأنتظركم غداً بالثالثة ، فأني شغوف بالاثار كثيراً.
ابتسم له كلا من نديم و جومانا و جلسوا قليلاً يراقبون الأجواء ثم غادروا ، و فور دلوفهم إلى جناحهم خلع نديم تلك العدسات الاصقه و صاح في جومانا قائلاً :
_ انتي مستحملة العدسات دي ازاى عيني اتحرقت.
ضحكت جومانا بخفه و خلعت عدساتها هي الآخرى ثم قالت :
_ متعودة عليها عشان بستخدمها كتير و بعدين انت عامل جامد في كل حاجه جت على حرقة عينك يعني!
نظر لها نديم بذهول و قال :
_ بقى كده! طيب ماشي انا غلطان اني لبست العدسات دي من الاول.
نظرت له جومانا بملل ثم قالت :
_ سيادة المقدم ممكن نقعد يلا عشان نكلم أدهم و حازم و  نقدم ليهم تقرير باللي وصلنا ليه.
نظر لها نديم بإزعاج و جلس و هاتف أدهم و حازم و اخبروهم بما وصلوا اليه و قد اعترض حازم قائلاً :
_ مكنتوش روحتوا اتكلمتوا معاه افرض شك فيكم!
وافقه أدهم الرأي و قال :
_ انتوا فعلاً غلطتوا بكلامكم مع مارتن دلوقتي.
اعترض نديم على حديثهم و قال :
_ بكرة معانا معاد معاه و هحاول اوصل ليه انى بدور على تحف أثرية حتى لو متهربه و بكده نقدر ندخل المزاد بسهولة.. مزاد زي ده اكيد مليان بلاوي و آثار متهربه .
اتفقت جومانا مع نديم و قالت :
_ فعلاً الوضع كان طبيعي جدا و كان طبيعي اننا نروح نقدم نفسنا ليه بعد الرقصه ثم هو اللى عرض اننا نتقابل مش احنا.
قال أدهم بقلة حيلة :
_ خلي بالكوا من نفسكم و حاولي يا جومانا لما نديم يتكلم مع مارتن تستأذني انتى و تروحي تشوفي الدور الاخير ده نظامه ايه او عامل ازاى.
اجابته جومانا و قالت :
_ لو قدرت اوصل للدور الاخير و لاقيت الولاد فعلا لازم حازم يبقى جاهز معايا خطوة بخطوة عشان اول م الاقيهم يقدر يساعدنا نهربهم عشان في احتمال كبير يكونوا متخدرين.
رد حازم قائلاً :
_ انا جاهز في اي وقت بس انتوا اصلا لو عرفتوا تواصلوا ليهم هتعرفوا تخرجوهم ازاى من الفندق لو طلعوا متخدرين ؟
نظرت جومانا إلى نديم الذي أجاب :
_ نتأكد انهم موجودين الأول فعلا ، و اللى خلانا نهرب منهم زمان يخلينا احنا نهرب غيرنا ، بس خطوة زي دي منقدرش نجازف بيها غير لما نعرف معاد المزاد.
اتفق جميعهم على ما سيفعلوه بالخطوة القادمه و قد انسحبت جومانا حتى تأخذ قسطاً من الراحة قبل مقابلتهم ل مارتن غداً و كذلك فعل نديم.
اما عند مارتن ف كان جالس بجناحه الخاص ليتقدم إحدى الراجل منه و بإشارة من مارتن بدء حديثه قائلاً :
_ لقد وصلتنا المعلومات عنهم سيدي ، السيد هنري لانغ و زوجته يملكون متحف في لندن يضم تُحف فنيه و آثار نادرة و هم هنا بباريس يبحثون عن قطع نادرة حتى يضموها إلى مجموعتهم و..
قاطعه مارتن قائلاً :
_ هات م عندك لا أملك وقتاً للتعرفيات  ، كل هذا انا على علم به بالفعل.
شعر الرجل بالخوف و ناوله احدي الأجهزة التكنولوجية الحديثه و قال و هو يشير إلى صورة جومانا قائلاً :
_ كل م قلته لك سيدي ما يعرفه الجميع لكن بعد تحقيقنا بالأمر وجدنا ان وجه السيده برفقه السيد هنري مطابق إلى فتاه الهاربة منا منذ سنوات سيدي.
اعتدل مارتن في جلسته و أمسك بالجهاز و نظر إلى صورة جومانا و التى كانت كما رأها من قبل لكن عندما غير الرجل الصورة ظهرت جومانا وقت اختطافهم لها بالسادسة عشر من عمرها ، لينظر مارتن إلى الرجل و يقول :
_ من تلك اللعنه؟
_ تسمى جومانا دويدار مصرية الجنسية كانت ضمن المختطفين بإخر عملية فاشلة لنا بمصر منذ تسع سنوات حيث أن تلك الفتاة استطاعت تهريب أصدقائها بمساعدة ضابط مصري لكن لم يحالفهم الحظ من الهروب من بين يدينا و تم ارسالهم إلى هنا و قد هربوا منا سيدي بعدما افتضحوا امر المزاد.
نظر مارتن بغضب إلى الرجل و قال :
_ و من ذلك الضابط؟
قال الرجل بخوف و هو يأتي بصورة نديم على الجهاز قائلاً :
_ لقد تطابقت صورة السيد هنري مع ذلك الضابط و اسمه نديم الجبالي ضابط بالمخابرات المصريه.
امسك مارتن بالجهاز و اطاحه بعيدا في غضب و قال :
_اريد معرفه كل شيء عنهم و ماذا يريدون بعد كل تلك السنوات .
قال الرجل بخوف :
_ الفتاه.. جومانا.. انها ضابط بالمخابرات أيضاً..بعد هروبها من هنا تم تجنيدها بشكل خاص و بدأت العمل في سن مبكر حتى صنعت اسماً لها و الرجل نديم يعرف عنه الجدية ولا يخسر مُهمة له قط..لكن حتى الآن لا نعلم شيئاً عن ما يريدون منا ، لكن تخمينتنا تقول انهم يريدون حضور المزاد لسبب غير معلوم او انهم بالفعل يريدون استرداد الأطفال المصريين الذين سيتم عرضهم بالمزاد .
اومئ له مارتن و هو يفكر ثم قال :
_ ضع اعيُنك عليهم دون ان يشعروا بشيئ و غداً عندما يأتوا ليقابلوني احضرهم إلى الجناح هنا ، فهمت؟
اومئ له الرجل رأسه عدة مرات ثم انسحب سريعاً ، ليجلس مارتن يفكر بأمر جومانا و نديم الذي سيعركل عمله  ، لكنه بعد تفكير طويل ابتسم بعدما قرر شيئاً بخصوصهما.
باليوم التالى تجهز كلا من جومانا و نديم و كان معهم حازم الذي يُرافقهم خطوة بخطوة من على بُعد حتى دلف كلاهما إلى الفندق ، فور دلوفهم اقترب منهم عامل و قال :
_ السيد و السيدة لانغ ان السيد مارتن بإنتظاركم.
تعجبت جومانا من انتظار مارتن المخصص لهم عكس نديم الذي تقدم بثقه خلف العامل و سحب معه جومانا ، دلف العامل بهم إلى المصعد حتى صعدوا إلى الطابق المتواجد به جناح مارتن و الذي صدف انه بالطابق القبل الأخير ، و قد لاحظ كلاً من جومانا و نديم ان هناك درج خفي يصل جميع الطوابق ببعضهم البعض حتى الطابق الأخيرة ، لتجد جومانا ضلتها في تهريب الأطفال و كما لاحظوا ان عدد الحراس المتواجدين بالطابق لا يتعدى الخمسة ، اي ان من الممكن أن يكون ضعف هذا العدد متواجد بالطابق الأخير و قد يكون سهل التغلب عليهم..
ليصلوا إلى جناح و يدلفوا ، ليتقدم إليهم مارتن قائلاً :
_ مرحباً بكم ، كيف حالك سيد لانغ.
ابتسم له نديم و قال :
_ بأفضل حال سيد مارتن.
ثم نظر مارتن إلى جومانا و قال بإبتسامة و هو يتفحصها :
_ كيف حالك سيده لانغ؟
ابتسمت له جومانا قائلة بإقتضاب :
_ بخير.
أشار لهم مارتن بدلوف و قال :
_ أخبروني هل تلك المرة الأولى التى تتواجدون بها في باريس؟
نفي نديم قائلاً :
_ ليست المرة الأولى بالطبع.
