خرجت من المكتب تحت وقع نبضات قلبي المتسارعة، يا إلهي ظهور هذا الكم من الأشخاص المفاجئ كثير جدا على قدرة تحملي، أشعر بإرهاق شديد، بالجوع، وبرغبة ملحة في النوم لكن هذا ليس وقت التعب فلازالت أمامي ساعات عمل أربع أخرى في المعهد.
مضت تلك الساعات بمشقة الأنفس، أراهن أن شكلي الآن يبدو كالزومبي تماما كما أن رؤيتي مشوشة قليلا خصوصا أن السماء أظلمت بالفعل ورؤيتي الليلية سيئة جدا، ركبت العربة ثم شققت طريقي ببطء نحو المنزل.
وصلت أخيرا، أشعر بصداع يكاد يشق رأسي، بصري مشوشة للغاية، لا أستطيع تمييز حتى أقرب الأشياء لي، نزعت العدسات عل عيناي ترتاحان قليلا، لكن لم يزد ذلك الأمر إلا سوء، ارتجلت من السيارة لأجد شخصا يرجتل من سيارة ضخمة بدت لي مألوفة قليلا إلا أنني أكاد لا أجزم سوى بلونها الأسود وحجمها الذي جعل من سيارتي تبدو كعربة مسكينة بائسة.
توقف السائق إلى جواري ولسبب ما أشعر أنه يحدق بي، تبا لا أستطيع تمييز ملامحه كما عطره مألوف جدا، فجأة انقلبت رؤيتي الضبابية إلى ظلمة إلى أن استعصى علي الوقوف وعجزت ساقاي عن حملي، أشعر ببرد قارس يتغلغل حتى في أدق عظامي.
أنا على وشك الانهيار.
ما إن استعد جسدي وأعلن استسلامه للارتطام بالأرض التي أخذت تكتسي طبقة رقيقة من الثلج، حتى أحاطت بخاصرتي يد دافئة على عجل ثم سحبتني إلى صدر ذلك المجهول لترتفع كلتا قدماي عن الأرض على حين غرة كما لو كنت دمية محشوة.
أشعر بدفء لم أعهد له مثيلا من قبل.
أسمع نبضات قلب أحدهم.
أتكون لي؟
أشتم رائحة عطر رجولي مألوف.
أيكون هذا حلما ياترى؟
لا أود الاستيقاظ إذن.
-يالك من مهملة، كان عليك إخباري....
أطبقت جفناي على صوت هذا الشخص الشجي، تمسكت به كطفلة تائهة كما لو كانت حياتي متوقفة على وجوده، ثم غرقت في نوم عميق.
فتحت عيناي المتثاقلتين لأجد نفسي متدثرة في العتمة التي حاوطها نور الصباح من كل صوب بين ثنايا الستار المسدل الرفيعة.
ما الذي حدث لي بالضبط؟
كيف وصلت إلى غرفتي؟
لم المكان معتم هكذا؟
ثم منذ متى كانت غرفتي بهذ الدفء؟
جلست على السرير أقلب عيناي في المكان برؤيتي الضبابية ليقع نظري على انعكاسي على الدولاب المقابل لي، أستطيع تمييز شعري المبعثر ووجتنتي المحمرتين، كما لازلت بملابس الأمس باستثناء معطفي وكنزتي الصوفية ووشاحي السميك.
مهلا!
هذا المكان يبدو مختلفا عن غرفتي!
إنها هي بالفعل إلا أن طرازها مختلف تماما، أكثر رفاهية إلى حد ما، الأثاث الكلاسيكي الخشبي، الألوان المنحصرة في الفضي والأسود، السجاد المنبسط حول السرير الواسع والمريح، دفء الجو ورائحة العطر الرجولية المنتشرة في الأرجاء، والأهم من ذلك الغيتار الموضوع بجانب السرير.
أنت تقرأ
نحو الضياء
ChickLitوتلاشى الذنب بعد أن طرق يائسا أجراس الوحى.. إني واقعة في الحب.. ولم أدرك يوما أن الحب سم الضمير والعقل.. فإني لا أبصر الآن سوى نفسي رفقته بقية العمر..