نظرت آرتميسيا لكوب الشاي الأنيق الذي بين يديها و الذي تزين بألوان زاهية.
"ما رأيكِ بهذا الموضوع يا آنسة روسنتر!؟"
رفعت آرتميسيا رأسها بإنتباه و قالت بلباقة:" عذراً أيتها الأميرة لقد شرد ذهني، عن ماذا كنتِ تتكلمين!؟"
ضحكت الأميرة أريانا أوريانولا بخفة و قالت:" ظننت ان جلوسنا هنا سيصفي عقلكِ قليلاً تبدين مهمومة!؟"
"اوه يبدو أن عقلكِ انشغل بأمور السياسة تلك !" قالت احدى الفتيات بجهل وقح
رمقتها آرتميسيا بغضب جعلتها تبلع ريقها و أضافت الفتاة بخوف:" ان السياسة مهمة يجب ان تكون سيدات المجتمع على علم كافي اساساً ليساعدن الرجال"
"انتِ على حق فأنا لا أهمل الأمور السياسية و اركز فيها كثيراً فنحن جزء من هذه المنظومة و نستطيع ان نساعد" قالت الأميرة بثقة
بقيت آرتميسيا مستمعه وسط ثرثرتهن ، و مجدداً شرد ذهنها فهي قد عادت لمنزل والدها البارحة و حدث ما حدث"آرتميس صغيرتي اوه كم أنا سعيدة جداً بعودتكِ" قالت والدتها بسعادة و هي تحتضن ابنتها، ابتعد آرتميسيا بسرعك عن حضن والدتها،فقد امتلأت روحها بالقلق و الغضب و الإستياء! لم تكن في وضع يجعلها قادرة على كبح إنزعاجها
نظرت لها والدتها بعين القلق و سألتها بطلف:" ما الذي حدث لكِ يا صغيرتي!؟"
"أمي أين والدي!؟" سألت آرتميسيا بهدوء
"إنه بالداخل" قالت والدتها بقلق و أكملت بتردد:" و جدكِ هناك"
"لا بأس هذه المرة " قالت آرتميسيا بغير وعي
دخلت بهدوء وجدت والدها جالس مع جدها و الذي كشرت ملامحه بمجرد دخولها و لكنها تجاهلت نظرته تلك و تنهيدة السخرية التي أطلقها بمجرد دخولها
"والدي" نادت آرتميسيا برسمية و آمارات الإنزعاج كانت جلية و واضحة على وجهها الذي انطفأ بريقة
"ماذا هناك يا صغيرتي!؟" سأل والدها بحنان و قلق و هو يستطيع ان يخمن تماماً مدى استياؤها
"هل يمكننا أن نتكلم على إنفراد!؟" سألت بهدوء
رمقها جدها بإستياء، و ضرب عصاته بالأرض تعبيراً عن هذا الإستياء
"ماذا!؟ ماذا تريد الآن!؟" قالت آرتميسيا بإنفعال و قد استفزتها ردة فعله
"أيتها الطفلة العاقة ألا تعرفين كيف تلقين التحية !؟" صرخ الجد بغضب
نظرت له بنظرات منفعله كانت كالتنين الهائج في لحظتها قد تلفض كل شئ أمامها
"ليش وقت التحية تبادل أطراف الحديث لدي موضوع مهم مع والدي سأتحدث فيه معه لا تتدخل في عملنا إنه ليس من شأنك" صرخت آرتميسيا
وقف الرجل الكهل بإنزعاج
"أرجوك يا والدي إهدأ " قال والد آرتميسيا بأدب و هدوء بعدما وقف محاولاً تهدئة الكهل الغاضب و أكمل و هو يوجه نظرات العتاب لآرتميسيا و نهرها بلطف:" آرتميسيا إحترمي جدكِ و لا تقللي تهذيبكِ، يكفي ما قمتِ به اليوم لقد احرجتيني أمام مولاي الملك"
الملك! كانت تلك الكلمة السحرية التي اطلقت كل وحوشها، فقد وصلت لقمة الغضب كانت مغتاضة لدرجة أنها وقفت بصمت، توقف عقلها عن التفكير!! وقفت والدتها خلفها بحيرة، فهي تعلم أن الجميع يضغط عليها هنا و لكن في نفس الوقت ابنتها مخطئة في عصبيتها و تقليلها من قيمة جدها
أنت تقرأ
قربانٌ للأمير
Historical Fiction"من هي تلك الفتاة الأنيقة ذات الشعر البني التي تقف بجانب الأمير؟!" سألت احدى السيدات "هل هذا سيفاً الذي تحمله على خاصرتها؟!" سألت سيدة أخرى "هل هي عشيقة الأمير؟!"سألت الثالثة "عشيقته ؟! هذا مستحيل" أجابتهن صاحبتهم الرابعة بسخرية "من تكون اذاً؟!"سألت...