اومئ لهم مارتن و قال :
_ اذا هل مكثتم في فندقي من قبل أم كانت المرة الأولى لكم للتواجد به؟ أرجح انها المرة الأولى أليس كذلك؟
اومئت جومانا قائلة :
_ صحيح ، سمعنا كثيراً عن فندقك سيد مارتن و قد أردنا ان نرتاد اليه قبل مغادرتنا.
تعجب مارتن قائلاً :
_ مغادرة؟ الي اين؟
تحدث نديم قائلاً :
_ لندن ،علينا العودة فأننا هنا منذ الشهرين و وجودنا بلا فائدة.
اعتدل مارتن في جلسته و قال :
_ ماذا تريدون يمكنني المساعدة ، فأني كما اخبرتكم مُسبقاً شغوف بالتحف الفنيه.
ابتسم له نديم و قال :
_ نحن نبحث عن تُحف جديده حتى نضمها إلى مجموعتنا لكن لم نجد شيئاً جيد حتى الآن.
اومئ مارتن رأسه لهم ثم أشار إلى إحدى رجاله ليأتون ببعض كؤوس الخمر و قدموها إلى نديم و جومانا  التي اعتذرت عن الشرب عكس نديم الذي ابتسم و قال :
_ نخبك سيد مارتن.
ابتسم مارتن قائلا :
_ نخبك سيد لانغ.
ليردف مارتن بعدما رشف قليلاً من كأسه :
_ ربما تجدون ضلتكم عندي.
نظر له نديم و اصطنع التعجب قائلاً :
_ ماذا سنجد؟
ابتسم مارتن بخبث قائلاً :
_ اليوم سيُقام مزاد في الفندق.
ثم اردف و هو ينظر إلى ساعته :
_ بحلول الان سيتم تجهيزه ، ان أردتم المشاركة و الحضور ليس لدي مشكله.
نظر نديم و جومانا إلى بعضهم البعض في تعجب و قلق ، لأنهم لم يعلموا ان المزاد سيكون اليوم لا بل بعد بضع دقائق ليس ألا! ، ليقطع نديم صمتهم سريعاً بقوله :
_ بالطبع سيشرفني انا و زوجتي حضور ذلك المزاد.
اومئت جومانا رأسه كدلالة على موافقتها لحديث نديم ، ليبتسم مارتن قائلاً :
_ رائع.. الان يمكننا التحدث عن شروطه.
لكن وقفت جومانا و قالت معتذرة :
_ عُذراً سيد مارتن لكنني تذكرت مهاتفه هامة علي اتمامها ، سيكمل معك زوجي التحدث بخصوص المزاد.
ابتسم مارتن قائلاً :
_ لا تقلقي نحن بإنتظارك.
ابتسمت له جومانا ثم نظرت إلى نديم قائلة :
_ سأهاتف مسؤل المتحف لأعلم ماذا فعل مع زيارة الوفد اليوم.
اومئ لها نديم رأسه و نظر لها حتى يطمئنها ان الأحوال ستكون على ما يرام ، لتخرج جومانا من الجناح و تسللت إلى الدرج و فتحت هاتفها و هاتفت حازم قائلة له :
_ حازم بسرعه مفيش وقت عايزاك تجيلي الفندق و تدور على طريقه نخرج بيها من خلال السلالم.
كان حازم جالس بعربة كبيرة و معه حاسوبة قد بحث سريعاً ليجد المخرج و يقول :
_ فيه مخرج من ناحيه الجراچ.
_ ماشي المهم تجيلي دلوقتي حالاً عشان نخرج الولاد  ، المزاد طلع النهاردة و انا اصلا لسه مش متأكده من أن الولاد موجودين في الفندق.
_ متقلقيش و انا خلاص اتحركت اهو و هظبط الدنيا عندي و لما اوصل هبلغك.. المهم نديم فين؟
_ مع مارتن و راجعه ليه دلوقتي.
انهت حديثها و اغلقت الهاتف مع حازم و تقدمت بضع خطوات للأمام دون أن يكشفها احد و هي تحاول إحصاء عدد الحراس و الغرف المتواجده و عندما علمت ما تريد عادت مرة إلى جناح مارتن ، و الذي كان جالس مع نديم عندما اتاه رجلاً و همس بجانب اذنه قائلاً له :
_ كانت الفتاه في الطابق العلوي و تحدثت بالهاتف و لم استطيع سماع ما قالت لكنها انهت مهاتفاتها ثم وقفت تحصى عدد رجالنا و الغرف و من الواضح انها تريد بالفعل أخذ الاولاد.. هل تريد منا إلغاء المزاد سيدي؟
نظر له مارتن قليلاً و قد لاحظ ان نديم يصوب تركيزه معه ، ليقول همساً للرجل :
_لا سيُقام المزاد بميعاده.. و اترك لهم الاولاد حتى يأخذوهم.
