VOTE & COMMENT
***
"قوم للغدا يا صالح"
صوت عمّته تخبره وهي تربت على كتفه بينما قد فتح عيناه ينظر أمامه على السرير الفارغ
عقد حاجباه وهو ينهض ضد الفراش جالسًا على جزعه
"داوود قالي أعرفك أنه راجع لمامته"
قالت مجددًا تتابع حيرته حول مَن قصدت ليومئ مدًّا يده ليدها كي تمسكها وينهض معها بجسدٍ متعب وهزيل
"بابا فينه؟"
سأل حين لم يجد سوى أمه وعمّته الأخرى على سفرة الطعام
"طلع يقابل أصحاب جدك الله يرحمه برّا في أوضة الضيوف"
جلس جوار أمه ومد كفه يبدأ بالطعام"طب متعرفيش هيخلص أمتى؟"
"لأ يا حبيبي بس هو جوا معاهم من بدري"
قالت إحدى الشقيقتان
"حاجه تبع إعلام الورثة باين"
وهو همهم يكمل أكله
"متنزلش الشغل. كده كده بابا هنا وهتكون لوحدك مع العُمال؟"
والدته إستطردت سؤالها لصالح الذي ألتفت بخفه جواره يلمحها تنظر نحوه بحنية وقلق واضحان
"لأ يا حبيبتي أنا قاعد معاكم متقلقيش، علشان لو حد جيه يعزي ده أحنا لسه تاني يوم"
"آه فعلًا بس الولاد بايتين في الفندق مع باباهم مش راضي يسيبني ويرجع اسكندرية لوحده"
لبنى الصغرى قالت ووالدة صالح، وفاء نظرت بعتاب "البيت كبير يا لبنى يساع من الحبايب ألف خلّيه يجي ويجيب الأولاد معاه وتناموا هنا معانا"
"أنا كده كده بحب الأطفال يا عمتو وانتي عارفه يعني"
تنهدت الشقيقة الوسطانية مريم"لبنى دايمًا حاملة همّ الأولاد ياستي هاتيهم أقعد أنا معاهم"
"وممكن كمان آخدهم بعد ما الدنيا تهدى مع صحابي ينشفوا شوية بدل ما خوفك عليهم مخليهم زي البنات"
صالح قال ولبنى ضحكت بخفه "متقولش كده بزعل والله دول لسه في ابتدائي يعني مش لازمهم رجولة دلوقتي"صالح نظر بأستنكار "الراجل راجل من يوم ما ينزل من بطن أمه جدي الله يرحمه دايمًا يقول كده"
أنت تقرأ
مَهرب | escape
Fanfictionها أنت ذا تقف على مقربة منّي بعد أن هرعت إليّ هربًا من واقعك، لعلّك تدري بأنك مَن أسكنت هواجس عقلي وأسكنت روحي بك. +١٨ عامية مصرية، مثلية.