داهم أفكاري المبعثرة ورود رسالة على هاتفي، هممت بفتحها بينما أخمن هوية المرسل، معهد اللغات؟ البنك؟ شركة الاتصالات؟ عروض السوبرماركت؟ لا أحد باستثنائهم على الأرجح.يالي من مثيرة للشفقة...
إذا بي أصعق من محتوى الرسالة:
مرحبا، أنا ناثانييل، رئيس عملك، سأرسل لك قائمة بعض الطلبات أحضريها إلى العنوان التالي، لا تتأخري وإلا لقيت حتفي.
من أين حصل على رقمي؟
ولما يراسلني أنا بالتحديد؟
سيجن جنوني حتما!
أخذت أركز في مفردات الرسالة مقطبة حاجبي في استياء فبالرغم من كونها استغاثة مباشرة بي إلا أن كمية الأنا والنرجسية في هذه الرسالة شديدة التركيز، ما الذي يحسب نفسه بحق؟
وردتني رسالة جديدة كان محتواها بعض الكلمات الغريبة التي يبدو عليها أنها تسميات لأدوية ما، إضافة إلى ضمادات ومعقمات جروح وعلاجات للندبات.
ما الذي يجري هنا؟ كنت أحسب أنه سيطلب مني إحضار شيء ما من الشركة مثلا، لم لايكلف نفسه عناء شراء هذا بنفسه؟
تبا...
حملت نفسي فورا إلى الصيدلية، ولأن اليوم يصادف السبت فلم أجد أيا منها في الطريق فاضطررت لقطاع عدة كيلومترات للتوجه إلى ضواحي المدينة.
لا أخفيكم قولا أن شيئا من الفضول والقلق انتابني حيال أمره، إذ أن اتصاله بي ليس بالشيء الوارد والمعهود من شخص مثله،فإما أنه مستلط نرجسي ينوي جعلي أقطع مسافة مهدرة طاقتي سدى أم أنه في مأزق ما منعه من جلب هذه الأغراض بنفسه...
ما إن أخبرت الصيدلي بأسماء الأدوية حتى ناولني كيسا مليئا بها حتى أن الذهول أخذني من تلك الكمية، ترددت قليلا إلا أنني استجمعت شجاعتي لأسأله:
-سيدي.. لم هذه الأدوية بالضبط؟
زفر الدكتور لوهلة ثم أجاب:
-إنها لمشاكل الجهاز التنفسي، الربو، وتنظيم نبضات القلب إضافة إلى بعض المضادات الحيوية وبعض الأقراص التي تخفف من حدة الأدوية على المعدة إلا أنني أشك أنها كفيلة بالغرض نظرا لشدتها وكثرتها، حالة هذا المريض الصحية ليست جيدة حقا حسب مايبدو..
فعلا.. لطالما اعتاد على ابتلاع عدد من الأقراص أثناء العمل.. لاشك أنه في ورطة حقا..
أرجو أن يكون بخير...
اتجهت نحو سيارتي ثم أخرجت هاتفي لتردني رسالة ثالثة ورد فيها عنوانه.
أخذت أحملق بعدم فهم في الرسالة، أفرك عيناي وأضيء وأطفئ شاشة الهاتف، أدخل وأخرج من علبة البريد، أعيد تحديث الرسالة مرارا لكن لا جدوى، إنه العنوان نفسه..
أنت تقرأ
نحو الضياء
ChickLitوتلاشى الذنب بعد أن طرق يائسا أجراس الوحى.. إني واقعة في الحب.. ولم أدرك يوما أن الحب سم الضمير والعقل.. فإني لا أبصر الآن سوى نفسي رفقته بقية العمر..