◆◆◆
توقفت أمام منزلنا الذي كان مغطى بسحابة سوداء أشبه بسحابة الأفلام الخيالية حين يستجمع الشر قواه ويحيط بالأفق. شغرت فمي، شهقت شهقة شخص يحتضر،ألقيت بحقيبتي، صفعت ثغري بيداي، تملكتني حيرة ورعب، مالذي يحدث هنا بحق خالق السماء!
...: لوان! يا إبنتي لقد نشب حريق منذ فترة في منزلكم، لقد كانت الأبواب محكمة الاغلاق لم نتمكن من اقتحامه إلا توا! لا تخشي شيئا سنخرج أهلك على الفور!
لقد كان وقع كلمات هذا الرجل كوقع الصور في قلبي، لقد أيقظني من غفلتي، لم أعي ما أنا فاعلة حتى قفزت نحو بيتي مقتحمة ألسنة النار باحثة عن أمي، أبي، أخي، لا أثر لهم! السنة النار تلتهم كل ماصادفها، تكاد تلتهمني أنا الأخرى، توجهت إلى غرفة المعيشة، فتحت الباب، هاجمتني ألسنة اللهب، دفعت بها بذراعي، فتح الباب على مشهد فاجع، ثلاثة أشخاص أو بالأحرى ثلاث جثث ملقاة أرضا أكاد لا أتعرف عليها، شخص ملقى أمام الأريكة، إنها نظارة أبي! شخص بجانبه، إنها أساور أمي السبعة تملؤ مرفقها! شخص ممسك بيد أمي إنها سماعة أخي ملتفة حول رقبته!
ما إن وقع ناظري على هذا المنظر المريع لم يسعني الا إلقاء صرخة ملأت الأجواء من هولها، صرخة يائسة لكنها لازالت ترجو شيئا من الأمل، صرخة نجدة، صرخة فزع، من ثمة أطبقت جفوني، انهرت، ارتطم جسدي أرضا، لم أستيقظ إلا على رائحة شبيهة برائحة المشفى.
فتحت عيناي ببطء، الصداع يكاد يشطر رأسي إلى نصفين، بصري مشوش، ضمادة سميكة تحيط بجبهتي، يداي مملوءتان بالخدوش والحروق، ما إن وقع نظري على هذه الأخيرة حتى القيت بصرخة مجنونة هزت أركان المصحة، لم تمر بضع ثوان حتى اقتحمت ممرضة الغرفة والفزع يملأ وجهها.
. -أين أمي! أبي! أين آدم! غادرت الممرضة مسرعة وعادت بأسرع من ذلك صحبة شخص بدا لي أنه طبيب.
- المهدئ ياسيلين!
أمر الطبيب الممرضة وهو ممسك بمعصمي.
أمسكت يد الطبيب متوسلة إليه والدموع تنسكب على وجنتاي:
-سيدي كيف حال عائلتي؟! أين هم الآن؟! أنابخير! أرجوك اسمحلي بالاطمئنان عليهم !
-اشاح الطبيب بنظره عني ونظرة شفقة يائسة تعلو محياه : ...
◆◆◆
من يعلم ؟! لعل كلمات الطبيب هي آخر حبل أمل تتمسك به لوان، لعله قائلا شيئا يحررها من حيرتها، ينفث في قلبها دبيب الحياة من جديد.
أنت تقرأ
نحو الضياء
ChickLitوتلاشى الذنب بعد أن طرق يائسا أجراس الوحى.. إني واقعة في الحب.. ولم أدرك يوما أن الحب سم الضمير والعقل.. فإني لا أبصر الآن سوى نفسي رفقته بقية العمر..