كالشطرنج

18.9K 1.1K 79
                                    

راحت آرتمسيا تتجول في أروقة القصر و هي تفكر بشكل جدي بما حدث صباح اليوم!! فقد تقدمت منها الأميرة آريانا بتوتر
"مرحباً يا آنسة روسنتر" قالت الأميرة
"أهلاً" ردت آرتميسيا بحذر
"أرجوكِ إعذريني عما بدر مني سابقاً لقد كنت جاهلة" قالت آريانا بأدب في غير محله
"لا بأس أيتها الأميرة، أرجوكِ اعذري انفعالي فأنا هنا أقوم بواجبي فقط و لا أقصد إهانة أحد" قالت آرتميسيا بشكل آلي
"اوه لقد انتهى و أنا أتفهم الوضع حقيقتاً" قالت آريانا بعدما مدت يدها في مبادرة منها: "لنقل أنها مبادرة سلام يا آنسة روسنتر ما رأيكِ!؟"
نظرت آرتميسيا ليد الأميرة بشك و راحت تحلل الأمر بشكل سريع، و لكنها بادرت هي الأخرى بالمصافحة، لتكن مبادرة سلام و لكن لا شئ أكثر من ذلك، علاقتها ستكون سطحية بالفتاة فهي لا تحتاج أكثر من ذلك!

أكملت سيرها في الممرات، و وقفت أمام باب الملك بجدية، طلب منها الحارس بالدخول على الفور بعدما أعلن عن وجودها.
راحت تراقب ملامح والدها المتوترة! علمت أن الموضوع الذي استدعيت لأجله لن يروقها !!
"حسناً لقد استدعيتكِ لموضوع مهم و حساس جداً" قال الملك بهدوء و أكمل و هو يبحث في وجهها عن ردة فعل معينة كل ما لاحظه هو الحذر الواضح! أكمل:" إن الأمر متعلق بزواج ابني فأنا سأوافق على هذا الزواج الغير متكافئ سياسياً"
نظرت له آرتميسيا بصدمة!! فقد كان هذا آخر ما توقعته، و لكنها سرعان ما خمنت أن في الأمر حكاية لن ستكون عواقبها وخيمة على آلان عليها ان تستعد للأمر.
"و ما هو المطلوب مني !؟" قالت آرتميسيا بشئ من العجرفة
"المطلوب أيتها الآنسة الصغيرة أن تصنعي من ابني جاسوساً على أوريانولا و لكن من دون أن يشعر بشئ!" قال الملك بهدوء
"ماذا!؟ و لكن كيف!؟" سألت آرتميسيا بصدمة
"يا ابنتي في حال زواج الأمير ستسحبين منه المعلومات كونكِ أقرب المقربين منه" قال والدها بلطف محاولاً تهدأتها
مظرت لهم بصدمة!! حتى والدها لقد اقحم في اللعبة، و لكن لماذا!؟ لماذا على هؤلاء الحمقى معاملة الأمير على أنه أداة دون مشاعر !؟دمية تؤدي دورها في الحياة!؟ إنه إنسان بمشاعر و أحساسيس و أحلا و طموحات، ألا يمكنهم ان يضعوا هذا في الحسبان!؟ هل أنانيتهم أوصلتهم لهذه الحماقات!؟
"عذراً يا جلالة الملك علو وقاحتي و لكن واجبي و أخلاقي لا يسمحان لي بأن أتصرف على هذا النحو، كما أنه ليس من حقي أساساً ان اتلاعب بحياة سيدي الأمير و استغل ثقته فيّ" قالت آرتميسيا بحزم
"يبدوا أنكِ تريدين أن تعزلي منصبكِ يا عزيزتي" قال الملك بهدوء، أما والدها توترت ملامحه فوق توترها حينما سمع كلماتها
نظرت لهم بهدوء و برود قاتل و قالت بعد تفكير عميق:" حسناً ما دام الأمر كذلك فأنا سأستقيل و أخبر سيدي الأمير بما طلبتموه مني قبل قليل"
"أيتها التافهة ما الذي تريدين الوصول له" صرخ الملك بغضب و أكمل:" هل تريدين أن تصلي لحبل المشنقة بمعارضة أوامري هذا أمر و ليس طلب"
"أجل لا يهمني سواء عزلت أو سجنت أو شنقت في كل الحالات سأخبر مولاي الأمير بالأمر فهو عليه أن يعرف هذا والدي و هذا ما ربيتموني في هذا القصر عليه" قالت بهدوء
"تباً" صرخ الملك بغضب و أكمل:" يا لكِ من عنيدة!"
"المعذرة يا مولاي و لكني أقوم بما يفرضه الواجب علي فليس من ظمن واجباتي التلاعب بعقل سيدي" قالت بهدوء
"حسناً هذا يكفي" صرخ الملك و هو يحك رأسه بتعب و أكمل:" انسي الأمر يمكنكِ الإنصراف"
خرجت آرتميسيا من الغرفة بهدوء، اخيراً إستطاعت أن تتنفس بشكل طبيعي، فقد كانت متوترة جداً في الداخل و غاضبة فعلاً، إستطاعت أن تتحكم بأعصابها بشكل ما و تهربت من هذه اللعبة بنفس الطريقة التي هربت فيها من لعبة الملكة!

قربانٌ للأميرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن