"آرتميسيا أريد أن أذهب للريف" قال آلان بهدوء و هو ينظر للسقف
"ماذا!؟ أنت تعرف ان الأوضاع خطرة و اساساً هل تعتقد انه بقي هناك ريف!؟ كل ما تبقى خرائب" قالت آرتميسيا بإستنكار
"لا تمنعيني يجب أن ارى بعيني و لا أريدكِ ان تأتي معي لا اريد أحداً معي سأذهب متخفياً بشكل سري" قال آلان بغموض
"آلان أرجوك انك تتصرف بتهور" قالت و هي تنظر في عينيه بقلق
" بل أرجوكِ أنتِ انني بحاجة لهذه الرحلة" قال بهدوء و أكمل "سأغادر الليلة و لن يعلم أحد أرجوكِ يا آرتميسيا ان كنتِ تعزيني ابقي الأمر بيننا"
بعد فترة هدوء و هي تراقب ملامحه المضطربة قالت:" و ماذا عن زفافك انه بعد شهر"
"سأكون موجوداً قبل الموعد انني بحاجة لهذه الرحلة" قال بإصرار
"حسناً ليكن يا آلان و لكن ارجوك ان الوضع خطير اساساً" قالت بعدما تنهدت بقلق و هي تحاول ان تهدأ انفعالاتهافقد فكر كثيراً آلان اليلة الماضية بالموضوع، فهو نفسه لم يعد يدري ما يريده ؟! هناك ذاك الجانب الأناني الغير مبالي الذي عاش معه و أصبح جزء لا يتجزأ منه، حتى حبه و إهتمامه بلآرتميسيا أناني ، و لكن هناك جانب جديد لا يعرف متى حصل عليه! كيف أصبح يلح عليه؟ يتحكم به؟ يخبره انه عليه أن يهتم و أن الدنيا لا تدور حوله! يخبره أن في يده خلاص شعب يخبره أنه يجب أن يقوم بما هو صالح للجميع و أنه آن الأوان أن يتحرك و يهتم!. و لكنه ضائع لا يعرف من أين يبدأ !! فكر ليلة البارحة أن الخطوة الأولى هي أن ينزل من برجع العالي قليلاً بعيداً عن أحلام صباه و يختبر كيف هي الأوضاع على أرض الواقع! فهو يعرف أن والده ليس الملك الفاضل و ان مملكتهم ليست مملكة الأحلام! و لكنه كان دائم يغض البصر أو بالأحرى لم يكن في الصورة تخفى عنه الحقائق و هو لا يتعب نفسه و يسأل عنها!
نظر الملك من شباكه بهدوء و هو يرتشف من كوب الشراب
"كيف هي الأوضاع يا روسنتر!؟" قال الملك براحة
"في الحقيقة يا سيدي ان الخادمة الصغيرة لم تعترف بشئ بعد" قال جيرالد روسنتر بإنزعاج و هو يشعر بإشمئزازه يزيد ناحية هذا الرجل يوماً بعد يوم
"لا بأس ستعترف في النهاية، كما أنني متأكد و موقن أن للفتاة دور في تلك الأخوية التافهة فأنا أعفيت عنها لأنني اريد ان اعرف ما لديها من معلومات" استرسل بعدما أخذ رشفة أخرى من كوب شرابه
"أجل يا سيدي " قال جيرالد بهدوء
"و ماذا عن التمرد!؟" سأل الملك في حماس
"لا يزال الوضع شائك يا سيدي!!"قال جيرالد
"حسناً دعنا نوزع عليهم هبة لتكون بإسم المرحومة لترتاح روحها" قال الملك بسخرية بعدما غرق في ضحك طويل
"و لكن يا سيدي هل تعتقد أنهم سيستسلمون بهذه السهولة!؟" سأل جيرالد بإشمئزاز حاول قدر الإمكان أن يخفيه
"بالطبع فالنقود ستعميهم لفترة كما ترى" قال الملك بهدوء و أضاف و هو ينظر لجيرالد في عينيه:" روسنتر لا أراك متحمساً للفكرة، مؤخراً تبدو منزعجاً من تصرفاتي"
"لا أقصد يا سيدي" قال جيرالد بتوتر
"لا يهمني فأنا أعرف أن كل ما يحصل بيننا هو مصلحة ، فأنت تؤيدني بالمقابل تحصل على إمتيازات جيدة، كما أن عائلتكم قد تقلص حجمها كثيراً مؤخراً و ضعف نفوذها بل اقتصرت على عائلتك الصغيرة فقط و سينقطع نسلكم قليلاً"قال الملك بسخرية و هو يضحك
نظر له جيرالد بصدمة و شعر بغصة في حلقه! انه يسخر منه و يذكره بمكانه! و يذكره بفضاعة أفعاله نظير ضعفه هو شخصياً، قبوله بكل ما يطلب منه! تنفيذه للأوامر مهما كانت سيئة و تضحيته بإبنته و كتابة مستقبلها بحير سام!!
" انظر لحالك اليوم و انظر لنورثإن اليوم اننا نبلغ مجدنا عددنا كبير و نفوذنا واسعة و قريباً ابني سيتزوج لكي لا يتوقف نسلنا " قال الملك بسعادة و راحة و يراقب ضعف حاميه و قلة حيلته
"و أنت تعرف أن والدك هو السبب ! طمعه جعله يجدد العهد بالمزيد من الدم" قال الملك بهدوء
خفض روسنتر رأسه بذل كانوا سيضفرون يوماً و لكن حماقة والده و طمعه جعلهم مهانين اليوم!
أنت تقرأ
قربانٌ للأمير
Historical Fiction"من هي تلك الفتاة الأنيقة ذات الشعر البني التي تقف بجانب الأمير؟!" سألت احدى السيدات "هل هذا سيفاً الذي تحمله على خاصرتها؟!" سألت سيدة أخرى "هل هي عشيقة الأمير؟!"سألت الثالثة "عشيقته ؟! هذا مستحيل" أجابتهن صاحبتهم الرابعة بسخرية "من تكون اذاً؟!"سألت...