-
بعد مُرور يومان ، عاد سيهون إلى الوكالة بعد أن تحسّنت صِحتُه .
جلس في المقهى في الطابَق الأول مُنتظِرًا سولجي ، وماهي إلا دقائِق حتّى أتت ، ألقت التحيّه وجلست .
" كيف حالُك ؟ "
" بِخير .. لا داعي للقلق بِ شأني "
" لا داعي ؟ سيهون في حال لو نسيت لقد سالت الدِماء من أُذنك أمام الجميع ! بالطبع سوف أقلقُ بِشأنك "
تنهّد سيهون كما لو أنّه لا يُريد الحديث عن هذا ، عقدت حاجِبيها وقالت " ماذا قال الطبيب ؟ هل بِسبب الإجهاد فقط ؟ " سرح بِ أفكاره لِدقائِق ..
عادت بِه ذاكرتُه إلى وقتٍ ما ، قبل خمسَه عشر سنه عِندما خرج مِن الملجأ لِأول مرّه بِرفقه جدته ! جلست على رُكبتيها لتُصبح على نفس طوله ووضعت يديها على خدّيه ، وتحدّثت بِ دفء " بُني .. أنت نُسخه مُصغّره حقًا من والِدك " وإبتسمت له بينما كان يشدُّ بيده الصّغيره على ثوبِها خوفًا ، ثُم تحدّث بِتعلثُم " هل أبي .. شخصٌ سيّء ؟ هل سأُصبِح مثله يومًا ؟ " نفت بِرأسها وقالت " والِدك شخصٌ طيّب ولكِن لا يستطيع أن يُظهر مافي قلبِه ، عِندما تلتقيان في المُستقبل حاول أن تفتح قلبك له ، وهو سيفعلُ المثل "
" أنى لكِ أن تعرفي ذلِك ؟ "
" إنهُ إبني وأعرفُه جيّدًا ، أنا من قُمت بِتربيته وسوف أقومُ بتربيتِك أيضًا ، ولكِن أولًا عليك أن .. "
" سيهون ! " إستفاق من سرحانه مفزوعًا ، نظر إليها بِفزع وقال " ما الأمر ! " عقدت حاجِبيها وقالت " لقد كُنت غارِقًا بِ أفكارِك ! ظللتُ أناديك ولكِن لم يرمِش لك جِفن ، أخبرني الحقيقه .. هل أنت بِخير ؟ "
وقف سريعًا وأمسك بِ رأسه ، نظر إليها وقال " آسِف " ثُم ذهب وتركها حائِره ..
-
إقتحم غُرفه التدريب بِ قوه وهو يلهث ، نظر الجميعُ له بِصدمة فلم يكُن الأعضاء وحدهم في الغُرفه بل الرئيسُ الجديد وبعضُ المسئولين .. " اوه ! مرحبًا سيهون ، أين كُنت ؟ " إنحنى للرئِيس مُختلِقًا تلك الإبتسامه الفضيعه على شِفتيه ، وقف بِ جانب الأعضاء يستمِع لتِلك الثرثره السّخيفه عن مُستقبل الشرِكه والفِرقه .. أخيرًا ذهب الرئيسُ والمسئولين بِرفقتِه وتجمّع الأعضاء حول بعضِهم ، قال سوهو بِ تأنيب " ماخطبُ فتحه الباب تِلك ؟ ألا تعلم أن الرئيس سيدور حول الشرِكة اليوم ! " تنهّد سيهون وقال " لا أعلم لقد نسيت ، لا أعلم ماذا حصل لقد كُنت بِرفقه سولجي وفجأه حلّقت بِذاكرتي لوقتٍ ما عِندما كُنت في السادِسه .. وأنا لا أعلم ! لا أعلم حقًا ماللذي يعنيهُ هذا "
