[ افتراء - الفصل الحادي والأربعون]

2.4K 228 281
                                    

انحنت شاكرة لتصفيقات الحضور واحتفائهم بما قدمت، لتعلن مضيفة المنافسة عن اسمها بكل فخر وثقة:

-فلنبدي جميعا إعجابنا بهذا العرض الاستثنائي لسليلة عائلة جونز الأكثر شهرة في المجال، ليلينا جونز!

انقضت تلك الربع ساعة بينما لا أزال تحت وقع الصدمة كما لو كنت معزولة عن العالم بأسره، كما لو كنت قد جردت من سمعي وبصري وكل حس ينبض بداخلي، لأستدير ببطء نحو العارضات غير قادرة على أن أنبس ببنت شفة لتقتحم ماري الحجرة على حين غرة بينما تعتلي وجهها أمارات الصدمة؟ الخيبة؟ الخوف ربما؟

لا أعلم..

فلم يعد ذهني قادرا على تحليل أبسط حركة تحدث حولي..

تقدمت نحوي لتهز كتفاي ملحة:

-لوان! لقد كنت واثقة أنه قد تم التلاعب بشيء ما بعد تأخير دورك!

كنت أحملق بها بشرود، بضياع، بحيرة ورغبة ملحة في الانتحاب..

لأتفت نحو الفتيات لأجد كلا منهن في حال مختلف عن الأخرى..

منهن من أصابتها الصدمة، والأخرى الرهبة، والأخريات الشك والحيرة، لقد قرأت ذلك كله في سكون وصمت مطبق كما لو أن ماحدث للتو ألجمهن..

ولن ألوم أيا منهن..

صحوت على صوت ماري المضطرب:

-ماذا ستفعلين لوان؟

نسيت كيف أنطق لوهلة، ثم تمتمت رغما عن لساني الذي ثقل علي حمله:

-لن أنسحب.

أطبقت جفناي مبتلعة غصتي ثم لملمت شتات نفسي لأستدير نحوهن قائلة بحزم:

-لقد قضينا قرابة الشهر نعمل لأجل هذا اليوم تحديدا، كانت مدة تكفي لجعلكن تحددن مدى إلمامي بالمجال سواء كنت كفؤا أم لا، وأنتن أدرى وأعلم إذا ماكان هذا عملا شخصيا أو نسخا لمجهود شخص آخر، لذا لمن يثقن بما أنجزناه فليبقين لتحمل نتيجة ماسيحدث بعد لحظات، وحظا طيبا للبقية.

ساد الصمت لثوان قضينها في التحديق لبعضهن البعض بتردد..

استقامت اثنتان بينما تفكان سحابات مايلبسن بنية تغيير ملابسهن..

لقد كان الأمر مربكا لكن لم تبدر مني أي ردة فعل مفسحة لهن المجال للخروج دون أن أنطق بحرف.

بقيت ثمان عارضات..

-لمن تريد الانسحاب فلتتفضل رجاء، لن أرغم أيا منكن، قد نوضع جميعا تحت ضغط لا يحتمل بعد الظهور.

نحو الضياءحيث تعيش القصص. اكتشف الآن