أمسكَ رأسه بألم من الصداع الذي حلّ به منذُ أن عاد من الحفل الذي ذهب له محاولًا لنسيان ما يشغل عقله
يده تحركت بعشوائية للهاتف وهو يميل برأسه بصعوبة ليبحث عن الإسم
لا يكاد يضغط لتبكي عيناه على شاشة هاتفه لتردده بمهاتفة من أشغل باله
زفر بقوة وتعب وهو يضغط ليسمع بعدها طنين المكالمة المتقاطع منتظرًا أي رد
ينعش روحه ويُعِيدُها لمَ فقدت منذُ وقت ليس بقليل
تنهد حين سمع الطنين يتوقف يعاود الإتصال مجددًا
يعلم أنه قد يصّر الآخر على موقفه فعلًا ولن يجيبه
ولكنه أخذ نفسَه حين سمع صوته يقول بنفاذ صبر
"نعم؟"
سحب بسّام الهواء لصدره يتفوه بشفاهٍ مرتجفة وهو يتمتم
"منتصر.. دماغي.. هتنفجر، مش عارف في إيه!"
وكان صوته مُجهَد تمامًا يخبره بالفعل بسبب إتصاله الحقيقي به ومنتصر نهض ضد فراشه يستفهم بينما أنقبض قلبه بشكلٍ قد آلمه يسأله بنبرة قلِقَه "إيــه بس دماغك مالها؟"
"صداع.. مش قادر عيني هتطلع من مكانها"
"طب حاسس أنك هتفينت؟ (هيغمى عليك)"
تأتأ بسّام بالنفي وهو يشعر بالضيق يحل بقلبه لعدم معرفته بما صابه فعلًا
"مش عارف.. مش عارف بس.. أنا هموت والله هموت"
منتصر عقد حاجباه بقوة وهو ينهض لغرفة شقيقه الأكبر بينما يقول بنبرة مرتعبة "بسّام متقولش كده! أرجوك متقولشِ كده!"
بسّام أبعد الهاتف عن أُذنه بينما منتصر قد ضرب كَتِف عز بخفوت وهو يخبره "ياعز بسّام تعبان جامد ومش عارف هو فيه إيه؟"
عز برؤية ضبابية ونعاس واضح نهض يجلس يأخذ الهاتف من منتصر بينما يسأل "ماله بسّام؟"
منتصر ربّع يداه لصدره يخبره "ماعرفش بيقول أن دماغه هتنفجر من الصداع، شوفه بس علشان حاسس إنها هتنتهي بفينتج (إغماء)"
عز لوّح بالهاتف وهو يتمتم "دي هتبقى أحا خالص"
"طب كلّمه كلّمه"
منتصر قال له كي يرفع الهاتف على أذنه بينما على الجانب الآخر كان نَفس بسّام يعلو وهو يهمس "منتصر.. يا منتصر ماتسبنيش"
أنت تقرأ
مَهرب | escape
Fanfictionها أنت ذا تقف على مقربة منّي بعد أن هرعت إليّ هربًا من واقعك، لعلّك تدري بأنك مَن أسكنت هواجس عقلي وأسكنت روحي بك. +١٨ عامية مصرية، مثلية.