إتّسعت أعيُن الأعضاء بِفزع ، لا أحد يعلم ما خطبُ سيهون بِالتحديد فقد كان مفزوعًا وشاحِب الوجه والعرق يتصبّب من جسدِه ، وضع لوهان يدهُ على كتِف سيهون وقال " رُبما .. تحتاجُ وقتًا للراحه ، أتعلم رُبما يجدُر بِك أخذ إجازه لوقتٍ أطول " عقد حاجِبيه بِغضب ، شعر كما لو أن تِلك النظرات كانت تتهِمُه بالجُنون ! " أوتعلم ؟ رُبما كان يجدُر بِي الصّمت والتظاهُر بِ أن لا شيء حصل والإبقاء على تِلك الإبتِسامه السّخيفه على وجهي " وخرج مِن الغُرفه ، ناداه لوهان ولحِق به ولكِن أمسك بِه بيكهيّون وقال " رُبما يحتاجُ لبعض الوقت بِمفردِه "
سوهو : " هل أنتُم واثِقين أنه تناول دواءه اليوم ؟ "
لوهان : " أجل لقد رأيتُه "
سوهو : " إذًا ما خطبُه بِحق الله .. "
كاي : " رُبما الأعراض فحسب "
بيكهيّون : " أتمنى أن لا تزداد سوءًا "
تشين : " ولكِن ماخطبُ تِلك العوده لِما قبل خمسه عشر سنه .. ؟ هل هذا مِن الأعراض أيضًا أم .. شيءٌ ما ؟ "
لوهان : " ماذا تقصِد ؟ "
تشين : " لا أعلم .. هُناك شيءٌ ما غامِض بِشأنِه ، أعني هل هُناك شيءٌ ما يُخفيه عنّا ؟ رُبما .. شيءٌ قد حصل عِندما كان في السادِسه ؟ "
صمت لوهان والأعضاء لوهله للتفكير ، ثُم تحدّث شيومين " كان يجدُر بِنا سؤاله ! لوهان لقد تصرّفت بِشكلٍ خاطِئ معه وكأنه قد فقد عقله "
لوهان : " أنا لم .. أنا لم أقصِد ذلِك ! سيهون لم يفقِد عقله ، رُبما قد بدأ يُهلوِس بِسبب الحُمّى فقط .. لقد كانت درجة حرارتُه مرتفِعه بالأمس "
بيكهيّون : " أجل ولكِنها إنخفضت وعادت بِشكلٍ طبيعيّ هذا الصباح .. "
سوهو : " دعونا نذهب لِسؤال الطّبيب وحسب "
-
بعد سؤال الطّبيب ، أخبرهم أن العوده بالذاكِره للوراء ليس وارِدًا ضِمن الأعراض أبدًا ، وأنها رُبما تكون مُجرّد ذِكريات عابِره بسبب إرتِفاع الحراره فيما مضى .
لوهان : " أخبرتُكم أنّه بِخير وأنها الحراره فحسب ! "
وفيما كانوا يتناقشون حول الأمر ، دخلوا غُرفه التدّريب وكان سيهون هُناك !
" أين ذهبتُم في هذا الوقت بِحقِّ الله .. لقد إنتظرتُكم طويلًا "
كاي : " نحنُ فقط .. كُنا نريد شِراء الغداء وحسب ولكِن لم يقوموا بِ فتح المطعم بعد لذلِك عُدنا "
سيهون : " اوه .. حسنًا هل سنعودُ للتدريب ؟ "
لوهان : " سيهوني نحنُ سنتدرّب أما أنت فلا ! أخبرتُك أن تنال قِسطًا من الرّاحه لِنطمئِن عليك أكثر "
سيهون : " أنا بِخير ! كم مرّه يجبُ علي قول ذلِك ؟ "
بيكهيّون : " حسنًا هذا يكفي ، سيهون إجلِس وأخبرنا ماللذي رأيتهُ هذا الصّباح ؟ سوف نُحاول إكتِشاف هذا الأمر معًا ف عوده ذاكِرتُك للوراء ليست أمرًا وارِدًا حسبما أعتقِد "
سيهون : " حسنًا .. " جلس وقاموا بِ تشكيل دائِره حول بعضِهم ، تنهّد وبدا يتذكّر الأحداث التي مرّت في ذاكِرته ، ثُم قال :
" لقد كُنت خارِجًا من الملجأ .. مُتشبِثًا بِ ثوب إمرأه ما ، كانت تبدوا في عِقدها الخامِس أو الرابِع لا أعلم فأنا لا أتذكرُ وجهها جيّدًا ! "
