انفتح المصعد ليكشف لي عن ذلك المشهد الذي وددت لو ظللت تحت المطر أتجمد بردا في انتظار سيارة الأجرة أو لو تعطل المصعد لأحاصر بداخله إلى حين نهاية هذه المهزلة أو حتى لو تشوشت رؤيتي قبل أن أرى هذا المنظر المفجع..
أستطيع رؤية وجهها بوضوح بينما لم أتمكن إلا من إبصار ظهره..
تلك القامة والهالة المحيطة به لن أخطئها قطعا..
قلبي ينبض بجنون..
كما تشكلت في حلقي كتلة مؤلمة تحكم القبض على أنفاسي..
أشعر بالمغص والمرض..
ما الذي يحدث معي بحق خالق الجحيم؟!
اندفعت خارج المصعد شاردة الذهن أغوص في محيط من الفوضى العارمة لأصحو على إمساك ماكس بمعصمي قائلا:
-لا تتهوري.
أجبته بينما بدت الحيرة والاستياء جليين على وجهي محاولة إخماد النيران التي تشتعل بداخلي:
-أتهور؟ هل أنا من عليها أن تتهور؟ ماذا عنك يارجل؟ تلك الجملة من نصيبي أنا!
أغمضت عيني لوهلة محاولة التهديء من روعي، أخذت نفسا عميقا ثم زفرت قائلة بهدوء:
-ما الذي يجري بين شقيقيك بحق خالق الجحيم؟
طأطأ رأسه ليسود الصمت لوهلة لأحطمه قائلة:
-لن أسكت عن هذا.
اتجهت نحوهما بخطوات أشبه بالوثبات أخشى أن أرفرف لو زدت من سرعتها قليلا، وما إن بت على مقربة منهما حتى أجفلت الشقراء على صوت نحنحتي لتبتعد عن أسود الشعر الذي ما إن وقع بصره علي حتى اتسعت مقلتاه لآخذ نفسا عميقا لأقول متكتفة بهدوء:
-استمعا إلي جيدا.. تستطيعان الترويج لعقدة الأخت والأخ في أي ركن من أركان الشركة لكن لا ترغما عيناي النقيتين على رؤية هذا المشهد المقزز الملوث قسرا بتجسيدكما له أمام باب مكتبي..
التفت نحو نييل بينما أمتص الدموع وأصارع الدوار والصداع والمغص وتسارع نبضات قلبي وتدفق الدماء العنيف في أوردتي لأقول بجفون ضيقة:
-هذا مشين ومخز حقا.
أمسك بمعصمي لأفلته بشيء من القوة..
-لا تسيئي الفهم..
-لا تلمسني.. هذا مقرف..
لمحت شيئا من الخيبة والاستياء مارا بعينيه لينقبض قلبي فجأة خشية أنني آذيته..
إلهي هذا ليس وقت تخاذل قواي..
تجاوزت الشقراء مصطدمة بذراعها لأمد يدي نحو الباب:
-ألم تخبريني أنك لا تنوين انتزاع ماهو ملك لي؟ مابالك الآن؟!
-ألم أخبرك أنني لا أعيرك لا أنت ولا ممتلكاتك اهتماما يذكر؟
أنت تقرأ
نحو الضياء
ChickLitوتلاشى الذنب بعد أن طرق يائسا أجراس الوحى.. إني واقعة في الحب.. ولم أدرك يوما أن الحب سم الضمير والعقل.. فإني لا أبصر الآن سوى نفسي رفقته بقية العمر..