تعجب الرجل لكن تركه حتى ينفذ أوامره و قد قلل الحراسة قليلاً بالطابق الاخير بينما جومانا دلفت إلى جناح مارتن و الذي قال عندما رأها :
_ من الجيد انكي عُدتي سريعاً سيده لانغ كنت أخبر زوجكي ان اهم شيئاً كل م سوف ترونه بالمزاد يبقى في المزاد و فقط و الا سيتم اخذ إجراء ضدكم ، و قد شرحته بالفعل للسيد هنري.
ابتسمت جومانا و اقتربت من نديم الذي وقف و قالت :
_ لا تقلق سيد لانغ تلك ليست المرة الأولى لنا لحضور مزاداً
أكد نديم حديثها قائلاً :
_ لقد زرنا بلاد كثيرة و حضرنا مزادات بجميع البلاد.
وقف مارتن قائلاً بإبتسامة :
_ جيد...هيا بنا فقد أخبرني رجالي ان المزاد سيبدأ في غضون بضع دقائق.
ذهب كلاً من جومانا و نديم خلف مارتن و الذي نظر إلى رجاله و قال :
_ سيحضر السيد و السيدة لانغ المزاد اوصلهم.
ليتركهم مارتن مع رجاله الذين تحركوا بهم نحو مصعد متواجد بجانب جناحه و دلفوا للداخل ، ليعطيهم إحدى الرجال أقنعه لهم و اخبرهم ان يرتدوها و قد فعلوا ، ليقف المصعد أخيراً و يخرجوا منه ليتفاجئوا  بشكل الملهى الذي تغير تماماً ، ليقول نديم إلى جومانا و هو يسير خلف الرجال حتى يصلوا إلى مكانهم :
_ ده مش بس المزاد بيتعمل في الديسكو ده طلع مارتن عامل زي حيطة صناعيه عشان يقدر يصغر المكان و يكبره!
نظرت جومانا له و قالت:
_ و  بكده اي حد نشر أي صور عن المزاد عمره م هيعرف مكانه لان مارتن بيقدر يغير المساحه.
أشار لهم الرجال على إحدى الطاولات ليجلسوا عليها و هم ينظرون إلى كل المتواجدين المرتديين أقنعه مثلهم  ، ليهمس نديم إلى جومانا قائلاً :
_ عملتي ايه لاقيتي الاولاد؟
نفت جومانا و قالت :
_ لاء مقدرتش بس كلمت حازم عشان يجي و يساعدنا نخرجهم انا لاقيت سلالم لمخرج الطوارئ موجود في الدور الاخير و حازم قالي ان مخرجه من الجراچ ف ده حلنا.
اومئ نديم لها ثم أشار بعينه إلى مصعد متواجد و قال :
_ الاسانسير اللى خرجنا منه ده مكنش موجود لما جينا امبارح! ده الاسانسير اللى مكناش لاقينه الحيطه المزيفة اللى مارتن عاملها عشان يصغر مساحة الديسكو كان وراها الاسانسير!
اتفقت معه جومانا قائلة :
_ و الاتنين التانين واحد في جناح مارتن و واحد متاح لنزلاء الفندق و عشان كده مقفول دلوقتي!.
بعث حازم رسالة لجومانا على الهاتف لتقرأها و تقول لنديم :
_ حازم في الفندق عند مخرج الطوارئ ، هنعمل ايه؟
توتر نديم و نظر حوله ثم قال:
_ احنا لسه مش عارفين الولاد فين.. لو خاطرنا و سبنا المزاد دلوقتي و ملقناهمش هنبقى ضيعناهم منا.
