كان يعتقد ان الليلة سينام بهدوء فقد استطاع ان يطل في ملامحها الباردة، هدؤها الغارق في الصمت، شفتيها المتدليتان في تكشيرة، شعرها للمرة الأولى في حياته يراه متبدلي بحرية، كانت والدته جميلة و لكن قبح أفعالها جعل الكثيرين يرى يراها قبيحة! نظر لها للمرة الأخيرة و هي في نعشها الذهبي و ثوبها الأسود دون ان ينهار، دون ان يحبها و دون ان يكرها، حزين لفقدها و قد ادرك ان حزنه نابع من أحلامه تكون له أماً حقيقية! و لكن هيهات فقد رحلت و تركته شاباً يتوق لأحلام طفولية!
راح يراقب نظرات والده المرتاحة، الذي كان سعيداً جداً و مرتاحٌ كثيراً يضحك بصوت عالي و مستفز، فقد ارتاح من هذه التي نغصت عليه متعة حياته، هل يا ترى يبحث له عن زوجة جديدة!؟ او ربما عشيقة أو حتى عشيقتين ما المانع فهو الملك و الأحمق الذي سيعترض على تصرفاته!امتعض آلان من عدم مبالاة والده! شعر بالإشمئزاز من راحته، كلاهما عانى من المرأة و قد يكون آلان قد تجرع سمها أكثر من والده و لكنه لم يستطع ان يحتفل بوفاتها كما فعل.لا يعرف لماذا و لكنه يشعر بأن والده بوفاة والدته فقد الكثير من وقاره او بالأحرى خذره و راح يتصرف بطيش كالمراهقين!من الناحية الأخرى وقفت آريانا بوجه ذابل و قوب أسود رغم أناقته إلا أنها ظهر رثٌ و مبعثر! للمرة الأولى شعر آلان بالشفقة عليها، فقد كانت صادقة في حزنها، كان حزنها نابعاً من روحها، فقد كانت كمن فقدت أماً.
وقف والدها بجانبها بجمود قاتل، بطوله الفارع ، شعره الأسود الذي ارجعه للخلف بترتيب و دقة و عيناه الصغيرتان الزرقاوتان، كانتا تتأملان كل التفاصيل بدقة، هذا الرجل الذي يحذره الجميع! ملك أوريانولا جيفرد أوريانول، حينما وصل كان والده قد أعد له استقبالاً عظيماً حتى أن الجنازة نفسها كانت على شرفة! و مع ذلك لم يبذل والده جهداً لإخفاء راحته من وفاة الأخيرة! لا يزال يعيش هذا الرجل على أطلال عظمة مملكته الماضية و التي خسرت كثيراً من مجدها مؤخراً! فلم يكن والده يعمل لهذا الرجل اعتباراً سوى بسبب مكانة دولته، كل شئ في نظر هذا الملك خلفة مصلحة و ربح لا يحب احداً حتى ابنته يكاد يجزم البعض انه يعتبرها ورقة رابحة في حياته يريد ان يستغلها!! رجل آخر يعيش ليحكم ، ربما لا يختلف كثيراً عن والد آلان ، كلاهما يعيد كرسيه حتى الثمالة! و ان خاله أكثر خبثاً .
إلتفتت خلفه ليتأكد أنها هناك، تقف خلفه لتحميه لكي لا يقع مجدداً !! كانت تقف خلفه بحذر و ترقب و حزن خفيف لمس ملامحها! لقد عادية الملامح و لكنه لا يستطيع ان يبعد عينيه عنها ابداً حتى في غمرة خزنه هذه!؟ انها ساحرة انها ساحرته هو!
"أين ألكسي!؟" سأل بهدوء
"هناك" أشارت آرتميسيا للشاب الذي وقف بملابس الحداد الأنيقة
"جيد إنه هنا" قال براحة، يعده من أعز أصدقاءه و يحتاج وقوف هذا الآخر قربه !
راح آلان يتلفت حوله بإستغراب
"أين أخي!؟" سأل بإستغراب
" خذا غريب كان هنا قبل دقائق" قال آرتميسيا و هي لا تفهم كيف يمكن لهذا الشخص ان يختفي بهذه السرعة! لا تدري لماذا!؟ و لكن شكها يزيد به! و تكاد تجزم أن هذا الشخص له يد في مقتل الملكة!! و مقتل قاتلتها!!!!
أنت تقرأ
قربانٌ للأمير
Historical Fiction"من هي تلك الفتاة الأنيقة ذات الشعر البني التي تقف بجانب الأمير؟!" سألت احدى السيدات "هل هذا سيفاً الذي تحمله على خاصرتها؟!" سألت سيدة أخرى "هل هي عشيقة الأمير؟!"سألت الثالثة "عشيقته ؟! هذا مستحيل" أجابتهن صاحبتهم الرابعة بسخرية "من تكون اذاً؟!"سألت...