إستسلام الحالم الكبير

11.2K 774 31
                                    

نظر آلان للمشهد المقام أمامه! حفلة تافهة أخرى، لا تنتهي حفلات هذا القصر! ، نبلاء يضحكون بتملق، الكثير من الشراب في وضح النهار، و بجانبه وقفت عروسه المستقبلية مترقبتاً الزفاف الموعود  بعد يومان فقط، فقد غسلت دموع فقدها لعمتها.
لم يعد آلان يرى هذه الحفلات المترفة كما كان ينظر لها سابقاً، بل بات يراها بإستحقار و إزدراء! فعلى دماء الأبرياء هم يرقصون و يحتفلون و من طعام الجوعى يأكلون، انه يشعر بالقرف كلما أطل في وجه والده لقد قرر اليوم أنه سيحدثه عن هذا الموضوع ان الأمر جاد! سيقنعه ان هذه مصلحة متبادلة! نعم إنه يستطيع ، سيغير شئ للأفضل ما دام لا يستطيع أن يحصل على الأفضل!

حول نظره لآرتميسيا وجدها تقف على مسافة قريبة تتحدث مع ألكسي، وجدها تبتسم بهدوء! و هو يعلم انه قد آن الأوان ليتركها، بالرغم من ان قلبه كان يحترق فقد راح يقارن آرتميسيا بخطيبته على الرغم من كل شئ لم تكن آرتميسيا كآريانا في عيناه! آرتميسيا شئ عظيم في عالمه! و لكن آريانا فهي عثرة في طريقه! تنهد بتعب و هو يتذكر أحلامه! هي الأخرى سينساها! فأمامه واجبات أكثر و أهم، فأحلامه كآرتميسيا صعبة المنال! و كان عزائه الوحيد ان آرتميسيا تقف أمامه و تبدوا مرتاحة هذا يكفيه! عليه ان يتخلى عن أنانيته قليلاً! عليه أن يصارع نفسه، فهو اليوم يقول بأنه سيستسلم و غداً يعود عن قرارات الأمس!

رفعت آريانا مروحتها الريشية بإنزعاج! مجدداً يتجاهلها و يسرح في آرتميسيا! ما الذي يراه في تلك البشعة!؟، كانت تتمنى لو تستطيع التراجع الآن ! و لكن هذا مستحيل فمنذ طفولتها تم تجنيدها و تدريبها لهذا اليوم! فمهما بذلت من جهد لتقنع والدها أن آلان لن يتلتفت لها مهما صنعت فهو لن يقتنع! سيتجاهلها ببضع كلمات تشجيعية فهو لديه أحلامه الخاصة!، لم يصبرها و يثبتها في الفترة السابقة سوى عمتها ، و لكنها رحلت اليوم و غدت آريانا وحيدة بالرغم من وجود كل عذا الحشم من حولها!
إنه يتنهد بملل و هو يقف بجانبها دون أن يلتفت لها حتى!، زاد الغضب في قلبها على هذا الأمير المغفل، إنه لا يلتفت لها، و جرح كبريائهاو طعنها في أنوثتها و قضي الأمر، هي تحلم بالإنتقام منه ، بالرغم من أنها تعلم في قرارة نفسها أنه ليس بيده ، فالقلب لا يُجْبَر على الحب بل هو يُجْبِر على الحب. إنها تعلم أنها ستدفن شبابها مع شخص لا يريدها و مع ذلك هي قد عاهدت نفسها بأنها ستعيش و تلهو كما يحلوا لها و لن يتدخل خطيبها المغفل في حياتها، و ستبذل كل السبل لتنتقم منه و تذيقه من الكأس التي ذاقت! صبره عليها هي فقط تنتظر يوم الزفاف لتحقق إنتقامها! و لا تدري أنه أساساً يذوق من كأس شبيهة اساساً و عبثاً تحاول الإنتقام!


لقد كانت آرتميسيا تبدو مرتاحة في خارجها و لكن بداخلها الكثير تحاول حله! لقد اقتنع آلان بأن يكلم والده هذا جيد، و هو يتغير شيئاً فشيئاً للأفضل، و لكنه بالمقابل تخلى عن أحلامه و هي تدرك مدى تضحيته! فهي نفسها ضحت بالكثير . و لكن لا يهم كله للصالح العام، فهي من البداية فشلت في الهرب من مهمتها و التملص منها و ها هي اليوم تحاول ان تتغلب عن سلبيتها و تواجه الأمر كالفرسان الشجعان! فهي دائماً ما كانت تبدع في التأقلم عن جبن و سلبية و لكنها اليوم تتأقلم عن شجاعة! فهي تخلت عن كل شئ و لا زالت تقدم التنازلات! في السابق رغماً عنها و اليوم عن طيب خاطر لأجل من تحب!

قربانٌ للأميرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن