إختبأ البدر بوقاره المعتاد خلف الغيوم الهائجة، و تبعها صرير صم الآذان و بريق خطف الأنظار و تلى كل ذاك القطرات، رفعت آرتمسيا رأسها للسماء المتلبدة بالغيوم
"تباً لكل شئ" صرخت في غضب
إنها غاضبة من والدها و غاضبة من آلان و غاضبة من كل شئ! فكرت ان تعود للمنزل و لكنها علمت أنها ستصطدم بوالدها هناك و بجدها بالطبع.
"آنسة روسنتر"
إلتفتت آرتميسيا لمصدر الصوت، و هناك لاحظت ألكسي بإبتسامة جذابة و بوجهه الطفولي المريح و شعره الأشقر المبعثر
"ما الذي تفعلينه هنا!؟" سألها بقلق
رمقته بإنزعاج، و التزمت الصمت و قررت أن تتجاهله و تهرب بعيداً فهي في مزاج سئ تماماً
"انتظري أرجوكِ يا آنسة روسنتر" قال برجاء
"ماذا!؟" أجابت بحدة
"ما الذي حدث هل أنتِ بخير!؟"
تنهدت قالت بتعب:"ألكسي هل يمكنك ان تأخذ مكاني لفترة!؟"
"بالتأكيد يا آنسة روسنتر بالتأكيد" قال بسرعة و أكمل:" و لكن ما الذي كنتِ تفعلينه هنا!؟"
"لا شئ كنت أنظر للسماء" قالت بهدوء و أكملت طريقها"ان الناس يغلون في غضب يا سيدي انهم جياع" قال جيرالد روسنتر بقلق و هو يقرأ الرسالة التي بيده
"ماذا تقصد يا روسنتر لا أفهم!؟" قال الملك بصدمة
"حسناً يا سيدي ان الرسالة تتكلم عن أعمال شغب" قال جيرالد بتردد
"قلها يا روسنتر قلها تقصد ثورة" قال الملك في غضب و هو يضرب الطاولة بقبضته
"أرجوك يا والدي العزيز إهدأ" هرع إليه مايكلين و هو يهدئه
"من هو المتسبب في هذا!؟" سأل الملك في غضب
"في الحقيقة يا سيدي..." راح جيرالد روسنتر يشرح بتوتر
"لا تخفي عني شيئاً يا روسنتر " صرخ الملك بغضب
"ان الناس يشتكون من الضرائب المرتفعة و غلاء المنتجات و خصوصاً مع قلة محاصيل العام فالجفاف أكل المحاصيل و الجوع تمكن من الفلاحين و أنهكهم " شرح جيرالد
"تباً لهم لا أسمح لأحد بمعارضتي خصوصاً هؤلاء الفلاحون المتشردون" قال جيرالد بقلق
"و لكن سيدي ان الأوضاع في العاصمة اسوأ من الريف فالأزقة مليئة بالفقر و الجوع و التشرد و المرض و سرعان ما سيسمعون عن أعمال الشغب و سيحاولون تكرارها و تقليدها" قال جيرالد بقلق و أكمل بتردد:" علينا أن نلبي لهم مطالبهم بعضها على الأقل"
"كلا هذا مستحيل ليموتوا من الجوع يبدوا ان حد السيف لم يعد يخيفهم" قال الملك في غضب و أكمل:" قل لي بصراحة هل للأمر علاقة بصهري!؟"
"كلا يا سيدي لا علاقة بأريانولا" قال جيرالد بسرعة و أكمل بتفكير:" و لكن!؟"
"و لكن ماذا!؟" سأل الملك في قلق جنوني
"لقد كان هناك اسم اخوية محددة يتردد اسمها في الأنحاء" اردف جيرالد
"ما هي هذه الأخوية!؟"
"لسنا متأكدين يا سيدي و لكنهم يسمون أنفسهم أبناء النهاية و لا نعرف عنهم شيئاً"
"ماذا!؟" صرخ الملك في إنفعال و أكمل بتهديد:" اسمتع إلي لن يعلم أحداً بأعمال الشغب في الريف اريدكم ان تحرقوا الريف بأهله"
"و لكن يا سيدي .." صرخ جيرالد في صدمة
"تباً لك يا روسنتر" قاطعه الملك و أكمل بعنف:" هذا أمر و ان لم ينفذ فسوف أقلب كل شئ فوق رأسك و رأس أسرتك"
اخفض جيرالد رأسه بيأس و طاعة و قول بصوت شيه مسموع:" كما تأمر يا سيدي"
"و لا تنسى ان تبحث عن قصة تلك الأخوية و نهايتهم ستكون على يدي" قال الملك بتهديد
أنت تقرأ
قربانٌ للأمير
Historical Fiction"من هي تلك الفتاة الأنيقة ذات الشعر البني التي تقف بجانب الأمير؟!" سألت احدى السيدات "هل هذا سيفاً الذي تحمله على خاصرتها؟!" سألت سيدة أخرى "هل هي عشيقة الأمير؟!"سألت الثالثة "عشيقته ؟! هذا مستحيل" أجابتهن صاحبتهم الرابعة بسخرية "من تكون اذاً؟!"سألت...