بصمت

20.6K 1.2K 76
                                    

تنهد آلان بملل و هو يتأمل السقف، فقد إستيقظ مبكراً بساعتين عن عادته، فهو أساساً غير معتاد ان يستيقظ مبكراً و لكن النوم قد جافاه أساساً، حينما ظن أن خطته تسير بشكل سلس دون أن يشعر أحد و لكن تلك الأخيرة أفسدت كل شئ، صرخ بغيظ كطفل صغير و اردف بيأس بصوت مسموع:" تباً لنساء اوريانول "
فهن سبب تعاسته دائماً إتداءً من والدته و إنتهاءً بهذه الأخيرة!


أغلق عينيه و هو يتذكر ليلة البارحة
" لا تبدوا مرتاحاً يا سيدي !" خرج صوتها ساحراً و هادئاً كأنه همس النسيم.
ألتفت لجانبه ليلاحظ تلك الشقراء ذات العينين الخضراوتين الساحرتين و البشرة الناصعة البياض تقف بجانبه متباهيتاً بثوب أصفر، كان جمالها ملاحظاً و لافتاً للنظر! و نبرة الثقة في كلماتها كانت واضحة،
"عفواً" أجاب آلان بإنزعاج و حذر
"لماذا توترت يا عزيزي ؟!" قالت بمرح
نظر آلان ليدها و لاحظ السوار الأحمر، انها احدى المرشحات بالطبع، و لكنه كان متأكداً بأنه رآها في مكان مع ذلك لا يستطيع ان يتذكر!
"ما الذي حدث لك يا ابن عمتي لم أعهدك أبلهاً لتلك الدرجة" قالت بمرح حاولت ان تظهره واقعياً بالقدر المستطاع
بالطبع لقد عرفها انها هي، ملامح السخرية و الغرور ذاتها مستحيل ان تتغير، تلك
السخرية التي يتميز بها آل اوريانول أهل والدته!
"أريانا أوريانول!؟" قال آلان بتردد
"أجل ما الذي حدث لك ألم تتعرف علي!؟ هل كبرت لتلك الدرجة!؟" قالت بسخرية
"بالطبع كان علي ان اتوقع من تكون مرشحة والدتي العزيزة" قال آلان بسخرية و هو يراقب قريبته بإنزعاج
" اوه أجل فقد رحب والدي كثيراً بإرتباطنا فهو يرى فيه الكثير من الخير للبلدين!" قالت آريانا
"و أنتِ بالطبع سعيدة بهذا الإرتباط!؟" سأل آلان بسخرية
"لا أجد فيه أية عيوب يا عزيزي بل ان حسناته أكثر من سلبياته" قالت بمرح
"حتى ان علمتي انني افعل هذا على مضض و أن قلبي تركته في مكان آخر!؟" سأل بوضوح
"تكبر و تنسى ثم اننا مع الزمن سنحب بعضنا لا تقلق" قالت أريانا
راح يرمقها بقلق و هو يلعن الساعة التي خطط فيها و ابعد بقية المرشحات كان بإمكانه ان يختار منهن على الأقل و بعدها يبعدها عنه بسهولة و لكن هذه مستحيلة! و تبدو مصممة تماماً!
بحث حوله عن منقذته و لكنه لم يجدها لأول مرة شعر بالضياع من دونها إنه يحتاجها حوله!!
ليلتها عاد لغرفته يائساً كطفل فقد لعبته، لم يستطع النوم فهو كان يتخيل انه سيتزوج قريبته تلك و تصبح حياته بائسة تماماً كحياة والديه!!


راحت آرتميسيا تمشط شعرها بهدوء، فقد ظنت أن آلان إستسلم للمرشحة الأخيرة، و انه بخير لدرجة انها عادت لمنزلها تلك الليلة، فقد كانت تشعر بالراحة .
"صباح الخير يا أميرتي الصغيرة" قالت والدتها و التي دخلت لغرفتها و هي تحتضنها
"صباح النور" ردت آرتميسيا بخجل من دلال والدتها، و سألت بجدية:" هل جدي في الجوار!؟"
"أوه بالطبع يا زهرتي إنه على طاولة الإفطار" قالت والدتها
"أرجوكِ يا والدتي سأخرج من الباب الخلفي، قولي له بأن الأمير يتوقع عودتي للقصر" قالت آرتميسيا برجاء
"و لكن يا عزيزتي إنه جدكِ ألقي عليه التحية فقط" قالت والدتها ناصحة
"أعلم يا والدتي و لكن لا أستطيع أن ارى تجهمه و ان استمع لإنتقاداته ليس هذا الصباح، فالأمور في تحسن في القصر لا اريد لمزاجي بأن يتعكر" قالت آرتميسيا برجاء
"اوه يا صغيرتي اتمنى لكِ راحة بال دائمة، لا بأس ان كان كذلك" قالت والدتها بإستسلام


قربانٌ للأميرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن