كل شئ كان هادئ، هادئ أكثر من اللازم، هادئ حتى الجنون، هادئ حتى الإنفعال، هادئ حتى الغضب و هادئ حتى الثوران ، كل شئ كان هادئ سوى روحها و قلبها الذي راح يخفق بسرعة حصان !
راقبت آرتميسيا الهدوء الذي أمامها و الضحكات البغيضة و الكلمات المجاملة المنافقة، لا تكاد تصدق كيف يمكن لهؤلاء القوم يتلونوا هكذا، انهم أمكر من الحرباء في تلونها!
كانت تراقب ملامح آريانا و هي تضحك بسعادة، لقد اقترب زفافها !! لقد علمت آرتميسيا كم كان آلان على حق، لقد استطاعت ان تفهم اخيراً شخصية تلك الفتاة، انها تلهث خلف مصلحتها كاللاهثين خلف الذهب! فبنات أوريانول لا يعرفون طريق الوفاء! لقد كان سهلاً عليها ان تخون آلان مهما كانت علاقتهم في أقرب فرصة! انه قبل ان يكون خطيبها يعد ابن عمتها! و لكن من هو اسوأ منها اوه صحيح انه والدها خال آلان!
لقد كانت تضحك بفخر فهي ستتزوج المختار المعظم! تباً لذلك المختار و تباً لهذا المجتمع المنافق و تباً للشعب المغيب، لقد غسلت أدمغة الجميع! و تباً لجدها هو الآخر!تتذكر جيداً كيف استطاعت ان تتملص من كل شئ فهي حينما اختبأت أسفل الدرج لاحظت نزول أحدهم! كانت ستهاجمه بسيفها استعدت و اشهرت به، و لكنها شعرت بأحدهم يجرها و هو يكتم فمها!! قاومت بشدة ركلت و ضربت يعنف!
"هل هناك أحد!؟" صرخ أحدهم من الأعلى
" كلا المكان فارغ"قال الغريب و الذي ميزت آرتميسيا نبرته الخبيثة فوراً
"اتركني" صرخت و هي تبعده عنها و اكملت بشك:" الست من المفترض ان تكون ناحية الشباك"
" لا تقلقي لقد تركت رجلي ينتظره هناك" قال مايكلين بهدوء و الذي لم يفلح في ابقاءه فملامحه كانت مضطربة تماماً، و بقايا دموع في عينيه واضحة !، لم تفهم سبب حزنه و لكنها تراجعت عن اندفاعها قليلاً بالرغم من خوفها قلقها.
"لقد جرح والدكِ" قال لها بغصة
نظرت له بهلع و بسرعة قالت بإندفاع:" ماذا تقصد ما الذي حصل تحديداً!"
"لقد هاجموا غرفة الملك و تمكنوا منه" قال و هو يشيح بنظره و اكمل:"لقد جرح والدك و تم اعتقاله و لكنه على ما يبدوا بخير"
نظرت له بصدمة و سألت "لا أفهم من فعل ذلك!؟ الثوار !؟"
"أبناء النهاية حرضوا الثوار مستغلين الشائعات الأخيرة" قال بهدوء و أكمل بحقد:" المختار المزعوم فعلها بالطبع يجب ان يكون هو من يضفر بالنصر"
نظرت له و القليل من الدموع تجمعت في عينيها، و قالت بهدوء:" ماذا عن آلان!؟"
"انه في مكان آمن لا أستطيع ان اخبركِ بالكثير من التفاصيل، فأنا سأكشف نفسي لأبناء النهاية و سأهرب" قال بهدوء و أكمل و هو ينظر مباشرتاً في عينيها:" أريدكِ ان تكوني هنا نحتاجكِ هنا"
"ما الذي سأفعله هنا!؟" قالت بإنزعاج و قالت بإندفاع:" سأذهب معكم يجب ان نجد حلاً لكل هذه المهزلة "
"أعلم و لهذا أحتاجكِ هنا، كما انكِ ان تركتي القصر ستعرضين عائلتكِ للخطر" قال بهدوء و أكمل بجدية و هو ينظر مباشرةً في عينيها:" سأعود لأخبركِ ما هو مطلوب منكِ الآن كل ما هو مطلوب منكِ هن ان تدعي انكِ لا علاقة لكِ بآلان"
"هذا مستحيل!" قالت بإنزعاج
"صدقيني هذا لصالح الجميع" قال بسرعة و أكمل:" أحد الحمقى يراقبني و اريده ان يراني و انا أهرب مع آلان"
"و لكن لماذا!؟" قالت بإنزعاج
"كل شئ لأجل صالح الجميع، افعلي ما أطلبه منكِ الآن" قال بسرعة و هو يتركها
أنت تقرأ
قربانٌ للأمير
Historical Fiction"من هي تلك الفتاة الأنيقة ذات الشعر البني التي تقف بجانب الأمير؟!" سألت احدى السيدات "هل هذا سيفاً الذي تحمله على خاصرتها؟!" سألت سيدة أخرى "هل هي عشيقة الأمير؟!"سألت الثالثة "عشيقته ؟! هذا مستحيل" أجابتهن صاحبتهم الرابعة بسخرية "من تكون اذاً؟!"سألت...