-بمشاعرك التي تخفينها نحوي.
تلك الجملة المقتضبة كانت كفيلة بجعل الدماء تتدفق داخل أوردتي بجنون في جميع الاتجاهات..
أشعر بنبضات قلبي تتسارع بل تتسابق وتتنافس فيما بينهما أيهن ستجهز علي أولا..
طرفت مرارا محاولة التبين إذا ماكانت تلك الكلمات محض هلوسات، فلعلها أعراض الجنون التي أخذت علاماتها تسوق طريقها نحو ذهني بعد كمية الصدمات المتلاحقة التي حطت الواحدة تلو الأخرى في حياتي..
أمامي ثلاث خيارات..
التظاهر بأنني لم أسمع شيئا؛ مما قد يحيل شخصا مصابا بمتلازمة هوس الذات مثله على أن السكوت علامة الرضى.
الإنكار؛ أي أن أكذب أكثر الحقائق وضوحا وجلاء..
ثم أخيرا..
مانسبة نجاتي إذا ما ألقيت بنفسي خارج السيارة؟
انتفضت بعد أن تنحنح منتظرا الجواب ثم ازدردت ريقي مستجمعة كل ما أوتيت من ثبات في نبرتي قائلة:
-وماذا ستفعل بشأن ذلك الآن؟
لسبب ما راودني شعور أن كلماتي أصابته بالصدمة بعد أن التزم الصمت لوهلة ليحطمه مجيبا بحزم زائف:
-أظنني في ورطة إذن..
-أهكذا ترد على اعتراف فتاة مثلي؟
التفت نحوه محاولة إغاظته مردفة على مضض:
-مهلا.. أيعقل أنه أول اعتراف تتلقاه؟ هذا مثير للشفقة..
أصدر ضحكة هازئة مشبعة بأصناف الثقة والأنا والنرجسية:
-تستطيعين أن تحزري ذلك بالنظر فقط إلى مظهري المميز وطباعي الفريدة وهالتي التي لاتقاوم.
سكنت بذهول لبرهة أمام صرح العجرفة الذي تداعى بغتة للتو ثم أسندت رأسي على ظهر المقعد ثم أخذت أئن بضيق بينما ألف رأسي ذات اليمين وذات الشمال مرارا:
-يا إلهي هذا مقرف، أشعر بالدوار، ناولني كيسا حالا..
زفر هازئا ثم شردت أنا لوهلة..
لست أحاول إنكار ماقال..
لكن ليس هذا ما أوقعني في حبه..
صحيح أنها أشياء أضعف إثرها..
لكن بداخله أمورا أعمق بكثير من ذلك..
أمور لا يبصرها سوى من رافقه وخاض التجربة تلو الأخرى مع مختلف جوانبه..
أمور كالدفء الذي يبعثه بداخلي مذيبا السقيع الذي سكن لب عظامي طويلا..
فرغم أنه غدا شابا سمجا إلا أنه لازال ذلك الطفل الذي لطالما كان عليه..
أجفلت على نحنحته على حين غرة ليقول بريبة بنبرة متوجسة:
-هل أنت جادة؟
أنت تقرأ
نحو الضياء
ChickLitوتلاشى الذنب بعد أن طرق يائسا أجراس الوحى.. إني واقعة في الحب.. ولم أدرك يوما أن الحب سم الضمير والعقل.. فإني لا أبصر الآن سوى نفسي رفقته بقية العمر..