[ خفقات - الفصل الثاني والعشرون ]

2.6K 254 295
                                    

وصلت للمنزل أخيرا، اسقليت المصعد بأقصى سرعة ثم اتجهت مباشرة نحو النافذة، لأرى أن السيارة المريبة متوقفة أمام المبنى بالضبط، مرت ساعة، ساعتان، وثلاث لكنها لم تتحرك إنشا واحدا من مكانها..

أنا خائفة.

لقد خيم الليل على سماء المدينة إلا أن تلك السيارة لازالت ساكنة في مكانها ولم يخرج السائق بعد منها.

تبادرت إلى ذهني عشرات الاحتمالات حول هوية ذلك المجهول؛ من بينها أن يكون خالي.. فهو هاجس حياتي الوحيد..

حاولت أن أشغل نفسي بالعمل، الرسم، الأكل، حتى أنني حاولت الخلود للنوم دون جدوى لقد استوطن القلق يسار صدري ولسبب ما لم أرتإي سوى أن أقصد الشقة المجاورة..

حملت كوبين من الشوكلا إضافة لوجبة خفيفة أعددتها منذ دقائق وها أنا ذي متسمرة أمام باب جاري، لم يأخذ مني التفكير في قرع الجرس طويلا إزاء خوفي، ولم تمر لحظات حتى فتح الرئيس أو لنقل ناثانييل الباب ليزفر ضاحكا مفسحا لي المجال للدخول.

استويت على الأريكة بارتباك، أجادل نفسي إن كان ينبغي علي إخباره بما يقلقني أو التزام الصمت..

يبدو أنه تحسن كثيرا..

لقد أعتدت على إطعام هذا الشاب مؤخرا كما لو كنت أمه.

شردت في منظره لوهلة إلى أن اختلط علي الزمان والمكان فخيل إلي أنه طفل صغير ذو ملامح مألوفة أعرفه منذ زمن حتى أخذت أغوص في عمق الذكريات المنسية إلى أن قاطعني صوته قائلا بينما يرتشف من الكوب:

-من اللطيف الحصول على مربية جميلة.

تبا هل يقرأ هذا الشخص أفكاري؟!

-هل تفكر أن تدفع لي إذن؟

أجاب بنبرة مستنكرة زائفة:

-هل تعبدين المال بحق خالق الجحيم؟!

أشحت بوجهي متمتمة بخجل:

-أنت تبالغ، ثم ما الخطأ في حب المال؟

أجابني مشيرا بيديه بتملل:

-حسنا أظن أنني سأمتنع عن قبول وجباتك، لكن جديا تبدين ربة بيت جيدة ألا تفكرين في.. التفت نحوي مثبتا بصره في عيني مستطردا: الزواج مثلا؟

ماخطب هذا الفتى بحق الإله! من أي جحيم أقحم موضوعا كهذا أساسا؟

قطبت حاجبياي مشيحة بوجهي:

-ولم قد أحتاجه؟!

-تكوين أسرة الحصول على أطفال أو الاعتماد على شخص ما مثلا..لا تخبريني أنك تنوين قضاء ماتبقى من حياتك وحيدة في هذه الشقة.

استرخيت قليلا على الأريكة مجيبة بحزم:

-أنا قادرة على الاعتماد على نفسي كما لست على وفاق حقا مع الأطفال.. كما أنوي الحصول على بيت أكبر حين أجني المزيد من المال يا سمو الأمير.

نحو الضياءحيث تعيش القصص. اكتشف الآن