نظر مايكلين لساعته بقلق! لا يعرف كيف طاوع آلان في خطته؟ كيف سمح له بالخروج أخيراً بل و خارج البلاد و عرفه على البقية! لقد بدت خطته جيدة و لكن و هو يقف بشكل سري في الغابة القريبة من أوريانول لا شئ يبدوا جيد! فللمرة الأولى يقف وقفة المتفرج و يترك زمام الأمور لآلان! كما توقع لقد كان قائداً بالفطرة يمتلك الجاذبية المطلوبة ليكون قائداً، لديه الأسلوب! و يحب أن يفكر مايكلين بأنه لديه الأسباب الشريفة الصالحة ليكون قائداً! لا يريده ان يحيد عن هذا و إلا أصبح نسخة مصغرة عن أبيه! تذكر مايكلين كيف إستطاع آلان بإقناعه! فقد لمعت عيناه بإشراق حينما خطرت له تلك الفكرة! يدرك ان اخيه عفوي تماماً و ما يفكر فيه ينجلي تماماً على ملامحه، لم يعرفه الناس جيداً! لو عرفوه لعلموا انه لا يعرف كيف يكذب فإن كذب سيظهر هذا عليه واضحاً، سيقول ما في قلبه بالرغم من انه مجامل بارع! مشكلته أنه أناني، و لا يفكر سوى بنفسه ! و لكنه الآن يقوم بأمر عكس ذلك ها هو يضحي بنفسه
"لأكن الطعم اذاً يا مايكلين!" قال آلان بحماس
"هل جننت؟!" قال مايكلين بإستهجان
"بل على العكس تماماً" قال بثقة
نظر له مايكلين بهدوء و أردف:" ما الذي تفكر فيه؟!"
"في الفترة الأخيرة قرأت الكثير من الكتب! خصوصاً كتب الفلسفة و تحديداً الفلسفة السياسية كما ترى، و قد قمت بزياراتي الخاصة للقرى المجاورة و بعض المدن بشكل سري" قال آلان بهدوء
"متى...؟" سأل مايكلين بغصة
"سرقت المفتاح الإحتياطي ، أعتذر لذلك و لكني كنت بحاجة للخروج لأفهم" قال ببرود
نظر مايكلين براحة و فخر لأخيه انه يتصرف على نحو جيد و لكن اذا دار في الأنحاء هذا يعني انه عرف من هو المختار!! هذا مستحيل هل عرف فعلاً من هو المختار؟! راح يراقب أخيه الصغير الذي راح الحماس يشع من وجهه انه ذكي و لكنه كسول لا يستخدم ذكاءه إلا اذا احتاجه فعلاً
"و الذي توصلت له؟!" قال مايكلين و إبتسامة جانبة إرتسمت على وجهه
"لقد فهمت بأن الأخوية لا تختلف عن أبي في شئ! فهي تجعل الناس يضطهدون بعضهم البعض لتفرض سيطرتها!!، و قد سرقوا ممتلكات الكثيريين بإسم الإشتراكية، ففي القزية المجاورة أعجبتهم أرض أحد الفلاحين فقاموا بتطهيره على حد قولهم ،سألت ابنه فقال بأنه تعرض لضرب مبرح لحد الحرق بتر أحد أطرافه ليمتلكوا الأرض، و حينما امتلكوها خرج من جلسات التطهير منبوذاً من مجتمعه! انهم يحولون الناس لشياطين" شرح آلان
تنهد مايكلين و قال:" لقد فهمت كل شئ يا آلان فقط من زياراتك ؟!"
"لا تستنقص من زياراتي للحانات ففيها يفصح المرء عن مكنونات قلبه!، فقد فهمت ان الكثيريين غير راضيين عن الوضع الجديد و لكنهم يريدون ان يعيشوا لذلك فضلوا الصمت على النبذ!" قال بهدوء
"و قد نستفيد من بعض هؤلاء" قال مايكلين
"في مرحلة لاحقة" قال آلان بتفكير
"لقد قام ابناء الأخوية بإستغلال نفوذهم بشكل سري ليحصلوا على ما يحبون من ممتلكات و اراضي، و على ما يبدوا ان المختار..." قال آلان بهدوء و توقف
راح مايكلين يراقب تغير ملامحه للثقة للتردد و الغضب، انه يخاول ان يتعايش مع الأمر دون غضب لا يريد أن ينهار مجدداً، يريد ان ينتقم و لكن لا يريد ان يحول المسأله شخصية فهو سيفقد عقله ان فعل!
"آلان كل شئ يحدث لسبب، و المصائب تظهو معدن الفرد، لقد عرفت عدوك من صديقك و هذا ليس وقت التحير و الغضب لقد عدينا هذه المرحلة يجب ان نبدأ بالعمل ما دمنا نعرف من يكون" قال مايكلين مشجعاً
"أجل أعلم" قال بغصة و أضاف:" بالنسبة للخطة، دعنا نساوم خالي دونان يشعر"
"كيف؟!" قال بهدوء
"تقدمني له مقابل رجالك " قال بهدوء، و أضاف:" كأنك ستخونني"
"هل جننت؟!" صرخ فيه مايكلين
"سأجعله يقدمني للمختار و بالتأكيد سيطلب مقابل كبير لهذا و هناك ستكون مستعداً لإنقاذي منه دون ان تفضح نفسك" قال بهدوء
"ان كنت تريد مواجهة المختار لماذا لا تذهب اليه مباشرة" قال مايكلين بهدوء
"لأنني لن أقابل المختار بعد ستنقذني في منتصف الطريق و لكنك ستجد طريقة تهربني بها دون ان يشعروا بأنني خرجت" قال بهدوء
" ان هذا خطر جداً" قال مايكلين و هو يفكر
" أجل و لكن هذا سيوقع خالي في مشكلة مع المختار و ستسترجع رجالك" قال بسرعة
" أجل فلهؤلاء الرجال أهالي ينتظرون عودتهم" قال مايكلين بقلق
" اطلب الكثير من الأسحلة مقابل تسليمي " قال آلان
نظر له مايكلين بتفكير و بعدها قال:" أنا موافق و لكن يجب ان نقابل الجماعة قبل ان نباشر بأي شئ ، كما انني يجب ان ارسل رسالة للقصر!
نظر آلان لمايكلين بلهفة ، فهم مايكلين نظرته الهائمة:" انها بخير لا تقلق"
"هل توصل رسالتي لها!؟" قال بهدوء
"سيكون مجازفة و لكن ستكون المرة الأخيرة و لن تحصل على الرد" قال مايكلين بحزم
"أجل أفهم" قال آلان بلهفة الأطفال
أنت تقرأ
قربانٌ للأمير
Исторические романы"من هي تلك الفتاة الأنيقة ذات الشعر البني التي تقف بجانب الأمير؟!" سألت احدى السيدات "هل هذا سيفاً الذي تحمله على خاصرتها؟!" سألت سيدة أخرى "هل هي عشيقة الأمير؟!"سألت الثالثة "عشيقته ؟! هذا مستحيل" أجابتهن صاحبتهم الرابعة بسخرية "من تكون اذاً؟!"سألت...