تفاجئوا بفتح المصعد الذي يؤدي إلى جناح مارتن و يخرج منه ثلاثه مارتن في المقدمه و كان يرتدي قناع ذهبي كامل للوجه و بجانبه امرأة ترتدي قناع علي عينيها هي الأخرى و رجل اخر يرتدي قناعاً ، فور دلوفهم التفت الأنظار نحوهم ليتقدم مارتن و الذي تعرف عليه نديم و جومانا منذ الوهلة الاولى ، ليراقبوه و هو يصعد و يجلس على مقعده الخاص و جلس بجانبه الرجل و المرأة ، لتقول جومانا إلى نديم بتعجب :
_ مين اللى معاه دول ؟ مشوفتهومش في جناحه؟
نظر نديم لها قائلاً :
_معرفش... مشوفتش منهم حد بردوا!
نظرت جومانا حولها بقلق ثم إلى هاتفها و قالت :
_ نديم انا هروح اشوف حازم و نطلع للأولاد.
مسك يديها و قال بقلق :
_ احنا مش متأكدين لسه..
_ و مفيش وقت اننا نتأكد..لو لاقيناهم فوق هنهربهم و لو ملحقناش و كانوا اتعرضوا هنا انت تتصرف لاني الصراحة مش عارفه هنتصرف ازاى لو طلعوا على المسرح ده و اتعرضوا.
طمئنها نديم قائلاً :
_ متقلقيش.. خير أنشأ الله.. روحي لحازم و شغلي الساعه بتاعتك و اي جديد يحصل عرفيني.
نظرت له جومانا جيداً ثم وقفت و انتقلت الى إحدى المصاعد التى تؤدي إلى الطابق الأخير ، و عندما اوقفها الحُراس امتثلت التعب ليتركوها أو هذا ما ظنته هي ، لتستقل المصعد و فور تحركها ، كانت وقفت المرأة الجالسة برفقة مارتن و اتبعتها...
وصلت جومانا للطابق الاخير لترى بعض الحراس و التى بسرعه انقضت عليهم لترديهم أرضاً في الحال ، شعرت بأحد يقترب منها لتلتفت بسرعة و كادت ان توجهه له ضربها لكنه اوقفها سريعاً بقوله لها :
_ جومانا انا حازم.
نظرت له بإزعاج و قالت بغضب :
_ سيادتك كنت فين؟ و بعتلك مردتش ليه؟
جذبها جازم خلفه و هو يقول :
_ مفيش وقت يلا انا سبقتك الولاد هناك..
ذهبت جومانا خلفه سريعاً لتدلف إلى إحدى الغرفه و تشاهد خمسه مراهقين ثلاثة فتيان و فتاتين فاقدين للوعي ، لتقترب منهم سريعاً و تحاول آفاقتهم و قد ساعدها حازم برش مادة مُنبهه عليهم ، ليستفيقوا واحداً تلو الأخر ، أطمئنت جومانا على سلامتهم و حاولت تهدئتهم عندما بدأو بالصراخ خوفاً مما قد يحدث لهم ، ثم تواصلت مع نديم عبر ساعة يديها قائلة :
_ نديم... نديم سامعني؟ نديم انا لقيت الولاد و هخرجهم اخرج من عندك بسرعة!
قلقت جومانا و بدأت ببعث رسائل اكثر له و قالت :
_ نديم رد عليا...نديم؟!
نظر لها حازم قائلاً :
_ مفيش وقت نستناه يرد يلا بينا نخرجهم من هنا و هنستناه برا.
كادت جومانا ان ترفض لكن نظرات الرعب التى رأتها بأعين الأولاد غيرت قرارها و سرعان م ساعدتهم على الوقوف و أمنت الطريق إليهم هى و حازم حتى يخرجوا من مخرج الطوارئ..
وقفت جومانا أمام الدرج و رأت الأولاد يهبطون سريعاً و يتقدمهم حازم و كادت ان تلحق بهم ، لكن أوقفها صوتاً من خلفها يقول بصدمة :
_ مارلين؟
_______________________________
توقعتكوا ايه للبارت؟ و يا ترى مين مارلين؟ و حازم بيتقرب من جومانا ليه؟ و يا ترى نديم هيعرف يخرج من المزاد ولا لاء؟ و ليه مردش علي جومانا لما كلمته؟
منتظرة تعليقاتكم للبارت و تخمينكم للي جاي..
#حور_ساري
#ألواح_القدر_الجزء_التاني
#ألواح_القدر
#روايات #اكشن #تشويق #مغامرة #خيانه #أنتقام #جومانة_الصفتي #رومانسيه #وعد #غموض #فراق #حورساري

ألواح القدر (الجزء الأول و الثاني) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن