ESCAPE | 12

1.8K 65 42
                                    

أخذ صحن المخلل من أمام يحيى شقيقه الأصغر وهو ينهره بنبرة أبوية طاغية

"أنا مش قايلك تخف أملاح!"

يحيى ناظر به وتأفأف يشيح بنظرهُ ناحية أمُّه التي رفعت كتفها معلنةً عدم تدخلها

"طيب هات واحده بس"
يحيى ترجى نحو عز مجددًا

ومنتصر يتابع بصمت بينما يأكل وعز قد عاند به رافعًا من نبرة صوته "لأ مش كل لقمة تاخد وراها حاجه مملحه بالمنظر ده!"

لمحت منال أن النقاش قد يحتد مع عدم أستقرار مزاج عز منذُ أن أتى أمس وتشاجر معها لتعبيرها عن قلقها بطريقتها لأنه قد غابَ دون أن يخبرها

"خلاص أنت وهو! وبعدين أنت مش عيل نقولك تعمل إيه ومتعملش إيه، هات كده يا عز" وأخذت الصحن من أمام عز الذي يحدق بيحيى بغضب وأكملت "أتفضل ضُّر نفسك"

كتم منتصر ضحكته حين وجد يحيى بالفعل يأكل من الصحن يأريحية أمام أنفعال عز الواضح ووالدتهم نقرت الطاولة كي تجذب أنتباههم

"أتفضلوا كلُوا علشان تشوفوا حياتكم"

منتصر أعتدل ناحية والدته يبدأ "أحنا شايفين حياتنا أهو ما تنزلي أنتي المعمل شوية يا ماما؟"

نفت بضحكة خافتة
"الدكاترة اللي فيه شغالين كويس مش محتاجيني"

وعز نظر نحوها يتمتم "هيكسبوا من خبرتك يا أمي صدقيني"

لوّحت بعد أهتمام لعز قائلة بسخرية "وهي التحاليل فيها إيه خبرة يا حبيبي؟"

منتصر أومئ بأتفاق "آه طبعًا خبرة أي مجال لازم يكون في ممارسة علشان الخبرة مهمة مش ده كلامك؟"

نظرت نحو بنظرة هادئة وطأطأت رأسها وهي تمد يدها تمسك كف منتصر على يمينها والأكبر على يسارها تخبرهم

"ربنا ما يحرمني منكم أبدًا. بس أنا مرتاحة وأنا في خدمتكم لغاية ما توصلوا لكل اللي أنتوا عايزينُه"

عز رفع يدها لفمه، وقبّل كفها متمتم بضحكه "قصدك لمّا تجوّزي واحد فينا"

منتصر أنتهز الفرصة وصاح لوالدته بمرح

"أيوة بالمناسبة الضحية يحيى"

ضحك يحيى بتكلف وسخرية تجاه النظرات التي تحولت عليه
"وده أي عاقل يجوّز بنته لواحد أهله بيعدّلوا على أكله"

عز أشار مرة أخرى يستقر بكوعه على الطاولة مصدر صوت كمن ضربها توًا

"خوفي عليك مش معيلة مني ليك! ده علشان أنا ماقدرش أشوف فيك حاجه ولو صغيرة زي ما أنت شايف"

مَهرب | escapeحيث تعيش القصص. اكتشف الآن