بيكهيّون : " لا بأس فقط أخبِرنا بما تتذكرُه "
سيهون : " لقد جلست على رُكبتيها ووضعت يداها على خدّي ، ثُم قالت بُني ، أنت نسخه مصغّره من والِدك ! "
لوهان : " ماذا .. من تكون ؟ "
لاي : " رُبما تكون والِدتُك "
نفى بِ رأسِه وقال " كلّا ، فأنا لم ألتقي بِوالدتي يومًا ولا أعرِف وجهها أيضًا "
سوهو : " ماذا عن والِدُك ؟ "
سيهون : " جلّ ما أعرِفه أنه في السِجن ، وهو يُشبهني كثيرًا "
بيكهيّون : " هل هذا كُل ما تتذكره ؟ أعني ألم تقُل شيئًا آخر لك ؟ "
سيهون : " بلى لقد تحدّثنا .. ولكِن اللعنه لا أتذكّر ! "
بيكهيّون : " لا بأس هوّن عليك ، أخبِرنا لو تذكرت شيئًا او رأيت شيئًا آخر "
-
بعد مُرور شهر ، أثناء آداء إكسو في أحدِ الحفلات إنتاب سيهون السّرحان مُجددًا وظلّ واقِفًا في مكانِه يُحدِّق في الفراغ ! ولكِن هذه المرّه لم يتذكّر أيّ شيء .. نطق فجأه " أبي ! " ولِأن مُكبِر الصّوت كان مفتوحًا فقد كان صوتُه مسموعًا ، إنتبه الأعضاءُ له ولأن تشانيول هو أقربُهم ف أمسك بِ ذراع سيهون ليستفيق من سرحانِه ، نظر له بِفزع ثُم نظر لِمُحيط المُعجبين حوله وإنتابه الذُعر ! أبعد تشانيول المُكبر عن فمه وهمس " هيّ سيهون ما الخطب ! هل أنت بِخير ؟ " اومأ سيهون له وكاد أن يذهب ولكِن أمسك بِذراعِه مُجددًا وقال " لقد قُلت ' أبي ' توًا ، إحذر " نظر لِمُحيط المعجبين خاصّتُهم وإبتسم بِ دفء مُجددًا ، إقترب مِنهم وبدأ بِمُصافحتِهم والركض على المسرح مع الأعضاء وكأن شيئًا لم يحصُل .
إنتهى الحفل وذهب الأعضاء إلى غُرفه تغيير الملابِس ماعدا بيكهيّون ، كانوا قلقين بِشأن سيهون ولكِنه أخبرهم أنه بِخير ولكِن لا يتذكّر سبب قولِه لِأبي فجأه ، دخل المُدير فجأه مذعورًا وقال " أين بيكهيّون ! "
سوهو : " إنهُ في دوره المياه على الأرجح أو في الرُّواق "
المُدير : " لقد تلقيتُ إتِصالًا للتو مِن المُستشفى .. لقد توفّيت والِدته "
صمتٌ دام لِبضعه دقائِق ، لم يستطِع أحدٌ أن يتحدّث من هول الصّدمة !
-
في مكانٍ آخر ، بيكهيّون يلهو في الأرجاء كالأطفال لا يملِك أدنى فِكره عن الصاعِقه التي ستضرِبُه بعد قليل ، صادف ويندي في الرُّواق وذهب ليعبث معها ، كان يبتسِم لها ، يُلقي النِكات ، ويعبثُ بشعرِها .
" ويندي ، هل لي أن أُخبركِ شيئًا ما ؟ "
إتّسعت عيناها وشعرت بالتوتُّر ، ثُم قالت " أخبرني ؟ "
كاد أن يتحدّث حتّى ناداهُ المدير ، " آسِف سوف أُخبركِ بهذا لاحِقًا ، وداعًا "
دخل إلى الغُرفه حيثُ الأعضاء والمدير ، إبتسم بِبلاهه وقال " لِما .. تبدون جِدّيين هكذا ؟ " أشار المُدير له بِالجلوس ، وفعل ذلِك .
