تنفس آلان الهواء الذي دخل لرئته براحة، اخيراً عفى عنه مايكلين و سمح له بالتجول قليلاً و لكن بشروط:" لا تبتعد كثيراً، لا تثير الشكوك حولك، و فكر"
مجدداً يطلب منه التفكير، و هو لا يجيب على تساؤلاته! و تفكيره المفرط سيجعله يجن! لا يعرف ما يريده، كل ما يعرفه هو أنه يريد حريته فسجنه الأخير جعله يجن، قيده عن التحليق! و هو يريد أن يحلق، كم يفتقد برجه الأثير ! و حانة الديك الذهبي، و متعته في المقامرة في مصارعة الديوك، و إعتراضات آرتميسيا!آرتميسيا كانت هي كل ما يفكر فيه، ملأت عقله ليل نهار، صوتها يرن في إذنه، عينيها و وجهها و شعرها و كل شئ فيها! كان في لحظات يأسه يتخيلها تتجسد أمامه تصبره بغضب أو تنهره حينما يتكاسل عن التفكير كما كان مايكلين يحثه!
مع ذلك هو لا يزال لا يعرف ما يريده ، لا يزال يفكر بأنانية ينغمس في أحلامه الخاصة و ينسى كل شئ آخر! لطالما تخيل آلان انه لو تخلص من والداه سينال حريته! و لكنه تخلص من والداه و مع ذلك لا يزال مقيداً لا يقوى على تحقيق أحلامه! لم يفهم حتى الآن لماذا يجب أن ينقذ الشعب !؟ و من من تحديداً؟! فقد تم انقاذهم من والده فعلاً و تخلصوا منه كونه أميرٌ كسول مستهتر! فهو قد وصل لمرحلة الإستسلام فعلاً! هدأ إنتقامه قليلاً و على ما يبدوا ان هذا ما جعل مايكلين يسمح له بالخروج.
وضع قدمه على العشب الرطب براحة، لاحت له الكثير من الأفكار و أهمها فكرة الهروب! انه سيهرب من ما يقيده لن يواجه مخاوفه! فهو مراوغ ، ليس جباناً انما فقط كسول لا يريد ان يواجه!!
سرعان ما نفض رأسه من تلك الأفكار أكمل سيره لأقرب قرية، فما دلف إليها لاحظ السكينة التي عمتها و النشاط الواضح على الناس ، لقد بدأو يقفون على أقدامهن مجدداً يبدون سعداء! تذكر رحلته التي قام بها سابقاً! لا يذكر تحديداً لماذا و كيف بدأ تلك الرحلة؟! اوه صحيح ما فعله والده بهم، صحيح كان سيصلح غلطته، كان سيتحمل المسؤولية! و لكن ها هو يتحملها بشكل معاكس! من هذا الذي كذب بإسمه !؟ تذكر إنتقامه و عودته للعرش! فمنذ شهر كان يصرخ بتلك الفكرة، ضحك كثيراً على نفسه هو ينتقم و يعود للعرش هذا مستحيل! العرش ملكه!؟ متى كان عاشقاً لهذا العرش!؟
لاحظ طفلة تلعب قرب والدتها التي راحت تحيك معطفاً فالشتاء على الأبواب، تذكر رحلته مجدداً، تذكر الأم الثكلى التي دفنت صغيرها! صحيح كانت تلك غيرت فكرته تماماً سابقاً ، ما المختلف الآن!؟ ان الناس سعداء! لماذا يجب ان يغير هذا!؟ لا يعرف من يحكمهم و لكن يدرك انه شخص جيد الناس يضحكون بأمل و هذا واضح من وجوههم ! كل ما يشعر أنه يريده الناس هو أنه يريد أن يخطف آرتميس من ذلك القصر و أن يذهب معها في رحلة طويلة جداً حول العالم.أكمل طريقه و لاحظ وجود مجموعة رجال يشرعون في بناء منزل صغير و هم يرفعون الحجارة
"أنت هناك ساعدنا" قال له أحد الرجال
"أنا!؟" سأل و هو يشير على نفسه
"أجل أنت" قال الرجل بمرح
نظر لهم آلان و شعر أنه لا ظير من مساعدتهم ففي المحصلة والده أحرق قراهم
"هل أنت من هنا!؟" سأله أحد الرجال
"كلا" قال بهدوء و تردد
"تبدوا لي من أهل المدن" قال له رجل آخر
مر بجانبهم رجل بترت ساقه يسير بجانبه ابنه
" المسكين باولوا" قال أحدهم بأسى و أكمل:" لقد تمكنت منه الشياطين"
نظر لهم آلان بإستغراب! شياطيين!؟ ما الذي يتحدث عنه هؤلاء القوم الغريبون!!
"لقد طهر المعظم روحه و لكنه لا يزال يعاني " قال أحد الرجال
"ما الذي فعله هذه الرجل!؟" سأل آلان بفضول
"الرجل الطماع رفض أن يتخلى عن محاصيله"
نظر لهم بإستغراب و هو لا يفهم!
"و لكنها ملكه!" قال آلان بإستهجان
راخ القوم يرمقونه بحقد و غضب ، و لكن هو لم يفهم ما يحصل تماماً، لقد كان محبوساً في كوخه لأربعة شهور!
"ابتعد من هنا أيها الشيطان القذر لا تلوث أرواحنا" صرخ فيه الرجل
لم يناقشه آلان كثيراً و انصرف عن القوم و لكنه عاد للكوخ فهو لم يكن يريد ان يثير الشكوك حوله كان متعجباً! هو فعلاً بحاجة للإجابات الآن!! لقد بدى القوم سعداء و لكنه سريعاً اكتشف ثغرة في الموضوع!! شئ غير طبيعي !
أنت تقرأ
قربانٌ للأمير
Ficção Histórica"من هي تلك الفتاة الأنيقة ذات الشعر البني التي تقف بجانب الأمير؟!" سألت احدى السيدات "هل هذا سيفاً الذي تحمله على خاصرتها؟!" سألت سيدة أخرى "هل هي عشيقة الأمير؟!"سألت الثالثة "عشيقته ؟! هذا مستحيل" أجابتهن صاحبتهم الرابعة بسخرية "من تكون اذاً؟!"سألت...