-هل تعرضت لحادث ما، كحادث سير أو وقوع من على مرتفع أو حتى عنفا أسريا أو ماشابه؟
-نعم.
-لقد بدأ التلف منذ ذلك الحين إذن، تراجع بصرك كثيرا منذ آخر زيارة لك لذا عليك تغيير مقاس النظارة والعدسات الطبية إلى حين خضوعك للعملية.
-معذرة.. علي التفكير في الأمر أولا.
-لا وقت أمامك للتفكير علينا إيقاف التلف قبل نهاية الشهر القادم.
لا شك أنني أحلم.
فلتوقظيني أمي.
بداخلي أشياء كثيرة تتمزق إلى جانب قلبي، أشعر بالتواء آمالي على كبدي وأمعائي وتقطعها إربا..
أنا أحترق.
أرى صروح تلك الأحلام التي قضيت سنينا أشيدها تتداعى على مرأى مني.
ماجدوى صمودي في وجه كل مامررت به حتى الآن؟
هل ستكون هذه نهاية كل شيء؟
من لي؟
حملت نفسي بخطوات متخاذلة نحو البيت أحملق في كل ما أمر به؛ وجوه المارة، الأطفال الصغار، متجر الزهور، محل بيع الطيور، أشجار الليمون والسماء الزرقاء.. وكل تلك الأشياء التي سئم الجميع إبصارها والتي لن أكون قادرة على رؤية أي منها فيما بعد.
بينما كنت أتيه بين التفاصيل قفزت صورته إلى ذهني..
لسبب ما أريد رؤيته..
وها أنا ذي أنتظره أن يفتح الباب ككل مرة..
-ها أنت ذي مجددا..
أفسح لي الطريق باسما كعادته..
ألن أكون قادرة على رؤية بسمته اللطيفة أيضا؟
-تبدين محبطة ما الأمر؟
ألقيت بنفسي على الأريكة لأجيبه بوجه خال من التعابير أحرك يداي في الهواء بملل:
-تصاب البطلة بالاحباط، فيواسيها البطل، ثم تقع في حبه فيظهر الطرف الثالث لمثلث الحب السخيف ليتجاهلها البطل فيم بعد وتبدأ المتاعب..
التفت نحوه مستطردة:
-هذا ماكنت تفكر به أليس كذلك؟ لقد اكتسبت خبرة في قراءة أفكارك المثيرة للشفقة مؤخرا.
حدق بي بحيرة مطولا ثم هم بالتصفيق بوجه ساخر متجها نحوي.
-عظيم، هل ثملت في وضح النهار؟
سمحت لضحكة ساخرة بالخروج من ثغري قائلة:
-فكرة جيدة.. لا وقت أفضل من اليوم للشرب!
رمقني بشيء من القلق ثم جلس إلى جانبي ليقول بهدوء:
-ماذا بك؟
شردت لوهلة ثم قلت على حين غرة:
-هل لي أن أستعير كتفك؟
-إنها لك.
أنت تقرأ
نحو الضياء
ChickLitوتلاشى الذنب بعد أن طرق يائسا أجراس الوحى.. إني واقعة في الحب.. ولم أدرك يوما أن الحب سم الضمير والعقل.. فإني لا أبصر الآن سوى نفسي رفقته بقية العمر..