بيكهيّون : " أنتُم تُربِكونني جميعًا بِسبب هذا الصّمت .. لقد بدأت يداي ترجِف لِسبب ما "
المُدير : " رُبما يجبُ عليك تناول دوائك "
بيكهيّون : " كلّا لقد تناولتُه قبل الحفل بالفِعل .. أيًا يكُن ما الأمر ؟ أعني .. لِما إستدعيتني ؟ "
المُدير : " بيكهيّون ، أنا لا أُريدك أن تشعُر بِالفزع " قهقه بِسُخريه وقال
" حسنًا أنت تجعلُني أشعُر بالفزع بالفِعل بِسبب تصرُّفاتِك هذِه ، فقط تحدّث "
تنهّد المُدير وقال " لقد تلقيتُ إتِصالًا من المُستشفى قبل قليل .. " قاطعهُ وقال " هل حصل شيءٌ ما .. ل لِوالدتي ؟ هل رُبما .. إستيّقظت ؟ " شعر بالخوف ، بدأت الدُموع تتجمع في عيناه ، لم يستطِع الأعضاء كبح دُموعِهم
" أنت تكذِب .. والِدتي لم تفعل ذلِك .. إنها قويّه لقد صمدت لِ عشرة سنوات لن تستسلِم بِهذه السُّهولة ! والِدتي لن تترُكني خلفها أبدًا .. أنا أعلم ، لقد قطعت وعدًا لي بِأنها ستعود وأنا تمسّكتُ بالأمل لِعشر سنوات ، هي لا تخذُلني أبدًا وسوف تفي بِ وعدِها لي ، رُبما ليس اليوم ولكِن في يومٍ ما "
كانت دُموعه تتساقط بِحراره مع كُل كلِمة ينطُق بها ، مسحها سريعًا وقال " سوف أذهبُ للإطمِئنان عليها " أمسك المُدير بِيده وقال " بيكهيّون لقد توفيّت والِدتُك مُنذ ساعتين بِالفِعل ! " أفلت يدهُ بِقوه وبدأت شهقاتُه تتعالى ، خرج من الغُرفه وإصطدم بِ ويندي راكِضًا دون أن يلتفِت ، ركض بِ أقصى سُرعتِه وخرج من مكان الحفل ، المكان كان يعِجُّ بالصحفيين والمُعجبين الذين لم يذهبوا بعد وبدأوا بِ إلتِقاط الصّور لبيكهيّون الذي كان في حالِه يُرثى لها ..
كان يُحاول الخُروج من ذلِك الحشد الذي وقع بِه ، صرخ باكيًا وركض بِسُرعه ليأخُذ تاكسي مُتوجِهًا للمُستشفى ، لحِقت به ويندي خِفيه فقد إنتشر خبر وفاه والِدته بين العامِلين والفنّانين .. دخل المُستشفى وهو يلهث ولا يرى جيّدًا بِسبب دُموعه ، مسحها بِذراعه وذهب إلى الطّبيب المسؤول عن والِدته
" أرجوك .. أخبرني أن هذا ليس حقيقيًّا "
" أنا آسِف ، لقد تحمّلت كثيرًا لِعشر سنوات وأنت تُخبرنا أنها ستستيقّظ .. حالتُها ميؤوس مِنها مُنذ البِدايه "
" لقد أخبرتني أنها قد تستيقِظ .. لِما قد .. لِما قد ترحلُ فجأة ! "
" آسِف بُني .. نحنُ لم نقم بِنقلِها بعد تستطيعُ رؤيتَها للمرّه الأخيرة "
شدّ على قبضتِه ، ودخل إلى غُرفتها وأجهش بِالبُكاء ! رؤيتُها في ذلِك القُماش الأبيض قد أفقدتهُ عقله .. خرج مِن المُستشفى حزينًا ، مكسورًا ، كئيبًا ، ضعيفًا .. رفع رأسه لِتتقابل أعيُنه مع أعيُن ويندي ، أمسكت بِيديه وعانقته دفن رأسه في حِضنها وهو يبكي ، قال بِصوتٍ مليئ بالألم " لقد رحلت " .
-
البارت مليئ بالأخطاء والأشياء الي ماكنت مخططه لها ومو عارفه ليش كتبتها وكنت متردده انزله ولالا لكن بحاول اجيب احداث جديده تتناسب معاه ، عالعموم قراءه ممتعه والحلوات الي يقرون بصمت شاركوني ب رأيكم ولو كلمه راضيه فيها اهم شي احس ان تعبي ماراح عالفاضي 💗.
أنت تقرأ
Hidden identity
Fanfictionامسكِ بيدي ، لا تُفلتيها ! أنا أُريدك ، أنا أُحبك ، كوني معي إبقي بِ جانبي ، لِماذا رحلتي ؟ هل أنا سيء ؟ هل فعلتُ شيئًا خاطِئًا ؟ قولي لي أجيبيني ! س أُصلح كل شيء لكِن لا تبتعدي .. ألم تعديني أنكِ ستبقين معي ؟ لِما رحلتي وأفسدتي كُل شيء ؟ لِما أخذتي...