هذه الشمس لا تخجل فمجدداً رمت بأسهمها على القصر الأنيق و في احدى غرفه الواسعة، كانت آرتميسيا تغط في نوم متعب! فهي قد استيقظت عشر مرات في الليل ! ليلة البارحة كانت كارثة! كل شئ سار عكس المطلوب!! بالإضافة للكوابيس التي رافقتها، أصبح نومها يشبه الجحيم! فالكابوس ذاته يرافقها في الليالي التي لاتستطيع فيها أن تسيطر على جموح آلان و تهوره!!
فالكابوس متعلق بجدها و بحادثة الغرق !!! دائماً ما تسمع تلك الكلمة تدوي في أذنها
"أيتها الطفلة الغبية" صرخ جدها من قمة رأسه في ذلك اليوم! فهي لم تستعد وعيها إلا في اليوم الثالث من غرقها!! فتحت عينيها على وجه جدها الغاضب، تذكر أنها وقفت بسرعة بخوف من على فراشها
"جدي! أنا..." لم تكمل كلمتها حتى جائتها تلك الصفعة التي قلبت حياتها
"نرسلكِ لتحمي الأمير و في ساعاتكِ الأولى تفشلين" صرخ فيها الجد و هي مرمية على الأرض، رفسها في غضب
"طفلة فاشلة مدللة" صرخ فيها و هي على الأوض تقاوم ألم الرفسة!
"ارجوك يا عمي انها مجرد طفلة ستتعلم مع الوقت" كانت والدتها تنتحب من خلف الباب
"والدي أرجوك، سأعلمها انها مجرد طفلة في الخامسة فقط توقف" كان والدها يصرخ و هو يحاول أن يدخل فقد أقفل الجد الباب عنوتاً دون أن يشعر به أحد و حبس نفسه معها في ذلك اليوم.
ختمها بضربته الأخيرة على ضهرها بعصاته الخشبية و فتح الباب ، دخل والداها بخوف! بينما خرج الجد بكل برود كأنه لم بفعل شئ!!
و منذ ذلك اليوم قررت أنها لن تخطئ ابداً لكي لا تتعرض للضرب مجدداً!! فهي قد احتاجت أياماً أخرى لتتعافى من ضرب جدها لها، فذلك اليوم غيرها كثيراً جعلها باردة و بالطبع غضبها اكتسبته مع الزمن من تعاملها مع آلان.مسحت على شعرها بتعب و هي تتثائب ! فوجودها في القصر ليس امراً غريباً فالغريب اساساً ان تتواجد في منزلها، استيقظت من فراشها و راحت تستعد!
فكانت أحد الأمور التي تهتم بها هي أناقتها بالرغم من كل شئ! فلم تكن آرتميسيا بذلك الجمال إلا أنها كانت عادية جداً ملامحها تنسى بسهولة، بشعر بني مموج و عينان رماديتان باردتان و وجه طفولي صغير و بشرة بيضاء كالثلج، فربما كان بياضها هو الشئ الوحيد المميز بها و شعرها أيضاً !!
إرتدت آرتميسيا ثوبها الأخضر الزاهي بأناقة و رفعت شعرها بقطعة فضية أنيقة و إرتدت حليها و خذاؤها، و أخيراً تقلدت سيفها، لم تبالغ في مظهرها و لكنها لم تهمل أناقته في نفس الوقت!
كانت أناقتها محط سخرية نساء القصر!
"ما فائدة أناقتها هذه و هي لن تتزوج يوماً!"خرجت من غرفتها إلى غرفته وجدت خدمتان و خادم مترددين بالدخول! فتحت الباب عنوة دون أن تطرق الباب حتى و صرخت و هي تفتح الستائر
"هيا إستيقظ يا آلان فوالدك يتوقع وجودك على المائدة"
تحرك الأمير ببطئ من تحت فراشه و راح يتشكى بإنزعاج
"آرتميس أرجوكِ إنني متعب" قال بتعب
"لقد أخبرتك أن لا تخرج ليلة البارحة و لكنك تمسكت برأيك بعناد!" و اكملت و هي تبعد عنه الفراش بغضب:" طلبت منك أن لا تكثر في الشرب و لكنك أنهيت براميل الحانة لوحدك" كشرت بضيق و هي تبعد وجهها عنه:" ان رائحة الشراب لا زالت تنبعث منك هذا مقرف"
"أرجوكِ يا حلوتي فقط ساعة أخرى" قال بترجي
"هيا إستيقظ" صرخت و راحت تنادي الخدم بغضب:" هيا ساعدوه ليجهز "
"تباً انه كالطفل الصغير" قالت في نفسها بإنزعاج!
أنت تقرأ
قربانٌ للأمير
Ficción histórica"من هي تلك الفتاة الأنيقة ذات الشعر البني التي تقف بجانب الأمير؟!" سألت احدى السيدات "هل هذا سيفاً الذي تحمله على خاصرتها؟!" سألت سيدة أخرى "هل هي عشيقة الأمير؟!"سألت الثالثة "عشيقته ؟! هذا مستحيل" أجابتهن صاحبتهم الرابعة بسخرية "من تكون اذاً؟!"سألت...