أقبل علي ذلك البغيض كالجرذ الذي خرج من جحره ثم أخذ يدنو نحوي شاقا فمه:
-مر زمن يا ابنة خالتي!
ظهرت علامات الاشمئزاز بوضوح على وجهي ثم استأنفت طريقي كما لو أن شيئا لم يحدث لكن سرعان ماشعرت بيده تمسك بحقيبتي ليسحبني إلى الخلف ثم أجد نفسي وجها لوجه معه لأقول محاولة قدر الإمكان الحفاظ على أعصابي:
-ابتعد عني ياهذا رائحتك لا تطاق!
-ليس قبل أن أملأ عيناي منك ألم تشتاقي إلي؟
انتزعت حقيبتي التي تمزقت من قوة شدها من قبضته ثم حاولت أن أمضي في طريقي لكن لا جدوى يبدو أن هذا الوحش لن يدعني أمضي في سبيلي..
أحكم القبض على معصمي إلى أن استشعرت احتقان الدماء به ليقول باسما بخبث بينما أخذت أصابعه تدنو نحو وجنتي:
-من قال أن لوان الهزيلة البائسة ستغدو بهذا الجمال، ماكان علي إفلاتك ذلك اليوم.
هذا القذر..
كيف يجرؤ على ذكر أمر ذلك اليوم..
-أبعد يدك النتنة عني!
أخذ يسحبني نحو إحدى الأبنية المجاورة بينما أقاوم بكل ما أوتيت من قوة..
إلهي..
تنتابني رغبة في البكاء..
رؤيته لم تخفني..
بل لم تحرك بداخلي شيئا رغم كل مامررت به بسببه..
لكن عجزي وضعف بنيتي هو ما يطعنني ألف طعنة في هذه اللحظة..
كيف لي أن أفلت من مخالب هذا الوحش البري يا إلهي..
مرت صورة نييل بذهني لوهلة دون سبب..
لطالما أنقذني في مواقف عدة مشابهة..
لكن تفصلني عنه أميال الآن..
لا أمل لي سوى أن أراهن على حظي الذي يكاد ينحدر تحت الصفر..
أمسكت بذراعه ثم غرست أسناني بها..
وكم كان ذلك مقرفا..
وكم كان ذلك عديم الجدوي..
وكم أغضبه وأهاجه ذلك ليتجه بأصابعه الضخمة نحو شعري وقبل أن يسحب خصلاتي التي ضاقت ذرعا من شدها فوجئت به مفترشا الأرض!
قلبت عيناي في أرجاء المكان محاولة استيعاب مايحدث..
إنه هو!
اكتست مقلتاي بطبقة رطبة رفيعة بعد أن رسا بصري عليه وهو يحمل العصى التي جش بها رأس ذلك القذر..
انحنى قليلا نحوه مقطبا حاجبا ورافعا الآخر، غرس العصى في بطن ذلك الوغد الملقى أرضا كما لو كان نفاية ثم قال مدعيا القلق:
-هل أرديته قتيلا؟
هل ما أراه حقيقة؟
أخشى أنني فقدت عقلي وبدأت أمنياتي تتشكل في هيئة سراب بائس..
أنت تقرأ
نحو الضياء
ChickLitوتلاشى الذنب بعد أن طرق يائسا أجراس الوحى.. إني واقعة في الحب.. ولم أدرك يوما أن الحب سم الضمير والعقل.. فإني لا أبصر الآن سوى نفسي رفقته بقية العمر..