-..من تكون بالضبط؟
-إنها أمي.
ضاق جفناي بشيء من الريبة لوهلة ثم تمتمت قائلة:
-ماذا عن السيدة جونز؟!
-ليست أمي البيولوجية.
طرفت مرارا محاولة استيعاب مايقول، أخذت نفسا محاولة قول شيء ما ثم تراجعت لغياب كل الكلمات عن ذهني الذي شل عن التفكير ليستطرد قائلا بنبرة مفرغة من كل حس:
-أنا لست سوى ابن متبنى.
أصابني الذهول، ارتبكت، اضطربت، تنحنحت ثم أدركت أنني لربما وضعت يدي على جرح ماكان علي أن أقربه أو أن ألمحه حتى..
أخفضت بصري، زميت شفتي، لتحيط بي هالة من التردد والندم ثم تمتمت قائلة بينما أشغل بصري بالتربيت بالقطن على جرحه متفادية النظر إليه:
-أرجو المعذرة.. لم أحسب أن الأمر حساس بهذا القدر..
-لا عليك لم يعد هذا يعني لي الكثير على أي حال..
نبرته الباردة الراكدة حركت بي الكثير بل اقشعر بدني لسقيعها..
كيف له أن يتجاوز ببساطة رحيل شخص بهذا القرب منه؟!
شردت في ملامحه لاشعوريا بنظرة تفيض استياء واستنكارا مفضلة الصمت ليقول بثبات بنبرته السابقة المستفزة تلك:
-لا يحق للأموات أن يشغلوا الأحياء بعد رحيلهم يا لوان.
تلك الكلمات..
تلك النبرة..
وتلك النظرة..
كانت كفيلة بإشعال.. بل بإحراق الدماء التي أخذت تغلي في أوردتي لأندفع قائلة:
-ما الذي تتفوه به بحق خالق الجحيم؟!
رفع حاجبه مستنكرا انفعالي قائلا:
-ألست على حق؟
اعتدلت ممعنة به النظر قائلة بهدوء:
-أجننت أم أنك ثمل في وضح النهار؟
قلب عيناه هازئا:
-الحقيقة مؤلمة دوما.
أخذت نفسا عميقا لعلي ألتقط من الهواء جزيئات من الصبر لأزفر محاولة كتمان غضبي قائلة:
-كيف لك أن تتحدث عن شخص غادر هذا العالم القذر بأسره بسلام؟
زفر ساخرا:
أنت تقرأ
نحو الضياء
ChickLitوتلاشى الذنب بعد أن طرق يائسا أجراس الوحى.. إني واقعة في الحب.. ولم أدرك يوما أن الحب سم الضمير والعقل.. فإني لا أبصر الآن سوى نفسي رفقته بقية العمر..